شاب في يوم فرحه بالوظيفة.. يتعرض لحادث يحبسه على السرير الأبيض أكثر من عام

دموعه تريح أعصابه حين تضيق عليه دائرة الأرض بما رحبت...

وحين يهرب منه حلم الحصول على الدواء...

شاب في مقتبل عمره.. في الثانية والثلاثين من عمره...

لكنه يشعر أنه عجوز في التسعين...

تعرض لحادث سيارة في أول يوم يستلم عمله فيه حيث اخذ يبحث عن العمل سنين طويلة ليكفي نفسه وأبناءه مؤونة السؤال وإراقة ماء الوجه. ولكن ما أن اتجه لمقر عمله بفرح.. وحيوية ونشاط إلا ووقع له الحادث ونتج عنه كسر مفتت غير ثابت بالفقرات القطنية الأولى مع ضغط على الحبل الشوكي وشلل كامل بالطرف السفلى الأيسر وعدم التحكم في اخراج البول والبراز.

ولقد حول ذلك الحادث حياة ذلك الشاب الى بؤس وكآبة حيث أن حياة الناس العاديين اليوم " 24ساعة" ولكن يوم ذلك الشاب أكثر بكثير.

فالناس تذهب وتعود وتقضي على وحدة الملل وتكسر سلطته بالعمل او التنزه أو زيارة الأهل والأقارب ولكن عالم ذلك الشاب اصبح ضيقا ومحدودا إلى أقصى درجة...









فعالمه سرير خشبي لايتجاوز مساحته 2متر *1متر وهو عالمه الوحيد لايقوى على مغادرته إطلاقا..

يقول الشاب غ م أنا مؤمن بالقضاء والقدر وسعيد ومسرور بما قدره لي المولى عز وجل لم أنظر في يوم من الأيام إلى مافي يد غيري..

كنت ابحث عن الوظيفة بأي طريقة كانت لأتمكن من تأمين لقمة العيش لزوجتي وابنائي الثلاثة وبعد جهد جهيد ومراجعات متكررة لمكتب العمل بمكة المكرمة تم إيجاد وظيفة لي وهي حارس أمن بأحد الأسواق التجارية بمكة.

كدت أطير من الفرح وأنا أستلم خطاب توجيهي..

كيف لا...وأنا سأوفر لأبنائي مايسد رمقهم..

كيف لا... وأنا سأتمكن من توفير مستلزمات المدرسة لابني الاكبر

كان ذلك اليوم بمثابة يوم عيد عندي وأفراد اسرتي.

ولم اكن اهنأ بنومي في الليل حيث اتجهت منذً الصباح الباكر بعد أن أديت صلاة الفجر لمقر عملي فرحاً مسروراً ولكن.. الحمدلله على كل حال...

حالت مقدرة الله بيني وبين ما كنت فرحاً به حيث لم تتحقق امنيتي بالعمل ووقع لي حادث مروري في الطريق نتج عنه "كسر مفتت غير ثابت بالفقرات القطنية الأولى مع ضغط على الحبل الشوكي وشلل كامل بالطرف السفلي الأيسر وعدم التحكم في إخراج البول والبراز إضافة إلى ضربة على العين أفقدتني النظر".

وانا الان بحاجة الى اجراء عملية جراحية عاجلة لرفع الضغط عن الأعصاب "الحبل الشوكي" على استئصال جسم الفقرة ووضع فقرة صناعية مع التثبيت.

وقدرت تكاليف العملية بخمسة وسبعين ألف ريال وأنا لا اجد مصروف أبنائي فكيف لي أن أوفر مصاريف العملية.

رغم مساحة الحزن الكبيرة والعميقة في نفس ذلك الشاب إلا أن الشيء الجميل الذي تشعر به عنده فيما يخص مأساته أن أمل الشفاء أو التحسن الجزئي على الاقل لازال قائما وموجوداً ويراوده بقوة وبعزم.

ودعنا بصرخة اهتز لها جدار المنزل قبل قلب والدته التي تقوم بدور الممرضة تغسله صبحا ومساء بدموعها وآهاتها المتوجعة يحدوها الأمل في علاج فلذة كبدها.