البيان والبرهان أن الشيطان لايحترق بسماع القرآن
نجــــــــــــــــــــــــــــــــــــد :: نجـــــــــد العامـــــــــــــــــــــــــــــــة :: نجد المواضيع الإسلامية
صفحة 1 من اصل 1
البيان والبرهان أن الشيطان لايحترق بسماع القرآن
البيان والقرآن أن الشيطان لا يحترق بسماع القرآن:
لقد كثر المعالجون بالقرآن الكريم ، وكثرت معهم الأخطاء الشرعية في العلاج، وإذا كانت كثرة المعالجين أمرا محمودا في نفسه وأمرا مرغوبا فيه بل هو واجب -، إذ يتعين وجود من يقف على هذا الثغر من ثغور الإسلام وعدم تركه لأهل الزيغ والضلال من الدجالين والمشعوذين والسحرة ونحوهم. وقد اعتبره الإمام ابن تيمية رحمه الله من الجهاد الأكبر.
أقول فإنه بالمقابل وجب على الرقاة الانتباه إلى عدم السقوط في فخ الإساءة إلى ميدان العلاج بالقرآن الكريم، أو الإفساد فيه من حيث أرادوا الإصلاح. - وكثرة أخطاء المعالجين جاءت بسبب ضعف تكوينهم العلمي والشرعي مما نتج عنه، السقوط في حبائل الشيطان ومداخله وتلبيسا ته .
*من الأخطاء الشائعة الاعتقادية أن الشيطان يحترق بسماع القرآن
أقول وهذه - من المعتقدات الفاسدة والموروثات الجاهلية التي تجدرت في الأوساط الشعبية بل للأسف انتقلت تدريجيا إلى الطبقة المثقفة منهم الرقاة
وهي أن الشيطان يحترق بسماع القرآن .
عجيبة تلك الخرافات !وغريبة تلك الخزعبلات !
إن الباحث والمتتبع للنصوص القرآنية والأدلة النبوية يرى خلاف ذلك بل يجد ما يردها ويبطلها من أصلها .
ورحم الله من قال:"والدعاوى إن لم يقيموا عليها & بيَّنات أصحابها أدعياء".
الدليل الأول :ما رواه البخاري في صحيحه قال:حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ قَالَ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ أَدْبَرَ الشَّيْطَانُ وَلَهُ ضُرَاطٌ حَتَّى لَا يَسْمَعَ التَّأْذِينَ فَإِذَا قَضَى النِّدَاءَ أَقْبَلَ حَتَّى إِذَا ثُوِّبَ بِالصَّلَاةِ أَدْبَرَ حَتَّى إِذَا قَضَى التَّثْوِيبَ أَقْبَلَ حَتَّى يَخْطِرَ بَيْنَ الْمَرْءِ وَنَفْسِهِ يَقُولُ اذْكُرْ كَذَا اذْكُرْ كَذَا لِمَا لَمْ يَكُنْ يَذْكُرُ حَتَّى يَظَلَّ الرَّجُلُ لَا يَدْرِي كَمْ صَلَّى.
وكذلك ما رواه مسلم قال : حَدَّثَنِي عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ بَيَانٍ الْوَاسِطِيُّ حَدَّثَنَا خَالِدٌ يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ سُهَيْلٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَذَّنَ الْمُؤَذِّنُ أَدْبَرَ الشَّيْطَانُ وَلَهُ حُصَاصٌ.
- أقول: فمن خلال هذه النصوص يتبين أن الجن يهرب ويفر من الآذان والإقامة ولكنه يحضر الصلاة وقراءة القرآن ليوسوس على المصلي صلاته إذن أين هو الحرق؟
الدليل الثاني:
مارواه البخاري ايضا -رحمه الله-في صحيحه قال:حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ أَبِي بِشْرٍ هُوَ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي وَحْشِيَّةَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ انْطَلَقَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي طَائِفَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ عَامِدِينَ إِلَى سُوقِ عُكَاظٍ وَقَدْ حِيلَ بَيْنَ الشَّيَاطِينِ وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ وَأُرْسِلَتْ عَلَيْهِمْ الشُّهُبُ فَرَجَعَتْ الشَّيَاطِينُ إِلَى قَوْمِهِمْ فَقَالُوا مَا لَكُمْ فَقَالُوا حِيلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ وَأُرْسِلَتْ عَلَيْنَا الشُّهُبُ قَالُوا مَا حَالَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ إِلَّا شَيْءٌ حَدَثَ فَاضْرِبُوا مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا فَانْظُرُوا مَا هَذَا الَّذِي حَالَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ فَانْصَرَفَ أُولَئِكَ الَّذِينَ تَوَجَّهُوا نَحْوَ تِهَامَةَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ بِنَخْلَةَ عَامِدِينَ إِلَى سُوقِ عُكَاظٍ وَهُوَ يُصَلِّي بِأَصْحَابِهِ صَلَاةَ الْفَجْرِ فَلَمَّا سَمِعُوا الْقُرْآنَ اسْتَمَعُوا لَهُ فَقَالُوا هَذَا وَاللَّهِ الَّذِي حَالَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ فَهُنَالِكَ حِينَ رَجَعُوا إِلَى قَوْمِهِمْ وَقَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنْ الْجِنِّ وَإِنَّمَا أُوحِيَ إِلَيْهِ قَوْلُ الْجِنِّ.
قال الحافظ ابن حجر العسقلاني :
(ومن فوائد الحديث : أن الاعتبار بما قضى الله للعبد من حسن الخاتمة لا بما ظهر منه من الشر ولو بلغ ما بلغ , لأن هؤلاء الذين بادروا إلى الإيمان بمجرد استماع القرآن لو لم يكونوا عند إبليس في أعلى مقامات الشر ما اختارهم للتوجه إلى الجهة التي ظهر له أن الحدث الحادث من جهتها . ومع ذلك فغلب عليهم ما قضى لهم من السعادة بحسن الخاتمة.)فتح الباري رقم الحديث 4540.
أقول : كلام الحافظ رحمه الله واضح جلي لاغبار عليه فأين ذكر الحرق مع أن الذين استمعوا القرآن كانوا في أعلى مقامات الشر.
الدليل الثالث: ما رواه الامام مسلم في صحيحه قال:
ُحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَأَبُو كُرَيْبٍ قَالَا حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قَرَأَ ابْنُ آدَمَ السَّجْدَةَ فَسَجَدَ اعْتَزَلَ الشَّيْطَانُ يَبْكِي يَقُولُ يَا وَيْلَهُ وَفِي رِوَايَةِ أَبِي كُرَيْبٍ يَا وَيْلِي أُمِرَ ابْنُ آدَمَ بِالسُّجُودِ فَسَجَدَ فَلَهُ الْجَنَّةُ وَأُمِرْتُ بِالسُّجُودِ فَأَبَيْتُ فَلِي النَّارُ حَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ بِهَذَا الْإِسْنَادِ مِثْلَهُ غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ فَعَصَيْتُ فَلِي النَّار
فمن خلال هذا الحديث يتبين أن الشيطان يحضر في كل شأن من شؤون حياة العبد حتى وقت القراءة ولا يعتزله ولايفارقه إلا عند السجود.
الدليل الرابع:
قال البخاري رحمه الله:حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ قَالَ حَدَّثَنَا أَشْعَثُ بْنُ سُلَيْمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الِالْتِفَاتِ فِي الصَّلَاةِ فَقَالَ هُوَ اخْتِلَاسٌ يَخْتَلِسُهُ الشَّيْطَانُ مِنْ صَلَاةِ الْعَبْدِ.
- وقال الطيبي سمي اختلاسا تصويرا لقبح تلك الفعلة بالمختلس ; لأن المصلي يقبل عليه الرب سبحانه وتعالى , والشيطان مترصد له ينتظر فوات ذلك عليه , فإذا التفت اغتنم الشيطان الفرصة فسلبه تلك الحالة.) فتح الباري رقم ح 709
-أقول أين الحرق؟! وكما هو واضح من كلام الطيبي - رحمه الله -أن الشيطان يغار من العبد إذا قام للصلاة لايفارقه كالظل حريص كل الحرص على الاختلاس من صلاته التي هي تكبير وقراءة للقرآن وسجود وركوع .. فأين يتجلى الحرق ؟
الدليل الخامس:
حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْغَافِقِيُّ حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ ح و حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ وَحَدِيثُ ابْنِ وَهْبٍ أَتَمُّ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ قُتَيْبَةُ عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ عَنْ أَبِي شَجَرَةَ لَمْ يَذْكُرْ ابْنَ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَقِيمُوا الصُّفُوفَ وَحَاذُوا بَيْنَ الْمَنَاكِبِ وَسُدُّوا الْخَلَلَ وَلِينُوا بِأَيْدِي إِخْوَانِكُمْ لَمْ يَقُلْ عِيسَى بِأَيْدِي إِخْوَانِكُمْ وَلَا تَذَرُوا فُرُجَاتٍ لِلشَّيْطَانِ وَمَنْ وَصَلَ صَفًّا وَصَلَهُ اللَّهُ وَمَنْ قَطَعَ صَفًّا قَطَعَهُ اللَّهُ قَالَ أَبُو دَاوُد أَبُو شَجَرَةَ كَثِيرُ بْنُ مُرَّةَ قَالَ أَبُو دَاوُد وَمَعْنَى وَلِينُوا بِأَيْدِي إِخْوَانِكُمْ إِذَا جَاءَ رَجُلٌ إِلَى الصَّفِّ فَذَهَبَ يَدْخُلُ فِيهِ فَيَنْبَغِي أَنْ يُلِينَ لَهُ كُلُّ رَجُلٍ مَنْكِبَيْهِ حَتَّى يَدْخُلَ فِي الصَّفِّ . روه النسائي
الدليل السادس:حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ جَابِرٍ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَحْضُرُ أَحَدَكُمْ عِنْدَ كُلِّ شَيْءٍ مِنْ شَأْنِهِ حَتَّى يَحْضُرَهُ عِنْدَ طَعَامِهِ فَإِذَا سَقَطَتْ مِنْ أَحَدِكُمْ اللُّقْمَةُ فَلْيُمِطْ مَا كَانَ بِهَا مِنْ أَذًى ثُمَّ لِيَأْكُلْهَا وَلَا يَدَعْهَا لِلشَّيْطَانِ فَإِذَا فَرَغَ فَلْيَلْعَقْ أَصَابِعَهُ فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي فِي أَيِّ طَعَامِهِ تَكُونُ الْبَرَكَةُ و حَدَّثَنَاه أَبُو كُرَيْبٍ وَإِسْحَقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ جَمِيعًا عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ عَنْ الْأَعْمَشِ بِهَذَا الْإِسْنَادِ إِذَا سَقَطَتْ لُقْمَةُ أَحَدِكُمْ إِلَى آخِرِ الْحَدِيثِ وَلَمْ يَذْكُرْ أَوَّلَ الْحَدِيثِ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَحْضُرُ أَحَدَكُمْ و حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ وَأَبِي سُفْيَانَ عَنْ جَابِرٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي ذِكْرِ اللَّعْقِ وَعَنْ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ جَابِرٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَذَكَرَ اللُّقْمَةَ نَحْوَ حَدِيثِهِمَا.
قال النووي رحمه الله :
وقوله صلى الله عليه وسلم ( إن الشيطان يحضر أحدكم عند كل شيء من شأنه ) فيه التحذير منه والتنبيه على ملازمته للإنسان في تصرفاته , فينبغي أن يتأهب ويحترز منه , ولا يغتر مما يزينه له . شرحه على صحيح مسلم رقم ح 3794.
إذن أين حرق الشيطان بسماع القرآن مع أنه يحضر في شؤوننا كلها .الله المستعان
الدليل السابع :
- وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: وكلني رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم بحفظ زكاة رمضان، فأتاني آت فجعل يحثو من الطعام فأخذته فقلت: لأرفعنك إلى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم. قال: إني محتاج وعلي عيال ولي حاجة شديدة. فخليت عنه، فأصبحت فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: <يا أبا هريرة ما فعل أسيرك البارحة؟> قلت: يا رَسُول اللَّهِ شكا حاجة وعيالا ً فرحمته فخليت سبيله. فقال: <أما إنه قد كذبك وسيعود> فعرفت أنه سيعود لقول رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم فرصدته فجاء يحثو من الطعام، فقلت: لأرفعنك إلى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم. قال: دعني فإني محتاج وعلي عيال لا أعود. فرحمته فخليت سبيله، فأصبحت فقال لي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: <يا أبا هريرة ما فعل أسيرك؟> قلت: يا رَسُول اللَّهِ شكا حاجة وعيالاً فرحمته فخليت سبيله. فقال: <إنه قد كذبك وسيعود> فرصدته الثالثة، فجاء يحثو من الطعام فأخذته فقلت: لأرفعنك إلى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم، وهذا آخر ثلاث مرات أنك تزعم أنك لا تعود ثم تعود! فقال: دعني فإني أعلمك كلمات ينفعك اللَّه بها. قلت: ما هن؟ قال: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي، فإنه لن يزال عليك من اللَّه حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح. فخليت سبيله، فأصبحت فقال لي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: <ما فعل أسيرك البارحة؟> قلت: يا رَسُول اللَّهِ زعم أنه يعلمني كلمات ينفعني اللَّه بها فخليت سبيله. قال: <ما هي؟> قلت: قال لي: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي من أولها حتى تختم الآية: {اللَّه لا إله إلا هو الحي القيوم} وقال لي: لا يزال عليك من اللَّه حافظ ولم يقربك شيطان حتى تصبح. فقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: <أما إنه قد صدقك وهو كذوب، تعلم من تخاطب منذ ثلاث يا أبا هريرة؟ قلت: لا. قال: <ذلك شيطان> رَوَاهُ البُخَارِيُّ.
الحديث فيه مسائل منها :
1- أن الشيطان قد يعلم ما ينتفع به المسلم.
2- وأن الحكمة قد يتلقاها الفاجر فلا ينتفع بها وتؤخذ عنه فينتفع بها.
من هنا نقول أن الحكمة ضالة المؤمن وقد تعلم أبو هريرة رضي الله عنه من الشيطان آية الكرسي وقد أقره النبي صلى الله عليه وسلم بقوله صدقك وهو كذوب ولو كان الشيطان يحترق بسماع القرآن لاحترق بآية الكرسي .
*الدليل الثامن :قال الامام مسلم في صحيحه حدثنا يحيى بن خلف الباهلي حدثنا عبد الأعلى عن سعيد الجريري عن أبي العلاء أن عثمان بن أبي العاص أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقراءتي يلبسها علي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذاك شيطان يقال له خنزب فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه واتفل على يسارك ثلاثا قال ففعلت ذلك فأذهبه الله عني .
قال الامام النووي رحمه الله : وفي هذا الحديث استحباب التعوذ من الشيطان عن وسوسته مع التفل عن اليسار ثلاثا. شرح الامام النووي رقم ح 4083
-أقول : إذن يفهم من هذه الادلة و النصوص الصحيحة الصريحة أن الشيطان الخبيث يهرب ويفر ويولي الدبر عند سماع الأذان والإقامة وسورة البقرة وآية الكرسي وله ضراط ..وليس الحرق. :واللبيب بالإشارة يفهم .
والموفق من إذا ذكر تذكر,وإذا بصر تبصر
وأختم كلامي حول هذه المسألة بفتوى للشيخ الفوزان صالح آل الفوزان حفظه الله لما سئل :
هل يهرب الجن عامة عند سماع القران الكريم؟
قال الشيخ الفوزان صالح الفوزان حفظه الله : واما القول بان الجن يهربون عند سماع القران ليس على إطلاقه . قال تعالى وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ) فهذه الايه الكريمة صريحة في أن منهم
من يسمع القرآن وينشرح صدره لسماعه وينتفع به . . واما الكافرون منهم فهم
كإخوانهم من الإنس لايحبون سماع القران ولاينتفعون به.
مجلة الدعوة العدد 1683 بتاريخ 1419/11/2 .
أقول :وهذا كلام متين يدل على سعة إطلاع الشيخ الفوزان- حفظه الله تعالى – حيث قال أن الكافر من الجن لايحب سماع القرآن ولاينتفع به ولم يذكر مسألة الحرق لأنها غير واردة في الكتاب والسنة وهي كما لايخفى من الأمور الغيبية تحتاج لنص.
