بيوت تنهار بسبب « تفرقة المواليد»
صفحة 1 من اصل 1
بيوت تنهار بسبب « تفرقة المواليد»
يتشاءم العديد من الأشخاص من إنجاب الإناث ويفضلون المولود الذكر على الأنثى بل ويصل الأمر في بعض الأحيان إلى حد الطلاق بين الزوجين منهيين في ذلك الحياة الزوجية مطبقين قانون سيادة الذكر على الأنثى ، وعلى الرغم من تراجع نسبة هذا التشاؤم في الفترة الأخيرة بفضل ارتفاع المستوى التعليمي في عدد من المجتمعات وحدوث ثورة طبية أنصفت المرأة التي ظلت مظلومة على مدى عقود طويلة على أساس أنها المسؤولة عن جنس المولود·
ورغم أن التطور العلمي حمل الرجل هذه المسؤولية، إلا أن التشاؤم من إنجاب الإناث يظل كظاهرة ملحوظة في العديد من المجتمعات العربية . ظاهرة التمييز بين المولود الذكر والأنثى محور هذا التحقيق بعرض تجارب حول هذا الشأن وأراء لمختصين وعلماء دين.
صدمة ولادة أنثى
بداية أم دانة تحكي تجربتها في هذا الصدد حيث تقول: منذ أن علم زوجي بخبر حملي والابتسامة لا تفارق محياه والفرحة لا تغيب عنه ودوما يكرر جملة « إن شاء الله ولد يارب ياكريم « ويعد الأيام والليالي حتى يحين موعد ولادتي وكنت أتعجب كثيرا من اهتمامه المفاجئ بي وحرصه على كل ما يتعلق بي من صغيرة أو كبيرة وما أتعجب منه أكثر تشاؤمه بأن يكون المولود في بطني أنثى إذا تبادلنا أطراف الحديث واقترحنا عددا من الأسماء حيث يرفض بأن نقترح أسماء لإناث ويكرر دوما بأني بإذن الله سأنجب ولدا وقد كانت الصدمة فوق كل المفاجأت حين جاء وقت الولادة وكلنا يعلم مدى مرارة هذا الوقت فأسمع من زوجي عبارة غريبة « ولد لازم تجيبين ولد « دون أي اعتبار لما أشعر به هذه الفترة من الآلام وكأني في مرحلة اختيار والأمر بيدي وتواصل أم دانه القول : ما إن علم زوجي بولادتي وإنجابي لبنت حتى غضب كثيرا ولم يسأل عن حالي وصحتي أبدا فقط كان همه وما يشغل باله أن يسأل عن المولود ليس إلا وعند علمه بأن المولود أنثى ترك المستشفى على الفور ولم أرا إلا بعد أسبوع من الولادة وقد استقبلني بعدها بطريقة لا تتناسب وكوني زوجته وأنجبت له أول مولود في حياتنا ومع مرور الأيام تأقلم إلى حد ما وتكيف مع الواقع وأصبح يلاعب ابنته ويهتم بها قليلا على عكس ما كان الأمر عليه في السابق .
الفرحة بالذكر
من جهتها تقول أم عبد الرحمن : كثيرة هي المشاكل التي كانت تنشأ بيني وبين زوجي بسبب أن أول ما أنجبت فتاة وكذلك الأمر في حملي الثاني والثالث مما صعد الخلافات شيئا فشيئا فالمشكلة الصغيرة تصبح كبيرة والمشكلة البسيطة تتحول إلى مشكلة معقدة هذا عدا أنه دوما ما يسيء الحديث معي ويناديني بأم البنات وحينما أطلب منه أمر ما أو حاجة معينة تعد من متطلبات الحياة اليومية ومن الضروريات الواجب توافرها في كل بيت وما يتبع ذلك من احتياجات الفتيات ومطالبهن حتى ما أجد منه التأفف والتضجر تارة والرفض والمعارضة تارة أخرى ودوما ما يسمعني جملة « البنات هم إلى الممات «.
وتضيف أم عبد الرحمن : وعلى الرغم من حسن معاملة البنات له واهتمامهن به إلا أنه لا يحسن معاملتهن ويسأم من مسؤوليتهم ولم تهدأ الأجواء في البيت حتى حملت للمرة الرابعة وعلمت بأن المولود ذكر حينها فرح زوجي كثيرا وتغيرت معاملته معي ومع بناته للأفضل وأصبح يدللنا ويلبي متطلباتنا وقد كانت فرحته بقدوم أول مولود ذكر لا توازي أي فرحة .
إهمال المرأة
أم ناصر تعلق على الموضوع وتقول : لقد نشأت في أسرة تفضل الذكور على الإناث في كل صغيرة وكبيرة بل وتحرم الإناث من الميراث وتهمل تعليم البنات وليس بالضروري أن تكون البنت متعلمة فهي من وجهة نظرهم خلقت لأداء الواجبات البيتية وتدبير الشؤون المنزلية ليس إلا فقد عانينا أنا وجميع أخواتي من هذا التمييز الذي كان بدون وجه حق في زواجنا الذي لم نكن نعطي فيه أي رأي حيث كانت أمي رحمها الله تنظر إلى الولد على انه القدوة الحسنة في البيت ويجب على الكل أن يطيع أمره ولا يستثني له أمرا مهماً كان صعباً وهذا فيما بعد أعطى الحق للإخوة بالتصرف في كل شيء حتى حياتنا وكانوا يعتبروننا قطعة من قطع الأثاث في البيت وعلى هذا فقد تم تزويجنا وفق رؤيتهم للأمور واحمد الله أن زوجي كان ابن خالي وخالي رجل متفهم ولولا توفيق الله ورعايته لنا لما كنا الآن في بيوت ومتزوجات ونحرص على المساواة بين أبنائنا .
التخوف من المسؤولية
وداد الغانم أخصائية نفسية من جانبها فسرت هذا التمييز بين الذكر والأنثى بقولها : إن الأنثى في مجتمعنا تثير خوف االوالدين من الفضائح التي قد تمس شرف العائلة في حالة انحرافها وهذا الخوف يضاعف مسؤولية الآباء تجاهها، حيث تتطلب تربيتها حراسة مشددة على عكس الذكر الذي لا يخضع لنفس الدرجة من الرقابة.
ما يكسبه حرية أكثر وثقة أكبر تخوّل له ارتكاب عدة أخطاء دون أن يحاسب، وتفسر هذه المعطيات سبب تفضيل بعض الأولياء للذكور على الإناث · أما بخصوص تأثير هذه الظاهرة، فقد أثبتت التجارب الواقعية وكذا بعض الدراسات أن التمييز بين الذكور والإناث أو بين الأبناء عموما يولد الحقد على الآباء والغيرة بين الأشقاء، كما تبيّن أيضا أن الانحراف يشيع في وسط الأبناء الصغار الذين تم تدليلهم بصفة مبالغ فيها وبطريقة تتجاوز الحدود
وعن تأثيرات التفرقة بين الأبناء تقول الغانم : إنها تسبب جرحا نرجسيا إلى جانب الإحساس بالدونية، الفراغ الوجداني والشعور بالتذمر من النفس واحتقار الذات، وهذه الأعراض باجتماعها تعني أن للظاهرة خطورة بالغة على نفسية الطفل سواء على المدى القريب أو البعيد، ذلك لأنها تشكل انكسارا في شخصية الطفل، بحيث كلما زادت درجة الانكسار في الشخصية كلما أصبحت هشة وجدا حساسة.
الإسلام دين المساواة
وعن رأي الشرع والدين قال الشيخ ماجد علي حسين:-
- الإسلام دين قائم على العدل والمساواة لا يفرق بين أعجمي وعربي إلا بالتقوى ويحترم الإنسان لإنسانيته ليس لمثل هكذا دين أن يفرق بين ذكر أو أنثى نزلا من ظهر واحد ومن رحم واحد. بل الإسلام هو من أنقذ الفتاة التي كانت توأد في زمن الجاهلية بذريعة أنها تجلب العار لأهلها عند سبيها في الغزوات ومن يقرأ كتاب الله سيجد الكثير من النصوص التي ينتصر فيها القرآن للمولودة البنت ويدعو إلى المساواة بينها وبين المولود الذكر ومنها قوله تعالى:-”وإذا الموءودة سئلت بأي ذنب قتلت “ وقوله تعالى ”ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق “ ناهيك عن الأحاديث الكثيرة التي صدرت عن رسول الله ”صلى الله عليه وسلم “ والتي يرغب الآباء في ذلك الزمان وفي كل زمان على الحرص على تربية البنت وتأكيده ”عليه الصلاة والسلام “ على ما لتربية البنت من الأجر والثواب الجزيل عند الله سبحانه وتعالى ومنها:-
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من ولدت له ابنة فلم يؤذها ولم يهنها ولم يؤثر ولده عليها ادخله الله بها الجنة.» مما يدل على علو مكانة من يربي الفتاة وفي حديث له عليه الصلاة والسلام قال : « من كانت له ابنة فأدبها وأحسن أدبها وعلمها فأحسن تعليمها فأوسع عليها من نعم الله التي عليه كانت له منعة وستراً من النار» وكثيراً ما أكد رسول الله ”صلى الله عليه وسلم “ على العدل والمساواة بين الذكر والأنثى بل بين الأبناء جميعاً .
ورغم أن التطور العلمي حمل الرجل هذه المسؤولية، إلا أن التشاؤم من إنجاب الإناث يظل كظاهرة ملحوظة في العديد من المجتمعات العربية . ظاهرة التمييز بين المولود الذكر والأنثى محور هذا التحقيق بعرض تجارب حول هذا الشأن وأراء لمختصين وعلماء دين.
صدمة ولادة أنثى
بداية أم دانة تحكي تجربتها في هذا الصدد حيث تقول: منذ أن علم زوجي بخبر حملي والابتسامة لا تفارق محياه والفرحة لا تغيب عنه ودوما يكرر جملة « إن شاء الله ولد يارب ياكريم « ويعد الأيام والليالي حتى يحين موعد ولادتي وكنت أتعجب كثيرا من اهتمامه المفاجئ بي وحرصه على كل ما يتعلق بي من صغيرة أو كبيرة وما أتعجب منه أكثر تشاؤمه بأن يكون المولود في بطني أنثى إذا تبادلنا أطراف الحديث واقترحنا عددا من الأسماء حيث يرفض بأن نقترح أسماء لإناث ويكرر دوما بأني بإذن الله سأنجب ولدا وقد كانت الصدمة فوق كل المفاجأت حين جاء وقت الولادة وكلنا يعلم مدى مرارة هذا الوقت فأسمع من زوجي عبارة غريبة « ولد لازم تجيبين ولد « دون أي اعتبار لما أشعر به هذه الفترة من الآلام وكأني في مرحلة اختيار والأمر بيدي وتواصل أم دانه القول : ما إن علم زوجي بولادتي وإنجابي لبنت حتى غضب كثيرا ولم يسأل عن حالي وصحتي أبدا فقط كان همه وما يشغل باله أن يسأل عن المولود ليس إلا وعند علمه بأن المولود أنثى ترك المستشفى على الفور ولم أرا إلا بعد أسبوع من الولادة وقد استقبلني بعدها بطريقة لا تتناسب وكوني زوجته وأنجبت له أول مولود في حياتنا ومع مرور الأيام تأقلم إلى حد ما وتكيف مع الواقع وأصبح يلاعب ابنته ويهتم بها قليلا على عكس ما كان الأمر عليه في السابق .
الفرحة بالذكر
من جهتها تقول أم عبد الرحمن : كثيرة هي المشاكل التي كانت تنشأ بيني وبين زوجي بسبب أن أول ما أنجبت فتاة وكذلك الأمر في حملي الثاني والثالث مما صعد الخلافات شيئا فشيئا فالمشكلة الصغيرة تصبح كبيرة والمشكلة البسيطة تتحول إلى مشكلة معقدة هذا عدا أنه دوما ما يسيء الحديث معي ويناديني بأم البنات وحينما أطلب منه أمر ما أو حاجة معينة تعد من متطلبات الحياة اليومية ومن الضروريات الواجب توافرها في كل بيت وما يتبع ذلك من احتياجات الفتيات ومطالبهن حتى ما أجد منه التأفف والتضجر تارة والرفض والمعارضة تارة أخرى ودوما ما يسمعني جملة « البنات هم إلى الممات «.
وتضيف أم عبد الرحمن : وعلى الرغم من حسن معاملة البنات له واهتمامهن به إلا أنه لا يحسن معاملتهن ويسأم من مسؤوليتهم ولم تهدأ الأجواء في البيت حتى حملت للمرة الرابعة وعلمت بأن المولود ذكر حينها فرح زوجي كثيرا وتغيرت معاملته معي ومع بناته للأفضل وأصبح يدللنا ويلبي متطلباتنا وقد كانت فرحته بقدوم أول مولود ذكر لا توازي أي فرحة .
إهمال المرأة
أم ناصر تعلق على الموضوع وتقول : لقد نشأت في أسرة تفضل الذكور على الإناث في كل صغيرة وكبيرة بل وتحرم الإناث من الميراث وتهمل تعليم البنات وليس بالضروري أن تكون البنت متعلمة فهي من وجهة نظرهم خلقت لأداء الواجبات البيتية وتدبير الشؤون المنزلية ليس إلا فقد عانينا أنا وجميع أخواتي من هذا التمييز الذي كان بدون وجه حق في زواجنا الذي لم نكن نعطي فيه أي رأي حيث كانت أمي رحمها الله تنظر إلى الولد على انه القدوة الحسنة في البيت ويجب على الكل أن يطيع أمره ولا يستثني له أمرا مهماً كان صعباً وهذا فيما بعد أعطى الحق للإخوة بالتصرف في كل شيء حتى حياتنا وكانوا يعتبروننا قطعة من قطع الأثاث في البيت وعلى هذا فقد تم تزويجنا وفق رؤيتهم للأمور واحمد الله أن زوجي كان ابن خالي وخالي رجل متفهم ولولا توفيق الله ورعايته لنا لما كنا الآن في بيوت ومتزوجات ونحرص على المساواة بين أبنائنا .
التخوف من المسؤولية
وداد الغانم أخصائية نفسية من جانبها فسرت هذا التمييز بين الذكر والأنثى بقولها : إن الأنثى في مجتمعنا تثير خوف االوالدين من الفضائح التي قد تمس شرف العائلة في حالة انحرافها وهذا الخوف يضاعف مسؤولية الآباء تجاهها، حيث تتطلب تربيتها حراسة مشددة على عكس الذكر الذي لا يخضع لنفس الدرجة من الرقابة.
ما يكسبه حرية أكثر وثقة أكبر تخوّل له ارتكاب عدة أخطاء دون أن يحاسب، وتفسر هذه المعطيات سبب تفضيل بعض الأولياء للذكور على الإناث · أما بخصوص تأثير هذه الظاهرة، فقد أثبتت التجارب الواقعية وكذا بعض الدراسات أن التمييز بين الذكور والإناث أو بين الأبناء عموما يولد الحقد على الآباء والغيرة بين الأشقاء، كما تبيّن أيضا أن الانحراف يشيع في وسط الأبناء الصغار الذين تم تدليلهم بصفة مبالغ فيها وبطريقة تتجاوز الحدود
وعن تأثيرات التفرقة بين الأبناء تقول الغانم : إنها تسبب جرحا نرجسيا إلى جانب الإحساس بالدونية، الفراغ الوجداني والشعور بالتذمر من النفس واحتقار الذات، وهذه الأعراض باجتماعها تعني أن للظاهرة خطورة بالغة على نفسية الطفل سواء على المدى القريب أو البعيد، ذلك لأنها تشكل انكسارا في شخصية الطفل، بحيث كلما زادت درجة الانكسار في الشخصية كلما أصبحت هشة وجدا حساسة.
الإسلام دين المساواة
وعن رأي الشرع والدين قال الشيخ ماجد علي حسين:-
- الإسلام دين قائم على العدل والمساواة لا يفرق بين أعجمي وعربي إلا بالتقوى ويحترم الإنسان لإنسانيته ليس لمثل هكذا دين أن يفرق بين ذكر أو أنثى نزلا من ظهر واحد ومن رحم واحد. بل الإسلام هو من أنقذ الفتاة التي كانت توأد في زمن الجاهلية بذريعة أنها تجلب العار لأهلها عند سبيها في الغزوات ومن يقرأ كتاب الله سيجد الكثير من النصوص التي ينتصر فيها القرآن للمولودة البنت ويدعو إلى المساواة بينها وبين المولود الذكر ومنها قوله تعالى:-”وإذا الموءودة سئلت بأي ذنب قتلت “ وقوله تعالى ”ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق “ ناهيك عن الأحاديث الكثيرة التي صدرت عن رسول الله ”صلى الله عليه وسلم “ والتي يرغب الآباء في ذلك الزمان وفي كل زمان على الحرص على تربية البنت وتأكيده ”عليه الصلاة والسلام “ على ما لتربية البنت من الأجر والثواب الجزيل عند الله سبحانه وتعالى ومنها:-
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من ولدت له ابنة فلم يؤذها ولم يهنها ولم يؤثر ولده عليها ادخله الله بها الجنة.» مما يدل على علو مكانة من يربي الفتاة وفي حديث له عليه الصلاة والسلام قال : « من كانت له ابنة فأدبها وأحسن أدبها وعلمها فأحسن تعليمها فأوسع عليها من نعم الله التي عليه كانت له منعة وستراً من النار» وكثيراً ما أكد رسول الله ”صلى الله عليه وسلم “ على العدل والمساواة بين الذكر والأنثى بل بين الأبناء جميعاً .
مواضيع مماثلة
» كم رجل في بيوت المسلمين بزيّ امرأة
» حملة ضد «فيس بوك» بسبب حذف صفحة «أبو تريكة»
» وفاة عاملين بسبب التدفئة
» بسبب ترشيد النفقات!
» ..وبحريني يطلق زوجته بسبب أليسا
» حملة ضد «فيس بوك» بسبب حذف صفحة «أبو تريكة»
» وفاة عاملين بسبب التدفئة
» بسبب ترشيد النفقات!
» ..وبحريني يطلق زوجته بسبب أليسا
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى