غالبية التشيك تعاني من التوتر في العمل

أكد بحث اجتماعي عن العمل في المجتمع التشيكي أن أكثر من نصف التشيك يعانون من التوتر والضغوط النفسية في أعمالهم، وأن 55 في المئة منهم يعتقدون أن الأعمال التي يقومون بها تستنفذ طاقاتهم .

وأشار البحث الذي قامت به هانا فيزنيروفا ومارتا فوهليدالوفا، إلى أن التوتر الأعلى في العمل موجود لدى الناس الذين يشغلون مناصب قيادية ولدى رجال الأعمال فيما لا يشعر بالتوتر عمليًا أصحاب الأعمال اليدوية والناس الذين لديهم التعليم الأساسي فقط .
واظهر البحث أن 12,7 في المئة فقط من العاملين التشيك لا يشعرون بالتعب في أعمالهم. وعلى الرغم من النسبة المرتفعة للتشيك الذين يعانون من التوتر والضغوط النفسية في أعمالهم، إلا أن الباحثتين تؤكدان أن وضع التشيك في هذا المجال ليس سيئًا مقارنة بالعديد من الدول الأوربية الأخرى .

وتشيران في هذا المجال إلى عدة أبحاث أجريت في إطار الاتحاد الأوروبي في الفترة الأخيرة أشارت إلى أن 60 في المئة من العاملين في دول الاتحاد يشعرون بالتوتر والضغوط النفسية في أعمالهم .

وتعتبر هذه المسالة وفق الدراسات الأوروبية، بالغة الأهمية لأن التوتر يمكن له أن يتسبب بإقلاع 90 في المئة من الأمراض وان نتائجه تظهر على صحة الإنسان النفسية والجسدية. ويشكو 15 في المئة من العاملين في دول الاتحاد من صداع في الرأس، فيما يشكو 33 في المئة من آلام في الظهر بينما يشعر 23 في المئة بآلام في الكتف والرقبة .

ويترافق الزج المكثف بالطاقات في العمل وفق هذه الدراسات بالتعب والتوتر والدوخة والى حدوث إشكالات في النوم كما يتسبب هذا الأمر في الكثير من الأحيان بما يسمى "بالمرض الهضمي" أي بتراكم الشحوم في البطن وبتراجع الإحساس بالانزولين وبارتفاع مستوى الكولسترول وبارتفاع في ضغط الدم، وبالتالي تسبب هذه المظاهر بالتدريج في ظهور الأمراض القلبية وفي الجلطات الدماغية وفي نشوء مرض السكري .

وتؤكد الدراسة التحليلية للباحثتين الاجتماعيتين التشيكيتين أن هذه المظاهر تؤثر على التصرفات، وتنعكس على العلاقات بن الناس وداخل العائلات، وقد أكد 31 في المئة من الذين شاركوا في البحث أن العمل كان احد أسباب الطلاق الذي حصل لهم فيما ترتفع النسبة إلى 46,3 في المئة لدى مدراء الأعمال الرجال والى 40 في المئة لدى مديرات الأعمال المطلقات. وأشار البحث إلى إن المناوبات في العمل و العمل في مجالي الخدمات والتجارة تعتبر من المهن الخطرة التي تزيد من إمكانيات حدوث الطلاق .

وترى الدراسة بأن أحد الأسباب التي تزيد من شعور التشيك بالتوتر في أعمالهم أنهم يمضون في العمل ساعات أطول من المعدل الوسطي القائم في الاتحاد الأوروبي مشيرة إلى أن 27 في المئة من الرجال الموظفين و23 في المئة من النساء الموظفات يعملون مساء أو خلال العطل الأسبوعية، وان غالبية الأعمال التي يقومون بها ليست من النوع اليدوي، كما تؤكد الدراسة أن اغلب هؤلاء هم من خريجي الجامعات أما الذين لديهم التعليم الأساسي فقط فهم لا يعملون أثناء العطل إلا بالحدود الدنيا ( 4في المئة ) منهم فقط.