والله أعلى وأعلم
كتبه :الشيخ مصطفى محمد شخمال
مدير مركز طارق بن زياد
063129868
لقد كثر المعالجون بالقرآن الكريم ، وكثرت معهم الأخطاء الشرعية في العلاج، وإذا كانت كثرة المعالجين أمرا محمودا في نفسه وأمرا مرغوبا فيه بل هو واجب -، إذ يتعين وجود من يقف على هذا الثغر من ثغور الإسلام وعدم تركه لأهل الزيغ والضلال من الدجالين والمشعوذين والسحرة ونحوهم. وقد اعتبره الإمام ابن تيمية رحمه الله من الجهاد الأكبر.
أقول فإنه بالمقابل وجب على الرقاة الانتباه إلى عدم السقوط في فخ الإساءة إلى ميدان العلاج بالقرآن الكريم، أو الإفساد فيه من حيث أرادوا الإصلاح. - وكثرة أخطاء المعالجين جاءت بسبب ضعف تكوينهم العلمي والشرعي مما نتج عنه، السقوط في حبائل الشيطان ومداخله وتلبيسا ته .
*من الأخطاء الشائعة الاعتقادية أن الشيطان يحترق بسماع القرآن
أقول وهذه - من المعتقدات الفاسدة والموروثات الجاهلية التي تجدرت في الأوساط الشعبية بل للأسف انتقلت تدريجيا إلى الطبقة المثقفة منهم الرقاة
وهي أن الشيطان يحترق بسماع القرآن .
عجيبة تلك الخرافات !وغريبة تلك الخزعبلات !
إن الباحث والمتتبع للنصوص القرآنية والأدلة النبوية يرى خلاف ذلك بل يجد ما يردها ويبطلها من أصلها .
ورحم الله من قال:"والدعاوى إن لم يقيموا عليها & بيَّنات أصحابها أدعياء".
الدليل الأول :ما رواه البخاري في صحيحه قال:حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ قَالَ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ أَدْبَرَ الشَّيْطَانُ وَلَهُ ضُرَاطٌ حَتَّى لَا يَسْمَعَ التَّأْذِينَ فَإِذَا قَضَى النِّدَاءَ أَقْبَلَ حَتَّى إِذَا ثُوِّبَ بِالصَّلَاةِ أَدْبَرَ حَتَّى إِذَا قَضَى التَّثْوِيبَ أَقْبَلَ حَتَّى يَخْطِرَ بَيْنَ الْمَرْءِ وَنَفْسِهِ يَقُولُ اذْكُرْ كَذَا اذْكُرْ كَذَا لِمَا لَمْ يَكُنْ يَذْكُرُ حَتَّى يَظَلَّ الرَّجُلُ لَا يَدْرِي كَمْ صَلَّى.
وكذلك ما رواه مسلم قال : حَدَّثَنِي عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ بَيَانٍ الْوَاسِطِيُّ حَدَّثَنَا خَالِدٌ يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ سُهَيْلٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَذَّنَ الْمُؤَذِّنُ أَدْبَرَ الشَّيْطَانُ وَلَهُ حُصَاصٌ.
- أقول: فمن خلال هذه النصوص يتبين أن الجن يهرب ويفر من الآذان والإقامة ولكنه يحضر الصلاة وقراءة القرآن ليوسوس على المصلي صلاته إذن أين هو الحرق؟
الدليل الثاني:
مارواه البخاري ايضا -رحمه الله-في صحيحه قال:حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ أَبِي بِشْرٍ هُوَ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي وَحْشِيَّةَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ انْطَلَقَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي طَائِفَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ عَامِدِينَ إِلَى سُوقِ عُكَاظٍ وَقَدْ حِيلَ بَيْنَ الشَّيَاطِينِ وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ وَأُرْسِلَتْ عَلَيْهِمْ الشُّهُبُ فَرَجَعَتْ الشَّيَاطِينُ إِلَى قَوْمِهِمْ فَقَالُوا مَا لَكُمْ فَقَالُوا حِيلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ وَأُرْسِلَتْ عَلَيْنَا الشُّهُبُ قَالُوا مَا حَالَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ إِلَّا شَيْءٌ حَدَثَ فَاضْرِبُوا مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا فَانْظُرُوا مَا هَذَا الَّذِي حَالَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ فَانْصَرَفَ أُولَئِكَ الَّذِينَ تَوَجَّهُوا نَحْوَ تِهَامَةَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ بِنَخْلَةَ عَامِدِينَ إِلَى سُوقِ عُكَاظٍ وَهُوَ يُصَلِّي بِأَصْحَابِهِ صَلَاةَ الْفَجْرِ فَلَمَّا سَمِعُوا الْقُرْآنَ اسْتَمَعُوا لَهُ فَقَالُوا هَذَا وَاللَّهِ الَّذِي حَالَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ فَهُنَالِكَ حِينَ رَجَعُوا إِلَى قَوْمِهِمْ وَقَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنْ الْجِنِّ وَإِنَّمَا أُوحِيَ إِلَيْهِ قَوْلُ الْجِنِّ.
قال الحافظ ابن حجر العسقلاني :
(ومن فوائد الحديث : أن الاعتبار بما قضى الله للعبد من حسن الخاتمة لا بما ظهر منه من الشر ولو بلغ ما بلغ , لأن هؤلاء الذين بادروا إلى الإيمان بمجرد استماع القرآن لو لم يكونوا عند إبليس في أعلى مقامات الشر ما اختارهم للتوجه إلى الجهة التي ظهر له أن الحدث الحادث من جهتها . ومع ذلك فغلب عليهم ما قضى لهم من السعادة بحسن الخاتمة.)فتح الباري رقم الحديث 4540.
أقول : كلام الحافظ رحمه الله واضح جلي لاغبار عليه فأين ذكر الحرق مع أن الذين استمعوا القرآن كانوا في أعلى مقامات الشر.
الدليل الثالث: ما رواه الامام مسلم في صحيحه قال:
ُحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَأَبُو كُرَيْبٍ قَالَا حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قَرَأَ ابْنُ آدَمَ السَّجْدَةَ فَسَجَدَ اعْتَزَلَ الشَّيْطَانُ يَبْكِي يَقُولُ يَا وَيْلَهُ وَفِي رِوَايَةِ أَبِي كُرَيْبٍ يَا وَيْلِي أُمِرَ ابْنُ آدَمَ بِالسُّجُودِ فَسَجَدَ فَلَهُ الْجَنَّةُ وَأُمِرْتُ بِالسُّجُودِ فَأَبَيْتُ فَلِي النَّارُ حَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ بِهَذَا الْإِسْنَادِ مِثْلَهُ غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ فَعَصَيْتُ فَلِي النَّار
فمن خلال هذا الحديث يتبين أن الشيطان يحضر في كل شأن من شؤون حياة العبد حتى وقت القراءة ولا يعتزله ولايفارقه إلا عند السجود.
الدليل الرابع:
قال البخاري رحمه الله:حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ قَالَ حَدَّثَنَا أَشْعَثُ بْنُ سُلَيْمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الِالْتِفَاتِ فِي الصَّلَاةِ فَقَالَ هُوَ اخْتِلَاسٌ يَخْتَلِسُهُ الشَّيْطَانُ مِنْ صَلَاةِ الْعَبْدِ.
- وقال الطيبي سمي اختلاسا تصويرا لقبح تلك الفعلة بالمختلس ; لأن المصلي يقبل عليه الرب سبحانه وتعالى , والشيطان مترصد له ينتظر فوات ذلك عليه , فإذا التفت اغتنم الشيطان الفرصة فسلبه تلك الحالة.) فتح الباري رقم ح 709
-أقول أين الحرق؟! وكما هو واضح من كلام الطيبي - رحمه الله -أن الشيطان يغار من العبد إذا قام للصلاة لايفارقه كالظل حريص كل الحرص على الاختلاس من صلاته التي هي تكبير وقراءة للقرآن وسجود وركوع .. فأين يتجلى الحرق ؟
الدليل الخامس:
حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْغَافِقِيُّ حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ ح و حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ وَحَدِيثُ ابْنِ وَهْبٍ أَتَمُّ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ قُتَيْبَةُ عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ عَنْ أَبِي شَجَرَةَ لَمْ يَذْكُرْ ابْنَ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَقِيمُوا الصُّفُوفَ وَحَاذُوا بَيْنَ الْمَنَاكِبِ وَسُدُّوا الْخَلَلَ وَلِينُوا بِأَيْدِي إِخْوَانِكُمْ لَمْ يَقُلْ عِيسَى بِأَيْدِي إِخْوَانِكُمْ وَلَا تَذَرُوا فُرُجَاتٍ لِلشَّيْطَانِ وَمَنْ وَصَلَ صَفًّا وَصَلَهُ اللَّهُ وَمَنْ قَطَعَ صَفًّا قَطَعَهُ اللَّهُ قَالَ أَبُو دَاوُد أَبُو شَجَرَةَ كَثِيرُ بْنُ مُرَّةَ قَالَ أَبُو دَاوُد وَمَعْنَى وَلِينُوا بِأَيْدِي إِخْوَانِكُمْ إِذَا جَاءَ رَجُلٌ إِلَى الصَّفِّ فَذَهَبَ يَدْخُلُ فِيهِ فَيَنْبَغِي أَنْ يُلِينَ لَهُ كُلُّ رَجُلٍ مَنْكِبَيْهِ حَتَّى يَدْخُلَ فِي الصَّفِّ . روه النسائي
الدليل السادس:حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ جَابِرٍ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَحْضُرُ أَحَدَكُمْ عِنْدَ كُلِّ شَيْءٍ مِنْ شَأْنِهِ حَتَّى يَحْضُرَهُ عِنْدَ طَعَامِهِ فَإِذَا سَقَطَتْ مِنْ أَحَدِكُمْ اللُّقْمَةُ فَلْيُمِطْ مَا كَانَ بِهَا مِنْ أَذًى ثُمَّ لِيَأْكُلْهَا وَلَا يَدَعْهَا لِلشَّيْطَانِ فَإِذَا فَرَغَ فَلْيَلْعَقْ أَصَابِعَهُ فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي فِي أَيِّ طَعَامِهِ تَكُونُ الْبَرَكَةُ و حَدَّثَنَاه أَبُو كُرَيْبٍ وَإِسْحَقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ جَمِيعًا عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ عَنْ الْأَعْمَشِ بِهَذَا الْإِسْنَادِ إِذَا سَقَطَتْ لُقْمَةُ أَحَدِكُمْ إِلَى آخِرِ الْحَدِيثِ وَلَمْ يَذْكُرْ أَوَّلَ الْحَدِيثِ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَحْضُرُ أَحَدَكُمْ و حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ وَأَبِي سُفْيَانَ عَنْ جَابِرٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي ذِكْرِ اللَّعْقِ وَعَنْ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ جَابِرٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَذَكَرَ اللُّقْمَةَ نَحْوَ حَدِيثِهِمَا.
قال النووي رحمه الله :
وقوله صلى الله عليه وسلم ( إن الشيطان يحضر أحدكم عند كل شيء من شأنه ) فيه التحذير منه والتنبيه على ملازمته للإنسان في تصرفاته , فينبغي أن يتأهب ويحترز منه , ولا يغتر مما يزينه له . شرحه على صحيح مسلم رقم ح 3794.
إذن أين حرق الشيطان بسماع القرآن مع أنه يحضر في شؤوننا كلها .الله المستعان
الدليل السابع :
- وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: وكلني رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم بحفظ زكاة رمضان، فأتاني آت فجعل يحثو من الطعام فأخذته فقلت: لأرفعنك إلى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم. قال: إني محتاج وعلي عيال ولي حاجة شديدة. فخليت عنه، فأصبحت فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: <يا أبا هريرة ما فعل أسيرك البارحة؟> قلت: يا رَسُول اللَّهِ شكا حاجة وعيالا ً فرحمته فخليت سبيله. فقال: <أما إنه قد كذبك وسيعود> فعرفت أنه سيعود لقول رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم فرصدته فجاء يحثو من الطعام، فقلت: لأرفعنك إلى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم. قال: دعني فإني محتاج وعلي عيال لا أعود. فرحمته فخليت سبيله، فأصبحت فقال لي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: <يا أبا هريرة ما فعل أسيرك؟> قلت: يا رَسُول اللَّهِ شكا حاجة وعيالاً فرحمته فخليت سبيله. فقال: <إنه قد كذبك وسيعود> فرصدته الثالثة، فجاء يحثو من الطعام فأخذته فقلت: لأرفعنك إلى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم، وهذا آخر ثلاث مرات أنك تزعم أنك لا تعود ثم تعود! فقال: دعني فإني أعلمك كلمات ينفعك اللَّه بها. قلت: ما هن؟ قال: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي، فإنه لن يزال عليك من اللَّه حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح. فخليت سبيله، فأصبحت فقال لي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: <ما فعل أسيرك البارحة؟> قلت: يا رَسُول اللَّهِ زعم أنه يعلمني كلمات ينفعني اللَّه بها فخليت سبيله. قال: <ما هي؟> قلت: قال لي: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي من أولها حتى تختم الآية: {اللَّه لا إله إلا هو الحي القيوم} وقال لي: لا يزال عليك من اللَّه حافظ ولم يقربك شيطان حتى تصبح. فقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: <أما إنه قد صدقك وهو كذوب، تعلم من تخاطب منذ ثلاث يا أبا هريرة؟ قلت: لا. قال: <ذلك شيطان> رَوَاهُ البُخَارِيُّ.
الحديث فيه مسائل منها :
1- أن الشيطان قد يعلم ما ينتفع به المسلم.
2- وأن الحكمة قد يتلقاها الفاجر فلا ينتفع بها وتؤخذ عنه فينتفع بها.
من هنا نقول أن الحكمة ضالة المؤمن وقد تعلم أبو هريرة رضي الله عنه من الشيطان آية الكرسي وقد أقره النبي صلى الله عليه وسلم بقوله صدقك وهو كذوب ولو كان الشيطان يحترق بسماع القرآن لاحترق بآية الكرسي .
*الدليل الثامن :قال الامام مسلم في صحيحه حدثنا يحيى بن خلف الباهلي حدثنا عبد الأعلى عن سعيد الجريري عن أبي العلاء أن عثمان بن أبي العاص أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقراءتي يلبسها علي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذاك شيطان يقال له خنزب فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه واتفل على يسارك ثلاثا قال ففعلت ذلك فأذهبه الله عني .
قال الامام النووي رحمه الله : وفي هذا الحديث استحباب التعوذ من الشيطان عن وسوسته مع التفل عن اليسار ثلاثا. شرح الامام النووي رقم ح 4083
-أقول : إذن يفهم من هذه الادلة و النصوص الصحيحة الصريحة أن الشيطان الخبيث يهرب ويفر ويولي الدبر عند سماع الأذان والإقامة وسورة البقرة وآية الكرسي وله ضراط ..وليس الحرق. :واللبيب بالإشارة يفهم .
والموفق من إذا ذكر تذكر,وإذا بصر تبصر
وأختم كلامي حول هذه المسألة بفتوى للشيخ الفوزان صالح آل الفوزان حفظه الله لما سئل :
هل يهرب الجن عامة عند سماع القران الكريم؟
قال الشيخ الفوزان صالح الفوزان حفظه الله : واما القول بان الجن يهربون عند سماع القران ليس على إطلاقه . قال تعالى وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ) فهذه الايه الكريمة صريحة في أن منهم
من يسمع القرآن وينشرح صدره لسماعه وينتفع به . . واما الكافرون منهم فهم
كإخوانهم من الإنس لايحبون سماع القران ولاينتفعون به.
مجلة الدعوة العدد 1683 بتاريخ 1419/11/2 .
أقول :وهذا كلام متين يدل على سعة إطلاع الشيخ الفوزان- حفظه الله تعالى – حيث قال أن الكافر من الجن لايحب سماع القرآن ولاينتفع به ولم يذكر مسألة الحرق لأنها غير واردة في الكتاب والسنة وهي كما لايخفى من الأمور الغيبية تحتاج لنص.
والله أعلى وأعلم
كتبه :الشيخ مصطفى محمد شخمال
مدير مركز طارق بن زياد
063129868
مواضيع مماثلة
» هل ينام الشيطان ؟
» مداخل الشيطان إلى القلب
» شهر القرآن
» من مزق القرآن؟؟
» القول في أول ما نزل من القرآن
» مداخل الشيطان إلى القلب
» شهر القرآن
» من مزق القرآن؟؟
» القول في أول ما نزل من القرآن
نجــــــــــــــــــــــــــــــــــــد :: نجـــــــــد العامـــــــــــــــــــــــــــــــة :: نجد المواضيع الإسلامية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى