رسالة إلى صديقتى أنجيلا

من طرف dreamnagd الأربعاء أكتوبر 17, 2007 5:39 pm

عزيزتي أنجيلا..,
تحية طيبة و بعد..,
أعلمك أنني بخير. .إذا كانت كلمة بخير مدلولها أنني أتنفس بشكل منتظم و أسير و آكل و أنام.. إذا ..
أنا بخير
لكنني أتألم .. فالألم هو جوهر حياتنا هذه الأيام...أ تألم لي.. و أتألم أكثر لكي
هروب... و حزن..و مأساة و موت...يا الهي.. ؟!!
هذه أحداث كثيرة .. لتقع في أسبوع واحد...و الوقوع في خضمها كفيل بأن يسبب أزمة قلبية حادة...!
إذا كنت قريبة منها..مثلى !!
لكنك بعيدة..بعيدة جداِ!!!
أنت فى ألمانيا... و الألم هنا..و أنت التي تتألمين..؟
أرجوك.. اعلم انك دوما تتعاطفين مع من حولك..و لكن.. كوني واقعية!!
فأنا لم أرك يوماً حتى...دوما تظلين تنقلين لي أخبار من حولك ممن تعرفينهم و ما يحدث لهم..و بمنتهى الدقة و التفصيل..حتى صاروا جزء لا يتجزأ من حياتي.. و ...و انت حتى لم تقابليهم و لو مرة واحدة فى حياتك..؟!! !
ثم هذه الرسالة الرهيبة التي أرسلتها إلى....؟!
...ماذا أنت فاعلة...؟ , لست أفهم؟؟؟!!!
إيمان صديقتك في يوم عرسها الذي ظلت تنتظره 40 عاما..حاكت فستان عرسها بيديها..و اختارت ألوان الستائر و الملاءات ونثرت أوراق الورود على السرير..و دعت إلى عرسها الكل من الكبير إلى الصغير...هرب عريسها مع أقرب صديقة لها..؟!! يا الهي .. ياله من حقير؟!
كنت أرجو أن أكون بجانبها أحتضنها و أفسح لرأسها مكانا على صدري لتفترشه أنهار دموعها.. فأنا أعرف عنها ما لا تعرفه أمها
و لكنني لا أستطيع..لا أستطيع و لن أفعل!!
وشيرين..مات طفلها الرضيع...؟!!!!! !
و أخيه أصابه شلل نصفى..و أخر في العناية المركزة حالته حرجة..اثر ارتطام سيارتهم التي كانت تقودها هي بشاحنة عملاقة..و هي لم تصب إلا ببعض الرضوض السطحية...
و تعيش في مر الذنب..و لا تستطيع التحمل..و تموت ألف ألف يوم كل يوم...
يا الهي .. شيرين الحبيبة؟؟!
كلما تخيلت نفسي أعيش كابوسها الحي هذا لا أستطيع التملص منه..
و اختنق بشدة...و لكنني لن أكون معها لأهون عليها..لن يحدث هذا أبدا
و أحمد ورّطه جاره الحقير في كارثة كالعادة و قبض عليه ظلماً..و سناء مات أبيها بعد معاناة رهيبة من مرض سرطان النخاع... لا لا لا
توقفي
لم تخبرينني بكل ذلك
لم؟!
أخبرني لم
لم؟!!!!!!!!!!!! !!!!!
ألا تعلمين إن ذلك يذبحني..؟!
معرفتي بما أصابهم.., لا أستطيع حتى أن أكون هناك معهم,
لا أستطيع حتى التواجد قربهم..و أنت تعلمين لماذا
إنهم لا يعرفونني.. لا يعرفونني.. على الإطلاق.. !!!
أنا لست جزءا من حياتهم.. لست قريبة و لست صديقة.و لا حتى شخص قد رأوه صدفة
و لن أكون
انتى حلقة الوصل ... تخبريني بكل شيء..بأسرارهم.. بما يحبون و بما يكرهون.. لمن يشتاقون و ممن يهربون, و .. و تتألمين لألمهم .. و أتألم لألمك و آلامهم..
و لا تستطيعين فعل شيء و لا أنا أيضا أستطيع
إلى ما سيؤدى بنا ذلك...ما النتيجة..؟ !!
أنا أيضا بقلبي الكثير من الجروح و يحمل وجهي علامات الزمن و الكثير من الألم.. و..
لن ينتهي ذلك... أليس كذلك !
كفاكى.. لا أريد المزيد .. فأنا ارتدى الأسود على شخص لم يعرفني فى حياته
و ابكي ليل نهار على موت الصغير الذي لم أحمله يوما
آآآآآآآآه .. تعبت.. تعبت حقا و الدنيا حولي تزداد ضيقا
ألم تتعبين..؟؟
أنا بلى, بلى يا صديقتي التي لم أرها يوماً
ثم أين أنت من كل هذا..ماذا عنك..؟
.لِم لم تخبريني أبدا بأي شيء عنك ..ما هو ألمك؟
أين هي حياتك؟
أشعر أحيانا بأنك لا تملكين حياة..!
كل ما هنالك...ما أراه خلالك.. حياة الغير...أر ى خلالك مصائبهم و كأنك لوح
من الزجاج الباهت
دوما ما يتحدث الآخرين عن ألمهم.. فذلك هو ما يترك الأثر العميق...
الألم و الحزن و المعاناة
أين ذلك في حياتك...؟!
لا يوجد؟!!!
أأنت سعيدة إذا؟
لم تخبريني عن ذلك أيضا..!!
لم لا تخبريني بفرحة أحدهم مثلا..لم لا تحكين لي عن حب حياتك
و لحظات لهفتك...و ..
و أشياء قد تضيء ظلام غرفتي
أشياء سعيدة...مثل ضحكات الأطفال و أصوات العصافير و هفهفة أجنحة الفراشات الرقيقة
إنها هناك في مكان ما تحت السرير.. وبين أغطية الوسائد
و على صفحات البوم صورك العائلي
تحتل جزء ما صغير على معصمك و تتدلى بشكل انسيابي على عنقك كقلادة عتيقة
إنها الذكريات الجميلة
أنت تملكينها.. في مكان ما بين يديك و قلبك.. لن تتوه بعيداً
و توقفي عن ايلامى ارجوكى.. فالألم ليس وقود حياتي و إنما كفنها
توقفى عن عيش حياة الآخرين.. انا لا اطلب منك المستحيل.. فلي أنا أيضا قلب
و أهتم و لكن
أرجوك.. تذكري شيء واحدا مهما
أكثر أهمية عن من تكنين لهم الحب..
شيء اسمه أنجيلا
صديقتي التي لم أرها يوما..و لكنها ارتنى الكثير خلالها
لا تكرهيني
فأنا الآن لا ألعب إلا دور المرآة.. مرآتك...
صد يقتك الحقيقية
وانتظرك وصولك ..
أنت...
بفارغ الصبر
اتصلي بى لتخبريني عن ميعاد وصول طائرتك
و سأكون هناك مع باقة كبيرة من زهور الأقحوان.. و ابتسامة واسعة..
و قلب مشتاق للقائك
و إرادة من نار ... قادرة على تذويب كل الآلام
صديقتك إلى الأبد(أو إلى انتهاء تاريخ صلاحيتي)