بريطانيا: وداعا لحبوب منع الحمل التقليدية

صحيفة الديلي تلجراف الصادرة اليوم تنفرد بنشر تقرير على صدر صفحتها الأولى يتحدث عن عزم الحكومة البريطانية الإعلان اليوم عن طريقة "ثورية" جديدة لمنع الحمل تقوم على استخدام الحقن وزرع موانع الحمل في الجسم بدل تناول الحبوب التقليدية.

ويتنبأ التقرير بأن تؤدي الوسائل الجديدة إلى تغيير جذري في مجال منع الحمل، لطالما طالب دعاة تنظيم الأسرة إلى إيجاد بديل للحبوب التي ظهرت للمرة الأولى في ستينيات القرن الماضي واعتُبرت من أهم الإنجازات الطبية في القرن العشرين، ناهيك عن الدور الذي لعبته في نشر "الحرية الجنسية" في أنحاء مختلفة من العالم.

يقول التحقيق إن الوزراء المعنيين سيعلنون اليوم عن الاستراتيجية الجديدة التي ترمي للتقليل من حالات الحمل غير المرغوب فيه، وتحديدا في أوساط الفتيات والمراهقات البريطانيات.

ويضيف التقرير أنه سيكون بإمكان الأطباء نصح النساء بأنه يمكنهن التحكم بالحمل من خلال استخدام الطرق الجديدة التي تدوم فاعليتها بين ثلاثة أشهر وخمس سنوات لتكون بديلا لهن عن تناول الحبوب عن طريق الفم.

ووفقا للديلي تلجراف، ستقوم الحكومة بحملة وطنية في جميع أرجاء البلاد لتوعية الشابات والمراهقات بجميع وسائل منع الحمل المتاحة أمامهن، وخصوصا الطرق الجديدة المزمع تطبيقها وقد أثبتت التجارب عليها نجاحها قياسا بالحبوب التقليدية.

انتخابات أمريكية

وبعيدا عن حبوب منع الحمل، تحفل صحف اليوم بالأخبار والتحليلات والصور التي تتناول الانتخابات التمهيدية للرئاسة الأمريكية التي رأت بعض الصحف أنها قد تكون حبلى بالمفاجئات.

ففي الديلي تلجراف تطالعنا صور المرشحين الرئسيين: الديمقراطية هيلاري كلينتون وهي تهب لاحتضان إحدى الناخبات في مهرجان انتخابي حاشد في نيويورك، وفي المقابل منافسها باراك أوباما الذي راح يسعى لمصافحة أكبر عدد من أنصاره في مهرجان بولاية كانيكتيكت.

وتحت الصورتين الكبيرتين لهيلاري وأوباماـ تنشر الصحيفة صورتين أصغر لكل من الجمهوريين جون ماكين، الذي راح يخاطب مناصريه بثقة واضحة في نيويورك، بينما أخذ منافسه ميت رومني يحتضن طفلة صغيرة في ولاية أوكلاهوما ومن حوله حشد كبير من مؤيديه.

وكان للرسوم الكاريكاتيرية الساخرة التي تتناول الانتخابات الأمريكية نصيب وافر أيضا في صحف اليوم. ففي الديلي تلجراف رسم للرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش ونائبه ديك تشيني وقد جلس الاثنان عابسين متجهمين في قاعة مظلمة يلفها السواد داخل البيت ألأبيض، بينما ظهرت من النوافذ أسماء المرشحين الذين سيتربع واحد منهم، في أقل من عام، على الكرسي الذي يشغله بوش منذ أكثر من سبعة أعوام.

وفي الجارديان مقال نقدي مسهب للكاتب جوناثان فريدلاند الذي يتحدث عن أهمية الفروق بين سياسة مرشح رئاسي وآخر، على الرغم من أن صور المرشحين التي ترسخت في أذهان الناس هي بالأساس تلك التي صنعتها الحملات الإعلامية والانتخابية لكل مرشح.

الفيل والحمار

ويتوسط التعليق رسم كاريكاتيري ساخر تظهر في إطاره صورتان: الأولى لحمار (شعار الحزب الديمقراطي) تمتطيه امرأة بفستان زاه أصفر (هيلاري) وخلفها شاب أسمر (أوباما) وقد أخذ كل منهما يقدم للحمار جزرة مربوطة في طرف عصا طويلة. إنها استراتيجية الحزب الديمقراطي التي تقوم على الترغيب والترهيب.

أما في الصورة الأخرى التي تظهر في أسفل الرسم، فنرى مرشحين (مكاين ورومني) يمتطيان ظهر فيل (شعار الحزب الجمهوري) وقد راح كل منهما يهش الفيل بعصاه الغليظة التي ترمز إلى السياسة المحافظة للجمهوريين التي تعتمد على الحزم والقوة.

أما التايمز، فقد انفردت بنشر صورة قديمة للطفل أوباما وقد راح يلهو على شاطئ بحر أمواجه متلاطمة ومياهه عكرة، وتحت الصورة تعليق جاء على شكل تساؤل يقول: "أوباما يحتفل... ترى أليس من المبكر أن يفعل ذلك؟" لعل الصحيفة تشير إلى التشكيك بقدرة أوباما على انتزاع ورقة ترشيح حزبه لخوض سباق الرئاسة الأمريكية، أو تغمز من قناة صغر سنه وقلة خبرته، الأمر الذي طالما عابته عليه هيلاري.

قوات المظليين

صحيفة الجارديان تخصص جل صفحتها الأولى لخبر عزم الحكومة البريطانية إرسال قوات دعم إضافية إلى أفغانستان في مسعى من قبل لندن وواشنطن لتعزيز الأمن في تلك البلاد ومنع انزلاقها في أتون حرب أهلية كما تقول الصحيفة.

ففي تقرير لمراسليها في بروكسل، تكشف الصحيفة أن الحكومة ستعلن خططها في هذا الشأن اليوم الأربعاء، لتظهر بذلك بأنها مستعدة للاحتفاظ بوجود عسكري قوي في أفغانستان على الرغم من تعرض قواتها هناك لمصاعب أمنية جمة تحت وطأة هجمات مسلحي طالبان المتزايدة.

يقول التقرير إن القوات الجديدة تتضمن ثلاث كتائب من المظليين سيشكلون العمود الفقري في اللواء الجوي السادس عشر الذي سيحل في شهر أبريل/نيسان المقبل محل كتيبة المشاة المتواجدة حاليا في إقليم هلمند الواقع جنوبي البلاد.

ويرى التقرير أنها المرة الأولى منذ الحرب العالمية الثانية التي ترسل فيها بريطانيا هذا العدد الكبير من قوات المظليين في مهمة قتالية مشتركة، رغم أن العدد الكلي للقوات البريطانية في أفغانستان سيبقى عند حدود 7700 عسكري سيجري تزويدهم بطائرات هيلوكبتر وعربات مدرعة جديدة.

براون والتنصت

وفي تطور آخر يتزامن مع تداعيات فضيحة تنصت السلطات على العضو المسلم في مجلس العموم البريطاني، صديق خان، تنشر الجارديان على صفحتها الأولى تقريرا بعنوان "براون يدعم استخدام التنصت كدليل" في قضايا المحاكم الجنائية.

يقول التحقيق إن رئيس الحكومة البريطانية جوردن براون سيعلن أمام أعضاء البرلمان في وقت لاحق اليوم النتائج التي أفضت إليها المراجعة الشاملة للقضية التي انتهت إلى توصية بضرورة تعديل القانون الذي ينظم التنصت واعتراض المكالمات الهاتفية، والذي لا يسمح حاليا باستخدام تلك المكالمات كأدلة في المحاكم.

ويضيف التقرير أن جهازي الاستخبارات البريطانيين (MI5) و(MI6) هما من بين المعترضين على تعديل القانون، إذ يُعتقد أن مثل هذه الخطوة قد تهدد المهام السرية التي ينفذها عملاء هذه الأجهزة ويفضح تقنيات وأساليب التنصت الدقيقة والمتطورة التي يستخدمونها.

وينقل التحقيق عن ديفيد ديفيس، وزير الداخلية في حكومة الظل المحافظة، ترحيبه باقتراح تعديل القانون المذكور إذ يقول: "لقد آن الأوان لاستخدام أدلة التنصت، فهذا يساعد في جعل العديد من المجرمين يمثلون أمام العدالة بدون الحاجة للجوء إلى إجراءات بائسة مثل تمديد فترة اعتقال المشتبه بهم لمدة 42 يوما بدون توجيه التهم إليهم."

فضيحة التنصت

وعن تطورات فضيحة التنصت على خان، تنشر صحيفة الديلي تلجراف تقريرا على صفحتها الأولى بعنوان "سترو علم بلقاءات عضو البرلمان في السجن"، يكشف أن وزير العدل البريطاني كان على اطلاع منذ شهرين على اجتماعات خان مع زميل دراسته وأحد أفراد دائرته الانتخابية المسجون بابار أحمد.

ويضيف التحقيق أن سترو يواجه دعوات من أعضاء في حزب المحافظين المعارض يطالبونه فيها بتوضيح موقفه أمام مجلس العموم بعد اتضاح أن الجهات الأمنية كانت قد أحاطته علما بالتنصت على لقاءات خان مع أحمد في سجن وودهيل في ميلتون كينز.

سوسيتيه جنرال

على صدر صفحتها الأولى، تنشر صحيفة الفايننشال تايمز صورة كبيرة للفرنسي جيروم كيرفال المتهم بتزوير معاملات كلفت بنك سوسيتيه جنرال مليارات الدولارات. يظهر كيرفال في الصورة بابتسامة عريضة وتحتها تعليق يقول: "لم يكن لدي أبدا أي طموح شخصي في هذه القضية".

وإلى جانب الصورة تنشر الصحيفة تحقيقا بعنوان "كيرفال يرفض أن يُجعل كبش فداء"، جاء فيه أن المتعامل الفرنسي صرح في أول تعليق علني له على القضية منذ خروجها للعلن الشهر الماضي بأن بنك سوسيتيه جنرال قام بالإشارة إليه هو فقط من بين أناس آخرين متورطين في القضية.

وأضاف: "أنا لا أتهرب من حصتي في المسؤولية، ولكنني لن أكون كبش فداء لسوسيتيه جنرال."

وأصر كيرفال على أنه لم يقدِم على تصرفه بدافع "الاكتئاب أو برغبة الانتحار المالي"، مشددا على "أنه لم يكن لدي أبدا أي طموح شخصي في هذه القضية. لقد كان الهدف جني الأرباح لصالح البنك."

وتابع قائلا: "عندما تقوم بمثل هكذا عمل ، فأنت تفقد إحساسك بقيمة المبالغ المالية التي بين يديك. في مثل هذه الحال، تتحرر روح الإنسان من جسده وتجرفه العاطفة والحماس."

دبي في موسكو

في الفايننشال تايمز نقرأ أيضا تحقيقا عن اعتزام شركة "ليميتليس" الإماراتية للتطوير العقاري بناء مدينة جديدة خارج العاصمة الروسية موسكو، كجزء من خطة إمارة دبي لتحقيق طموحاتها في توسيع استثماراتها في أنحاء العالم المختلفة.

يقول التحقيق إن شركة "ليميتليس" و"مجموعة آر دي آي" الروسية وقعتا عقد شراكة لإنشاء مدينة تضم 14 الف مسكن بالقرب من مطار شيريميتييفو الواقع بالقرب من موسكو.

وتنقل الصحيفة عن مدير التطوير الاستراتيجي في الشركة الإماراتية قوله إن المشروع تجسيد لطموحات الشركة في التوسع في سوق العقارات الروسي الذي تراه من الأسواق الاستراتيجية التي تحقق نموا اقتصاديا كبيرا.