مصنع ألماني يعتمد على الطاقة المتجددة لإنتاج الكهرباء

لا تعتبر الطاقة المتجددة كلمة غريبة في المانيا، إذ إن نسبة الإعتماد عليها في الحاجات المنزلية أو إضاءة الشوارع أو في بعض الورش الصغيرة أصبحت من الامور المعتادة، وتحاول شركات انتاج الطاقة المتجددة حاليًا إغراء المستهلكين بتقديم عروض لهم من اجل التحول الى الطاقة المتجددة خاصة المنتجة من الرياح لاستغناء عن الكهرباء التقليدية وحماية البيئة .

وحسب تقارير معاهد حماية البيئة فان نسبة الطاقات المتجددة تصل الى حوالى 3،4% من مجموعة احتياجات الطاقة الاولية فيها و5% من انتاج الطاقة الكهربائية. ويتم انتاج نصفها تقريبًا عن طريق محطات الطاقة المائية، أما النصف الثاني فينتج عن طريق احراق الخشب والقمامة والطين، إضافة الى الغاز المستخرج من مقالب القمامة والمخلفات جنبا الى جنب مع طاقة الرياح والمجمعات الشمسية والخلايا الضوئية والطاقة الحرارية .

ويجدر بالذكر ان مؤسسات الطاقة الالمانية تلتزم بهذا الميدان الهام تماما كما هو الحال لدى نسبة لا بأس بها من الافراد والعائلات.

وعن طريق السدود المائية الكبيرة يتم انتاج الطاقة الكهربائية اللازمة لشبكة الكهرباء العالية التوتر، بينما تغطي المساكن احتياجاتها من الطاقة عن طريق المجمعات الشمسية وغيرها من مصادر الطبيعة. وعندما تنتج المؤسسات والمنازل الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة بكميات تزيد عن حاجاتها سواء أكان ذلك بوساطة طواحين الرياح او العجلات المائية او الاشعة الشمسية، فان مؤسسات توزيع الكهرباء ملزمة قانونيًا بشراء هذا الطاقة الزائدة.

وتشير التقديرات الى انه بالامكان وعلى المدى البعيد اعداد نصف كميات الكهرباء المتوفرة في شبكات الطاقة الالمانية عن طريق الطاقات المتجددة، اي الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة المائية والطاقة العضوية.

وتبذل ألمانيا جهودًا كبيرة في سياق حفاظها على البيئة لتحقيق خطوات متقدمة في هذا المضمار، وتمكنت بسبب التزمها قبل عشرة اعوام بتخفيض معدل غازات ثاني اكسيد الكربون حتى عام 2005 بنسبة 15% وتريد مواصلة التخفيض. في المقابل التزم القطاع الصناعي بخفض الانبعاثات الحرارية بدوره لتصل الى 30% في السنوات العشر القادمة.

ومن اجل التسريع من تخفيص هذا الغازات سوف يتم تحسين استخدام الطاقة الى جانب انتاج الكهرباء عن طريق مصادر الطاقة البديلة، فعلى سواحل مقاطعة شلزفيغ هولشتيان الشمالية حيث تكثر الرياح توجد الالاف من الطواحين الهوائية التي طورت في الاوانة الاخيرة بشكل ملحوظ. ويصل طول ذراع الواحدة حوالي 33 متر، وعمدت وزارة البحث العلمي في الماضي الى تشجيع هذه المنشآت ودعمها ماليا، اما الان فإن الكهرباء المنتجة اصبحت اقتصادية ومريحة فمؤسسات الكهرباء تشتري هذه الطاقة المنتجة من الرياح وتزود بها شبكتها الكهربائية. وبعضها يقوم حاليًا بتشغيل هذه المنشأة.

وفي ولاية وستفاليا شمال الراين يعتمد اكثر من 100 الف مسكن على الكهرباء المنتجة بهذا الطريقة حيث بلغت طاقة منشآت الرياح حوالي 108 ميجاوات.

ومحاولة منه لتشجيع الاعتماد على الطاقة المتجددة اقام مصنع مرسيدس بنز فوق سقف احد مصانع محركاته في شتوتغارت منذ سنوات منشاة للطاقة الكهربائية المستخرجة من
الشمس. وتنتج هذه المنشاة المقامة على مساحة تصل الى خمسة الاف متر مربع 435 كيلووات من الطاقة الكهربائية اي 1% من احتياج المصنع او ما يعادل احتياجات حوالى 130 وحدة سكنية من الكهرباء.