تسجيل حالات انسحاب لمستثمرين زراعيين في الشرقية بسبب الإغراق وهروب العمالة

وظهرت بوادر الغش التجاري في سوق المواد الزراعية بالمنطقة الشرقية مع بداية الموسم الزراعي لهذا العام، حيث شهدت المواد الزراعية ارتفاعات تجاوزت 60بالمائة من أسعارها السابقة معتبرا بعض المستثمرين أن هذه الفرصة المناسبة لتحقيق الأرباح .

ومع ذلك أزمة تلو أزمة يعاني منها القطاع الزراعي في المنطقة الشرقية بدءا من ارتفاع أسعار المواد الزراعية وشيوع ظاهرة الغش التجاري في سوقها انتهاء بضعف التنظيم لمزادات البيع في سوق الدمام المركزي مرورا بظاهرة هروب العمالة ومع ذلك لم يجد المستثمرون الزراعيون تحقيق مطالبهم من قبل الجهات المختصة .





وأوضح متعاملون في السوق الزراعي أن أسعار البذور المخصصة لزراعة الخضروات قد ارتفعت في الأسواق المحلية منذ بداية الموسم الزراعي بصورة غير طبيعية في حين كانت تباع بسعر لا يتعدى في الغالب حدود 250ريالا وذلك بعد أن تم تسويقها بصورة مجزأة على علب اصغر وتحسب بالبذرة الواحدة

وأوضحوا أن ارتفاع أسعار البذور هو جزء من مسلسل أزمات يشهدها القطاع الزراعي في مقدمتها الارتفاع الحاد في الأسعار الذي شمل كافة المواد الأولية اللازمة منها كيس اليوريا الذي يستخدم كسماد ويتم أنتاجه محليا من خلال إحدى شركات سابك فقد بلغ سعر الكيس اكثر من 70ريالا بينما كان سعره في وقت سابق اقل من 40ريالا مشيرين إلى أن ارتفاعه جاء بنسبة تتجاوز 40بالمائة .

بينما جاءت الزيادات في أسعار المواد الأخرى مثل الأسمدة المركبة فسعر الكيس 25كغم بلغ 90ريالا وقد كان سعره سابقا 60ريالا وسعر الفلين و رولة البلاستيك المخصصة للبيوت المحمية من 280ريالا إلى 580ريالا وسعر الخيوط من 12ريالا إلى 21ريالا، وطالت الارتفاعات جميع المواد الزراعية بنسب تتفاوت مابين 40بالمائة إلى 60بالمائة في بعضها .

وحول ذلك قال المستثمر محمد الشهراني ان السوق الزراعي يعاني من حالات من الغش التجاري فقد تم تصغير علب البذور ورفع سعرها ويتم ابتزاز المزارعين بصورة غير مقبولة وتفرض علينا أسعار خيالية عن سابقها وكل عينة تدخل في زراعة الفواكه والخضروات وغيرها ملزمون بشرائها ونتحمل نحن عدم جودتها والحال نفسه بالنسبة للمبيدات يتم شراء مبيدات ليس معروف صلاحيتها من ضررها على المزرعة .

وقال الشهراني ان الإرشاد الزراعي بنوعية البذور والمبيدات شبه مفقود لدينا ولم يصلنا احد من وزارة الزراعة وحتى المؤسسات التي تسوق البذور والمبيدات لا تولي أهمية لغير قبض الثمن الذي تحدده هي.

ويعاني المستثمرون من عدم مصداقية مسوقي البذور ومسوقي المبيدات لأنهم يعملون بدون رقابة وحاليا يسوقون مواد قليلة الجودة "من البذور، المبيدات، مواد التغليف" موضحا أن هناك مبيدا حرق محصول سنة آخر تم تسويقه في السوق المحلية اكتشف انه غير صالح للاستخدام بعدما جاء التعميم من مصدره والآثار الضارة عن ذلك يتحملها المزارع

وأوضح الشهراني أن ظاهرة هروب العمالة تعد من اكبر مشاكل القطاع الزراعي فالعامل لا يبقى مع كفيلة الا بضعة أيام ويهرب ويجد من يستقبله بصورة غير شرعية سواء في المنطقة الشرقية أو خارجها والخلل في ذلك جاء نتيجة إلغاء ورقة التنقل بين المناطق فبات العامل يتنقل بحرية دون رقابة وبعض المؤسسات تقوم بتشغيل العمال دون السؤال عن الكفيل ، مطالبا في الوقت نفسه الجهات المعنية بالتدخل وإعادة النظر، إذ هناك بحث جاد عن حقوق العامل وتجاهل كبير لحقوق الكفيل .

وبسبب المنافسة الحادة من قبل المنتجات الأجنبية ومشكلة التسويق واحتكار بعض المؤسسات الزراعية بعض المبيدات ورداءة المنتج مثل صناديق الفلين التي لا يستمر استخدامها سوى بضعة أشهر بالرغم أنها كانت تستخدم لفترة موسمين مما تسبب في خروج المستثمرين من المزارع بالمنطقة الشرقية وذلك بسبب انعدام الرقابة من الجهات المتخصصة .