ديدا.. سلسلة من الأخطاء القاتلة

فعلها ثانية البرازيلي نيلسون ديدا حارس ميلان الإيطالي، وفشل في التصدي لكرة من المفترض أنها في متناول يده ليتسبب في خسارة فريقه مباراة أخرى هامة أمام منافسه اللدود الإنتر في "ديربي" ميلانو الذي جمع الفريقين يوم الأحد على ملعب "جوزيبي مياتزا" ضمن منافسات الجولة الـ17 من الدوري الإيطالي.

كانت لوحة الاستاد تشير إلى التعادل الإيجابي بين إنتر وميلان في الدقيقة الـ63 قبل أن يسدد الأرجنتيني استيبان كامبياسو كرة قوية خارج منطقة الجزاء متجهة إلى منتصف المرمى وفي متناول ديدا، لكن الأخير فاجأ الجميع بالقفز في الزاوية اليسرى بعيدا عن اتجاه الكرة التي تركها تمر من تحت أقدامه لتسكن الشباك.

تزايدُ أخطاء ديدا -33 عاما- الفادحة دفعت أحد عشاق الـ"روسونيرو" إلى التفكير في وسيلة سريعة للتخلص من الحارس البرازيلي بعرضه للبيع على موقع إلكتروني على شبكة الإنترنت قبل لقاء العودة في الدور قبل النهائي لدوري أبطال أوروبا الذي جمع ميلان ومانشستر يونايتد الإنجليزي الموسم الماضي.

والطريف أنه وخلال المزاد على شبكة الإنترنت وصل آخر سعر للحارس البرازيلي قبل رفعه من الموقع الإلكتروني إلى 71 يورو بعد 25 مزايدة.



كوارث ديدا




وكان ديدا قد تعرض لحملة كبيرة من الانتقادات بعد هزيمة فريقه بثلاثة أهداف مقابل هدفين أمام مانشستر في لقاء الذهاب على ملعب "أولد ترافورد" بإنجلترا بعدما فشل في إبعاد كرة من البرتغالي كريستيانو رونالدو عن شباكه بل لمسها قبل دخولها مرماه، وزاد من كثافة الهجوم دخول هدف ثالث مرماه في الدقيقة الأخيرة من المباراة.

زاد من شعبية الدولي البرازيلي مع ميلان عندما اعتبرته الجماهير بطلا بعد تألقه في التصدي لركلات الترجيح في نهائي دوري أبطال أوروبا عام 2003 مما لعب دورا كبيرا في فوز الفريق بالبطولة على حساب يوفنتوس إلا أن شعبيته تراجعت بعد ذلك نتيجة ارتكابه سلسلة من الأخطاء.

وتأتي واقعة ديدا مع تسديدة كامبياسو وما زال في ذهن جماهير ميلان مشهد إدعاء اللاعب تعرضه لاعتداء من أحد جماهير سيلتيك الأسكتلندي محاولا إلهاء جماهير النادي عن سقوط الكرة من يده في الدقيقة الأخيرة من اللقاء ليدخل هدف قاتل في مرماه تسبب في خسارة فريقه اللقاء بهدفين مقابل هدف ضمن منافسات دور المجموعات في دوري الأبطال الأوروبي للموسم الحالي.

وأدت أفعال ديدا في تلك المباراة إلى فتح الاتحاد الأوروبي "يوفا" تحقيقا في تلك الواقعة، خصوصا وأن اللاعب أتقن كذبته وأقنع الجميع بعدم قدرته على إكمال المباراة، وخرج من الملعب محمولا بدعوى عدم قدرته على السير بشكل طبيعي.

وقد اعتبر حينها مدرب ميلان كارلو أنشيلوتي أن حارسه بالغ كثيرا بإدعائه الإصابة، وبعدها أعلن يوفا إيقاف ديدا لمدة مباراتين.

وكنتيجة طبيعية لكثرة أخطائه التي بسببها خسر ميلان الكثير من النقاط احتل الحارس البرازيلي المركز الثاني في قائمة أسوأ لاعب في الدوري الإيطالي والتي جاء فيها مواطنه مهاجم الإنتر أدريانو الأول بنسبة(%19.98) ثم ديدا (10.86%).



إتجاه لبيعه

وأشارت تقارير صحفية إلى أن ميلان قد يستغني عن ديدا لتواضع مستواه منذ فترة ليست بالقصيرة تسببت في خسارة الفريق العديد من النقاط الهامة وضعت إدارة النادي وجهازه الفني في موقف حرج أمام الجماهير.

وذكرت مجلة "كالتشيو إيطاليا" أن ديدا من الممكن أن يرحل عن صفوف الـ"روسونيرو" في يناير/كانون الثاني المقبل، أو يتم وضعه بشكل مستمر على مقاعد البدلاء حتى نهاية الموسم ليكون بديلا لحارس جديد قد يكون حارس بريشيا إيميليانو فيفيانو.

وبشكل عام فإن أخطاء حراس المرمى ليست مقتصرة على ديدا وحده بل هي ظاهرة يقع فيها العديد من أصحاب هذا المركز، ورؤيتها قد يدفع البعض إلى الجنون والتحسر، ويؤدي أحيانا إلى نوبة من الضحك الهستيري، خصوصا وأن تلك الأخطاء تحدث في أوقات لا يتوقعها أي شخص ومنهم مهاجمو الفرق المنافسة.

وتعتبر المشاهد المجمعة لأخطاء حراس المرمى التي يرفعها هواة اللقطات الطريفة على مواقع الإنترنت المخصصة من أكثر الملفات التي يحرص قطاع كبير من الجمهور على مشاهدتها وهو ما نلاحظه مثلا على موقع "youtube.com".