موظفة تواجه إعاقتها السمعية والكلامية بالعيش والعمل بروح مرحة
صفحة 1 من اصل 1
موظفة تواجه إعاقتها السمعية والكلامية بالعيش والعمل بروح مرحة
على الرغم من إعاقتها السمعية التي حرمتها نعمة السمع والتخاطب؛ تعيش إبتسام العنزي ذات الـ 27 ربيعاً حياة مفعمة بالأمل والتفاعل مع من حولها، بل وتتمتع بحس فكاهي تعبّر عنه بابتسامتها المعبّرة وملامح وجهها الطفولي، ويديها اللتين تتحركان في وجه المخاطَب، وتتحدثان بلغة ودودة ومؤثرة.
ومن خلال هذه الأدوات المحدودة جداً، بنت إبتسام علاقات زمالة وصداقة عديدة في إدارة الإشراف التربوي بالدمام حيث تعمل، ونجحت في إثبات كفاءة "موظفة إدارية" تُدرك تفاصيل عملها بدقة، وتتعامل مع مهامها بذكاء رسم حولها دائرة إعجاب بين زميلاتها.
حوار بالكتابة
ولم تجد "الوطن" مشكلة في التحاور معها، إذ تكاد لغة الإشارة التي تستخدمها تنطق نُطقاً لدقة ما تتصف به من إجادة لهذه اللغة، وفهم المخاطَب بسرعة عالية، وعلى الرغم من عدم استغنائها عن استخدام الكتابة، في الحوار الذي أجرته "الوطن" معها في مكتبها؛ فإنها تمكنت من الإفصاح بأنها تعمل منذ ست سنوات في وظيفتها السعيدة بها، وقالت إنها أمضت خمس سنوات منها في مسقط رأسها مدينة عرعر.
وأشارت إبتسام، كتابة، إلى تشجيع والدها الذي حرص بجدية شديدة على أن تنال تعليماً يُساندها في حياتها، وعبّرت بحركات يديها موضحة أنها درست الابتدائية في المدينة المنورة والمتوسطة في جدة والثانوية الرياض، حيث اضطرّتها الحاجة إلى مدارس خاصة للصم والبكم إلى التنقل حيث لم يكن في عرعر ما يناسبها من التعليم.
وقالت إبتسام إنها تبقى في السكن الداخلي، وفي أيام العطل تلتقي بعائلتها، وقد تعلقت بالحاسب الآلي، وحصلت فيه على دورات عديدة، وأشارت بيديها إلى أنها تعشق الكمبيوتر، واصفة إياه بأنه الشيء الذي وضعته داخل قلبها وأقفلت عليه، مشيرة إلى أنها من خلاله تتصفح المواقع الإخبارية، وتعتبر نفسها متابعة جيدة للصحافة، ولا يستهويها التلفاز كثيراً أو الكتابة بالقلم الذي يتعبها.
وتكمل إبتسام حديثها من خلال لغة الإشارة موضحة أنها تحمد الله على أنها صماء وبكماء، وليست مشلولة القدمين، مبينة أنها راجعت الكثير من المستشفيات بحثاً عن علاج لحالتها، ولكنها لم تجد العلاج حتى الآن.
نظرة مرفوضة
وكتبت إبتسام أن الأطباء أخبروها بأن علاج حالتها في ألمانيا، وتتمنى الاهتمام بمراكز ومعاهد خاصة بالصم والبكم في مختلف مناطق المملكة، لأن الكثير من العائلات التي لديها أبناء من الصم والبكم لم يتلقوا التعليم، ولا يعرفون القراءة والكتابة ومنعزلون عن المجتمع، وقد تشكلت صورة لدى الكثيرين تقول إن الصم والبكم "غير أذكياء ولا يمكنهم تحقيق شيء"، وإبتسام ترفض هذه النظرة.
وعن وسائل تواصلها مع أهلها المقيمين في عرعر، لكونها تقيم في المنطقة الشرقية مع زوجها، قالت إنها تتحدث معهم عن طريق الاتصال المرئي، أو تستعين بزميلتها حصة السليمان التي تترجم ما تريد قوله لوالدتها هاتفياً.
