اقتصاد عالمي غير مضمون

راشد محمد الفوزان

هل وصلنا لهذه القناعة؟ أعتقد هذا موضوع بحث مهم يجب أن يطرح، ما هي ضمانات الاقتصاد العالمي من النكسات، والنكسات أنواع وكلها مترابطة، وهذه مشكلة الاقتصاد، فلا يوجد شيء بمعزل عن الآخر، فالعملات ترتبط بالتصدير والاستيراد، وترتبط بميزان المدفوعات، وترتبط بأرباح الشركات ونتائجه المالية، والتوظيف والعمالة والبطالة، وترتبط بالشركات القائمة بالأسواق المالية، لا شيء بمعزل عن الآخر ولا دولة عن دولة حتى وإن كان رابطا نفسيا، من المهم أن نقرأ الأحداث ومستقبلها، من يسيطر على من؟ هل الاقتصاد الأمريكي يربط هذا الكون به، ان حقق النمو تعافى الاقتصاد العالمي، وان حدث ركود أو كساد انقلب الاقتصاد العالمي، هذا يحدث ونؤمن أنه مهم بتأثيره وأثره، لا فكاك منه، لأنه لا يوجد بنك لا يرتبط بأمريكا حتى وإن ترسل حوالة للصين أو أوغندا، كلها تأتي من خلال الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن آفة الأمريكيين هي تحقيق النمو الاقتصادي بأي طريقة، ويعتمدون أساساً على الاقتراض في كل شؤون حياتهم، وهذا من أكبر المخاطر إذا كانت بدون غطاء، وملاءة مالية عالية، تحقيق الأرباح بأي طريقة ووسيلة للبنوك يضعها على محك مهم لتجازف بأموال المودعين، وقرأنا مؤخراً قصص الخسائر من الائتمان التي تعتبر الآن الغول الكبير على هذه الاقتصاديات، فمن أين ستتم التغطية، ومن أين ستتوفر السيولة لها في ظل هذه الأوضاع، وضعف الثقة والقدرة المالية.

أصبح الاقتصاد العالمي الآن يخضع لمخاطر كبيرة، فمن شح للسيولة متوقع حتى في الدول التي تتوفر لديها سيولة عالية لسبب توجيهها الأموال لهذه الدول باعتبارها فرصا استثمارية، ولكن المشكلة الأكبر هي هل ستأتي بعائد مع استمرار السياسية الاقتصادية الأمريكية، وهل ستكون البداية لنهاية الدولار كما يقول "سورس" وبداية حقبة اليابان والصين الأكثر نمواً. أصبح الجميع هاجسه الثقة، التي أصبحت مهزوزة في ظل هذه السياسة الاقتصادية والمالية الأمريكية والعالمية الرأس مالية، ولكن هل هذا كل شيء من سلبيات، أعتقد أننا لا زلنا في بداية طريق صعب اقتصادياً ستؤدي إلا مشاكل اقتصادية سببها المضاربات والائتمان بلا ضمان وتراكم المديونيات والنهاية، إفلاس.