صانعات لُحُف في جي بند يبدعن قطعاً فنية من قصاصات القماش
نجــــــــــــــــــــــــــــــــــــد :: نجـــــــــد العامـــــــــــــــــــــــــــــــة :: تقارير أمريكية
صفحة 1 من اصل 1
صانعات لُحُف في جي بند يبدعن قطعاً فنية من قصاصات القماش
صانعات لُحُف في جي بند يبدعن قطعاً فنية من قصاصات القماش
(فقيرات أجدادهن من العبيد يكتسبن الشهرة بفضل لحفهن المزركشة ذات التصاميم الجريئة)
من لويز فنر، المحررة في موقع يو إس إنفو
واشنطن، 6 آب/أغسطس، 2007- عكفت أجيال من السيدات السوداوات في بلدة جي بند النائية بالغة الصغر، على صنع لحف الرقع المزينة بتصاميم هندسية رائعة الجمال والألوان، ولكن هذه اللحف ظلت مجهولة تماماً تقريباً خارج نطاق البلدة حتى أواخر التسعينات من القرن الماضي.
ويتحدر معظم سكان بلدة جي بند البالغ عددهم 750 نسمة، من عبيد كانوا يعملون في مزارع القطن المحلية وأصبحوا يعملون مقابل جزء من المحصول بعد إلغاء الرق في العام 1863. وكانت النساء يعكفن على صنع لحف الرقع المضرّبة من أي قصاصات قماش متوفرة لهن، مستخدمات مخيلتهن والفساتين وملابس العمل البالية وقصاصات نفايات الأقمشة المستعملة في مصنع ملابس من القماش القطني المضلع (الكوردروي) وأكياس الطحين والسماد وحتى قصاصات القماش التي كن يعثرن عليها في الشوارع. وكن يستخدمن الفضلات من النسالة المتبقية لدى فصل آلة المحلاج ألياف القطن عن بذوره لحشو تلك اللحف المضرّبة. وكانت الكثيرات منهن يعملن في حقول القطن نهاراً ويعكفن على صنع لحف الرقع المضربة ليلا.
وقد التفت عالم الفن أخيراً إلى نتاجهن وأصبح ثمن كل لحاف من لحف الرقع المضربة التي ينتجنها يتراوح ما بين بضع مئات من الدولارات وما يزيد على 20 ألف دولار. كما تم عرض اللحف في أكثر من اثني عشر متحفاً أميركياً بالإضافة إلى عرضها في السفارات الأميركية في كل من أرمينيا وجورجيا وقزاخستان. ووضعت صورها على بعض طوابع البريد الأميركية.
وقال برنارد هيرمان، رئيس دائرة تاريخ الفن في جامعة ديلاوير، "هذا فن يستحق التقدير. إنه يجسد أمراً يفوتنا هو وجود الفن في الحياة اليومية."
ووصف هيرمان، الذي أدلى بملاحظاته في متحف وولترز للفنون في بلطيمور، حيث يعرض حالياً 45 لحاف رقع مضرباً من جي بند، كيف تصنع بعض السيدات، مثل ماري لي بندولف، اللحاف بأكمله في المنزل، في حين تحمل أخريات مربعات الرقع التي تمت خياطتها معاً إلى مركز البلدة الاجتماعي لإكماله. ويشتري معظمهن اليوم القماش الذي يستخدمونه في صنع اللحف. وتعلم صانعات لحف الرقع المضربة في جي بند أسلوبهن في إنتاجها وتقليد صنعها إلى بناتهن وحفيداتهن وفتيات البلدة الأخريات.
وقال هيرمان: "إن عملية صنع لحف الرقع المضربة هي في جوهرها عملية لبناء المجتمع المحلي وإقامة شبكات التواصل بين الأقارب تماماً كما هي عملية لإنتاج أغطية للفراش."
وقالت توشا غرانثام، القيمة المشاركة لمعرض وولترز، "لقد أصبح الكثير جداً من الأمور ينتج اليوم آليا؛ ولكن هذه (اللحف) تصنع يدويا. وحتى لدى استخدام ماكينة لوصل مربعات القماش الصغيرة معا، ما زالت الكثيرات يقمن بالتضريب يدويا." وأشارت إلى أن السيدات يجتمعن كمجموعة سكانية محلية واحدة لصنع لحف الرقع المضربة والغناء ورواية القصص، "وهذا أيضاً جزء مما ينطوي عليه الأمر."