أحلى التجارب
وتكشف زميلتها التي تشاركها غرفة المكتب حصة السليمان عن جوانب في شخصية إبتسام، وتقول إنها لا تواجه صعوبات كثيرة في التعامل مع الناس، فهي طبيعية جداً، معتبرة تجربتها مع إبتسام في المكتب "من أحلى التجارب التي مرت بها منذ أن عملت قبل ثلاث سنوات".
وتشير السليمان إلى أنها واجهت موقفاً واحداً مؤثراً هو عندما طلبت منها إبتسام الاتصال بوالدتها في عرعر لتطمئن عليها، ولدى سماع صوت والدة إبتسام لم تستطع أن تتمالك نفسها، فدمعت عيناها لعدم قدرة إبتسام التي عاشت في كنف والدتها لسنين طوال أن تسمع صوتها ولو ليومٍ واحد.
وتقول حصة إن إبتسام تحب مشاهدة التلفاز قليلاً، ولكنها تحب المسلسل الخليجي "جرح الزمن" الذي كان يصوّر في إحدى شخصياته حياة الصم والبكم.
تدريس لغة الإشارة
زميلتاها في المكتب المقابل منال المعمر ونور الصالح تحدثتا عن تجربتهما مع إبتسام، وقالت نور إن إبتسام ذكية وسهلة التعامل وتملك روحاً جميلة ولم تستغرب وجودها في العمل، لأنها علمت عن تجارب سابقة لمثل حالة إبتسام كانت تعمل في نفس المكان، وقد نجحن وكنّ أكثر الناس إخلاصاً، فهن طبيعيات لا يختلفن عن البقية بشيء.
وتقترح منال إيجاد مادة خاصة بلغة الإشارة تدرس في المدارس أو في الجامعات، بحيث تعطي أساسيات تعليمية في لغة الإشارة مع الصم والبكم، وترى أنها تساعد على التعامل مع هذه الشريحة المحرومة من نعمة السمع واللغة، وتتساءل المعمر عن اختلاف لغة الإشارة بين بعض الدول، وعدم توحيدها بلغة واحدة، لكونها تعتمد بشكل أساسي على الحركات دون الصوت.
ومن خلال هذه الأدوات المحدودة جداً، بنت إبتسام علاقات زمالة وصداقة عديدة في إدارة الإشراف التربوي بالدمام حيث تعمل، ونجحت في إثبات كفاءة "موظفة إدارية" تُدرك تفاصيل عملها بدقة، وتتعامل مع مهامها بذكاء رسم حولها دائرة إعجاب بين زميلاتها.
حوار بالكتابة
ولم تجد "الوطن" مشكلة في التحاور معها، إذ تكاد لغة الإشارة التي تستخدمها تنطق نُطقاً لدقة ما تتصف به من إجادة لهذه اللغة، وفهم المخاطَب بسرعة عالية، وعلى الرغم من عدم استغنائها عن استخدام الكتابة، في الحوار الذي أجرته "الوطن" معها في مكتبها؛ فإنها تمكنت من الإفصاح بأنها تعمل منذ ست سنوات في وظيفتها السعيدة بها، وقالت إنها أمضت خمس سنوات منها في مسقط رأسها مدينة عرعر.
وأشارت إبتسام، كتابة، إلى تشجيع والدها الذي حرص بجدية شديدة على أن تنال تعليماً يُساندها في حياتها، وعبّرت بحركات يديها موضحة أنها درست الابتدائية في المدينة المنورة والمتوسطة في جدة والثانوية الرياض، حيث اضطرّتها الحاجة إلى مدارس خاصة للصم والبكم إلى التنقل حيث لم يكن في عرعر ما يناسبها من التعليم.
وقالت إبتسام إنها تبقى في السكن الداخلي، وفي أيام العطل تلتقي بعائلتها، وقد تعلقت بالحاسب الآلي، وحصلت فيه على دورات عديدة، وأشارت بيديها إلى أنها تعشق الكمبيوتر، واصفة إياه بأنه الشيء الذي وضعته داخل قلبها وأقفلت عليه، مشيرة إلى أنها من خلاله تتصفح المواقع الإخبارية، وتعتبر نفسها متابعة جيدة للصحافة، ولا يستهويها التلفاز كثيراً أو الكتابة بالقلم الذي يتعبها.
وتكمل إبتسام حديثها من خلال لغة الإشارة موضحة أنها تحمد الله على أنها صماء وبكماء، وليست مشلولة القدمين، مبينة أنها راجعت الكثير من المستشفيات بحثاً عن علاج لحالتها، ولكنها لم تجد العلاج حتى الآن.
نظرة مرفوضة
وكتبت إبتسام أن الأطباء أخبروها بأن علاج حالتها في ألمانيا، وتتمنى الاهتمام بمراكز ومعاهد خاصة بالصم والبكم في مختلف مناطق المملكة، لأن الكثير من العائلات التي لديها أبناء من الصم والبكم لم يتلقوا التعليم، ولا يعرفون القراءة والكتابة ومنعزلون عن المجتمع، وقد تشكلت صورة لدى الكثيرين تقول إن الصم والبكم "غير أذكياء ولا يمكنهم تحقيق شيء"، وإبتسام ترفض هذه النظرة.
وعن وسائل تواصلها مع أهلها المقيمين في عرعر، لكونها تقيم في المنطقة الشرقية مع زوجها، قالت إنها تتحدث معهم عن طريق الاتصال المرئي، أو تستعين بزميلتها حصة السليمان التي تترجم ما تريد قوله لوالدتها هاتفياً.
أحلى التجارب
وتكشف زميلتها التي تشاركها غرفة المكتب حصة السليمان عن جوانب في شخصية إبتسام، وتقول إنها لا تواجه صعوبات كثيرة في التعامل مع الناس، فهي طبيعية جداً، معتبرة تجربتها مع إبتسام في المكتب "من أحلى التجارب التي مرت بها منذ أن عملت قبل ثلاث سنوات".
وتشير السليمان إلى أنها واجهت موقفاً واحداً مؤثراً هو عندما طلبت منها إبتسام الاتصال بوالدتها في عرعر لتطمئن عليها، ولدى سماع صوت والدة إبتسام لم تستطع أن تتمالك نفسها، فدمعت عيناها لعدم قدرة إبتسام التي عاشت في كنف والدتها لسنين طوال أن تسمع صوتها ولو ليومٍ واحد.
وتقول حصة إن إبتسام تحب مشاهدة التلفاز قليلاً، ولكنها تحب المسلسل الخليجي "جرح الزمن" الذي كان يصوّر في إحدى شخصياته حياة الصم والبكم.
تدريس لغة الإشارة
زميلتاها في المكتب المقابل منال المعمر ونور الصالح تحدثتا عن تجربتهما مع إبتسام، وقالت نور إن إبتسام ذكية وسهلة التعامل وتملك روحاً جميلة ولم تستغرب وجودها في العمل، لأنها علمت عن تجارب سابقة لمثل حالة إبتسام كانت تعمل في نفس المكان، وقد نجحن وكنّ أكثر الناس إخلاصاً، فهن طبيعيات لا يختلفن عن البقية بشيء.
وتقترح منال إيجاد مادة خاصة بلغة الإشارة تدرس في المدارس أو في الجامعات، بحيث تعطي أساسيات تعليمية في لغة الإشارة مع الصم والبكم، وترى أنها تساعد على التعامل مع هذه الشريحة المحرومة من نعمة السمع واللغة، وتتساءل المعمر عن اختلاف لغة الإشارة بين بعض الدول، وعدم توحيدها بلغة واحدة، لكونها تعتمد بشكل أساسي على الحركات دون الصوت.
مواضيع مماثلة
» بوش يقول إن المباحثات في السعودية تتم بروح من الصداقة
» الأزواج والذرية.. والعمل الصالح
» ترحيل 15ألف مخالف لنظام الإقامة والعمل بالباحة
» القيام بأعمال ومشاريع تجارية والعمل مؤقتا في الولايات المتحد
» مشكلة صعبه جدا تواجه رونالدينهو
» الأزواج والذرية.. والعمل الصالح
» ترحيل 15ألف مخالف لنظام الإقامة والعمل بالباحة
» القيام بأعمال ومشاريع تجارية والعمل مؤقتا في الولايات المتحد
» مشكلة صعبه جدا تواجه رونالدينهو
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى