غضبة الملياردير أطاحت بمورينيو
صفحة 1 من اصل 1
غضبة الملياردير أطاحت بمورينيو
عندما سأل الصحفيون جوزيه مورينيو الموسم الماضي حول إمكانية رحيله عن تشيلسي أكد أن لايمكنه ترك الفريق إلا بطريقتين إما مع نهاية عقده عام 2010 أو بإقالته بواسطة الإدارة .. لكن مع حلول سبتمبر/ ايلول الجاري تغيرت أمور كثيرة.
وبرر مورينيو وقتها تعهده بعدم الرحيل عن الزرق بارتباطه بجمهور تشيلسي إلا أن ذلك لم يمنعه من الاتفاق مع إدارة النادي بفسخ التعاقد في أكبر مفاجآت الموسم.
وينبع عنصر المفاجأة من طبيعة العلاقة بين مورينيو والملياردير الروسي رومان إبراموفيتش مالك تشيلسي والتي لم تفتقد الجانب الدرامي من اللحظة الأولى التي وطأت فيها قدما المدرب البرتغالي أرض ستامفورد بريدج معقل الزرق.
إعلان الطلاق بين الطرفين جاء في توقيت غريب بعد انطلاق الموسم بما يقرب من شهر وقبل ثلاثة أيام من مواجهة مانشستر يونايتد في الدوري الإنجليزي والشياطين الحمر هم المنافس الأول للزرق على اللقب ، وقبل مباريات هامة للفريق في دوري أبطال أوروبا أمام منافسين من العيار الثقيل مثل فالنسيا الإسباني وشالكه الألماني.
ويكشف سوء توقيت الانفصال عن أن الخلافات الداخلية في ستامفورد بريدج لم تعد قابلة للاحتمال من كلا الطرفين وعلى إثر فشل تشيلسي في الفوز ثلاثة مباريات متتالية من بينهم مبارتين على ملعبه أمام بلاكبرن روفرز في الدوري وأمام روزنبورج النرويجي في دوري أبطال أوروبا.
مورينيو فاز مع تشيلسي بخمس بطولات خلال ثلاث مواسم من بينهم بطولة لقبين للدوري الإنجليزي الذي غاب عن النادي اللندني لمدة خمسين عاما ، كما قاد الفريق مرتين إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا.
ولم تشفع هذه الانجازات لمورينيو لدى إدارة النادي التي تتخذ قراراتها بصورة تتداخل فيها رغبات إبراموفيتش مع نصائح مستشاريه الرياضيين والماليين.
الخلاف مع إبراموفيتش
مورينيو قاد تشيلسي لبطولات عدة
وبدت بوادر توتر العلاقة واضحة بعد فوز مورينيو بكأس إنجلترا في نهاية الموسم الماضي واستخدام أصابع يده في الإشارة إلى الرقم خمسة في إتجاه المدرجات حيث كان إبراموفيتش يشاهد المباراة أمام مانشستر يونايتد في رسالة ضمنية يقول المدرب فيها : "جلبت إليك خمس بطولات حتى الأن".
وبدأت الخلافات تعرف طريقها بين الرجلين قبل بداية الموسم الماضي حينما تعاقد تشيلسي مع الألماني مايكل بالاك والأوكراني أندريه شيفيتشنكو وذكرت تقارير صحفية عديدة أن ضمهما لم يكن بناء على رغبة مورينيو بل نتيجة لجهود إدارة التعاقدات التي يرأسها بيتر كينيون المدير التنفيذي للنادي.
وفي منتصف الموسم الماضي بدأت الإصابات تضرب لاعبي تشيلسي لدرجة أن مورينيو كان يدفع بلاعب الوسط مايكل إيسين للعب في مركز قلب الدفاع وطلب المدرب التعاقد مع لاعبين وهو ما قوبل بالرفض من مالك النادي على اعتبار انفاقه ما يزيد عن 200 مليون دولار لضم لاعبين جدد خلال السنوات السابقة.
وجاء فشل تشيلسي في الفوز بدوري أبطال أوروبا وفقدانه لقب الدوري الإنجليزي ليزيد من غضبة إبراموفيتش الذي وجد فريقه لا يقدم كرة قدم ممتعة كما تفعل فرق أوروبية أخرى مثل أرسنال وبرشلونة.
وكان مورينيو دوما ما يرد على منتقدي طريقة لعب تشيلسي بأنها الطريقة التي يفوز بها الفريق على الجميع كما سبق للمدير الفني التأكيد على عدم تدخل إبراموفيتش في شئون الفرق داخل الملعب.
وتتناقض نهاية العلاقة بين إبراموفيتش ومورينيو مع بداية ارتباطهما إذ تولى مورينيو تدريب تشيلسي بعد أن قاد نادي بورتو البرتغالي للفوز بدوري أبطال أوروبا مما برهن على كفاءة كبيرة أقنعت الملياردير الروسي بكفاءته.
وكان مورينيو مثيرا للجدل من اللحظة الأولى التي تولى فيها المسئولية فقال عن نفسه في تصريحات للصحفيين : "إذا كنتم تعتقدون أن تشيلسي ناد مميز ولاعبيه مميزون فأنا مدير فني مميز أيضا ".
وكانت تصريحات مورينيو المثيرة للجدل والمغرورة في كثير من الأحيان مصدر إلهام عديد الصحفيين في تحديد العناوين الرئيسية للصحفهم الرياضية.
ودخل مورينيو في حروب كلامية مع فرانك ريكارد مدرب برشلونة وأرسين فينجر مدرب أرسنال ورافاييل بنيتيث مدرب ليفربول وكان الجميع يلهث وراء تصريحاته لأن فريقه يفوز.
المستقبل المجهول
دروجبا تلقى رسالة من مورينيو
ومن المؤكد أن رحيل مورينيو سيشعر منافسي الفريق براحة كبيرة للكفاءة التي تمتع بها الرجل وطمعا في إفقاد الزرق لاستقرارهم ملقية إياهم في دوامة المستقبل المجهول برغم قرار الإدارة السريع بتولي الإسرائيلي مدير الكرة في النادي إفرام جرانت المسئولية.
ومن سخرية القدر أن التعاقد مع جرانت نفسه مديرا لشئون كرة القدم في النادي كان من العوامل التي زادت من حدة الشقاق بين مورينيو وإبراموفيتش.
وارتبط مورينيو بعلاقة قوية للغاية بنجوم الفريق الذين تألقوا تحت قيادته ومنهم قائد تشيلسي جون تيري وزميله فرانك لامبارد والمهاجم الإيفواري ديدييه دروغبا والمدافع ريكاردو كارفاليو الذي لعب مع مدربه في بورتو وفي ستامفورد بريدج.
وبعث مورينيو عقب فسخ تعاقده برسائل قصيرة إلى هواتف لاعبيه الأربعة معلنا نبأ رحيله بعد أقل من ساعة على تجميعهم بواسطة إدارة النادي لمشاهدة فيلم تسجيلي عن إنجازات الفريق خلال السنوات الماضية وهو الإجراء الذي ربما تم اتخاذه لبث الحماسة في نفوسهم قبل توديع مديرهم الفني "المميز".
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى