انفلونزا الرهن العقاري
صفحة 1 من اصل 1
انفلونزا الرهن العقاري
تطلعنا نشرات الاخبار من حين لآخر ومنذ عدة اشهر على تطورات ازمة الرهن العقاري والتي بدأ اول ظهور لها باسواق المال الامريكية حتى باتت اكثر من مليوني اسرة امريكية هناك مهددة بالطرد من مساكنها لعجز تلك الاسر عن تسديد ما عليها من اقساط شهرية لقاء قروض تسلمتها من بنوك وشركات استثمارية تعمل بمجال تمويل عمليات شراء المساكن هناك.... وكان مصدر هذا العجز المفاجئ عن التسديد عند الكثير من هؤلاء المقترضين هو سرعة وتوالي الزيادة بمعدلات الفائدة الامريكية خلال السنتين الماضيتين حيث تضاف تلك الفائدة على الاقساط الشهرية المستحقة على كل مقترض ولقد تنامى هذا العجز باسواق الرهن العقاري الامريكية حتى شكل لهم عقدة مالية يصعب حلها واضطرابات كبيرة يصعب السيطرة عليها ولقد وصفت هذه الازمة بانها الاسوأ وعرفت عندهم بازمة الرهن العقاري هذه الازمة التي سلكت سلوك الوباء المعدي سريع التحرك يمنة ويسرة والتي استطيع ان اشبهها بانفلونزا الطيور ذلك الوباء العالمي المعدي والخطير حتى إن هذه الازمة انتقلت عدواها الى اوربا على الرغم من تعدد دولها ومتانة اوضاعها المالية فاصابت مفاصلها الاقتصادية بآلام مبرحه باتت تشتكي منها وحتى الآن . ومن ثم زحفت نحو الشرق الى اليابان حتى تمكنت من هز قلاعها المالية الحصينة من الاعماق.... وامام هجمة ازمة الرهن العقاري الشرسة وتحت وطاة هذا الوباء المدمر تصدعت هناك اعتى البنوك الاستثمارية واكبر صناديق التحوط مثل الماري لانش وال يو اس. بي. والنورثن روك البريطانية والستي جروب وكادت ان تنهار تلك البنوك والشركات الإستثمارية لولا سرعة تدخل حكوماتها التي قدمت اكثر من ترليون دولار امريكي نقداً لدعم المراكز المالية للعديد من بنوكها وشركاتها الاستثمارية المحلية المتتضررة من جراء تلك الازمة ولم تكتف تلك الدول بما قدمته من دعوم مالية كبيرة بل سارعت الى تعديل العديد من تشريعاتها المالية لطمأنة مواطنيها وحمايتهم من مطالبات البنوك والشركات الاستثمارية المقرضة لهم والتي بلغت خسائرها الراسمالية حوالي المائة مليار دولار امريكي خلال الربع الثالث من العام المنصرم.
هناك العديد من اوجه الشبه بين انفلونزا الطيور وازمة الرهن العقاري لا مجال لذكرهما تفصيلاً إلا ان القاسم المشترك لتحركاتهما هو مقدرتهما على إنزال خسائر مالية كبيرة حيثما تواجدتا... وما يهمنا في هذا المقال هو الوقوف على اسباب ظهور ازمة الرهن العقاري الامريكية المنشأ والعالمية الإنتشار حتى نمنع وقوع مثل هذه الازمة عندنا ونحمي اقتصادنا المحلي من الهزات المالية المفزعة مستقبلاً لا قدر الله فما هي تلك الاسباب يا ترى ؟. ببساطة متناهية يمكن ان نرجع تلك الاسباب كما سبق وان ذكرت الى إرتفاع معدلات الفائدة بالسوق الامريكية التي فُرضت خلال السنتين الماضيتين للجم نسب التضخم وتحجيمها بالسوق الامريكي وما تبعها من إجراءات مماثلة ببقية اسواق العالم وكنتيجة لهذه الارتفاعات المتلاحقة بنسب الفائدة فقد زادت مبالغ الاقساط المستحقة على المقترضين حتى عجزوا عن الوفاء بإلتزاماتهم تجاه البنوك الاستثمارية الممولة لعمليات شراء مساكنهم تلك الاقساط المتزايدة طرداً مع زيادة نسب الفائدة مما ادى بتالي الى ظهور هذه الازمة العقارية الخانقة التي عرضت ولا زالت تعرض الاقتصاد الامريكي والعالمي للركود.
ما تم عرضه من توصيف لازمة الرهن العقاري وذكر لاهم اسبابها يقودنا الى تساؤلات عديدة يجب ان يقف كل منا مع نفسه محاولاً الإجابة عليها بدون تملق ولا تزلف وبصراحة مطلقة وبأن لا يخدع نفسه بإجابات هلامية لا ممسك لها... واول هذه الاسئلة هي.... اين نحن من تلك الازمة....وكم تبعد عنا ؟... وهل تعاني اسواقنا من وجود موجات غلاء متدافعة تنقض بين الحين والآخر لتفترس ما تبقى من دراهم باتت معدودات بجيوب الموظفين ومحدودي الدخل قد لا تُوصل صاحبها لنهاية الشهر.؟...... وماذا عن تضخم الاسعار و ضعف قيمة الريال وما يقابلهما من تآكل للرواتب.؟..... اخيراً دعوني افترض فرضية وارجو من الجميع مجاراتي بهذه الفرضية وهي... لو ان الرواتب استمرت بالتآكل مقابل استمرار الغلاء وتصاعد نسب التضخم وذلك للوفرة المالية النازلة إلينا من براميل النفط المرتفعة الاسعار.؟.... ولو افترضنا ان هذه الحالة استمرت فقط لمدة سنتين من الآن علماً بان هذه المدة هي نفس مدة حمل وولادة ازمة الرهن العقاري هناك ؟..... لو استمر هذا الحال على ما افترضت... هل يستطيع موضفونا من متوسطي ومحدودي الدخل من الوفاء بالتزاماتهم نحو تسديد الاقساط المستحقة عليهم لبنوكنا المحلية التي مولت عمليات شرائهم لمنازلهم.؟....... هل يشاركني القارئ الكريم بان هذه الفرضية لو تركت دون تدخل فإنها سوف تكون بيئة صالحة لظهور إنفلوانزا الرهن العقاري بمجتمعنا كما حضت مشاريع الدواجن عندنا مؤخراً انفلونزا الطيور التي استغرقت رحلة وصولها لنا حوالي العامين تقريباً.
هناك العديد من اوجه الشبه بين انفلونزا الطيور وازمة الرهن العقاري لا مجال لذكرهما تفصيلاً إلا ان القاسم المشترك لتحركاتهما هو مقدرتهما على إنزال خسائر مالية كبيرة حيثما تواجدتا... وما يهمنا في هذا المقال هو الوقوف على اسباب ظهور ازمة الرهن العقاري الامريكية المنشأ والعالمية الإنتشار حتى نمنع وقوع مثل هذه الازمة عندنا ونحمي اقتصادنا المحلي من الهزات المالية المفزعة مستقبلاً لا قدر الله فما هي تلك الاسباب يا ترى ؟. ببساطة متناهية يمكن ان نرجع تلك الاسباب كما سبق وان ذكرت الى إرتفاع معدلات الفائدة بالسوق الامريكية التي فُرضت خلال السنتين الماضيتين للجم نسب التضخم وتحجيمها بالسوق الامريكي وما تبعها من إجراءات مماثلة ببقية اسواق العالم وكنتيجة لهذه الارتفاعات المتلاحقة بنسب الفائدة فقد زادت مبالغ الاقساط المستحقة على المقترضين حتى عجزوا عن الوفاء بإلتزاماتهم تجاه البنوك الاستثمارية الممولة لعمليات شراء مساكنهم تلك الاقساط المتزايدة طرداً مع زيادة نسب الفائدة مما ادى بتالي الى ظهور هذه الازمة العقارية الخانقة التي عرضت ولا زالت تعرض الاقتصاد الامريكي والعالمي للركود.
ما تم عرضه من توصيف لازمة الرهن العقاري وذكر لاهم اسبابها يقودنا الى تساؤلات عديدة يجب ان يقف كل منا مع نفسه محاولاً الإجابة عليها بدون تملق ولا تزلف وبصراحة مطلقة وبأن لا يخدع نفسه بإجابات هلامية لا ممسك لها... واول هذه الاسئلة هي.... اين نحن من تلك الازمة....وكم تبعد عنا ؟... وهل تعاني اسواقنا من وجود موجات غلاء متدافعة تنقض بين الحين والآخر لتفترس ما تبقى من دراهم باتت معدودات بجيوب الموظفين ومحدودي الدخل قد لا تُوصل صاحبها لنهاية الشهر.؟...... وماذا عن تضخم الاسعار و ضعف قيمة الريال وما يقابلهما من تآكل للرواتب.؟..... اخيراً دعوني افترض فرضية وارجو من الجميع مجاراتي بهذه الفرضية وهي... لو ان الرواتب استمرت بالتآكل مقابل استمرار الغلاء وتصاعد نسب التضخم وذلك للوفرة المالية النازلة إلينا من براميل النفط المرتفعة الاسعار.؟.... ولو افترضنا ان هذه الحالة استمرت فقط لمدة سنتين من الآن علماً بان هذه المدة هي نفس مدة حمل وولادة ازمة الرهن العقاري هناك ؟..... لو استمر هذا الحال على ما افترضت... هل يستطيع موضفونا من متوسطي ومحدودي الدخل من الوفاء بالتزاماتهم نحو تسديد الاقساط المستحقة عليهم لبنوكنا المحلية التي مولت عمليات شرائهم لمنازلهم.؟....... هل يشاركني القارئ الكريم بان هذه الفرضية لو تركت دون تدخل فإنها سوف تكون بيئة صالحة لظهور إنفلوانزا الرهن العقاري بمجتمعنا كما حضت مشاريع الدواجن عندنا مؤخراً انفلونزا الطيور التي استغرقت رحلة وصولها لنا حوالي العامين تقريباً.
مواضيع مماثلة
» التحقيق في دور بعض المصارف الأميركية بأزمة الرهن العقاري
» مطالبات بتفعيل نظام الرهن العقاري للسيطرة على الأسعار
» تطبيق الرهن العقاري يدفع إلى نمو غير مسبوق في البناء والإعمار
» سابك.. أزمة الرهن العقاري الأمريكية أضرت بأرباح الربع الأخير من 2006م
» قرار مجلس الوزراء بالتعجيل في إصدار الرهن العقاري خطوة إيجابية وتحالفنا بداية فعلية لإيجاد حلول الأزمة الإسكانية
» مطالبات بتفعيل نظام الرهن العقاري للسيطرة على الأسعار
» تطبيق الرهن العقاري يدفع إلى نمو غير مسبوق في البناء والإعمار
» سابك.. أزمة الرهن العقاري الأمريكية أضرت بأرباح الربع الأخير من 2006م
» قرار مجلس الوزراء بالتعجيل في إصدار الرهن العقاري خطوة إيجابية وتحالفنا بداية فعلية لإيجاد حلول الأزمة الإسكانية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى