فينجر يقود المدفعجية إلى مرحلة ما بعد هنري

من طرف dreamnagd الأحد سبتمبر 09, 2007 10:59 am

يعيش الفرنسي أرسين فينجر تحديا جديدا، بعد تمديد تعاقده كمدير فني لنادي أرسنال الإنجليزي يتمثل في إعادة البطولات الغائبة عن "المدفعجية" في مرحلة "ما بعد هنري".

وحامت شكوك عديدة حول توقيع فينجر عقده الجديد مع أرسنال، خصوصا بعد رحيل ديفيد دين نائب رئيس النادي السابق عن مجلس الإدارة، وهو الذي كان يتولى إدارة النادي تنفيذيا، بالإضافة إلى انتقال تييري هنري أبرز نجوم المدفعجية في عهد فينجر إلى صفوف برشلونة الإسباني.

وكان هنري النجم الوحيد الباقي من الأعمدة الرئيسة لفريق أرسنال الفائز بلقب الدوري الإنجليزي موسم 2003-2004، والذي حقق إنجازا غير مسبوق من عشرات الأعوام بالتتويج باللقب من دون تلقي خسارة واحدة.

وشهدت الأعوام الثلاثة الأخيرة رحيل هنري ومن قبله قائد الفريق الفرنسي باتريك فييرا ومواطنه روبرت بيرس والمدافعين الإنجليزيين الدوليين سول كامبل وأشلي كول.

ويراهن فينجر على مجموعة من النجوم صغار السن باعتبار أنه مدرب بارع يمكنه تحويلهم إلى نجوم، كما فعل مع الأسماء التي انضمت للأرسنال في عهده وتحولت إلى نجوم كبار.

وعندما أعلن فييرا إلى يوفنتوس الإيطالي رحيله منذ موسمين بسبب عدم تعاقد الفريق مع لاعبين "نجوم" قال رد فينجر على تصريحه قائلا "أنت لم تكن نجما عندما ضمك أرسنال".

ويضم أرسنال حاليا أسماء من عينة الإسباني فرانسيسك فابريجاس والهولندي روبين فان بيرسي والإيفواري إيمانويل إيبوي والإنجليزي ثيو والكوت، بالإضافة لأصحاب الخبرة مثل قائد الفريق ويليام جالاءس والفائز بكأس العالم عام 2002 البرازيلي جيلبرتو سيلفا والتشيكي توماس روزيسكي والحارس الألماني ينز ليمان.

وأثبت "المدفعجية" حتى هذه المرحلة المبكرة من الموسم أن في وسعهم تقديم موسم قوي من دون قائدهم السابق هنري؛ إذ يشترك أرسنال حاليا مع ليفربول في صدارة الدوري الإنجليزي برصيد عشر نقاط من أربع مباريات، ونجح الفريق في بلوغ دوري المجموعات من دوري أبطال أوروبا.

وبالرغم من العروض القوية التي قدمها المدفعجية حتى الآن لم يخض الفريق لقاءات كبيرة تكشف قدراتهم الحقيقية.

مشوار عمره 11 عاما

فينجر يبدأ عامه الحادي عشر مع أرسنال وفي جعبته رصيد كبير من البطولات يتمثل في في الفوز بالدوري الإنجليزي ثلاث مرات، وبكأس إنجلترا أربع مرات، وبكأس الدرع الخيرية أربع مرات، وبلوغ نهائي دوري أبطال أوروبا العام قبل الماضي للمرة الأولى في تاريخ الفريق.

ونجح فينجر في تغيير الصورة السلبية لأرسنال خلال السنوات الـ11 التي قضاها بين جنبات النادي، فبدلا من صيحة "أرسنال الممل الممل"؛ التي اعتادت الجماهير وصف طريقة لعب الفريق بها إبان عقد الثمانينات ومطلع التسعينات، وزادت شعبية الفريق في جميع أنحاء العالم بفضل الكرة الجماعية.

وامتد تأثير المدرب إلى الكرة الإنجليزية كلها، ففتح الباب للمدربين الأجانب مثل جوزيه مورينيو ورافاييل بنيتيث وحتى السويدي زفين جوران إريكسون؛ لتولي مناصب تدريبية كانت مقصورة على البريطانيين، وصار المدير الفني الأجنبي الأطول عمرا في وظيفته.

ولعل أبرز بصمات فينجر مع أرسنال قدرته على الكشف عن المواهب الصغيرة، واستقدامها للعب لصالح الفريق قبل أن تعلن عن نفسها أمام الجميع، فصارت ثقافته تساوي ذهبا، لأنها وفرت على الفريق ملايين الدولارات.

وتعاقد فينجر مع نجمه الأهم تييري هنري من يوفنتوس مقابل 18 مليون دولار، ومع باتريك فييرا من ميلان مقابل 7.5 مليون دولار، ومع كولو توري من أسيك أبيدجان مقابل 900 ألف دولار، ومع فرانسيسك فابريجاس من برشلونة باتفاق الطرفين، وجميعهم ارتفعت أسعارهم عدة مرات خلال وجودهم ضمن صفوف أرسنال.

بل إن موهبة ثمينة مثل الفرنسي نيكولاس أنيلكا تم بيعها من أرسنال إلى ريال مدريد عام 1999 مقابل 40 مليون دولار، وهو ما يساوي 100 ضعف قيمة اللاعب عندما تم شرائه من باريس سان جيرمان.

والمثير أن لاعبين مثل فييرا وهنري ومواطنهم روبرت بيرس والسويدي فريدريك ليونبرغ أعادوا اكتشاف أنفسهم تحت قيادة فينجر، بعدما صاروا غير مرغوبين في أنديتهم السابقة.

ويقول هنري أبرز نجوم أرسنال وصاحب الرقم القياسي بين هدافيه عن فينجر "لقد غير حياتي بالكامل، المرة الأولى عندما كنت ناشئا في صفوف موناكو، وكان هو مدربا للفريق، والمرة الثانية عندما حرص على التعاقد معي من يوفنتوس".