نحو الإعلان عن ميلاد "أوبك للغاز" في يونيو

توقّع مسؤول جزائري في تصريح خاص بـ"إيلاف"، أن يتّم الإعلان رسميا عن ميلاد منظمة تجمع الدول المصدرة للغاز (أوبك للغاز) في شهر -يونيو/حزيران المقبل، وقال المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه أنّ ''مشاورات جارية بهذا بين الدول المصدرة وأخرى مستهلكة للغاز، وحتى مع دول منتجة خارج أوبك''، موضحا إنّ ميثاق "أوبك للغاز" لن يختلف عن ذاك الذي يحكم حركية منظمة الدول المصدرة للغاز، من حيث الضوابط التي تحكم العضوية والأمانة العامة والمسائل المالية، بيد أنّ المسؤول الجزائري رفض التعليق عن مدى جدية تصريح مسؤول بوزارة الطاقة الروسية عن تشكيل وشيك لـ"أوبك للغاز".

وتتقاطع هذه التطورات الخاصة بملف ظلّ مجمّدا لأشهر عديدة، مع كشف "شكيب خليل" وزير الطاقة الجزائري والرئيس الحالي لمنظمة أوبك، عن رفع مقترحات حول "أوبك للغاز" إلى روسيا، باعتبار الأخيرة رئيسة لمجموعة الدول المعنية بالفكرة وهي الجزائر وإيران وقطر وفنزويلا ونيجيريا، وينتظر أن يتولى الملتقى الذي سيجمع بين المنتجين والمستهلكين بحر أبريل/نيسان المقبل بروما، وضع الرتوشات الأخيرة على خطوة باتت قاب قوسين أو أدنى من التحول إلى ملموس، وقد ينتج لقاء روما منظورا عاما يكفل خلق محور يربط الدول المنتجة والمصدرة للغاز من منطلق الدفاع عن مصالح البلدان المنتجة في إطار مؤسساتي منظم يوفر لهذه البلدان آليات أكثر نجاعة لضبط السوق الدولية للغاز والتحكم في تقلباتها لاسيما فيما يتعلق بالأسعار.

وظلّ مشروع إنشاء "أوبك للغاز" المطروح منذ العام الماضي، يراوح مكانه، وسط مخاوف أوروبية أمريكية مما قد يتولد عن " نشوء كارتل غازي" من شأنه فرض لغة جديدة على السوق الدولية، وما يترتب عن ذلك من مخاطر على الأمن الطاقوي، من حيث تحكم المنتجين في الأسعار، وهو ما كذبته الجزائر وروسيا وإيران، وقالت إنّ المنتدى سيمكّن من التعاون بين كبار المنتجين، ويسمح بفهم أفضل لاحتياجات السوق، في وقت استبعد خبراء أن يتمتع تكتل الدول المنتجة للغاز بنفوذ أوبك للبترول، تبعا لانبناء التعاملات الغازية على أساس عقود طويلة المدى، وليس على أساس معاملات فورية كما يحصل في مجال النفط.

كما يواجه مشروع "اوبك للغاز" مصاعب أخرى، مثل عدم وجود سوق موحدة للغاز، وتواجد عدة أسواق تعمل كل واحدة منها بقواعدها الخاصة دون مراعاة العوامل الجيوسياسية"، ما لا يساعد بحسب خبراء على نشوء كارتل غازي متكامل ومتناغم، ما دفع بوزير الطاقة الجزائري، مؤخرا، إلى إطلاق دعوة للشروع في مفاوضات بين منتجين ومستهلكين من أجل البحث عن حلول لهذه العراقيل، حتى لا تتعطل الصناعة الغازية، في الوقت الذي يشهد فيه الطلب ارتفاعا كبيرا.

ويرى الخبير الاقتصادي الجزائري عبد الحق لعميري، إنّ التجاذبات والمتغيرات التي تشهدها المنظومة الغازية حاليا عبر العالم، ستساعد على إنضاج الفكرة، ويجزم في تصريح لـ"إيلاف"، إنّ "أوبك للغاز" سترى النور، و"دور الجزائر سيكون فارقا فيها"، ويؤيده في ذلك المختص سليم لعجايلية، متصورا إنّ المرحلة القادمة قد تشهد مواجهة مفتوحة بين خماسي "أوبك للغاز":الجزائر وروسيا وإيران وقطر وفنزويلا ونيجيريا، ومحور واشنطن-باريس-مدريد، على خلفية سعي كل اتجاه لتعزيز وضعه الطاقوي اقليميا ودوليا.