بلغاريا تختار خط الغاز الروسي لاوروبا

اتفقت بلغاريا وروسيا على بناء خط لنقل الغاز من شأنه ان يعزز الهيمنة الروسية على توريد الطاقة الى اوروبا.

فقد وافق مجلس الوزراء البلغاري على السماح لخط (ساوث ستريم) بالمرور في الاراضي البلغارية ليصل البحر الاسود بجنوبي القارة الاوروبية.

يذكر ان مشروع (ساوث ستريم) يعتبر منافسا لخط انابيب (نابوكو) المدعوم امريكيا واوروبيا والذي لازال في طور التخطيط.

ويقوم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حاليا بزيارة لبلغاريا يصحبه فيها النائب الاول لرئيس الوزراء، رئيس شركة غازبروم العملاقة للغاز ديميتري ميدفيديف الذي رشحه بوتين لخلافته عندما تنتهي فترة ولايته في وقت لاحق من العام الجاري.

ومن المفروض ان تقوم شركتا غازبروم الروسية و(ENI) الايطالية بتنفيذ مشروع (ساوث ستريم) الذي تبلغ قيمته 10 مليارات يورو.

ومن المتوقع ان ينقل خط الانابيب البالغ طوله 900 كيلومترا الغاز الروسي من منطقة البحر الاسود عبر الاراضي البلغارية حتى يصل الاسواق في جنوبي اوروبا. كما يتضمن المشروع بناء محطة رئيسية في صربيا.

وكانت بلغاريا قد تسلمت عرضا منافسا من الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي لتشييد مشروع منافس يدعى (نابوكو) ينقل الغاز من آسيا الوسطى الى اوروبا ويهدف الى خفض اعتماد اوروبا على موارد الطاقة الروسية.

تكامل ام منافسة؟

ويقول مراسل بي بي سي نيك ثورب ان الاتفاقيات الجديدة التي توقعها روسيا في مجال الطاقة تدل على تصاعد نفوذ موسكو في منطقة البلقان.

من جهة اخرى، قال فيران تاراديلاس الناطق باسم المفوضية الاوروبية ان مشروع سوث ستريم لن يؤثر كثيرا على مشروع نابوكو الاوروبي، مضيفا انه "في اسوأ الاحوال، سيكون هناك نوع من التكامل بين خطي الانابيب".

كما افاد ناطق باسم نابوكو ان المشروع الاوروبي لا يهدف الى اعاقة عمل سوث ستريم.

الا ان قسطنطين باتونين وهو خبير في شؤون الطاقة في موسكو قال لبي بي سي: "ان مشروع نابوكو سيعاني المصاعب على الامد القصير، لان جوهر القضية يكمن في التزويد اكثر منه في الخطوط الذي تسلكها الانابيب".

واضاف باتونين ان تركمنستان هي الخزان الاساسي للغاز في آسيا الوسطى، وقد وقعت اتفاقا ضخما في مجال الطاقة مع روسيا، لذلك، فمن غير الواضح، حسب تعبير الخبير، ما اذا سيكون هناك ما يكفي من الغاز في آسيا الوسطى لتزويد المشروع الاوروبي.

الا ان تاراديلاس علق على الموضوع نفسه كاشفا ان "عددا كبيرا من الحكومات في آسيا الوسطى قد ابدى حماسة للمساهمة بمشروع نابوكو".