وكالة التنمية الدولية تدعم برامج علمية تعاونية مشتركة في الش

من طرف dreamnagd الإثنين أكتوبر 22, 2007 7:04 pm

وكالة التنمية الدولية تدعم برامج علمية تعاونية مشتركة في الشرق الأوسط
(البرنامج الذي يجمع العرب والإسرائيليين يعمل بنجاح منذ 26 عاما)

بقلم شيريل بيليرين ، المحررة في موقع يو أس إنفو
واشنطن، 19 تشرين الأول/أكتوبر 2007 – يتعاون الباحثون العرب والإسرائيليون في المشاريع التكنولوجية التي تعالج موضوع الموارد المائية، وإدارة الآفات الزراعية، والأمراض المعدية وغيرها، باستخدام تمويل من برنامج أميركي جمع بين العلوم ومساعدة التنمية في المنطقة على مدى أكثر من 26 عاما.

وقد منحت الوكالة الأميركية للتنمية الدولية أول هباتها بموجب برنامج التعاون الإقليمي في الشرق الأوسط في شهر آب/أغسطس 1981. وقد شرع الكونغرس الأميركي في هذا البرنامج بعد إبرام اتفاقيات كامب ديفيد بين إسرائيل ومصر في العام 1979.

وكان البرنامج مقتصرا بادىء الأمر على التعاون الأميركي والإسرائيلي والمصري، إلا أنه توسع بعد مؤتمر مديد في العام 1991 – الذي مثل مجهودا للمجتمع الدولي لإطلاق عملية سلام عن طريق المفاوضات بين الدول العربية وإسرائيل – بحيث ضمت إليه الضفة الغربية/غزة والأردن ولبنان والمغرب وتونس.

وصرح مدير برنامج التعاون الإقليمي في الشرق الأوسط ديفيد أوبريان لموقع يو اس إنفو التابع لوزارة الخارجية الأميركية قائلا " إننا نعمل مع التعاون العربي – الإسرائيلي [ومساعدة التنمية] بدلا من مساعدة التنمية وحدها، ولكن بالنسبة لبرنامج تبلغ قيمته الإجمالية خمسة ملايين دولار في السنة، فإننا نحصل على نتائج تنموية أعتقد أنها تضاهي أي شيء تحققه الوكالة من المشاريع التي تركز حصرا على التنمية."

التنمية والتعاون

لبرنامج التعاون الإقليمي في الشرق الأوسط هدفان ر ئيسيان – تشجيع الأبحاث في التنمية وتعزيز التعاون في المنطقة.

تدير الوكالة الأميركية للتنمية الدولية هذا البرنامج، الذي يتوجب على المتقدمين للاشتراك فيه أن يثبتوا وجود مستويات مهمة للتعاون العربي – الإسرائيلي المباشر. وقد يشترك العلماء الأميركيون في منح البرنامج فقط إذا كانت خبرتهم أساسية بالنسبة لمشروع معين وغير متوفرة في الشرق الأوسط.

توجّه منح برنامج التعاون الإقليمي للشرق الأوسط اهتمامها نحو مواضيع الأبحاث التي يكون لها تأثير تنموي قصير الأمد إلى حد معقول – اقتصادي وتنموي ويتعلق بالسياسة وغير ذلك. ولا تتجاوز منح البرنامج المليون دولار من التمويل الإجمالي، وتمتد المنح عادة لثلاث أو أربع أو خمس سنوات.

ويتعين على المتقدمين للبرنامج أن يقدّموا مقترحات مسبقة تقوم لجنة داخلية بتقويمها. وتصبح الطلبات التي تفي بمعايير برنامج التعاون الإقليمي في الشرق الأوسط مقترحات كاملة يقوم علماء من الخارج بتقويمها في ما يعرف بعملية عرض ومراجعة للأقران.

وقال أوبريان "نجمع بين لجان تراجع الطلبات، مع التركيز على الاستحقاق العلمي، ولكن مع الأخذ بالاعتبار معايير أخرى – أي أنهم يعكفون على معالجة مشكلة تنمية حقيقية، وما إذا كان هناك تعاون مباشر كبير، وأنهم يعملون على بناء القدرة، وأن [المشروع المقترح] يخضع لإدارة جيدة".

وأضاف أوبريان أنه يقبل عادة عدد أكبر من المقترحات مما يكون برنامج التعاون الإقليمي في الشرق الأوسط قادرا على تمويله، لذا فإن لجنة مشتركة من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية ووزارة الخارجية الأميركية تتخذ القرار النهائي.

وقال أوبريان أيضا " قمنا بتسجيلها وجمعها في العام 2006، وسجلنا رقما قياسيا في المشاريع الجارية – 40 مشروعا فعالا خلال ذلك العام أو جزء منه، مقارنة بأحد عشر مشروعا في العام 1998".

ويزور العلماء والطلاب دول بعضهم البعض الأخر للتدرب وإجراء الدراسات الميدانية والاشتراك في ورشات العمل. وأجرى عدد من الطلاب من الأقطار العربية جزءا من أبحاث دراساتهم العليا في إسرائيل.

النجاح على أرض الواقع

حققت مشاريع برنامج التعاون الإقليمي في الشرق الأوسط إنجازات علمية في ميادين مختلفة عديدة، مؤدية إلى تقديم إسهامات تنموية مهمة وعملية.

وأظهر أحد المشاريع تكنولوجيا لمعالجة المياه العادمة طورتها شراكة فلسطينية – إسرائيلية – مصرية للبرنامج في قرية بالضفة الغربية. وتبنت قرى قريبة منها تلك التكنولوجيا وتم بناء منشآت معالجة مياه مماثلة بتمويل محلي ومن مانحين آخرين. وتم بناء مركز للموارد في الضفة الغربية مجهز بمختبرات لأبحاث الدراسات العليا ولتعليم الفنيين على مراقبة عملية محطات معالجة المياه.

وقامت شراكة بين إسرائيل وست دول عربية بتطوير وتهجين أنواع من البندورة مقاومة لفيروس تجعّد الورق الأصفر للبندورة، وهو من أكثر الآفات الزراعية تكلفة في العالم. واختبر علماء برنامج التعاون الإقليمي في الشرق الأوسط جينات النباتات المقاومة ضد سلالات للفيروس وجدت في كل من دول الشرق الأوسط المشتركة في البرنامج. كما تقاسموا جينات النباتات المقاومة مع زملائهم في أميركا اللاتينية وفي غربي وجنوبي إفريقيا.

وتعكف الشراكة الأردنية – الإسرائيلية – الفلسطينية على دراسة مخاطر الزلازل في وادي الصدع الكبير، وهو ظاهرة جيولوجية واسعة تمر من جنوبي سوريا في جنوب غربي آسيا إلى أواسط موزامبيق في شرقي إفريقيا. وهذه المنطقة المعقدة، حيث تلتقي عدة طبقات تحت قشرة الكرة الأرضية، تسبب الزلازل المتكررة الحدوث. ونتج عن المشروع خرائط ومخططات بيانية لبيانات متعلقة بعلم الزلازل لقواعد وأنظمة البناء في الأردن وإسرائيل والضفة الغربية وغزة.

وفي القطاع الصحي، طورت الشراكة الفلسطينية – الإسرائيلية لبرنامج التعاون الإقليمي في الشرق الأوسط طريقة فعالة ورخيصة التكلفة لمراقبة تبرعات الدم للتأكد من خلوها من التهاب الكبد ج، وهو مرض فيروسي معد ينقل بالدم ويمكن أن يسبب في الحالات المزمنة مرض تليف أو تشمع الكبد وسرطان الكبد. كما أدى المشروع إلى تقديم مراقبة روتينية لعينات الدم في أكبر مستشفيات غزة.

وتعالج مشاريع أخرى التنوع البيولوجي، والإدارة البيئية، وإحياء النظام البيئي، والزراعة، وحماية الشعب المرجانية، وزراعة وتربية النباتات في المحاليل المائية، وغيرها من الموضوعات.

وقال أوبريان إن كثيرين من الحاصلين على المنح واصلوا العمل معا لتقديم طلبات للحصول على منح من مانحين آخرين، كما أقام بعضهم شراكات لتقاسم حقوق براءات الاختراع التي نتجت عن أبحاثهم وجهودهم التنموية.

وأضاف أوبريان قائلا "إن البرنامج يحكي قصة تستحق أن تروى، وهي في الحقيقة قصة المشاركين. وأحد الأسباب التي دعتنا إلى تقديم منح صغيرة ودفع (المتقدمين بالطلبات) إلى الحصول على تمويل مماثل من مصادر أخرى هو لتمكيننا من الموافقة على مزيد من المشاريع".
****