الشيوخ الأمريكي يقر حزمة مساعدات مالية لحفز الاقتصاد

وافقت اللجنة المالية في مجلس الشيوخ الأمريكي بأغلبية 14 صوتاً مقابل 7 أصوات على حزمة تحفيز اقتصادي يضخ ما يقرب من 200 مليار دولار في الاقتصاد خلال عامين في محاولة لتجنب دخول البلاد في حالة من الركود. وتصب حزمة الدعم هذه في دعم الأفراد والأزواج ممن يعانون من البطالة والمتقاعدين وغيرهم من المحتاجين. ويأتي هذا التطور بعد ساعات من استجابة المصرف المركزي الأمريكي الأربعاء للآمال المعقودة على خفض الفائدة بصورة جوهرية عندما أعلن للمرة الثانية خلال ثمانية أيام عن خفض كبير بلغ 0.5 في المائة.
وهذا الخفض يأتي في محاولة من المصرف المركزي للابتعاد عن شبح الركود الذي يخيم على الاقتصاد الأمريكي.
ومع ذلك مازال المستثمرون يسعون لإجراء خفض آخر على معدل الفائدة، وفق ما أفادت مصادر صحفية.
وكان تقرير حكومي أمريكي نشر الأربعاء قد أفاد بأن اقتصاد البلاد كان شبه متوقف خلال الربع الأخير من العام الماضي، إذ لم يتقدم سوى 0.6 في المائة، وهو ما يشكل تراجعاً كبيراً عن توقعات "وول ستريت".
وأثار التقرير مخاوف تتعلق بحدوث انكماش اقتصادي، إلى جانب آمال بأن يقوم المصرف المركزي الأمريكي (الاحتياطي الفيدرالي) بإجراء خفض جديد ومهم على معدل الفائدة.
وحسب التقرير الصادر عن وزارة التجارة الأمريكية أن إجمالي الناتج المحلي، الذي يعد المعيار الأكبر للنشاط الاقتصادي المحلي، فأن نسبة النمو السنوي البالغة 0.6 في المائة فقط، تشكل انخفاضاً كبيراً عن آخر قراءة للنمو الاقتصادي، التي جرت في الربع الثالث، والتي سجلت نسبة 4.9 في المائة، في حين كشفت استطلاعات للرأي بأن نسبة النمو ستكون بحدود 1.2 في المائة.
ويأتي هذا التقرير وسط قلق متزايد بشأن دخول الاقتصاد الأمريكي في حالة ركود، وفي الوقت نفسه يجادل بعض الخبراء الاقتصاديين بأن التدهور في الاقتصاد بدأ في الشهر الأخير من العام 2007.
كذلك يأتي تقرير وزارة التجارة الأمريكية هذا في وقت يعقد فيه المصرف المركزي الأمريكي اجتماعاً لمدة يومين لدراسة ما إذا كان سيجري خفضاً جوهرياً آخر في معدل الفائدة، بهدف حفز الاقتصاد ومنعه من الدخول في حالة ركود.
وكان المصرف المركزي الأمريكي قد أجرى منذ سبتمبر/ أيلول الماضي عدة عمليات خفض على معدل الفائدة، ما نسبته 1.75 في المائة، بما فيها خفضاً طارئاً بنسبة 0.75 قبل نحو أسبوع.
وكان المستثمرون يأملون بأن يعلن المركزي الأمريكي في وقت لاحق الأربعاء خفضاً جديدا لا يقل عن 0.25 في المائة، في حين تأمل الغالبية العظمى منهم بألا تقل النسبة عن 0.50 في المائة.
ويأتي الخفض الذي أعلنه المصرف المركزي الأمريكي في وقت متأخر الأربعاء استجابة لآمال الغالبية كما يتضح.