دروجبا: انتظرت 20 عاماً لأوقع عقد احتراف مع فريق درجة ثانية

من طرف dreamnagd الأربعاء سبتمبر 05, 2007 4:54 pm

يعتقد الكثير من المراقبين أن العاجي ديدييه دروجبا أفضل مهاجم في العالم ويكفي أن ننظر لكتيبة مورينيو بدونه، فمهما حاول البعض التقليل من دوره في حسم المباريات لصالح ناديه تشلسي يبقى الأقدر على صنع الفارق في اللحظات الحرجة. خسر تشلسي لقبي الدوري والكأس في الموسم الماضي ولا شك أن فقدان الألقاب يلقي بظلاله على نجم تشلسي إذ يقول: "بالطبع أنا حزين لفقدان أهم لقبين في الدوري الإنجليزي الممتاز، لكن علينا الإبقاء على عنصر التفاؤل. في صباح اليوم التالي لهزيمة تشلسي في الأنفيلد سمعت في المذياع نبأ مقتل أربعة من مشجعي تشلسي في حادث طائرة عند عودتهم من مشاهدة المباراة وقلت لنفسي: ديدييه ذهبت للأنفيلد وخسرت مباراة لمصلحة ليفربول لكن هؤلاء الأربعة ذهبوا للمباراة وخسروا حياتهم".
إنها هي النظرة الفلسفية الذكية والصريحة لفهم الحياة جعلت من دروجبا - في عيون الكثير من المراقبين - أفضل مهاجم في عالم كرة القدم اليوم بعد أن كان خارج الخريطة الرياضية الاحترافية. يعلق دروجبا على شعوره بالفخر بالقول: "أنا سعيد وفخور جدا بما أسمعه من الناس، شعرت هذا العام بنفس النشوة التي شعرت بها عندما كنت في مرسيليا: واثق جداً من قدرتي على صنع فارق في الملعب وأرى ثقة زملائي بي في عيونهم التي تقول: بإمكانك التسجيل حتى في اللحظات الأخيرة. وعندما يشعر أي لاعب بهذا الشعور لدى نزوله أرض الملعب يكون متربعا على عرش العالم الكروي". بيد أن زهو اللاعب بنفسه ممزوج بروح التواضع إذ يضيف قائلاً: "كوني أفضل مهاجم في العالم لا يعني الكثير لأنه حدث في موسم واحد لذا أنا بحاجة لأعرف مدى جودة الأداء الذي سأقدمه في الموسم المقبل أو الذي بعده علاوة على احتمال تغير الوضع في حالة الإصابة أو سوء الحظ ومثال على ذلك هنري وإيتو اللذان لم يسعفهما الحظ هذا العام. كي يكون اللاعب هو الأفضل عليه أن يكرر إنجازاته مرة بعد أخرى". وتكرار الإنجاز لا يخيف دروجبا الذي لعب لناديه وبلاده أكثر من 60 مباراة والقليل من اللاعبين شاركوا في هذا العدد الكبير من المباريات التي تتطلب اللياقة البدنية والذهنية معا. غير أن "العمل الشاق" مفردة ليست غريبة على الفتى القادم من أبيدجان والذي كافح لإثبات جدارته في عالم الاحتراف ويروي دروجبا قائلاً: "جئت لفرنسا من ساحل العاج في سن الخامسة وعشت مع عمي الذي كان لاعب كرة محترفاً اسمه ميشيل جوبا في شمال فرنسا. كنت معتاداً على لعب الكرة هنا وهناك لكن بسبب اضطرارنا للتنقل الدائم لم أستطع ترك أثر لاسمي كلاعب في أي من تلك الأمكنة. وعندما هاجر والدي برفقة إخوتي الستة لفرنسا عشنا نحن التسعة في شقة صغيرة تحوي غرفة نوم واحدة في ضواحي باريس. كان العيش في ذلك المكان صعبا لكنه حفزني للخروج ولعب كرة القدم بجدية أكبر".
برزت موهبته للعيان في سن الـ 15 في ضاحية ليفالوا ويعلق دروجبا قائلاً: "حتى عندما بدأ البعض بملاحظة موهبتي الكروية لم أحصل على عقد وتوجب علي الانتظار حتى سن الـ 20 كي أنضم لناد في الدرجة الثانية اسمه لومان". بعد أربع سنوات من الجهد الكبير نجح دروجبا في التعاقد مع نادي جينكامب المرشح للصعود للدرجة الأولى عام 2002 كل شيء سار بسرعة مذهلة منذ تلك الفترة، أمضيت مع جينكامب موسماً واحداً ثم انتقلت لمرسيليا أكبر ناد في فرنسا وبعد موسم واحد مع مرسيليا التحقت بأغنى ناد في العالم تشلسي (2004)، كانت سنوات قليلة ومجنونة!