مباريات دون تعليق !

فياض الشمري

مثلما المتابع الرياضي يطالب الصحفي (عبر الإعلام) المقروء بالإبداع من خلال نقل الحقيقة والوصف الدقيق للكثير من الأحداث والمناسبات الرياضية والبعد عن (الابتذال) والاندفاع خلف العاطفة والميول فإنه أيضاً يطالب عندما يجلس خلف الشاشة الفضية لمتابعة مباريات كرة القدم أن يكون المعلق مبدعاً في وصفه وتعامله مع كلا الفريقين بدلاً من الخروج عن أجواء اللقاء والاهتمام بأمور لا يريدها المشاهد ولا تضيف له شيئاً وإذا ما جئنا للواقع فإن المتابع لمبارياتنا والمباريات الأخرى لكرة القدم عبر التلفزيون السعودي يصاب ب (الملل) وهو يسمع ذلك المعلق (يزعج) سامعه بالصراخ والعويل والانفعال والتفاعل مع أشياء أقل من عادية وأحياناً تجد اللاعب يسدد الكرة من منتصف ملعبه بصورة عشوائية فتجد المعلق (يصرخ) وكأنها دخلت المرمى أيضا نجد آخر وقد حشر نفسه في (أمور فنية) وتحكيمية لا يجيد الحديث عنها اللهم إنه يريد أن (يبرز) صراخه بمعلومات يعرفها أصغر مشجع وكم يستمتع المتابع الرياضي وهو يجلس خلف تعليق الكثير من القنوات وعلى سبيل المثال عبدالله الحربي وعيسى الحربين وسعيد الزهراني والبعض من الأسماء التي تدرك أنها تحترم عقلية المشاهد وفي نفس الوقت تسعى لتطوير قدراتها والاستزادة بالمعلومات التي يريدها المشجع، أما في قناتنا الرياضية فهناك القليل جداً في الوقت الذي (يمارس) الكثير أسلوب (الازعاج) خلف الشاشة والاستعراض من خلال (أصواتهم) دون مراعاة لمشاعر المتلقي وحرصاً على مسامعه وإذا ما اضطر المتابع للاستماع لهم فإن أكثر المستفيدين هما أطباء (الأذن والأنف والحنجرة) لأن أصواتهم مزعجة وكلامهم كثير ومن هنا فإننا نناشد قناتنا الرياضية التي يديرها باقتدار الزميل والإعلامي المتمرس عادل عصام الدين بأن تبحث لنا عن المعلق الذي (يحفزنا) لمتابعة المباريات ولا ينفرنا من الجلوس خلف الشاشة والاكتفاء بالصورة فقط وهذا لن يتحقق إلا أن يتبنى (أبو لمى) رعاية المعلقين (الشباب) الذين ينتظر لهم البروز والتألق وامتاع المشاهد من خلال الحضور القوي في ميدان التعليق على مباريات كرة القدم ثم ألا يكفي (هروب) الكثير من الأسماء إلى الفضاء بعدما وجدوا أن الأجواء غير مناسبة للاستمرار في تلفزيوننا العزيز ولا شك أن ذلك مرتبط بتشكيل لجنة (متكاملة) للمعلقين وتكون تحت إشراف القناة الرياضية ويكون لها ميزانية وبرامج (تطويرية) تصل بالمعلق الموهوب إلى تطلعات من يعشق التعليق على مباريات كرة القدم، أما الاعتماد على أسماء معينة وبقاء اللجنة تايهة بين رعاية الشباب والتلفزيون فمعناه وصول التعليق لدينا إلى مستوى قد يرفضه الجميع ولا تجد من يستمع إليه إلا في أسوأ الظروف.

إذا أردت أن تعرف لماذا تفشل البطولات الخليجية خاصة على صعيد التنظيم فانظر إلى بعض أعضاء اللجان (المنظمة) وبماذا يفكرون وما هو تاريخهم الرياضي وكيف وصلوا إلى العضوية؟.