القوى العظمى لن تسمح بالمفاجآت في غانا

عندما تنطلق فعاليات بطولة كأس الأمم الإفريقية الـ26 مساء الأحد بالعاصمة الغانية أكرا سيكون على "النجوم السوداء" تحقيق الفوز في المباراة الافتتاحية للبطولة على غانا لتكون بداية قوية لأصحاب الأرض، الذين يسعون إلى استغلال عاملي الأرض والجمهور من أجل الفوز باللقب الإفريقي الخامس ومعادلة رقم مصر.

ويخوض المنتخب الغاني هذه البطولة على ملعبه بمعنويات مرتفعة للغاية ليس للمساندة التي سيحظى بها من مشجعيه وإنما أيضا بعد الشكل الرائع الذي ظهر عليه المنتخب الغاني في نهائيات كأس العالم 2006 بألمانيا.

وشارك المنتخب الغاني الملقب بـ"النجوم السوداء" في كأس العالم 2006 للمرة الأولى في تاريخ الفريق؛ حيث حقق الفوز في مباراتيه أمام المنتخبين التشيكي والأمريكي بعد الهزيمة في مباراته الأولى بصعوبة أمام إيطاليا التي توجت فيما بعد بلقب البطولة.

وبذلك كان المنتخب الغاني هو الوحيد من بين الفرق الإفريقية الخمسة التي تأهلت للبطولة الذي يعبر الدور الأول إلى الدور الثاني، لكنه اصطدم بالمنتخب البرازيلي حامل اللقب آنذاك ليخسر أمامه صفر/3 ويودع البطولة.

وينتظر ألا يجد المنتخب الغاني صعوبة كبيرة في تصدر مجموعته بالنهائيات، والتي تضم معه منتخبات غينيا وناميبيا والمغرب، خاصة أن المنتخب الغاني من الفرق صاحبة التاريخ الكبير على الساحة الإفريقية، كما سبق له الفوز بلقب البطولة أربع مرات، آخرها عام 1982 في ليبيا، ورغم ذلك سيفتقد الفريق في هذه البطولة جهود نجمه الكبير وقائده ستيفن أبياه بسبب الإصابة في الركبة.

ومع غياب أبياه عن خط وسط الفريق سيكون الضغط الواقع على مايكل إيسيان نجم خط وسط تشيلسي الإنجليزي أكبر وأشد؛ حيث تعلق عليه الجماهير آمالا كبيرة في قيادة الفريق مع زملائه لاريا كينجستون وجون مينساه وعلي سولاي مونتاري إلى الفوز باللقب الإفريقي الخامس ومعادلة الرقم القياسي الذي ينفرد به المنتخب المصري في عدد مرات الفوز بالبطولة.

كما ضم المدرب الفرنسي كلود لوروا المدير الفني للمنتخب الغاني والذي قاد منتخب الكاميرون سابقا إلى لقب البطولة عام 1988 إلى صفوف فريقه اللاعب كوينسي أوسو أباي المولود في هولندا طبقا للوائح الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، التي تمنح اللاعب الحق للمشاركة مع الفريق رغم مشاركته السابقة مع المنتخب الهولندي للشباب (تحت 20 عاما).

كما يبرز من النجوم في المنتخب الغاني المهاجم كوادو أسامواه، الذي انضم للمنتخب الغاني للمرة الأولى قبل شهرين فحسب، كما سينتقل من فريق ليبرتي الغاني إلى أودينيزي الإيطالي بعد انتهاء البطولة الإفريقية مباشرة.

"النسور" جاهزون للتحليق عاليا

أما المنتخب النيجيري المنافس العنيد للمنتخب الغاني فستكون مهمته في غاية الصعوبة بعد أن أوقعته القرعة في المجموعة الثانية "مجموعة الموت" التي تضم معه منتخبات كوت ديفوار ومالي وبنين، ويستهل "النسور" مشوارهم بقيادة الألماني بيرتي فوغتس في البطولة بأصعب مواجهة ممكنة؛ حيث يلتقي المنتخب الإيفواري المرشح بقوة مع نظيريه النيجيري والغاني للمنافسة على اللقب.

ويقود المنتخب النيجيري في هذه البطولة اللاعب نوانكو كانو مهاجم بورتسموث الإنجليزي والذي يشارك في البطولة للمرة الخامسة، بينما يبرز من بين زملائه أيضا النجم جون ميكيل أوبي نجم خط وسط تشيلسي الإنجليزي أيضا.

ويواجه "النسور" دائما المشاكل بسبب مكافآت اللاعبين نظير مشاركتهم ونتائجهم في البطولات الكبيرة، لكن هذه المشكلة قد تختفي هذه المرة في ظل مشاركة ثمانية لاعبين للمرة الأولى مع المنتخب النيجيري في هذه البطولة، مما يخفف من حدة ثورة النجوم الكبار وتمردهم.

ولا تضم قائمة الفريق النيجيري المشارك في البطولة وقوامها 23 لاعبا أي لاعب من الأندية النيجيرية؛ حيث اعتمد فوغتس في اختياراته على اللاعبين المحترفين خارج نيجيريا.

ومع وجود جوزيف يوبو مدافع إيفرتون الإنجليزي وتايي تايو ظهير أيسر مارسيليا الفرنسي ضمن صفوف المنتخب النيجيري يستطيع الفريق حسم إحدى بطاقتي المجموعة إلى دور الثمانية على حساب منتخبي مالي وبنين بينما ينتظر أن يرافقه المنتخب الإيفواري إلى الدور الثاني.

لا حجة لرفاق دروغبا

وخسر المنتخب الإيفواري "الأفيال" المباراة النهائية للبطولة الماضية عام 2006 في مصر بصعوبة بالغة ومن خلال ضربات الجزاء الترجيحية، كما شارك المنتخب الإيفواري في كأس العالم للمرة الأولى من خلال بطولة كأس العالم 2006 بألمانيا مثله مثل منتخب غانا.

لكن المشكلة، التي خيمت بظلالها على استعدادات الفريق للبطولة الإفريقية 2008 بغانا هي رحيل المدير الفني الألماني أولي تشكيل عن الفريق؛ حيث استقال من منصبه في مطلع الشهر الجاري ليكون إلى جوار نجله المريض الذي دخل في غيبوبة.

ويتولى الفرنسي جيرار جيلي قيادة الفريق في النهائيات بعد أن نجح في قيادة المنتخب الإيفواري الأوليمبي إلى منافسات كرة القدم في دورة الألعاب الأولمبية 2008 ببكين، ويعاني "الأفيال" من مشكلة أخرى وهي افتقاد نجمه الكبير ديدييه دروغبا حساسية المباريات بعد العملية الجراحية التي أجراها في الركبة، والتي غاب بسببها عن الملاعب منذ عدة أسابيع.

لكن المنتخب الإيفواري يستطيع في نفس الوقت الاعتماد بشكل كبير على تألق زملاء دروجبا ومنهم سالومون كالو وعبد القادر كيتا والشقيقان آرونا وبكاري كوني.

وليس غريبا أن يتوقع كثيرون وصول المنتخب الإيفواري إلى المباراة النهائية للبطولة في ظل وجود اللاعب يايا توريه نجم برشلونة الإسباني وكولو توريه وإيمانويل إيبوي نجمي دفاع أرسنال الإنجليزي ضمن صفوف الفريق.

صراع "الفراعنة" و"الأسود"

أما المجموعة الثالثة في النهائيات فتضم المنتخب المصري حامل اللقب ونظيره الكاميروني بالإضافة لمنتخبي زامبيا والسودان.

يغيب عن صفوف المنتخب المصري في هذه البطولة اللاعب أحمد حسام "ميدو" مهاجم ميدلسبره الإنجليزي بسبب الإصابة، وكذلك لاعب خط الوسط حسام غالي لانضمامه مؤخرا إلى صفوف ديربي كاونتي الإنجليزي، وكذلك محمد بركات نجم الأهلي المصري للإصابة أيضا.

ويستهل المنتخب المصري رحلة الدفاع عن لقبه في البطولة يوم الثلاثاء المقبل بمواجهة نظيره الكاميروني في لقاء قمة مبكر بهذه المجموعة في كوماسي.

وضم المدرب الوطني حسن شحاتة المدير الفني للفريق إلى قائمة المنتخب المصري في هذه البطولة اللاعب إبراهيم سعيد رغم الإصابة في ركبته كما ضم زميله أحمد حسن لاعب خط وسط أندرلخت البلجيكي رغم تأكد غيابه عن المباراة الأولى أمام الكاميرون بسبب عقوبة الإيقاف التي فرضت عليه في نهاية مشواره بالتصفيات.

ويشارك أحمد حسن قائد المنتخب المصري في البطولة الإفريقية للمرة السابعة ليعادل بذلك الرقم القياسي في عدد المشاركات بالبطولة الإفريقية والذي يقتسمه مواطنه حسام حسن مع حارس المرمى الإيفواري السابق آلان جواميني.

وربما لا يجد المنتخب الكاميروني صعوبة كبيرة في الصعود من هذه المجموعة إلى دور الثمانية، لكن قدرته في المنافسة على لقب البطولة سترتبط بمستوى نجم هجومه صامويل إيتو لاعب برشلونة الإسباني؛ حيث تحوم بعض الشكوك حول استعداده البدني بعد أن عاد لصفوف برشلونة الشهر الماضي فقط بعد فترة إصابة طويلة.

ويقود الفريق في هذه البطولة المدرب الألماني أوتوفيستر الذي سبق له قيادة المنتخب التوجولي في كأس العالم 2006 بألمانيا، وتولى أوتوفيستر قيادة المنتخب الكاميروني قبل ثلاثة شهور فقط، وسيعتمد بشكل كبير في البطولة الإفريقية على قدرات مهاجمه الفذ إيتو وخبرة حارس مرماه كارلوس إدريس كاميني حارس مرمى إسبانيول الأسباني، وأحد أفضل حراس المرمى في إفريقيا في الآونة الأخيرة.

تضم المجموعة الرابعة منتخبات تونس والسنغال وأنغولا وجنوب إفريقيا التي تستضيف كأس العالم 2010، ويعتقد الحاج ضيوف مهاجم وقائد المنتخب السنغالي أن فريقه الذي يضم بين صفوفه أيضا بوبا ديوب لاعب بورتسموث الإنجليزي وديومانسي كمارا لاعب فولهام الإنجليزي ومامادو نيانج مهاجم مارسيليا الفرنسي يمكنه الفوز باللقب والتفوق على أفضل إنجازاته السابقة في البطولة، وهي الفوز بالمركز الثاني في بطولة 2002 بمالي.

وقال ضيوف نجم هجوم بولتون الإنجليزي "لدي رغبة أكيدة لتحقيق الفوز، وبالنسبة لي ستكون كأس الأمم الإفريقية بنفس أهمية كأس العالم".

أما منتخب جنوب إفريقيا "بافانا بافانا" فسيستغل البطولة ضمن استعداداته الجادة لبطولة كأس العالم 2010 التي تستضيفها بلاده، كما يسعى الفريق إلى محو الذكريات السيئة له في بطولة 2006 بمصر، والتي خرج فيها الفريق من الدور الأول صفر اليدين، دون تحقيق أي فوز أو تسجيل أي هدف.

ويقود الفريق حاليا المدرب البرازيلي الشهير كارلوس ألبرتو باريرا المدير الفني السابق للمنتخب البرازيلي الفائز بلقب كأس العالم 1994، ولكنه سيفتقد جهود لاعبه بينيديكت مكارثي أفضل هدافي منتخب جنوب إفريقيا عبر التاريخ.

ويسعى إكسلنت والازا وتيكو موديسي نجما فريق أورلاندو بايريتس الجنوب إفريقي إلى التأكيد من خلال هذه البطولة على قدرتهما على التألق دوليا.

ولا شك أن فرصة منتخب تونس -حامل لقب البطولة قبل الماضية- كبيرة في التأهل إلى دور الثمانية مع السنغال، وقد تحقق جنوب إفريقيا المفاجأة وتخطف إحدى بطاقتي التأهل، فيما ستكون فرصة أنغولا ضعيفة في الوصول للدور الثاني، إلا أن فلافيو أمادو نجم الأهلي المصري قد يكون له كلمة أخرى ويحقق المفاجأة مع منتخب بلاده الذي شارك في النسخة الماضية في مصر وخرج من الدور الأول.