وقد لخصت صانعة اللحف ناتي يونغ، في الفيلم الوثائقي لحف جي بند المضرّبة أسلوبها في تصميم اللحف بالقول: "يفكر المرء باللحاف، ثم ترده الأفكار الواحدة بعد الأخرى. ويجمع هذه الأفكار. ويقول لنفسه: "أهه، أستطيع صنع ذلك." ثم يقوم بصنعه."
وتظهر إسي ماي بندولف في الفيلم تعمل على ماكينة الخياطة، وتقول: "لا أعرف الفكرة التي خطرت لي. ولكنني أعرف أنه سيكون لحافاً جميلاً."
وتضيف: "إنني أحب لحفي أثناء صنعي لها. فهي جميلة في نظري."
وقد أسست 50 سيدة من صانعات لحف الرقع المضربة في العام 2003 تعاونية صانعات اللحف المضربة في جي بند، بمساعدة من ائتلاف تنوود أليانس، وهو مؤسسة خيرية غير ربحية تدعم فنون الأميركيين السود المحلية الشعبية، لتسويق لحفهن. وتتقاسم العضوات في التعاونية ما يتم الحصول عليه من مال، وإن كان بعضهن يبعن منتجاتهن أيضاً بصورة مستقلة. وقد تمكنت الكثيرات منهن من إصلاح منازلهن وشراء الأجهزة المنزلية (كالغسالات والثلاجات...) والتبرع بالمال لكنائسهن.
ولكن هيرمان أشار إلى أن بلدة جي بند تظل رغم ذلك بلدة تعاني من الركود الاقتصادي. وقال: "إنهم لا يفتقرون إلى المال فقط، إنهم يفتقرون إلى الخدمات الأساسية."
وأحد أسباب ذلك هو كون البلدة نائية معزولة. فهي تقع على بعد 45 ميلاً عن بلدة سلما، ويحدها نهر ألاباما الذي ينعطف حولها من ثلاث جهات. كما أنها تبعد مسافة ساعة بالسيارة عن مدينة كامدن، حاضرة الإقليم وأقرب مدينة إليها تتوفر فيها الإمدادات والمدارس والخدمات الطبية. ولم يتم استئناف خدمة الانتقال بالعبّارات إلى كامدن، التي كانت قد أوقفت قبل أكثر من 40 سنة، إلا في شهر تشرين الثاني/نوفمبر من العام 2006.
وقال هيرمان إنه رغم هذه الظروف، أو ربما بسببها، تشكل لحف رقع جي بند المضربة "أحد أكثر الممارسات الفنية روعة ولفتاً للنظر في الولايات المتحدة اليوم. وقد شاهدت ما بين 800 و900 لحاف منها، ولكنني لم أشاهد إطلاقاً لحافين متماثلين."
وقالت غرانثام لموقع يو إس إنفو: "إنه لأمر رائع أن تحظى صانعات اللحف بهذا القدر من إطراء النقاد واهتمامهم في هذه المرحلة من حياتهن العملية،" بعد أن كن مفتقرات "إلى الموارد المادية التي يستفيد منها الكثير من الأميركيين."
وأضافت: "لقد دفعت الضرورة سيدات جي بند إلى صنع هذه اللحف الجميلة حقاً والتي لم تكن تشكل بالنسبة لهن، بالضرورة، قطعاً فنية، وإنما وسيلة للشعور بالدفء. وأعتقد أن هذه قصة انتصار عظيم للمثابرة والإيمان والإبداع."
(فقيرات أجدادهن من العبيد يكتسبن الشهرة بفضل لحفهن المزركشة ذات التصاميم الجريئة)
من لويز فنر، المحررة في موقع يو إس إنفو
واشنطن، 6 آب/أغسطس، 2007- عكفت أجيال من السيدات السوداوات في بلدة جي بند النائية بالغة الصغر، على صنع لحف الرقع المزينة بتصاميم هندسية رائعة الجمال والألوان، ولكن هذه اللحف ظلت مجهولة تماماً تقريباً خارج نطاق البلدة حتى أواخر التسعينات من القرن الماضي.
ويتحدر معظم سكان بلدة جي بند البالغ عددهم 750 نسمة، من عبيد كانوا يعملون في مزارع القطن المحلية وأصبحوا يعملون مقابل جزء من المحصول بعد إلغاء الرق في العام 1863. وكانت النساء يعكفن على صنع لحف الرقع المضرّبة من أي قصاصات قماش متوفرة لهن، مستخدمات مخيلتهن والفساتين وملابس العمل البالية وقصاصات نفايات الأقمشة المستعملة في مصنع ملابس من القماش القطني المضلع (الكوردروي) وأكياس الطحين والسماد وحتى قصاصات القماش التي كن يعثرن عليها في الشوارع. وكن يستخدمن الفضلات من النسالة المتبقية لدى فصل آلة المحلاج ألياف القطن عن بذوره لحشو تلك اللحف المضرّبة. وكانت الكثيرات منهن يعملن في حقول القطن نهاراً ويعكفن على صنع لحف الرقع المضربة ليلا.
وقد التفت عالم الفن أخيراً إلى نتاجهن وأصبح ثمن كل لحاف من لحف الرقع المضربة التي ينتجنها يتراوح ما بين بضع مئات من الدولارات وما يزيد على 20 ألف دولار. كما تم عرض اللحف في أكثر من اثني عشر متحفاً أميركياً بالإضافة إلى عرضها في السفارات الأميركية في كل من أرمينيا وجورجيا وقزاخستان. ووضعت صورها على بعض طوابع البريد الأميركية.
وقال برنارد هيرمان، رئيس دائرة تاريخ الفن في جامعة ديلاوير، "هذا فن يستحق التقدير. إنه يجسد أمراً يفوتنا هو وجود الفن في الحياة اليومية."
ووصف هيرمان، الذي أدلى بملاحظاته في متحف وولترز للفنون في بلطيمور، حيث يعرض حالياً 45 لحاف رقع مضرباً من جي بند، كيف تصنع بعض السيدات، مثل ماري لي بندولف، اللحاف بأكمله في المنزل، في حين تحمل أخريات مربعات الرقع التي تمت خياطتها معاً إلى مركز البلدة الاجتماعي لإكماله. ويشتري معظمهن اليوم القماش الذي يستخدمونه في صنع اللحف. وتعلم صانعات لحف الرقع المضربة في جي بند أسلوبهن في إنتاجها وتقليد صنعها إلى بناتهن وحفيداتهن وفتيات البلدة الأخريات.
وقال هيرمان: "إن عملية صنع لحف الرقع المضربة هي في جوهرها عملية لبناء المجتمع المحلي وإقامة شبكات التواصل بين الأقارب تماماً كما هي عملية لإنتاج أغطية للفراش."
وقالت توشا غرانثام، القيمة المشاركة لمعرض وولترز، "لقد أصبح الكثير جداً من الأمور ينتج اليوم آليا؛ ولكن هذه (اللحف) تصنع يدويا. وحتى لدى استخدام ماكينة لوصل مربعات القماش الصغيرة معا، ما زالت الكثيرات يقمن بالتضريب يدويا." وأشارت إلى أن السيدات يجتمعن كمجموعة سكانية محلية واحدة لصنع لحف الرقع المضربة والغناء ورواية القصص، "وهذا أيضاً جزء مما ينطوي عليه الأمر."
وقد لخصت صانعة اللحف ناتي يونغ، في الفيلم الوثائقي لحف جي بند المضرّبة أسلوبها في تصميم اللحف بالقول: "يفكر المرء باللحاف، ثم ترده الأفكار الواحدة بعد الأخرى. ويجمع هذه الأفكار. ويقول لنفسه: "أهه، أستطيع صنع ذلك." ثم يقوم بصنعه."
وتظهر إسي ماي بندولف في الفيلم تعمل على ماكينة الخياطة، وتقول: "لا أعرف الفكرة التي خطرت لي. ولكنني أعرف أنه سيكون لحافاً جميلاً."
وتضيف: "إنني أحب لحفي أثناء صنعي لها. فهي جميلة في نظري."
وقد أسست 50 سيدة من صانعات لحف الرقع المضربة في العام 2003 تعاونية صانعات اللحف المضربة في جي بند، بمساعدة من ائتلاف تنوود أليانس، وهو مؤسسة خيرية غير ربحية تدعم فنون الأميركيين السود المحلية الشعبية، لتسويق لحفهن. وتتقاسم العضوات في التعاونية ما يتم الحصول عليه من مال، وإن كان بعضهن يبعن منتجاتهن أيضاً بصورة مستقلة. وقد تمكنت الكثيرات منهن من إصلاح منازلهن وشراء الأجهزة المنزلية (كالغسالات والثلاجات...) والتبرع بالمال لكنائسهن.
ولكن هيرمان أشار إلى أن بلدة جي بند تظل رغم ذلك بلدة تعاني من الركود الاقتصادي. وقال: "إنهم لا يفتقرون إلى المال فقط، إنهم يفتقرون إلى الخدمات الأساسية."
وأحد أسباب ذلك هو كون البلدة نائية معزولة. فهي تقع على بعد 45 ميلاً عن بلدة سلما، ويحدها نهر ألاباما الذي ينعطف حولها من ثلاث جهات. كما أنها تبعد مسافة ساعة بالسيارة عن مدينة كامدن، حاضرة الإقليم وأقرب مدينة إليها تتوفر فيها الإمدادات والمدارس والخدمات الطبية. ولم يتم استئناف خدمة الانتقال بالعبّارات إلى كامدن، التي كانت قد أوقفت قبل أكثر من 40 سنة، إلا في شهر تشرين الثاني/نوفمبر من العام 2006.
وقال هيرمان إنه رغم هذه الظروف، أو ربما بسببها، تشكل لحف رقع جي بند المضربة "أحد أكثر الممارسات الفنية روعة ولفتاً للنظر في الولايات المتحدة اليوم. وقد شاهدت ما بين 800 و900 لحاف منها، ولكنني لم أشاهد إطلاقاً لحافين متماثلين."
وقالت غرانثام لموقع يو إس إنفو: "إنه لأمر رائع أن تحظى صانعات اللحف بهذا القدر من إطراء النقاد واهتمامهم في هذه المرحلة من حياتهن العملية،" بعد أن كن مفتقرات "إلى الموارد المادية التي يستفيد منها الكثير من الأميركيين."
وأضافت: "لقد دفعت الضرورة سيدات جي بند إلى صنع هذه اللحف الجميلة حقاً والتي لم تكن تشكل بالنسبة لهن، بالضرورة، قطعاً فنية، وإنما وسيلة للشعور بالدفء. وأعتقد أن هذه قصة انتصار عظيم للمثابرة والإيمان والإبداع."
مواضيع مماثلة
» كابيللو: مشكلة الإنجليز نفسية وليست فنية
» مانشستر سيتي: رفضنا القحطاني لأسباب فنية
» ساركوزي يعرض خدمات فنية للمشاريع النووية في المملكة.. ويؤكد
» الاتحاد السعودي يكلف لجنة مدربين فنية بمتابعة "خليجي1&q
» فشل المؤشر بتجاوز 100يوم واستمرار دعم 200يوم.. وتشكّل أشكال فنية سلبية لو تأكدت.. ماذا يعني ذلك؟
» مانشستر سيتي: رفضنا القحطاني لأسباب فنية
» ساركوزي يعرض خدمات فنية للمشاريع النووية في المملكة.. ويؤكد
» الاتحاد السعودي يكلف لجنة مدربين فنية بمتابعة "خليجي1&q
» فشل المؤشر بتجاوز 100يوم واستمرار دعم 200يوم.. وتشكّل أشكال فنية سلبية لو تأكدت.. ماذا يعني ذلك؟
نجــــــــــــــــــــــــــــــــــــد :: نجـــــــــد العامـــــــــــــــــــــــــــــــة :: تقارير أمريكية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى