"زين" و"الإنماء" ومصير الأسهم الخاسرة

راشد محمد الفوزان

أعلنت هيئة سوق المال عن طرح اكتتابين جديدين هما الأكبر في تاريخ السوق خلال فترة ثلاثة أشهر القادمة، وهو ما طالبت به مراراً وتكراراً لأنها ستعطي مزيدا من العمق في السوق وفرص استثمارية جديدة، وأيضا تتيح الفرصة لصغار المتعاملين بالسوق أن يحققوا أفضل الفرص والعوائد متى كان الصبر والهدوء هو سلاحهم، الاستثمار بهذا النوع من الشركات هو الأكثر جدوى وثبت مع الزمن والوقت والقراءة والتحليل، وهذا ما نشجع عليه أي الاستثمار في الشركات الاستثمارية ذات الأسعار العادلة والتأسيسية أو أقل من قيمتها العادلة كما حدث في البنوك والقطاع البتر وكيماوي، فهل هناك خاسر لمن دخل قطاع البتروكيماويات قبل شهر ناهيك عن أربعة أشهر؟ بالطبع لم يكن هناك خاسر، ولكن ماذا عن أسهم المضاربة في الشركات الخاسرة أو التي لا تملك من حطام الدنيا شئ كشركات في القطاع الصناعي والخدمات والزراعة أو شركات التأمين المتضخمة سعريا وغير مستحقة عدى شركة واحدة . من الحصافة والروية أن يعيد كل متداول مدى تمسكه بشركات خاسرة في وقت يطرح بها شركات استثمارية واعدة وجيدة كرابغ للتكرير أو زين أو بنك الإنماء، سواء كاكتتاب أو حين تطرح بالسوق بأسعار مناسبة، هذه الشركات تقيم بعشر ريالات، وشركات مضاربة لا تستحق خمسة ريالات مقيمة الآن بسعر 30و 50و 80ريال بدون أي مبرر، حتى أن مضاربيها من سلوك هذه الشركات حتى الآن لا يستطيعون الحراك ومتمسكين بأسهمهم أو كل الأسهم، فهم لا يجدون الجمهور لتكبيدهم مزيد من الخسائر، فلماذا يمنحهم المتداول هذه الفرصة، وحتى لو استمر نمط المضاربة، السوق سيصحح نفسه سيعيد كل شئ إلى نصابه، كما هي النظرية الاقتصادية لدى أدم سميث . لكن تظل العاطفة كبيرة وجياشة ودافعة لسلوك الكثير مع التضليل الذي يمارس من قبل المضاربين ومن يتبعهم .

القرار والحل بيد المتداول، أن يعيد استراتيجيته ويقوم بعمليات جراحية لخسائره من خلال التوجه لشركات رابحة، وهذا لا يلغي المضاربة حتى في شركات خاسرة ،لكن حين يغيب الجمهور فلمن سيكون اللعب والعزف، وهذا ما يعاني منه المضاربين في شركات الخاسرة والمبالغ بها سعريا لا يجدون الجمهور الذي أصبح كثير منهم أكثر حصافة وقراءة بالتوجه لشركات الربح والنمو أيا كان حجمها . ستأتي المضاربات بالشركات الخاسرة وغيرها، ولكن يجب أن تكون بمناطق مقبولة مضاربيا و سعريا لا أسعار مضاعفة عشر مرات، ويتكبد المتداولون الخسائر الجسيمة ويصرون على تكرار سيناريو كأن المتداول لا يتعلم، وقد لا يتعلم، ولكن هيئة سوق المال بهذه الاكتتابات تزيد من بعثرة السيولة وقوة المضاربين، وهذه إحدى ميزات طرح مزيد من الشركات للسوق، وهو ما يحتاجه السوق مزيدا من الاكتتابات وأن اعترض الكثير، ولكن لن يصح إلا الصحيح في النهاية مهما فعل وعمل المضاربون الانتهازيون .