صورة مضمخة بالفرح لإيران الخالدة
نجــــــــــــــــــــــــــــــــــــد :: نجـــــــــد العامـــــــــــــــــــــــــــــــة :: تقارير أمريكية
صفحة 1 من اصل 1
صورة مضمخة بالفرح لإيران الخالدة
صورة مضمخة بالفرح لإيران الخالدة
(ثورة جعلت من ناصر أوفيسي فناناً يكرّس وقته الكامل للفن.)
من جيف بارون، المحرر في موقع أميركا دوت غوف
رستون، فرجينيا،- يقول ناصر أوفيسي إن والديه كانا يقلقان بشأن ابنهما الرسام. "قال لي والداي إنك إذا درست الفن وأصبحت رساماً سوف تموت من الجوع". ولذلك، ونزولاً على إلحاحهم، درس العلوم السياسية وأصبح في العام 1958 مسؤولاً عن الشؤون الثقافية في السلك الدبلوماسي الإيراني. وأصبحت لديه مهنة عملية لتأمين معيشته إذا لم يؤمّن الفن ذلك.
لم يتوقع لا أوفيسي ولا والداه اندلاع الثورة الإيرانية عام 1979. كان أوفيسي في ذلك الوقت يعمل في السفارة الإيرانية في إسبانيا، وطرد من وظيفته عام 1980 مثل غيره من الدبلوماسيين الإيرانيين. ولمدة 30 سنة تقريباً، اعتمد على مهنته في الفن لتأمين معيشته عندما توقف العمل الدبلوماسي عن تأمينها.
تنفرج أسارير أوفيسي للنكتة التي لعبها القدر عليه وهو يجلس في غرفة الجلوس المزودة بكل وسائل الراحة في منزله في إحدى ضواحي واشنطن العاصمة محاطاً بأعماله الفنية.
يقول: "إذا ذهبت إلى المكتب في كل يوم، يصبح ذهنك محدوداً – بأسلوب الحياة الذي تمارسه في كل يوم، إذ إنك تستيقظ في الصباح، تحلق ذقنك وتضع رباط العنق ثم تخرج. لكن إذا لم تكن تعمل، تكون حراً في أن تفكر في ما يجب أن تقوم به. المكتب شيء يجعلك تبدو مشغولاً جداً". وهنا يضحك مجدداً. ويقول "كل فرد يدخل إلى غرفتي، يراني منهمكاً في العمل، ولكن في الحياة الخاصة، وحياة التقاعد ... يمكنك أن تفكر في ما يجب أن تفعله".
ينتمي أوفيسي، 78 عاماً، إلى جيل من الفنانين الإيرانيين الذين استغلوا الرموز الخالدة لثقافتهم وفق طرق حديثة. كان هؤلاء طلاباً في كلية ساغا خانه في طهران في أواخر الخمسينيات وأوائل الستينيات من القرن العشرين وحقق الكثيرون منهم شهرة في سوق الفن في إيران وفي أماكن أخرى من العالم. ولكن أوفيسي يقول إن هذا لم يكن الوضع دائماً، وإن المعارض الفنية كانت سابقاً مثل "حلبة صراع. وأضاف، "لم يتمكن الناس من قبولها: ما هذا؟ لا يشبه الطبيعة. لم يقبلوا الشعر الحديث والفن الحديث في إيران."
يرجع أوفيسي تاريخ حياته المهنية كفنان إلى اليوم عندما كان في سن السادسة واستعمل الأقلام الملونة لدى صديقه لرسم صورة عصفور. أعطته والدة صديقه علبة أقلام ملونة خاصة به، ويعتبر أوفيسي أن تلك الهدية المشجعة كانت مصدر إلهام له."
رغم شكوك والديه، تمكن من تحقيق النجاح في عالم الفن عندما بدأ حياته المهنية في السلك الدبلوماسي. عرض أعماله في أول مهرجان فني في باريس عام 1959، وعندما اندلعت الثورة الإيرانية بعد عشرين سنة كان منهمكاً في دراسة الفن بحماس شديد في إسبانيا: يزور متحف برادو، يفسر لوحات فنانين مثل غويا وفيلاسكي، وحتى إنه استمر في حضور عروض مصارعة الثيران لمدة ثلاث سنوات كي يرسم مجموعة لوحات بناء عليها.
بقي في إسبانيا، عاطلاً عن العمل، أملاً في أن يلقى القبول. ولكنه قال إنه أدرك تماماً أن سوق الفن في إسبانيا يعمل وفق مبادئ لا يستطيع أن يستوفيها. "فقبل أي شيء آخر، يجب أن يكون الفنان إسبانياً."
ولذلك في عام 1981 انتقل إلى الولايات المتحدة حيث تقيم ابنته مريم ووجد قبولاً في دولة تضم مهاجرين من جميع أنحاء العالم. ويقول، "الشيء الجيد بالنسبة لأميركا هو أن الأميركيين ... يعجبون بثقافات الآخرين. هل ترى المطاعم؟ يحبون طعام جميع البلدان." ويضيف أن أسلوب الحياة الأميركية ينبثق ويتطور من ثقافات أخرى: "سوف تجد بعض أنواع الطعام في مطاعم إيرانية هنا لم نتناولها أبداً في إيران."
ورغم أنه استمر في الرسم معتمداً على الدروس التي اكتسبها من إسبانيا ومن تقاليد فنية أخرى يقول أوفيسي إنه في الولايات المتحدة رجع في أعماله إلى مواضيع إيرانية. ويقول، "لقد جئت إلى هنا وأردت أن أفعل شيئاً أميركياً. ولذلك بدأت في دراسة الأميركيين الأصليين ورسمت شيئاً عنهم ثم وجدت أن هذه المهمة ليست لي لأن الفن يخرج من القلب، من داخل الإنسان."
وكما فعل الرسام مارك شاغال الذي أمضى عقوداً من حياته في فرنسا والولايات المتحدة وهو يحتفي في لوحاته بالمواضيع الأيقونية من البلدة الروسية التي ترعرع فيها، كان أوفيسي يتجه في أحيان كثيرة إلى رسم صور مألوفة من الحياة والتقاليد الشعبية الفارسية، وهي معروضة في جميع غرف منزله: هنا صورة حقل من زهر الخشخاش من قصيدة إيرانية، وهناك صورة وعاء مملوء بالرمان، وهناك صورة الإسطوانة التي حفر عليها قورش العظيم مبادئ حقوق الإنسان، وهنا صورة شجرة ذكرت في الأساطير الفارسية تحمل جميع أنواع الفاكهة الموجودة على وجه الأرض، وفي كل مكان تقريباً تجد صور الفتيات ذوات العيون الواسعة والأحصنة الرشيقة التي يعج بها العالم الفني لأوفيسي.
الفتاة – فتاة واحدة فعلاً، ترتدي أنواعاً مختلفة من الملابس ولها عينان خضراوتان ودائرة حمراء على كل وجنة - هي "فتاة إيرانية نموذجية من القرية". توحي ملامحها بالبراءة أو بالعبث، أو بكليهما.
يقول أوفيسي: "لقد اخترت الحصان لأن الحصان هو أم الإنسان ولأن الحصان الإيراني انتشر عبر العالم. ثم ما لبث وأن اختفى بعد ظهور الإسفلت والسيارات. هذا بمثابة تكريم له، كما تكرم والديك عندما يتقدمان في العمر وتدرك أنهما سوف يتوفيان في يوم من الأيام. فإذا كنت شاعراً فإنك تريد الكتابة، وإذا كنت رساماً فإنك تريد الرسم، لكي تتذكرهم."
"وأيضاً، بدلاُ من الإنسان، أرسم الحصان والمرأة لأن الحصان يثير الغريزة الجنسية بدرجة كبيرة."
تحتل أحياناً بعض الهواجس السياسية لأوفيس مكانها في لوحاته ولكن بطريقة بارعة. لوحة كبيرة الحجم تحمل العنوان "أين هم الفرسان؟ تقدم صورة لأرض لا توجد فيها حكومة شرعية: الخيول الأربعة لآلهة المياه أناهيتا، يرافقهم نسر يطير على علو منخفض، يركضون تحت سماء مكفهرة بالغيوم عبر مشهد طبيعي إيراني، وتظهر في خلفية اللوحة أنقاض مدينة برسيبوليس.
لكن معظم أعمال أوفيسي مشرقة وممتعة مثل المنظر من النافذة الناتئة في الجزء الخلفي من منزله، في الغرفة وراء استديو الرسم حيث يشرب الشاي مع زوجته روبي ويراقب الطيور التي تحط على شجرة الكرز الحامض. حيوان الغرير يصدر حفيفاً وهو يتنقل عبر العشب متوجهاً إلى الجدول في المنتزه المجاور.
يقول أوفيسي: "أردت أن أظهر كل شيء جميلاً وممتعاً". الناس لديهم الكثير من مصادر الأنباء السيئة. ويضيف، "كما قال أحد النقاد الإيرانيين، أنا رسول الفرح."
****
(ثورة جعلت من ناصر أوفيسي فناناً يكرّس وقته الكامل للفن.)
من جيف بارون، المحرر في موقع أميركا دوت غوف
رستون، فرجينيا،- يقول ناصر أوفيسي إن والديه كانا يقلقان بشأن ابنهما الرسام. "قال لي والداي إنك إذا درست الفن وأصبحت رساماً سوف تموت من الجوع". ولذلك، ونزولاً على إلحاحهم، درس العلوم السياسية وأصبح في العام 1958 مسؤولاً عن الشؤون الثقافية في السلك الدبلوماسي الإيراني. وأصبحت لديه مهنة عملية لتأمين معيشته إذا لم يؤمّن الفن ذلك.
لم يتوقع لا أوفيسي ولا والداه اندلاع الثورة الإيرانية عام 1979. كان أوفيسي في ذلك الوقت يعمل في السفارة الإيرانية في إسبانيا، وطرد من وظيفته عام 1980 مثل غيره من الدبلوماسيين الإيرانيين. ولمدة 30 سنة تقريباً، اعتمد على مهنته في الفن لتأمين معيشته عندما توقف العمل الدبلوماسي عن تأمينها.
تنفرج أسارير أوفيسي للنكتة التي لعبها القدر عليه وهو يجلس في غرفة الجلوس المزودة بكل وسائل الراحة في منزله في إحدى ضواحي واشنطن العاصمة محاطاً بأعماله الفنية.
يقول: "إذا ذهبت إلى المكتب في كل يوم، يصبح ذهنك محدوداً – بأسلوب الحياة الذي تمارسه في كل يوم، إذ إنك تستيقظ في الصباح، تحلق ذقنك وتضع رباط العنق ثم تخرج. لكن إذا لم تكن تعمل، تكون حراً في أن تفكر في ما يجب أن تقوم به. المكتب شيء يجعلك تبدو مشغولاً جداً". وهنا يضحك مجدداً. ويقول "كل فرد يدخل إلى غرفتي، يراني منهمكاً في العمل، ولكن في الحياة الخاصة، وحياة التقاعد ... يمكنك أن تفكر في ما يجب أن تفعله".
ينتمي أوفيسي، 78 عاماً، إلى جيل من الفنانين الإيرانيين الذين استغلوا الرموز الخالدة لثقافتهم وفق طرق حديثة. كان هؤلاء طلاباً في كلية ساغا خانه في طهران في أواخر الخمسينيات وأوائل الستينيات من القرن العشرين وحقق الكثيرون منهم شهرة في سوق الفن في إيران وفي أماكن أخرى من العالم. ولكن أوفيسي يقول إن هذا لم يكن الوضع دائماً، وإن المعارض الفنية كانت سابقاً مثل "حلبة صراع. وأضاف، "لم يتمكن الناس من قبولها: ما هذا؟ لا يشبه الطبيعة. لم يقبلوا الشعر الحديث والفن الحديث في إيران."
يرجع أوفيسي تاريخ حياته المهنية كفنان إلى اليوم عندما كان في سن السادسة واستعمل الأقلام الملونة لدى صديقه لرسم صورة عصفور. أعطته والدة صديقه علبة أقلام ملونة خاصة به، ويعتبر أوفيسي أن تلك الهدية المشجعة كانت مصدر إلهام له."
رغم شكوك والديه، تمكن من تحقيق النجاح في عالم الفن عندما بدأ حياته المهنية في السلك الدبلوماسي. عرض أعماله في أول مهرجان فني في باريس عام 1959، وعندما اندلعت الثورة الإيرانية بعد عشرين سنة كان منهمكاً في دراسة الفن بحماس شديد في إسبانيا: يزور متحف برادو، يفسر لوحات فنانين مثل غويا وفيلاسكي، وحتى إنه استمر في حضور عروض مصارعة الثيران لمدة ثلاث سنوات كي يرسم مجموعة لوحات بناء عليها.
بقي في إسبانيا، عاطلاً عن العمل، أملاً في أن يلقى القبول. ولكنه قال إنه أدرك تماماً أن سوق الفن في إسبانيا يعمل وفق مبادئ لا يستطيع أن يستوفيها. "فقبل أي شيء آخر، يجب أن يكون الفنان إسبانياً."
ولذلك في عام 1981 انتقل إلى الولايات المتحدة حيث تقيم ابنته مريم ووجد قبولاً في دولة تضم مهاجرين من جميع أنحاء العالم. ويقول، "الشيء الجيد بالنسبة لأميركا هو أن الأميركيين ... يعجبون بثقافات الآخرين. هل ترى المطاعم؟ يحبون طعام جميع البلدان." ويضيف أن أسلوب الحياة الأميركية ينبثق ويتطور من ثقافات أخرى: "سوف تجد بعض أنواع الطعام في مطاعم إيرانية هنا لم نتناولها أبداً في إيران."
ورغم أنه استمر في الرسم معتمداً على الدروس التي اكتسبها من إسبانيا ومن تقاليد فنية أخرى يقول أوفيسي إنه في الولايات المتحدة رجع في أعماله إلى مواضيع إيرانية. ويقول، "لقد جئت إلى هنا وأردت أن أفعل شيئاً أميركياً. ولذلك بدأت في دراسة الأميركيين الأصليين ورسمت شيئاً عنهم ثم وجدت أن هذه المهمة ليست لي لأن الفن يخرج من القلب، من داخل الإنسان."
وكما فعل الرسام مارك شاغال الذي أمضى عقوداً من حياته في فرنسا والولايات المتحدة وهو يحتفي في لوحاته بالمواضيع الأيقونية من البلدة الروسية التي ترعرع فيها، كان أوفيسي يتجه في أحيان كثيرة إلى رسم صور مألوفة من الحياة والتقاليد الشعبية الفارسية، وهي معروضة في جميع غرف منزله: هنا صورة حقل من زهر الخشخاش من قصيدة إيرانية، وهناك صورة وعاء مملوء بالرمان، وهناك صورة الإسطوانة التي حفر عليها قورش العظيم مبادئ حقوق الإنسان، وهنا صورة شجرة ذكرت في الأساطير الفارسية تحمل جميع أنواع الفاكهة الموجودة على وجه الأرض، وفي كل مكان تقريباً تجد صور الفتيات ذوات العيون الواسعة والأحصنة الرشيقة التي يعج بها العالم الفني لأوفيسي.
الفتاة – فتاة واحدة فعلاً، ترتدي أنواعاً مختلفة من الملابس ولها عينان خضراوتان ودائرة حمراء على كل وجنة - هي "فتاة إيرانية نموذجية من القرية". توحي ملامحها بالبراءة أو بالعبث، أو بكليهما.
يقول أوفيسي: "لقد اخترت الحصان لأن الحصان هو أم الإنسان ولأن الحصان الإيراني انتشر عبر العالم. ثم ما لبث وأن اختفى بعد ظهور الإسفلت والسيارات. هذا بمثابة تكريم له، كما تكرم والديك عندما يتقدمان في العمر وتدرك أنهما سوف يتوفيان في يوم من الأيام. فإذا كنت شاعراً فإنك تريد الكتابة، وإذا كنت رساماً فإنك تريد الرسم، لكي تتذكرهم."
"وأيضاً، بدلاُ من الإنسان، أرسم الحصان والمرأة لأن الحصان يثير الغريزة الجنسية بدرجة كبيرة."
تحتل أحياناً بعض الهواجس السياسية لأوفيس مكانها في لوحاته ولكن بطريقة بارعة. لوحة كبيرة الحجم تحمل العنوان "أين هم الفرسان؟ تقدم صورة لأرض لا توجد فيها حكومة شرعية: الخيول الأربعة لآلهة المياه أناهيتا، يرافقهم نسر يطير على علو منخفض، يركضون تحت سماء مكفهرة بالغيوم عبر مشهد طبيعي إيراني، وتظهر في خلفية اللوحة أنقاض مدينة برسيبوليس.
لكن معظم أعمال أوفيسي مشرقة وممتعة مثل المنظر من النافذة الناتئة في الجزء الخلفي من منزله، في الغرفة وراء استديو الرسم حيث يشرب الشاي مع زوجته روبي ويراقب الطيور التي تحط على شجرة الكرز الحامض. حيوان الغرير يصدر حفيفاً وهو يتنقل عبر العشب متوجهاً إلى الجدول في المنتزه المجاور.
يقول أوفيسي: "أردت أن أظهر كل شيء جميلاً وممتعاً". الناس لديهم الكثير من مصادر الأنباء السيئة. ويضيف، "كما قال أحد النقاد الإيرانيين، أنا رسول الفرح."
****
مواضيع مماثلة
» صورة جون تير ي بعد الاصابة
» صورة لتجديد عقد فيدتش
» صورة للوحات الملكية الجديدة
» صورة لريكارد تشير الى انتهاء صلاحيته
» صورة الرسول صلى الله عليه وسلم
» صورة لتجديد عقد فيدتش
» صورة للوحات الملكية الجديدة
» صورة لريكارد تشير الى انتهاء صلاحيته
» صورة الرسول صلى الله عليه وسلم
نجــــــــــــــــــــــــــــــــــــد :: نجـــــــــد العامـــــــــــــــــــــــــــــــة :: تقارير أمريكية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى