رؤوس الأموال النسائية بدأت في الهجرة إلى دول مجاورة وهناك من
صفحة 1 من اصل 1
رؤوس الأموال النسائية بدأت في الهجرة إلى دول مجاورة وهناك من
أشارت عضو مجلس إدارة غرفة جدة ورئيسة مركز السيدة خديجة بنت خويلد لخدمة سيدات الأعمال الدكتورة لمى السليمان إلى أن دخول 4سيدات في مجلس إدارة الغرفة احدث نقلة نوعية في ثقافة الغرفة والخدمات التي تقدمها لسيدات الأعمال.
من جهة ثانية أكدت في حوارها مع "الرياض" أن سيدات الأعمال ومنهن أعضاء الغرفة أصبن بإحباط شديد نتيجة عدم تجاوب المسؤولين مع طلباتهن التي عملن عليها منذ عامين بهدف تطوير وتغيير بعض الأنظمة والقوانين التي تحكم استثمارات سيدات الأعمال دون جدوى مما أدى إلى هجرة بعض رؤوس الأموال النسائية إلى البحرين ودبي.
واعتبرت أن غياب المسؤولين عن حضور منتدى السيدة خديجة بنت خويلد الذي نظم مؤخرا في جدة هو دليل على عدم قدرة المسئولين على مواجهة سيدات الأعمال لخوفهم من التصادم مع المجتمع في حالة الموافقة على التغيير.
وأضافت لمى أن قيادة المرأة للسيارة أصبحت الآن ضرورة قصوى للنساء في القرى والهجر ولكثير من الأسر الفقيرة التي تعولها نساء لا يستطعن تلبية الطلبات الأساسية لعائلاتهن لعدم توفر وسائل المواصلات.
@ في البداية ما آخر المستجدات التي تتعلق بدراسات ومتابعات مركز السيدة خديجة؟
- كانت الفكرة عن المركز انه مخصص لتطوير سيدات الأعمال وعندما بدأنا العمل فيه وجدناه لا يستطيع القيام بدوره طالما استمرت الأنظمة التي تعيق الاستثمارات النسائية لذلك فضلنا البدء بالقضاء على المعوقات ثم يمارس المركز دوره الأساسي في مجال التدريب والتطوير لذلك ظللنا أكثر من عام ندرس التحديات والمعوقات ونضع لها الحلول المثلى التي تناسب عادات مجتمعنا فأنجزنا ملفي وزارتي التجارة والعمل من خلال منهجية تعتمد على حصر عدة مشكلات في وزارة التجارة ثم نقلص هذه المشكلات إلى 3أو 4مشكلات رئيسية إذا تم إيجاد الحلول لها فسيتم إيجاد الحلول لبقية المشكلات ثم قدمناها للملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز والأمير خالد الفيصل ووزيري التجارة والعمل ومحافظ هيئة الاستثمار بهدف تعريفهم بالمعوقات التي تواجه المستثمرات السعوديات كما اجتمعنا بمسؤولين في وزارتي التجارة والعمل ووجدنا منهم تفاعلا ايجابيا واهتماما بالتغيير في البداية ولكن تنفيذ الوعود ما زال متأخرا رغم أن بعض العوائق تحتاج إلى قرارات بسيطة ومن ذلك تغيير مسميات المشغل النسائي إلى صالون تجميل لتتمكن المستثمرات من تشغيل عاملات متخصصات بدلا من تشغيل عاملات بوظائف خياطة وتطريز فالجهات المختصة تمنح المستثمرة الترخيص باسم مشغل نسائي وتطلب منها توظيف متخصصات في التجميل وهي بذلك تشجع المستثمرات على التلاعب والتحايل على الأنظمة والقوانين.
@ وماذا عن مشكلات سيدات الأعمال مع هيئة الاستثمار؟
- لا يوجد بيننا وبين هيئة الاستثمار أي مشكلات غير أن الهيئة طلبت نسخة من الملفات التي اعددناها لتكون على اطلاع بمشكلاتنا قبل الدخول في تسويق مشروعات لجذب مستثمرات من الخارج فهي تريد قبل ذلك أن تساهم في حل المشكلات التي تعاني منها المستثمرة السعودية لتستطيع القيام بدورها الذي يتطلب حصول سيدات الأعمال على نفس المميزات التي يحظى بها رجال الأعمال في ظل التوجه القوي لجذب الاستثمارات الخارجية وتطوير مستوى الاستثمارات الداخلية لتنافس الاستثمارات العالمية بعد انضمام المملكة لمنظمة التجارة العالمية.
@ يعاني رجل الأعمال السعودي من منح المستثمر الأجنبي مميزات وتسهيلات لا يجدها هو فهل يجب على كل مستثمر سعودي أن يشارك أجنبيا للحصول على تسهيلات؟
- لا ينبغي لنا أن نلوم هيئة الاستثمار لأنها تقوم بدورها بشكل جيد فاللوم يقع على الجهات الأخرى التي لا زالت تضع العراقيل أمام المستثمر والمستثمرة السعوديين فمعظم الشركات السعودية تعاني من مشكلة التأشيرات فغالبية الشركات مقتنعة بوجود فرص محلية لكنها لا تستطيع التوسع وتطوير أعمالها بسبب عدم توفر العاملة المدربة من الخارج والداخل حيث تركز الدولة على السعودة وهذا جيد ولكن يجب أن يكون بالتدرج بحيث لا تفرض السعودة على المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بنفس النسبة التي تفرض على المؤسسات والشركات الكبيرة التي لديها القدرة على التعليم والتدريب ومن غير المعقول أن تستمر العراقيل حتى يضطر المستثمر المحلي إلى الاستعانة بالمستثمر الأجنبي فلدينا شركات على قدر كبير من الخبرة والدراية والجودة التي تغنيها عن الاستعانة بشركاء أجانب من جهة ثانية يجب أن نعرف جيدا أن المستثمرين الأجانب لدينا ليسوا كثيرين فهناك عوائق لا زالت تواجههم في مختلف المجالات الاستثمارية باستثناء البتروكيماويات والغاز فهم غير قادرين على الاستثمار في التسويق والخدمات.
@ ما أسباب عزوف الكثير من المسؤولين عن منتدى السيدة خديجة الذي تم مؤخرا؟
- نحن لم نستغرب من هذا العزوف كونه التجربة الأولى وما يهمنا أن الملك أعطى اهتماما كبيرا بمشاركة المرأة في التنمية فحدث تغيير نسبي من قبل الجهات التنفيذية في أول سنتين حيث دخلت المرأة انتخابات مجالس الغرف التجارية وظهرت حركة إعلامية وثقافية لإبراز دور المرأة في التنمية وثبت من خلالها قدرة المرأة على القيام بدورها تجاه مجتمعها ووطنها بكل اقتدار بعد ذلك أصابتنا الحيرة من محاولات تمييع هذا الموضوع وتأخير القرارات التي تزيل العقبات أمام المرأة في شتى المجالات، خاصة أن ملفات معوقات الاستثمارات النسائية لم تكتف بذكر الحلول بل تضمنت آلية العمل بالتفصيل حتى لا نترك فرصة للحديث عن دراسة تطبيقها ولكن لا نجد حتى الآن أي تجاوب من وزاراتي التجارة والعمل، مما دعانا قبل الحج إلى بعث خطابات إلى الوزارتين نخبرهما أننا على استعداد لتقبل تهميش تلك الملفات إذا كانتا ترغبان في ذلك ولكن لا ينبغي أن تترك الأمور معلقة بهذا الشكل فقد بدأت بعض سيدات الأعمال التخفيف من مراجعة مركز السيدة خديجة لاعتقادهن بأنه أصبح مضيعة للوقت ولهن الحق في ذلك فمنذ دخولهن مجلس إدارة الغرفة لم يجدن أي تغييرات في الأنظمة والقوانين التي تحكم الاستثمارات النسائية.
@ هل يعني هذا أن عزوف المسؤولين عن المنتدى بسبب الخوف من مواجهة سيدات الأعمال؟
- بالتأكيد هناك تخوف من قبل بعض المسؤولين من مواجهتنا ولكن غالبية المسؤولين يتخوفون بشكل أساسي من مواجهة المجتمع الذي يعتبر متعدد العادات والتقاليد فكل منطقة في المملكة لها عادات تختلف عن المناطق الأخرى ومن المستحيل جمع هذه المناطق على تقاليد واحدة وهذا جعل المسؤولين في الآونة الأخيرة يتجهون إلى ترك كل مجتمع يحدد بعض احتياجاته ومن ذلك مطالبة المرأة بالترشح لانتخابات مجالس الغرف التجارية حيث ترك المسؤولون هذا القرار للمجتمع الذي تقبله في جدة والمنطقة الشرقية لان الضغط على المجتمع وفرض بعض القرارات عليه قد يؤدي إلى ردود أفعال سلبية.
@ هل هناك بوادر حلول للعوائق التي تواجه المستثمرات؟
- بالنسبة لمشكلة مسميات المشاغل النسائية هي في طريقها للحل لان استمرارها سيؤدي إلى ظهور مشكلات مع وزارة العمل في التأشيرات ولكن لا زالت بحاجة إلى وقت.
أما أنشطة المقاولات والخدمات والعقار التي منعت المرأة من ممارستها فقد أوضحنا أن معظم أموال السيدات المجمدة والمقدرة بنحو 16مليار ريال هي من أصول عقارية وتعاني من التجميد بسبب عدم السماح للمرأة بتشغيلها لحظر هذا النشاط عليها وهذا ما دعا غالبية البنوك الأجنبية إلى دخول السوق السعودي للاستفادة من تلك الأموال ولكن السيدات يرفضن دوما الدخول مع البنوك في اتفاقيات وما شابه ذلك لعدم معرفتهن بأصول اللعبة وهناك سيدات أيضا ورثن مؤسسات مقاولات ولا يعرفن كيفية إدارتها لأنهن لم يمارسن المهنة كما ان العديد من المستثمرات يرغبن الدخول في قطاع الخدمات ولم يتمكن، لذا فان آخر الحلول التي تمكنا من الوصول إليها أن تتحول المؤسسات النسائية إلى شركات حتى تتاح الفرصة لهن للدخول في المجالات التي منعن منها في السابق لان نظام الشركات يحوي بعض المميزات مثل تخصيص محاسب قانوني ومجلس إدارة ولديها ميزانية منتظمة فوضعها التنظيمي مطمئن جدا.
@ هل تحتاج سيدة الأعمال السعودية لهذا التلاعب لتتمكن من ممارسة الأنشطة المحظورة عليها؟
- رغم قناعتي أن تحول المؤسسات النسائية شركات أجدى وأفضل لحماية أموال المستثمرات إلا أنني أفضل أن تترك الخيارات أمام سيدات الأعمال لاختيار ما يرينه مناسبا لهن ولا يفرض عليهن مسميات محددة ليتمكن من ممارسة الأنشطة التي يرغبن فيها، فلدينا سيدات أعمال على قدر كبير من الخبرة الإدارية والتجارية ويملكن مؤسسات وقد لا يرغبن في تحويلها إلى شركات، فالمستثمرة يجب أن تمنح حرية الاختيار مثل رجل الأعمال تماما مع توجيه الجهات المعنية مثل الغرف التجارية لتوعيتهن بالخيارات الأفضل لهن، وما نريده الآن منح سيدة الأعمال فرصة لمزاولة تلك الأنشطة فإذا أثبتت قدرتها تفتح لها تلك الأنشطة دون تحفظ كما حدث في غرفة جدة التجارية فعندما منحنا فرصة لدخول مجلسها أثبتنا جدارتنا وقدرتنا فيه، وللمعلومية فان كثيرات من سيدات الأعمال يمارسن نشاط الخدمات بمسميات أخرى مثل الاستشارات الإدارية والفنية بهدف دخول المجال الذي يرغبن به.
@ هل لدى سيدات الأعمال أسباب واضحة لعدم السماح لهن بمزاولة تلك الأنشطة؟
- من الأسباب التي قيلت لنا ان الأعراف والعادات والتقاليد لا تسمح للمرأة بمزاولة تلك الأنشطة والسبب الثاني أن نشاط المقاولات يشكل خطرا على المرأة بالإضافة إلى السبب الأزلي وهو الاختلاط وإذا لاحظنا فان جميع الأنظمة التي تتعلق بالمرأة مرتبطة في النهاية بالضوابط الشرعية ما يعني أن هناك حدودا معينة لا ينبغي تجاوزها وهذا لا اعتراض عليه ولكن نريد أيضا أن يتم تحديد مفهوم الاختلاط، كما أن هناك مجالات غير قابلة للاختلاط ورغم ذلك هناك تحفظ كبير على دخول المرأة فيها فمثلا ساهم مركز السيدة خديجة في توظيف فتيات في مصانع لتعبئة المياه وتعليب الأغذية وإنتاج الأدوية ولا يسمح فيها بالاختلاط لأي سبب كان وهذا مطبق في جميع دول العالم فالاختلاط داخل المصانع بين الرجال والسيدات ممنوع تماما فما المانع من فتح مجال الصناعة لتوظيف الفتيات؟.
@ هل تتوقعين هجرة رؤوس الأموال النسائية؟ أم أنها بدأت تهاجر بالفعل؟
- هناك أموال نسائية هاجرت بالفعل إلى البحرين ودبي للاستثمار في الأنشطة التي حظرت على المرأة هنا ولكن النسبة لم تصل إلى درجة عالية، ولكن ما يخوفني أن الأموال المهاجرة تعود إلى سيدات احترفن النشاط التجاري وأصبحن على قدر كبير من الخبرة والمهنية العالية بعد أن فقدن الأمل في إيجاد حلول للعقبات التي تقف أمام ممارسة نشاطهن وكان من الممكن أن يستفيد الوطن من خبرة وتجارب هؤلاء السيدات بدلا من نقلها إلى دول أخرى، ولا ينبغي لنا لومهن على ذلك لأنهن يرين أن العمر يجري ولم يستطعن تحقيق طموحاتهن في بلدهن رغم القدرات والأفكار التي يملكنها فقررن تحقيق تلك الطموحات خارج الوطن.
.
من جهة ثانية أكدت في حوارها مع "الرياض" أن سيدات الأعمال ومنهن أعضاء الغرفة أصبن بإحباط شديد نتيجة عدم تجاوب المسؤولين مع طلباتهن التي عملن عليها منذ عامين بهدف تطوير وتغيير بعض الأنظمة والقوانين التي تحكم استثمارات سيدات الأعمال دون جدوى مما أدى إلى هجرة بعض رؤوس الأموال النسائية إلى البحرين ودبي.
واعتبرت أن غياب المسؤولين عن حضور منتدى السيدة خديجة بنت خويلد الذي نظم مؤخرا في جدة هو دليل على عدم قدرة المسئولين على مواجهة سيدات الأعمال لخوفهم من التصادم مع المجتمع في حالة الموافقة على التغيير.
وأضافت لمى أن قيادة المرأة للسيارة أصبحت الآن ضرورة قصوى للنساء في القرى والهجر ولكثير من الأسر الفقيرة التي تعولها نساء لا يستطعن تلبية الطلبات الأساسية لعائلاتهن لعدم توفر وسائل المواصلات.
@ في البداية ما آخر المستجدات التي تتعلق بدراسات ومتابعات مركز السيدة خديجة؟
- كانت الفكرة عن المركز انه مخصص لتطوير سيدات الأعمال وعندما بدأنا العمل فيه وجدناه لا يستطيع القيام بدوره طالما استمرت الأنظمة التي تعيق الاستثمارات النسائية لذلك فضلنا البدء بالقضاء على المعوقات ثم يمارس المركز دوره الأساسي في مجال التدريب والتطوير لذلك ظللنا أكثر من عام ندرس التحديات والمعوقات ونضع لها الحلول المثلى التي تناسب عادات مجتمعنا فأنجزنا ملفي وزارتي التجارة والعمل من خلال منهجية تعتمد على حصر عدة مشكلات في وزارة التجارة ثم نقلص هذه المشكلات إلى 3أو 4مشكلات رئيسية إذا تم إيجاد الحلول لها فسيتم إيجاد الحلول لبقية المشكلات ثم قدمناها للملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز والأمير خالد الفيصل ووزيري التجارة والعمل ومحافظ هيئة الاستثمار بهدف تعريفهم بالمعوقات التي تواجه المستثمرات السعوديات كما اجتمعنا بمسؤولين في وزارتي التجارة والعمل ووجدنا منهم تفاعلا ايجابيا واهتماما بالتغيير في البداية ولكن تنفيذ الوعود ما زال متأخرا رغم أن بعض العوائق تحتاج إلى قرارات بسيطة ومن ذلك تغيير مسميات المشغل النسائي إلى صالون تجميل لتتمكن المستثمرات من تشغيل عاملات متخصصات بدلا من تشغيل عاملات بوظائف خياطة وتطريز فالجهات المختصة تمنح المستثمرة الترخيص باسم مشغل نسائي وتطلب منها توظيف متخصصات في التجميل وهي بذلك تشجع المستثمرات على التلاعب والتحايل على الأنظمة والقوانين.
@ وماذا عن مشكلات سيدات الأعمال مع هيئة الاستثمار؟
- لا يوجد بيننا وبين هيئة الاستثمار أي مشكلات غير أن الهيئة طلبت نسخة من الملفات التي اعددناها لتكون على اطلاع بمشكلاتنا قبل الدخول في تسويق مشروعات لجذب مستثمرات من الخارج فهي تريد قبل ذلك أن تساهم في حل المشكلات التي تعاني منها المستثمرة السعودية لتستطيع القيام بدورها الذي يتطلب حصول سيدات الأعمال على نفس المميزات التي يحظى بها رجال الأعمال في ظل التوجه القوي لجذب الاستثمارات الخارجية وتطوير مستوى الاستثمارات الداخلية لتنافس الاستثمارات العالمية بعد انضمام المملكة لمنظمة التجارة العالمية.
@ يعاني رجل الأعمال السعودي من منح المستثمر الأجنبي مميزات وتسهيلات لا يجدها هو فهل يجب على كل مستثمر سعودي أن يشارك أجنبيا للحصول على تسهيلات؟
- لا ينبغي لنا أن نلوم هيئة الاستثمار لأنها تقوم بدورها بشكل جيد فاللوم يقع على الجهات الأخرى التي لا زالت تضع العراقيل أمام المستثمر والمستثمرة السعوديين فمعظم الشركات السعودية تعاني من مشكلة التأشيرات فغالبية الشركات مقتنعة بوجود فرص محلية لكنها لا تستطيع التوسع وتطوير أعمالها بسبب عدم توفر العاملة المدربة من الخارج والداخل حيث تركز الدولة على السعودة وهذا جيد ولكن يجب أن يكون بالتدرج بحيث لا تفرض السعودة على المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بنفس النسبة التي تفرض على المؤسسات والشركات الكبيرة التي لديها القدرة على التعليم والتدريب ومن غير المعقول أن تستمر العراقيل حتى يضطر المستثمر المحلي إلى الاستعانة بالمستثمر الأجنبي فلدينا شركات على قدر كبير من الخبرة والدراية والجودة التي تغنيها عن الاستعانة بشركاء أجانب من جهة ثانية يجب أن نعرف جيدا أن المستثمرين الأجانب لدينا ليسوا كثيرين فهناك عوائق لا زالت تواجههم في مختلف المجالات الاستثمارية باستثناء البتروكيماويات والغاز فهم غير قادرين على الاستثمار في التسويق والخدمات.
@ ما أسباب عزوف الكثير من المسؤولين عن منتدى السيدة خديجة الذي تم مؤخرا؟
- نحن لم نستغرب من هذا العزوف كونه التجربة الأولى وما يهمنا أن الملك أعطى اهتماما كبيرا بمشاركة المرأة في التنمية فحدث تغيير نسبي من قبل الجهات التنفيذية في أول سنتين حيث دخلت المرأة انتخابات مجالس الغرف التجارية وظهرت حركة إعلامية وثقافية لإبراز دور المرأة في التنمية وثبت من خلالها قدرة المرأة على القيام بدورها تجاه مجتمعها ووطنها بكل اقتدار بعد ذلك أصابتنا الحيرة من محاولات تمييع هذا الموضوع وتأخير القرارات التي تزيل العقبات أمام المرأة في شتى المجالات، خاصة أن ملفات معوقات الاستثمارات النسائية لم تكتف بذكر الحلول بل تضمنت آلية العمل بالتفصيل حتى لا نترك فرصة للحديث عن دراسة تطبيقها ولكن لا نجد حتى الآن أي تجاوب من وزاراتي التجارة والعمل، مما دعانا قبل الحج إلى بعث خطابات إلى الوزارتين نخبرهما أننا على استعداد لتقبل تهميش تلك الملفات إذا كانتا ترغبان في ذلك ولكن لا ينبغي أن تترك الأمور معلقة بهذا الشكل فقد بدأت بعض سيدات الأعمال التخفيف من مراجعة مركز السيدة خديجة لاعتقادهن بأنه أصبح مضيعة للوقت ولهن الحق في ذلك فمنذ دخولهن مجلس إدارة الغرفة لم يجدن أي تغييرات في الأنظمة والقوانين التي تحكم الاستثمارات النسائية.
@ هل يعني هذا أن عزوف المسؤولين عن المنتدى بسبب الخوف من مواجهة سيدات الأعمال؟
- بالتأكيد هناك تخوف من قبل بعض المسؤولين من مواجهتنا ولكن غالبية المسؤولين يتخوفون بشكل أساسي من مواجهة المجتمع الذي يعتبر متعدد العادات والتقاليد فكل منطقة في المملكة لها عادات تختلف عن المناطق الأخرى ومن المستحيل جمع هذه المناطق على تقاليد واحدة وهذا جعل المسؤولين في الآونة الأخيرة يتجهون إلى ترك كل مجتمع يحدد بعض احتياجاته ومن ذلك مطالبة المرأة بالترشح لانتخابات مجالس الغرف التجارية حيث ترك المسؤولون هذا القرار للمجتمع الذي تقبله في جدة والمنطقة الشرقية لان الضغط على المجتمع وفرض بعض القرارات عليه قد يؤدي إلى ردود أفعال سلبية.
@ هل هناك بوادر حلول للعوائق التي تواجه المستثمرات؟
- بالنسبة لمشكلة مسميات المشاغل النسائية هي في طريقها للحل لان استمرارها سيؤدي إلى ظهور مشكلات مع وزارة العمل في التأشيرات ولكن لا زالت بحاجة إلى وقت.
أما أنشطة المقاولات والخدمات والعقار التي منعت المرأة من ممارستها فقد أوضحنا أن معظم أموال السيدات المجمدة والمقدرة بنحو 16مليار ريال هي من أصول عقارية وتعاني من التجميد بسبب عدم السماح للمرأة بتشغيلها لحظر هذا النشاط عليها وهذا ما دعا غالبية البنوك الأجنبية إلى دخول السوق السعودي للاستفادة من تلك الأموال ولكن السيدات يرفضن دوما الدخول مع البنوك في اتفاقيات وما شابه ذلك لعدم معرفتهن بأصول اللعبة وهناك سيدات أيضا ورثن مؤسسات مقاولات ولا يعرفن كيفية إدارتها لأنهن لم يمارسن المهنة كما ان العديد من المستثمرات يرغبن الدخول في قطاع الخدمات ولم يتمكن، لذا فان آخر الحلول التي تمكنا من الوصول إليها أن تتحول المؤسسات النسائية إلى شركات حتى تتاح الفرصة لهن للدخول في المجالات التي منعن منها في السابق لان نظام الشركات يحوي بعض المميزات مثل تخصيص محاسب قانوني ومجلس إدارة ولديها ميزانية منتظمة فوضعها التنظيمي مطمئن جدا.
@ هل تحتاج سيدة الأعمال السعودية لهذا التلاعب لتتمكن من ممارسة الأنشطة المحظورة عليها؟
- رغم قناعتي أن تحول المؤسسات النسائية شركات أجدى وأفضل لحماية أموال المستثمرات إلا أنني أفضل أن تترك الخيارات أمام سيدات الأعمال لاختيار ما يرينه مناسبا لهن ولا يفرض عليهن مسميات محددة ليتمكن من ممارسة الأنشطة التي يرغبن فيها، فلدينا سيدات أعمال على قدر كبير من الخبرة الإدارية والتجارية ويملكن مؤسسات وقد لا يرغبن في تحويلها إلى شركات، فالمستثمرة يجب أن تمنح حرية الاختيار مثل رجل الأعمال تماما مع توجيه الجهات المعنية مثل الغرف التجارية لتوعيتهن بالخيارات الأفضل لهن، وما نريده الآن منح سيدة الأعمال فرصة لمزاولة تلك الأنشطة فإذا أثبتت قدرتها تفتح لها تلك الأنشطة دون تحفظ كما حدث في غرفة جدة التجارية فعندما منحنا فرصة لدخول مجلسها أثبتنا جدارتنا وقدرتنا فيه، وللمعلومية فان كثيرات من سيدات الأعمال يمارسن نشاط الخدمات بمسميات أخرى مثل الاستشارات الإدارية والفنية بهدف دخول المجال الذي يرغبن به.
@ هل لدى سيدات الأعمال أسباب واضحة لعدم السماح لهن بمزاولة تلك الأنشطة؟
- من الأسباب التي قيلت لنا ان الأعراف والعادات والتقاليد لا تسمح للمرأة بمزاولة تلك الأنشطة والسبب الثاني أن نشاط المقاولات يشكل خطرا على المرأة بالإضافة إلى السبب الأزلي وهو الاختلاط وإذا لاحظنا فان جميع الأنظمة التي تتعلق بالمرأة مرتبطة في النهاية بالضوابط الشرعية ما يعني أن هناك حدودا معينة لا ينبغي تجاوزها وهذا لا اعتراض عليه ولكن نريد أيضا أن يتم تحديد مفهوم الاختلاط، كما أن هناك مجالات غير قابلة للاختلاط ورغم ذلك هناك تحفظ كبير على دخول المرأة فيها فمثلا ساهم مركز السيدة خديجة في توظيف فتيات في مصانع لتعبئة المياه وتعليب الأغذية وإنتاج الأدوية ولا يسمح فيها بالاختلاط لأي سبب كان وهذا مطبق في جميع دول العالم فالاختلاط داخل المصانع بين الرجال والسيدات ممنوع تماما فما المانع من فتح مجال الصناعة لتوظيف الفتيات؟.
@ هل تتوقعين هجرة رؤوس الأموال النسائية؟ أم أنها بدأت تهاجر بالفعل؟
- هناك أموال نسائية هاجرت بالفعل إلى البحرين ودبي للاستثمار في الأنشطة التي حظرت على المرأة هنا ولكن النسبة لم تصل إلى درجة عالية، ولكن ما يخوفني أن الأموال المهاجرة تعود إلى سيدات احترفن النشاط التجاري وأصبحن على قدر كبير من الخبرة والمهنية العالية بعد أن فقدن الأمل في إيجاد حلول للعقبات التي تقف أمام ممارسة نشاطهن وكان من الممكن أن يستفيد الوطن من خبرة وتجارب هؤلاء السيدات بدلا من نقلها إلى دول أخرى، ولا ينبغي لنا لومهن على ذلك لأنهن يرين أن العمر يجري ولم يستطعن تحقيق طموحاتهن في بلدهن رغم القدرات والأفكار التي يملكنها فقررن تحقيق تلك الطموحات خارج الوطن.
.
رد: رؤوس الأموال النسائية بدأت في الهجرة إلى دول مجاورة وهناك من
@ لماذا أصبح المدير كابوسا لسيدة الأعمال حتى أصبحت تطالب بالتخلي عنه؟
- هناك الكثير من سيدات الأعمال يحضرن للمركز أسبوعيا ويشكين من تعرضهن للسرقات من مديري مؤسساتهن ولم نكن نستطيع مساعدتهن لان معظم الاختلاسات تمت بسبب الوكالات العامة التي تعطى للمديرين من قبل المستثمرات وبموجبها يحق لهم التصرف بالمؤسسات كيفما أرادوا، فنظمنا محاضرة لأحد المحامين ودعونا فيها سيدات أعمال فاكتشفنا أن 75% من سيدات الأعمال لا يعرفن شيئا عن الوكالات المشروطة فقد كن يعملن وكالات شاملة من أجل إنهاء معاملة في الجمارك أو مكتب العمل أو الاستقدام أو الجوازات وهذا ما أوقعهن ضحايا للمديرين، وهذا جعلنا نعمل صيغا متعددة للوكالات حسب حاجة ربة العمل مع تحديد مدة كل وكالة وكل ذلك لان الخيارات أمام سيدات الأعمال أصبحت محدودة جدا أو معدومة.
@ هل جعلت هذه العقبات سيدة الأعمال تفضل مشاركة الرجل على مشاركة المرأة؟
- بالتأكيد هذا ما هو حاصل فسيدة الأعمال تفضل مشاركة الرجل لان العقبات التي يواجهها اقل بكثير من العقبات التي تواجهها لذلك فمشاركة الرجل تجعله يتحمل كل المسؤوليات وهذا ما جعل وزارة التجارة تنصح سيدات الأعمال بالتحول إلى الشركات بدلا من المؤسسات، ورغم ذلك فقد بادرت سيدتا أعمال بتأسيس شركة نسائية خالصة بينهما ونأمل نجاحهما لكي تتشجع بقية السيدات على تأسيس شراكات بينهن دون الحاجة إلى الرجال.
@ هناك وفود تجارية تزور جدة من الخارج وتضم سيدات اعمل، فهل استطاعت السعوديات تكوين شراكات معهن؟
- بالطبع فمعظم الامتيازات التجارية لمحلات مستلزمات المرأة تعود إلى سيدات أعمال سعوديات وقعن اتفاقيات شراكة مع سيدات أعمال من الخارج ومعظم هذه الشراكات جاءت بعد دخول السيدات في مجلس إدارة الغرفة لان المرأة لم تكن تجد من يمثلها ويثقفها وينبهها إلى الفرص المتاحة في الوسط الاقتصادي حيث أصررنا أن تضم كل لجنة في الغرفة سيدة أعمال واحدة على الأقل إذا كانت تمارس نفس النشاط وهذا جعل للمرأة صوتا ينقل مشكلاتها بعد أن كانت تلك اللجان لا تنقل إلا مشكلات المستثمرين من الرجال كما فتحنا جميع أقسام الغرفة لسيدات الأعمال المنتسبات حيث يمكن لأي سيدة طلب نفس الخدمة التي تقدم للرجال دون تمييز فأصبح دور مركز السيدة خديجة مقتصرا على سؤال المراجعات إن كن يرغبن في تقديم الخدمة لهن مباشرة من قبل الرجال أو عن طريق المركز؟ بعد أن كنا في الماضي نجد صعوبات في تنقل السيدات بين الأقسام حتى أننا كنا نضطر إلى إجراء اتصالات مع بعض مسؤولي الغرفة للسماح لهن بزيارة احد الأقسام للضرورة القصوى كما أن دخولنا احدث نقلة في ثقافة موظفي الغرفة الذين كانوا يتحرجون من العمل المباشر مع السيدات أما الآن فأصبحوا يدركون أهمية مشاركة المرأة ودورها الايجابي.
@ لماذا لا نجد حتى الآن مستثمرات في الصناعة؟
- ربما يعود ذلك إلى طبيعة المرأة التي تخشى المخاطرة ومن ثم الفشل فإنشاء مصنع مكلف جدا وإدارته من قبل المستثمرة نفسها ترى فيه سيدة الأعمال السعودية مسؤولية كبيرة لا تستطيع تحملها لوجود أعداد كبيرة من العمال والفنيين والإداريين لذلك تفضل نسبة كبيرة من سيدات الأعمال مشاركة مستثمرين أجانب في الصناعة لاكتساب الخبرة منهم أو المستثمرين السعوديين الذين لهم باع طويل في الصناعة، وبالمناسبة القرار 120المتعلق بتوظيف المرأة يتضمن إنشاء مدن صناعية نسائية وأنا شخصيا ضد هذه الفكرة لان نظام العمل لا يسمح بتوظيف المرأة في الأماكن الخطرة والمصانع من الأماكن الخطرة لأنها تحوي مكائن ومعدات كبيرة وخطيرة كما أن العمل عادة في المصانع يمتد إلى آخر النهار وهذا خطر ثان على المرأة وعادة تنشأ المدن الصناعية خارج حدود المدن وهذا خطر ثالث على المرأة مما يجعلنا أمام تناقضات في القرارات فمن جهة يسمح للمرأة بفتح مصنع نسائي وإدارته رغم المخاطر الكبيرة فيه ولا يسمح لها بدخول قطاع المقاولات وإدارة مجموعة من العمال بحجة انه قطاع خطر.
@ دخول 4سيدات في مجلس غرفة جدة، ماذا أضاف لهن؟ وماذا أضفن له؟
- أضاف لنا وجع الرأس والتعب والإرهاق فنحن نبقى أحيانا في الغرفة طيلة النهار ورغم الجهد الكبير واللقاءات المتكررة مع المسؤولين الحكوميين والأقسام النسائية في غرف تبوك والمنطقة الشرقية وغيرها لم نجد منذ عامين أي تغيير في الأنظمة التي تحكم استثمارات سيدات الأعمال مما أصابنا بالإحباط، ولا يعني ذلك أن السيدات يتحملن وحدهن العمل في المجلس فالأعضاء ينجزون مهامهم أيضا ولم نجد أي محاربة منهم بل على العكس وجدنا الدعم والتشجيع.
@ وهل تحظون بنفس الاهتمام من أعضاء مجالس الغرف الأخرى؟
- للأسف معظم الأعضاء في الغرف الأخرى يعتبروننا بلا طعم وبلا لون ولم نجد منهم إلا التهميش وعلى سبيل المثال سافرت مع الأخت نشوى إلى الرياض للاجتماع مع سيدة من منظمة العمل الدولية وكان من الطبيعي أن يتم الاجتماع في مجلس الغرف السعودية ولكنني شعرت أننا ممنوعات من دخول المجلس رغم أننا عضوتا مجلس إدارة إحدى الغرف حيث تم أخذنا إلى قسم نسائي في نادي الأمير سلمان تم استئجاره لعقد لقاءات سيدات الأعمال.
@ ماذا أضافت انتخابات غرفة جدة لسيدات الأعمال؟
- منحتهن حق المشاركة الذي يعتبر احد حقوقهن كما أن فوز سيدتين في الانتخابات جعل الكثير من الجهات التنفيذية تتقبل وجود المرأة كشريك للرجل حيث عقدنا لقاءات مع بعض الوزراء ورجال الأعمال وأعضاء مجلس الشورى من الذين لم يتوقعوا نجاحنا وكانوا ينظرون لوجودنا انه مجرد تكملة عدد ولن يكون له أي تأثير فتغيرت نظرتهم لنا ولم يعودوا يروننا بعين الاستخفاف أو التهميش وأنا الآن على يقين أن سيدات الأعمال في غرفة الشرقية سيكررون خوض تجربة الانتخابات في الدورة الجديدة أما على مستوى غرفة جدة فهناك سيدات بدأن الاستعداد للدورة القادمة من الآن وهذا يجعلني اشعر أن الدورة القادمة للمجلس ستضم على الأقل سيدتين خاصة بعد إلغاء التعيين.
@ ألم يولد جو انتخابات الغرفة غيرة بين سيدات الأعمال؟
- الغيرة من طبيعة المرأة ورغم ذلك لم الحظ - على المستوى الشخصي - أي غيرة بين سيدات الأعمال، بل وجدت الدعم والتشجيع من كل السيدات حتى اللاتي رشحن أنفسهن وتلقيت التهاني من السيدات بعد الفوز دون استثناء، ولكن لا أخفيك أن الدعم والحماس الذي ظهر في البداية بدأ يقل الآن لأنهن لم يجدن التغيير الذي كن يتوقعنه فيما يخص الأنظمة والقوانين ونحن أيضا نشعر مثلهن بالإحباط.
@ تعرضت لانتقاد قوي وشخصي أثناء ترشحك للانتخابات وصل حد التجريح، ألم يؤثر ذلك عليك؟
- تابعت مقالا واحدا من المقالات التي نشرت ضدي في مواقع الانترنت ورغم ذلك لم أعره أي اهتمام فمن طبعي تهميش المقالات الفارغة التي لا هم لأصحابها إلا شتم الآخرين وتشويه سمعتهم واعتبر أمثال هؤلاء مرضى يشعرون بالنقص في أنفسهم فينالون من الآخرين، كما أنني اهتم بآراء أهلي وزوجي وأبنائي وأسعى لإرضائهم أما الآخرون فلا يهمني إن كانوا غاضبين مني أو راضين عني طالما أنني لم اؤذهم.
@ تحظى المرأة السعودية باهتمام ومتابعة وسائل الإعلام العربية والعالمية، برأيك ما أسباب هذا الاهتمام؟
- لان المرأة السعودية أصبحت وكأنها اختراع جديد والمسألة ليست محصورة على الإعلام الخارجي، بل الاهتمام ينبع من الإعلام الداخلي الذي يبحث هو الآخر عن المرأة ليصنع منها موضوعا مثيرا، ولو نظرنا للأسباب لوجدناها تنحصر في انغلاق مجتمعنا لذلك لم تكن المرأة في الماضي محل اهتمام الإعلام لان الرجل كان يتحدث نيابة عنها وعندما بدأت المرأة السعودية تتحدث عن نفسها حظيت باهتمام الإعلاميين.
@ لماذا تتكرر مطالبات توظيف المرأة حتى لو كان ذلك في الأسواق العامة؟
- وظفوا المرأة في أي مكان يناسبها فليس مهما الموقع ولكن المهم أن لا يبقى نصف المجتمع معطلا فاليوم نجد الرجل يصرف على أسرة مكونة من ستة أو سبعة أفراد ومهما كان مرتبه الشهري جيدا فهو بالكاد يستطيع تغطية مصروفات الأسرة الأساسية لذلك نجد الكثير من الأسر السعودية محرومة من الرفاهية فيما لو كانت الزوجة تعمل والبنت تعمل والأبناء يعملون لاستطاعت الكثير من الأسر الحصول على الرفاهية والارتقاء بمستواها المعيشي وعدم التوقف عند الاحتياجات الأساسية فقط.
@ هل سيتقبل المجتمع خروج المرأة للعمل؟
- المجتمع المحتاج سيتقبل ذلك فمعظم الفتيات اللاتي تم توظيفهن في المصانع لسن من مدينة جدة، بل من قرى وهجر وتقبلت أسرهن ذلك لحاجتها للعمل، أضف على ذلك أنني ذهبت إلى منطقة الجموم في جنوب جدة فتلقيت أكثر من 500ملف لفتيات يحملن الشهادة الجامعية أو الثانوية ويرغبن في إيجاد وظائف لحاجة أسرهن لذلك.
@ أمام هذه المشكلات التي تواجه المرأة السعودية، هل أصبحت قيادة السيارة آخر الحقوق لتطالب بها؟
- نعم ويجب التركيز عليها في الوقت الحالي ولا يجب الالتفات إلى من يقول إن هناك أولويات للمرأة تسبق المطالبة بقيادة السيارة فلدينا إحصائيات تشير إلى أن أغلبية الأسر الفقيرة تعولها سيدات إما لمرض الرجل أو وفاته أو عجزه أو غيابه وهذه الأسر هي التي تعيش على دعم الجمعيات الخيرية النسائية التابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية وهذه الأسر لا تستطيع تعليم أبنائها ولا تستطيع شراء الاحتياجات الأساسية وهناك نساء لا يستطعن الذهاب لتسلم ضمانهن لعدم توفر وسائل مواصلات لهن فلا ينبغي أن نحصر السماح للمرأة بقيادة السيارة في المدن الكبيرة فقط، فنحن على استعداد للتنازل عن حق المرأة المقيمة في المدن الكبرى في القيادة شريطة أن يسمح للنساء في القرى والهجر بممارسة هذا الحق لأنهن الأكثر احتياجا لها لعدم توفر بدائل لهن.
- هناك الكثير من سيدات الأعمال يحضرن للمركز أسبوعيا ويشكين من تعرضهن للسرقات من مديري مؤسساتهن ولم نكن نستطيع مساعدتهن لان معظم الاختلاسات تمت بسبب الوكالات العامة التي تعطى للمديرين من قبل المستثمرات وبموجبها يحق لهم التصرف بالمؤسسات كيفما أرادوا، فنظمنا محاضرة لأحد المحامين ودعونا فيها سيدات أعمال فاكتشفنا أن 75% من سيدات الأعمال لا يعرفن شيئا عن الوكالات المشروطة فقد كن يعملن وكالات شاملة من أجل إنهاء معاملة في الجمارك أو مكتب العمل أو الاستقدام أو الجوازات وهذا ما أوقعهن ضحايا للمديرين، وهذا جعلنا نعمل صيغا متعددة للوكالات حسب حاجة ربة العمل مع تحديد مدة كل وكالة وكل ذلك لان الخيارات أمام سيدات الأعمال أصبحت محدودة جدا أو معدومة.
@ هل جعلت هذه العقبات سيدة الأعمال تفضل مشاركة الرجل على مشاركة المرأة؟
- بالتأكيد هذا ما هو حاصل فسيدة الأعمال تفضل مشاركة الرجل لان العقبات التي يواجهها اقل بكثير من العقبات التي تواجهها لذلك فمشاركة الرجل تجعله يتحمل كل المسؤوليات وهذا ما جعل وزارة التجارة تنصح سيدات الأعمال بالتحول إلى الشركات بدلا من المؤسسات، ورغم ذلك فقد بادرت سيدتا أعمال بتأسيس شركة نسائية خالصة بينهما ونأمل نجاحهما لكي تتشجع بقية السيدات على تأسيس شراكات بينهن دون الحاجة إلى الرجال.
@ هناك وفود تجارية تزور جدة من الخارج وتضم سيدات اعمل، فهل استطاعت السعوديات تكوين شراكات معهن؟
- بالطبع فمعظم الامتيازات التجارية لمحلات مستلزمات المرأة تعود إلى سيدات أعمال سعوديات وقعن اتفاقيات شراكة مع سيدات أعمال من الخارج ومعظم هذه الشراكات جاءت بعد دخول السيدات في مجلس إدارة الغرفة لان المرأة لم تكن تجد من يمثلها ويثقفها وينبهها إلى الفرص المتاحة في الوسط الاقتصادي حيث أصررنا أن تضم كل لجنة في الغرفة سيدة أعمال واحدة على الأقل إذا كانت تمارس نفس النشاط وهذا جعل للمرأة صوتا ينقل مشكلاتها بعد أن كانت تلك اللجان لا تنقل إلا مشكلات المستثمرين من الرجال كما فتحنا جميع أقسام الغرفة لسيدات الأعمال المنتسبات حيث يمكن لأي سيدة طلب نفس الخدمة التي تقدم للرجال دون تمييز فأصبح دور مركز السيدة خديجة مقتصرا على سؤال المراجعات إن كن يرغبن في تقديم الخدمة لهن مباشرة من قبل الرجال أو عن طريق المركز؟ بعد أن كنا في الماضي نجد صعوبات في تنقل السيدات بين الأقسام حتى أننا كنا نضطر إلى إجراء اتصالات مع بعض مسؤولي الغرفة للسماح لهن بزيارة احد الأقسام للضرورة القصوى كما أن دخولنا احدث نقلة في ثقافة موظفي الغرفة الذين كانوا يتحرجون من العمل المباشر مع السيدات أما الآن فأصبحوا يدركون أهمية مشاركة المرأة ودورها الايجابي.
@ لماذا لا نجد حتى الآن مستثمرات في الصناعة؟
- ربما يعود ذلك إلى طبيعة المرأة التي تخشى المخاطرة ومن ثم الفشل فإنشاء مصنع مكلف جدا وإدارته من قبل المستثمرة نفسها ترى فيه سيدة الأعمال السعودية مسؤولية كبيرة لا تستطيع تحملها لوجود أعداد كبيرة من العمال والفنيين والإداريين لذلك تفضل نسبة كبيرة من سيدات الأعمال مشاركة مستثمرين أجانب في الصناعة لاكتساب الخبرة منهم أو المستثمرين السعوديين الذين لهم باع طويل في الصناعة، وبالمناسبة القرار 120المتعلق بتوظيف المرأة يتضمن إنشاء مدن صناعية نسائية وأنا شخصيا ضد هذه الفكرة لان نظام العمل لا يسمح بتوظيف المرأة في الأماكن الخطرة والمصانع من الأماكن الخطرة لأنها تحوي مكائن ومعدات كبيرة وخطيرة كما أن العمل عادة في المصانع يمتد إلى آخر النهار وهذا خطر ثان على المرأة وعادة تنشأ المدن الصناعية خارج حدود المدن وهذا خطر ثالث على المرأة مما يجعلنا أمام تناقضات في القرارات فمن جهة يسمح للمرأة بفتح مصنع نسائي وإدارته رغم المخاطر الكبيرة فيه ولا يسمح لها بدخول قطاع المقاولات وإدارة مجموعة من العمال بحجة انه قطاع خطر.
@ دخول 4سيدات في مجلس غرفة جدة، ماذا أضاف لهن؟ وماذا أضفن له؟
- أضاف لنا وجع الرأس والتعب والإرهاق فنحن نبقى أحيانا في الغرفة طيلة النهار ورغم الجهد الكبير واللقاءات المتكررة مع المسؤولين الحكوميين والأقسام النسائية في غرف تبوك والمنطقة الشرقية وغيرها لم نجد منذ عامين أي تغيير في الأنظمة التي تحكم استثمارات سيدات الأعمال مما أصابنا بالإحباط، ولا يعني ذلك أن السيدات يتحملن وحدهن العمل في المجلس فالأعضاء ينجزون مهامهم أيضا ولم نجد أي محاربة منهم بل على العكس وجدنا الدعم والتشجيع.
@ وهل تحظون بنفس الاهتمام من أعضاء مجالس الغرف الأخرى؟
- للأسف معظم الأعضاء في الغرف الأخرى يعتبروننا بلا طعم وبلا لون ولم نجد منهم إلا التهميش وعلى سبيل المثال سافرت مع الأخت نشوى إلى الرياض للاجتماع مع سيدة من منظمة العمل الدولية وكان من الطبيعي أن يتم الاجتماع في مجلس الغرف السعودية ولكنني شعرت أننا ممنوعات من دخول المجلس رغم أننا عضوتا مجلس إدارة إحدى الغرف حيث تم أخذنا إلى قسم نسائي في نادي الأمير سلمان تم استئجاره لعقد لقاءات سيدات الأعمال.
@ ماذا أضافت انتخابات غرفة جدة لسيدات الأعمال؟
- منحتهن حق المشاركة الذي يعتبر احد حقوقهن كما أن فوز سيدتين في الانتخابات جعل الكثير من الجهات التنفيذية تتقبل وجود المرأة كشريك للرجل حيث عقدنا لقاءات مع بعض الوزراء ورجال الأعمال وأعضاء مجلس الشورى من الذين لم يتوقعوا نجاحنا وكانوا ينظرون لوجودنا انه مجرد تكملة عدد ولن يكون له أي تأثير فتغيرت نظرتهم لنا ولم يعودوا يروننا بعين الاستخفاف أو التهميش وأنا الآن على يقين أن سيدات الأعمال في غرفة الشرقية سيكررون خوض تجربة الانتخابات في الدورة الجديدة أما على مستوى غرفة جدة فهناك سيدات بدأن الاستعداد للدورة القادمة من الآن وهذا يجعلني اشعر أن الدورة القادمة للمجلس ستضم على الأقل سيدتين خاصة بعد إلغاء التعيين.
@ ألم يولد جو انتخابات الغرفة غيرة بين سيدات الأعمال؟
- الغيرة من طبيعة المرأة ورغم ذلك لم الحظ - على المستوى الشخصي - أي غيرة بين سيدات الأعمال، بل وجدت الدعم والتشجيع من كل السيدات حتى اللاتي رشحن أنفسهن وتلقيت التهاني من السيدات بعد الفوز دون استثناء، ولكن لا أخفيك أن الدعم والحماس الذي ظهر في البداية بدأ يقل الآن لأنهن لم يجدن التغيير الذي كن يتوقعنه فيما يخص الأنظمة والقوانين ونحن أيضا نشعر مثلهن بالإحباط.
@ تعرضت لانتقاد قوي وشخصي أثناء ترشحك للانتخابات وصل حد التجريح، ألم يؤثر ذلك عليك؟
- تابعت مقالا واحدا من المقالات التي نشرت ضدي في مواقع الانترنت ورغم ذلك لم أعره أي اهتمام فمن طبعي تهميش المقالات الفارغة التي لا هم لأصحابها إلا شتم الآخرين وتشويه سمعتهم واعتبر أمثال هؤلاء مرضى يشعرون بالنقص في أنفسهم فينالون من الآخرين، كما أنني اهتم بآراء أهلي وزوجي وأبنائي وأسعى لإرضائهم أما الآخرون فلا يهمني إن كانوا غاضبين مني أو راضين عني طالما أنني لم اؤذهم.
@ تحظى المرأة السعودية باهتمام ومتابعة وسائل الإعلام العربية والعالمية، برأيك ما أسباب هذا الاهتمام؟
- لان المرأة السعودية أصبحت وكأنها اختراع جديد والمسألة ليست محصورة على الإعلام الخارجي، بل الاهتمام ينبع من الإعلام الداخلي الذي يبحث هو الآخر عن المرأة ليصنع منها موضوعا مثيرا، ولو نظرنا للأسباب لوجدناها تنحصر في انغلاق مجتمعنا لذلك لم تكن المرأة في الماضي محل اهتمام الإعلام لان الرجل كان يتحدث نيابة عنها وعندما بدأت المرأة السعودية تتحدث عن نفسها حظيت باهتمام الإعلاميين.
@ لماذا تتكرر مطالبات توظيف المرأة حتى لو كان ذلك في الأسواق العامة؟
- وظفوا المرأة في أي مكان يناسبها فليس مهما الموقع ولكن المهم أن لا يبقى نصف المجتمع معطلا فاليوم نجد الرجل يصرف على أسرة مكونة من ستة أو سبعة أفراد ومهما كان مرتبه الشهري جيدا فهو بالكاد يستطيع تغطية مصروفات الأسرة الأساسية لذلك نجد الكثير من الأسر السعودية محرومة من الرفاهية فيما لو كانت الزوجة تعمل والبنت تعمل والأبناء يعملون لاستطاعت الكثير من الأسر الحصول على الرفاهية والارتقاء بمستواها المعيشي وعدم التوقف عند الاحتياجات الأساسية فقط.
@ هل سيتقبل المجتمع خروج المرأة للعمل؟
- المجتمع المحتاج سيتقبل ذلك فمعظم الفتيات اللاتي تم توظيفهن في المصانع لسن من مدينة جدة، بل من قرى وهجر وتقبلت أسرهن ذلك لحاجتها للعمل، أضف على ذلك أنني ذهبت إلى منطقة الجموم في جنوب جدة فتلقيت أكثر من 500ملف لفتيات يحملن الشهادة الجامعية أو الثانوية ويرغبن في إيجاد وظائف لحاجة أسرهن لذلك.
@ أمام هذه المشكلات التي تواجه المرأة السعودية، هل أصبحت قيادة السيارة آخر الحقوق لتطالب بها؟
- نعم ويجب التركيز عليها في الوقت الحالي ولا يجب الالتفات إلى من يقول إن هناك أولويات للمرأة تسبق المطالبة بقيادة السيارة فلدينا إحصائيات تشير إلى أن أغلبية الأسر الفقيرة تعولها سيدات إما لمرض الرجل أو وفاته أو عجزه أو غيابه وهذه الأسر هي التي تعيش على دعم الجمعيات الخيرية النسائية التابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية وهذه الأسر لا تستطيع تعليم أبنائها ولا تستطيع شراء الاحتياجات الأساسية وهناك نساء لا يستطعن الذهاب لتسلم ضمانهن لعدم توفر وسائل مواصلات لهن فلا ينبغي أن نحصر السماح للمرأة بقيادة السيارة في المدن الكبيرة فقط، فنحن على استعداد للتنازل عن حق المرأة المقيمة في المدن الكبرى في القيادة شريطة أن يسمح للنساء في القرى والهجر بممارسة هذا الحق لأنهن الأكثر احتياجا لها لعدم توفر بدائل لهن.
مواضيع مماثلة
» نظام جديد لتحويل رؤوس الأموال الأجنبية بالجزائر
» نفوق 9 رؤوس من الإبل بوادي الدواسر
» من دروس الهجرة النبوية
» .في اليمن .. العرض الثاني للأزياء النسائية
» لجنة وطنية تبحث تقليص حجم البطالة النسائية
» نفوق 9 رؤوس من الإبل بوادي الدواسر
» من دروس الهجرة النبوية
» .في اليمن .. العرض الثاني للأزياء النسائية
» لجنة وطنية تبحث تقليص حجم البطالة النسائية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى