العربية في السرج
نجــــــــــــــــــــــــــــــــــــد :: نجـــــــــد العامـــــــــــــــــــــــــــــــة :: تقارير أمريكية
صفحة 1 من اصل 1
العربية في السرج
العربية في السرج
(غاري بول نبهان)
واشنطن، 17 آب/أغسطس، 2007- على مسافة تبعد آلاف الأميال من منشأها وجدت المصطلحات والتعابير العربية الخاصة بالخيول والفرسان والأساليب التي تربط فيما بينها مستقرا لها في الصحراء الواقعة جنوب غرب الولايات المتحدة. فقد انتقلت المصطلحات من العربية إلى الأسبانية، ومن ثم إلى الإنجليزية الأميركية عندما اختلطت التقاليد الأسبانية بالتقاليد "الأنغلو أميركية". هذا ما يتناوله مقال "العربية في السرج،" وهو جزء من المجلة الإلكترونية: "ديناميكية اللغة الإنجليزية"، لشهر آب/أغسطس، 2007، عن مكتب برامج الإعلام الخارجي بوزارة الخارجية. في ما يلي نص المقال:
على مسافة تبعد آلاف الأميال من منشأها وجدت المصطلحات والتعابير العربية الخاصة بالخيول والفرسان والأساليب التي تربط فيما بينها مستقرا لها في الصحراء الواقعة جنوب غرب الولايات المتحدة. فقد انتقلت المصطلحات من العربية إلى الأسبانية، ومن ثم إلى الإنجليزية الأميركية عندما اختلطت التقاليد الأسبانية بالتقاليد "الأنغلو أميركية".
ففي أوائل القرن الثامن، فتح جيش المسلمين المكون من العرب والبربر من سكان شمال إفريقيا الكثير من أراضي شبه الجزيرة الأيبيرية. وفي جنوبها، وهي المنطقة التي أطلق عليها العرب الأندلس، أقام فيها أمير أموي سوري مملكة وحضارة شهدت ازدهارا متناميا حوالي العام 750 للميلاد، ثم أطيح بمملكته وحلت محلها إمارة عباسية هناك. وفي العام 1492 طرأ حدثان هامان هما: اكتشاف العالم الجديد، الأمر الذي فتح أمام الاستعمار الأسباني و البرتغالي نصف كرة جديد بأكمله – والطرد النهائي من أسبانيا للمسلمين واليهود الذين تركوا وراءهم أثرا ثقافيا وحضاريا عميقا ودائما على الشعب الأسباني.
ومع استعمار الأسبان للعالم الجديد– بمن فيهم اللاجئون من العرب والبربر الذين اصطحبوا معهم خيولهم، وكلماتهم العربية الأصل التي جلبوها معهم لإدارتها- أصبحت هذه المصطلحات شائعة في لغة رعاة البقر، المشتقة من العاميتين الإنجليزية والمكسيكية. اللغة الأسبانية المحكية في المناطق الصحراوية على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك.
وقد بدأت أصغي إلى لغة رعاة البقر بعد أن انتقلت إلى أحد المجتمعات الزراعية القديمة الكبرى من مناطق الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك في عام 1975؛ حيث أقوم أنا وزوجتي ألان بتربية الخيل والغنم والديوك الرومية، ولدينا اتصالات متكررة مع رعاة البقر العاملين وأصحاب المزارع، والأطباء البيطريين المختصين في تطبيب الحيوانات الكبيرة وجميعهم يستخدمون المصطلحات المشتقة من اللغة العربية، التي دخلت المنطقة منذ أربعة قرون ونصف، ويتم استخدامها بصورة عادية كما يستخدم أطفالي المصطلحات الكومبيوترية.
فعلى سبيل المثال، فإنهم يصفون الراكب الذي يتمتع بمهارة استثنائية بأنه "جينيت جيدا جدا " وهو تعبير كان يدل ذات مرة على أسلوب سلس من أساليب الفروسية التي تطورت في شمال أفريقيا لساحة المعركة وهو الآن يدل على الراكب نفسه. وقد جاءت الكلمة من السونوران الأسباني زينيت وهي بدورها مشتقة من الزناتي الأندلسي، وهو ترديد لاسم قبيلة زناته المعروفة اليوم في الجزائر.
ولعل رعاة سونوران والفرسان الذين يعملون معهم لا يزالون يطلقون على سرج الفرس البردن وهو مشتق من التعبير الأسباني الباردا التي تعني الآن السرج والتي اشتقت بدورها من الكلمة العربية البردعة. ومن جملة هذه المصطلحات المشتقة من اللغة العربية التي دأب رعاة البقر على استخدامها الحزام الجلدي الذي يطلقون عليه أسيون من الكلمة العربية السيور. ويطلقون على الكرباج آزوت من الكلمة العربية السوط. والأحزمة الرنانة تدعى أرغولاس، من الكلمة العربية الجلة. ولعل المصطلح المفضل لدي المشتق من اللغة العربية هو كلمة مستخدمة على نطاق واسع وتعني اللجام وهي: هاكامور. وهي كلمة مشتقة مباشرة من كلمة الجاكوما الأندلسية التي تقابل الكلمة العربية السكيمة وهي الشيء الذي يلبس على الرأس.
وهناك أيضا العديد من المصطلحات لألوان الحيوانات التي تعود إلى أصول عربية. ولأنني مصاب بعمى الألوان، فقد استغرق مني زمنا طويلا قبل أن أتمكن حتى من الإصغاء إلى المصطلحات التي يستخدمها رعاة البقر في وصفهم لألوان جلود الخيول والماشية وحتى الخرفان. ولكنه كان بإمكاني بالتأكيد أن أتعرف على الماغري، وهو حصان بلون الصدأ، وكنت أعرف أن هذا التعبير جاء من الكلمة العربية المجرة "الأرض الحمراء".
ولكن تعبير اللون الأكثر حيرة لي، كان استعمال الاسم ألس آن للدلالة على السورل، وهو حصان بني بلون الصدأ من الأنف إلى الذيل. وقد استغرق مني بعض الوقت حتى أدركت أنها جاءت من الكلمة العربية العزان وهو نوع من الخشب الأحمر، التي جاءت من الأسبانية الأزن. وحديثا، قرأت قصيدة لرجل يدعى جاك قام فيها بالتلاعب بالمعنى المزدوج الظاهر لـ"ألس آن"
وقد ألف غاري بول نبهان 20 كتابا، منها لماذا البعض يهواها ساخنة (الجزيرة للطباعة والنشر، 2004) حول التطور المشترك للمجتمعات والأطعمة الأصلية الخاصة بها، ومجموعة من المقالات سوف تصدر عن مطابع جامعة أريزونا بعنوان "ما يتدفّق بين العوالم الجافة: الثقافة والزراعة و وطرق الطهي في الصحاري العربية والأميركية.
- إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعكس بالضرورة آراء أو سياسات الحكومة الأميركية.
* ظهر هذا المقال على الصفحات من 36 إلى 38 من عدد آذار/ مارس - نيسان/ إبريل من مجلة أرامكو السعودية
(غاري بول نبهان)
واشنطن، 17 آب/أغسطس، 2007- على مسافة تبعد آلاف الأميال من منشأها وجدت المصطلحات والتعابير العربية الخاصة بالخيول والفرسان والأساليب التي تربط فيما بينها مستقرا لها في الصحراء الواقعة جنوب غرب الولايات المتحدة. فقد انتقلت المصطلحات من العربية إلى الأسبانية، ومن ثم إلى الإنجليزية الأميركية عندما اختلطت التقاليد الأسبانية بالتقاليد "الأنغلو أميركية". هذا ما يتناوله مقال "العربية في السرج،" وهو جزء من المجلة الإلكترونية: "ديناميكية اللغة الإنجليزية"، لشهر آب/أغسطس، 2007، عن مكتب برامج الإعلام الخارجي بوزارة الخارجية. في ما يلي نص المقال:
على مسافة تبعد آلاف الأميال من منشأها وجدت المصطلحات والتعابير العربية الخاصة بالخيول والفرسان والأساليب التي تربط فيما بينها مستقرا لها في الصحراء الواقعة جنوب غرب الولايات المتحدة. فقد انتقلت المصطلحات من العربية إلى الأسبانية، ومن ثم إلى الإنجليزية الأميركية عندما اختلطت التقاليد الأسبانية بالتقاليد "الأنغلو أميركية".
ففي أوائل القرن الثامن، فتح جيش المسلمين المكون من العرب والبربر من سكان شمال إفريقيا الكثير من أراضي شبه الجزيرة الأيبيرية. وفي جنوبها، وهي المنطقة التي أطلق عليها العرب الأندلس، أقام فيها أمير أموي سوري مملكة وحضارة شهدت ازدهارا متناميا حوالي العام 750 للميلاد، ثم أطيح بمملكته وحلت محلها إمارة عباسية هناك. وفي العام 1492 طرأ حدثان هامان هما: اكتشاف العالم الجديد، الأمر الذي فتح أمام الاستعمار الأسباني و البرتغالي نصف كرة جديد بأكمله – والطرد النهائي من أسبانيا للمسلمين واليهود الذين تركوا وراءهم أثرا ثقافيا وحضاريا عميقا ودائما على الشعب الأسباني.
ومع استعمار الأسبان للعالم الجديد– بمن فيهم اللاجئون من العرب والبربر الذين اصطحبوا معهم خيولهم، وكلماتهم العربية الأصل التي جلبوها معهم لإدارتها- أصبحت هذه المصطلحات شائعة في لغة رعاة البقر، المشتقة من العاميتين الإنجليزية والمكسيكية. اللغة الأسبانية المحكية في المناطق الصحراوية على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك.
وقد بدأت أصغي إلى لغة رعاة البقر بعد أن انتقلت إلى أحد المجتمعات الزراعية القديمة الكبرى من مناطق الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك في عام 1975؛ حيث أقوم أنا وزوجتي ألان بتربية الخيل والغنم والديوك الرومية، ولدينا اتصالات متكررة مع رعاة البقر العاملين وأصحاب المزارع، والأطباء البيطريين المختصين في تطبيب الحيوانات الكبيرة وجميعهم يستخدمون المصطلحات المشتقة من اللغة العربية، التي دخلت المنطقة منذ أربعة قرون ونصف، ويتم استخدامها بصورة عادية كما يستخدم أطفالي المصطلحات الكومبيوترية.
فعلى سبيل المثال، فإنهم يصفون الراكب الذي يتمتع بمهارة استثنائية بأنه "جينيت جيدا جدا " وهو تعبير كان يدل ذات مرة على أسلوب سلس من أساليب الفروسية التي تطورت في شمال أفريقيا لساحة المعركة وهو الآن يدل على الراكب نفسه. وقد جاءت الكلمة من السونوران الأسباني زينيت وهي بدورها مشتقة من الزناتي الأندلسي، وهو ترديد لاسم قبيلة زناته المعروفة اليوم في الجزائر.
ولعل رعاة سونوران والفرسان الذين يعملون معهم لا يزالون يطلقون على سرج الفرس البردن وهو مشتق من التعبير الأسباني الباردا التي تعني الآن السرج والتي اشتقت بدورها من الكلمة العربية البردعة. ومن جملة هذه المصطلحات المشتقة من اللغة العربية التي دأب رعاة البقر على استخدامها الحزام الجلدي الذي يطلقون عليه أسيون من الكلمة العربية السيور. ويطلقون على الكرباج آزوت من الكلمة العربية السوط. والأحزمة الرنانة تدعى أرغولاس، من الكلمة العربية الجلة. ولعل المصطلح المفضل لدي المشتق من اللغة العربية هو كلمة مستخدمة على نطاق واسع وتعني اللجام وهي: هاكامور. وهي كلمة مشتقة مباشرة من كلمة الجاكوما الأندلسية التي تقابل الكلمة العربية السكيمة وهي الشيء الذي يلبس على الرأس.
وهناك أيضا العديد من المصطلحات لألوان الحيوانات التي تعود إلى أصول عربية. ولأنني مصاب بعمى الألوان، فقد استغرق مني زمنا طويلا قبل أن أتمكن حتى من الإصغاء إلى المصطلحات التي يستخدمها رعاة البقر في وصفهم لألوان جلود الخيول والماشية وحتى الخرفان. ولكنه كان بإمكاني بالتأكيد أن أتعرف على الماغري، وهو حصان بلون الصدأ، وكنت أعرف أن هذا التعبير جاء من الكلمة العربية المجرة "الأرض الحمراء".
ولكن تعبير اللون الأكثر حيرة لي، كان استعمال الاسم ألس آن للدلالة على السورل، وهو حصان بني بلون الصدأ من الأنف إلى الذيل. وقد استغرق مني بعض الوقت حتى أدركت أنها جاءت من الكلمة العربية العزان وهو نوع من الخشب الأحمر، التي جاءت من الأسبانية الأزن. وحديثا، قرأت قصيدة لرجل يدعى جاك قام فيها بالتلاعب بالمعنى المزدوج الظاهر لـ"ألس آن"
وقد ألف غاري بول نبهان 20 كتابا، منها لماذا البعض يهواها ساخنة (الجزيرة للطباعة والنشر، 2004) حول التطور المشترك للمجتمعات والأطعمة الأصلية الخاصة بها، ومجموعة من المقالات سوف تصدر عن مطابع جامعة أريزونا بعنوان "ما يتدفّق بين العوالم الجافة: الثقافة والزراعة و وطرق الطهي في الصحاري العربية والأميركية.
- إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعكس بالضرورة آراء أو سياسات الحكومة الأميركية.
* ظهر هذا المقال على الصفحات من 36 إلى 38 من عدد آذار/ مارس - نيسان/ إبريل من مجلة أرامكو السعودية
مواضيع مماثلة
» تاريخ شبه الجزيرة العربية
» تسجيل النطاقات العربية تحت اسم .السعودية
» من العربية إلى الإنجليزية: تفاعل حضاري حميد
» حجب موقع الساحات العربية الحرة بالسعودية
» فوز قاتل لليبيا على السعودية في الدورة العربية
» تسجيل النطاقات العربية تحت اسم .السعودية
» من العربية إلى الإنجليزية: تفاعل حضاري حميد
» حجب موقع الساحات العربية الحرة بالسعودية
» فوز قاتل لليبيا على السعودية في الدورة العربية
نجــــــــــــــــــــــــــــــــــــد :: نجـــــــــد العامـــــــــــــــــــــــــــــــة :: تقارير أمريكية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى