مدرسة إيه بي سي أو الألف باء تغير حياة الكثيرين في داكا، ببن

من طرف dreamnagd الإثنين نوفمبر 19, 2007 1:07 am

مدرسة إيه بي سي أو الألف باء تغير حياة الكثيرين في داكا، ببنغلادش
(مبادرة متطوعة تتطور من مساعدة طفل واحد إلى مساعدة كثير من الأحداث)

من بول ساباتين، المراسل الخاص لموقع يو إس إنفو
واشنطن، 16 تشرين الثاني/نوفمبر، 2007- بدأ الأمر ببساطة شديدة في داكا، عاصمة بنغلادش، عندما لاحظت معلمة أميركية وصلت حديثاً من الولايات المتحدة صبياً صغيراً في منطقة قريبة يعيش فيها أفقر الفقراء على أرض لا يملكونها ولم يؤذن لهم قانونياً بالعيش فيها.

وبدأت المعلمة، إغلال روسو، التي يعمل زوجها موظفاً في الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، بإطعام الصبي وجبة غداء يوميا. وسرعان ما بدأ يصطحب معه آخرين: شقيقه وبعض الأصدقاء. وما أن انقضت بضعة أشهر حتى كان عدد الأحداث الذين يحصلون على الغداء من روسو في كل يوم قد وصل إلى أكثر من 100 طفل. وسمع أبناء الجالية الأميركية في داكا عن جهود روسو فبدأوا، رغبة منهم في المساعدة، إما بالتبرع بالمال أو بالمساعدة في إعداد وتوزيع الطعام.

ومع مرور الوقت أدركت المجموعة المشتركة في الجهد أن وجبة الطعام المغذية، رغم أهميتها، لا تكفي وحدها. فقد كان أولئك الأحداث، الذين لم يدخل معظمهم غرفة صف مطلقاً في حياته، بحاجة إلى التعليم كي ينتشلوا أنفسهم من دورة الفقر واليأس.

وهكذا قررت روسو توسعة برنامجها وبدأت، بمساعدة موظفي الوكالة المحليين ومتطوعين أميركيين، بتنظيم صفوف في الطريق الخاصة المؤدية إلى منزلها تعلم فيها مبادئ القراءة والكتابة باللغتين الإنجليزية والبنغالية. وأسست المجموعة في نهاية الأمر مدرسة، وظفت فيها معلمين، ونقلت الصفوف إلى داخل مرأب السيارات (الكاراج).

وتوسعت المدرسة، التي تعرف الآن باسم مدرسة ألف باء (ABC)، بعد ذلك حتى أصبح يعمل فيها الآن خمسة معلمين بدوام كامل وانتقلت إلى مبنى خاص يدرس فيه التلاميذ منهاجاً دراسياً كاملاً من صف الروضة (5 سنوات) حتى الصف الرابع الابتدائي (9 سنوات). وتخطط المجموعة الآن لإضافة الصف الخامس الابتدائي قريبا.

وما زالت المدرسة حتى اليوم جهداً محلياً. ويشرف على إدارتها مجلس مؤلف من متطوعين من السفارة الأميركية بالإضافة إلى متطوعين من موظفي المدرسة الأميركية في داكا وأهالي طلابها. ويشكل الأميركيون نصف أعضاء مجلس الإدارة والمتطوعين تقريباً، في حين أن النصف الآخر من أهالي بنغلادش، وهم إما من أهالي التلاميذ في المدرسة الأميركية أو من المعلمين فيها.

وعائلات تلاميذ مدرسة إيه بي سي هم من أفقر الفقراء في بنغلادش، بحيث تعيش العائلة منهم على دخل يتراوح ما بين دولار واحد ودولارين في اليوم. ويعمل الأهالي، ومعظمهم أميون، عمالا غير مهرة يجرون الجنركشة (وهي عربة صغيرة بدولابين) في ورش البناء. ويقوم قليلون منهم ببيع الشاي أو الغلال الزراعية في السوق، في حين يعمل آخرون خدماً في المنازل لدى العائلات الغنية.

وقد نزحت هذه العائلات إلى داكا من المناطق الريفية في السنوات الأخيرة طلباً للعمل. وهي تدفع معظم دخلها أجرة للأكواخ التي تسكن فيها، ولا تحصل على التغذية اللازمة بحيث يشكل شبح المرض تهديداً دائماً لقدرة العائلة على كسب الرزق وتهديداً لأي مدخرات ضئيلة تملكها.

وتقوم مدرسة إيه بي سي (أو ألف باء)، بهدف كسر الحلقة المفرغة من الفقر والعوز وانتشال هؤلاء الأحداث وعائلاتهم منها، بتوفير جميع احتياجات الطفل. فهي تقدم، علاوة على التعليم الابتدائي، وجبات طعام مغذية، ورعاية صحية للأحداث وعائلاتهم، ومرافق صحية كالمراحيض والحمامات للاغتسال. كما أنها تزودهم بالمهارات الحياتية والتدريب المهني. وتقدم المدرسة "مخصصات" من الرز للعائلات، كحافز يشجعها على إرسال أولادها إلى المدرسة.

وفي حين أن الأشخاص الذين يتطوعون ويعملون في مدرسة إيه بي سي يدركون أنهم لا يستطيعون الاهتمام والاعتناء بكل حدث فقير محتاج في داكا، إلا أنهم يقومون بكل ما يمكنهم لفتح جميع الأبواب أمام تلاميذهم.

ونظراً لكون عدد كبير من التلاميذ يعرب عن رغبة في دراسة الطب والتمريض، بدأ المسؤولون عن المدرسة يدركون أنه قد يتعين عليهم توفير الدعم لفترة طويلة قادمة.

يرجى الرجوع إلى المقال: "الوجبات التي تقدم للتلاميذ تساعد في التخلص من سوء التغذية ( http://usinfo.state.gov/xarchives/display.html?p=washfile-arabic&y=2007&m=September&x=20070906164019bsibhew0.6340601 )."

ملحوظة: منح بول ساباتين أخيراً جائزة وزيرة الخارجية للعمل التطوعي المتميز لمشاركته في تأسيس مدرسة إيه بي سي.