هل يجوز تقديم بر الوالدين على الصلاة؟

من طرف dreamnagd الجمعة أكتوبر 26, 2007 7:01 pm

سؤال: أثناء أدائي لنافلة العشاء نادي عليَّ والدي غير أنني فضلت اتمام الصلاة علي إجابته. فأخبرني بعض المقربين بأن هذا لا يجوز. فما حقيقة ذلك؟ وهل يجوز تقديم بر الوالدين علي صلاة النافلة؟
** يجيب الدكتور عثمان عبدالرحمن المدرس بالأزهر الشريف ،بحسب جريدة المسا، :
فلتعلم أخي السائل أن والديك هما مصدر وجودك وأقرب الناس إليك. ومهما أحسنت إليهما لن توفيهما حقهما. وحسبك ترغيباً في طاعتهما أن تقرأ قول الحق تبارك وتعالي: "إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريما. وأخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا" "الإسراء/23-24". وهذا يعني أن طاعتهما واجبة.
وحسبك تأكيداً لهذا المعني الكبير أن الرسول الكريم- صلي الله عليه وسلم- يقول: ثلاث لا ينفع معهن عمل: الشرك بالله. وعقوق الوالدين. والفرار من الزحف" "رواه الطبراني" وفي تقديم بر الوالدين علي التطوع بالصلاة وغيرها.
روي عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنه قال: كان جريج يتعبد في صومعة. فجاءت أمه. فقالت: يا جريج! أنا أمك كلمني فصادفته يصلي. فقال: اللهم أمي وصلاتي فاختار صلاته- ثم نادت عليه المرة تلو الأخري وهو لم يجبها مفضلاً صلاة النافلة علي إجابة نداء أمه. فدعت عليه فقالت- اللهم فلا تمته حتي تريه المومسات.." ولم يمت حتي استجاب الله تعالي لدعوة أمه. ونجاه الله منها بالتقوي.
ومن هنا ذهب جمهور الفقهاء إلي أن اجابة دعوة الوالدين من الوجوب. لأن الابن كان في صلاة نفل والاستمرار فيها تطوع لا واجب. وإجابة الأب وبره واجب وعقوقه حرام. بل كان يمكن للابن أن يخفف الصلاة ويجيب اياه ثم يعود لصلاته والواقع أن في حديث جريج هذا فوائد كثيرة منها:
- عظم بر الوالدين. وتأكيد حقهما. وأن دعاءهما مجاب.
- أنه إذا تعارضت الأمور بديء بأهمها.
- أن من يتقي الله يجعل له مخرجاً ويجعل له من كل ضيق فرجاً.