تطبيقية مغاسل أم (مناتن) الملابس؟

من طرف dreamnagd السبت يناير 12, 2008 6:34 pm

محمد عبدالعزيز العمار

سبق لي مقال في هذا العمود تحدثت فيه عن وصيف مغاسل الملابس ورفيقة دربها محلات الحلاقة ذكرت فيه مدى ما نعيشه كمجتمعات عربية من مجاملة للحلاقين على حساب صحتنا، هنا الوضع مختلف كوننا لا نرى كيف تعامل ملابسنا وتجرى لها عمليات الغسيل والتجميع.

لأننا غير مسموح لنا بدخول دهاليز وكهوف مغاسل الملابس حيث أنواع اللامبالاة والاستهتار مع قبل مشغلي هذه المغاسل بصحتنا ونظافة ملابسنا. أؤكد لكم يا كرام أن الكثير من المغاسل تعيش أوضاعا مأساوية وذلك إذا علمنا أن ملابسنا تغسل داخل أحواش ومزارع واستراحات ومنازل مهجورة لا تصلها عين الرقيب، هذا نقلا عن ثقات يعملون في البلديات، حيث يصف احدهم انه عثر على مغسلة ملابس داخل احد أحواش حي المصانع حيث تعج هذه المسماة بالمغسلة ( المنتنة) بأنواع الأوساخ والقاذورات والحشرات والقوارض والميكروبات من فيروسات وبكتريا، هذا عوضاً عن مياه الغسيل المستعملة حيث تجلب من بئر ارتوازي مجرثم بأنواع (ميكروبات مياه المجاري)...

بل إن مسلسل انتشار المغاسل في البيوت المهجورة أصبح من الأمور المعتادة خصوصاً في الأحياء الشعبية وداخل البيوت الطينية حيث لا تصل سيارات البلدية وحيث يتفق سكان الشارع على التستر على مشغل المغسلة كونهم من ذات الجنسية.

إن اللامبالاة الصادرة من أصحاب هذه المحلات وكفلاء هؤلاء العمال يجعلنا في حيرة من أمرنا في مصدر انعدام المسؤولية نحو المجتمع والصحة العامة. قابلت احد أصحاب مغاسل الملابس وقد كان له موقف مع إحدى البلديات كان يشكو فيه من فرض غرامة تشغيل العاملين لديه بدون شهادات صحية على الرغم من كونه اشترى المغسلة منذ خمس سنوات لم يكن يعلم أن حصول جميع العاملين في المغسلة على شهادات صحية تثبت خلوهم من الأمراض المعدية أمر إجباري. هذا نموذج واحد من آلاف النماذج التي تدعو إلى الاستغراب في ثقافة التاجر لدينا.

لا أريد ان استعدي أصحاب المغاسل علي ولكني ادعوكم إلى أن تتخيلوا قيام الغسال بخلط ملابسكم مع ملابس الآخرين حيث تتفاوت درجات الاتساخ من السيئ إلى الأسوأ بدون الدخول في التفاصيل.

بل تخيلوا مستوى نظافة مياه الغسيل المستعملة في غسالة الملابس حيث يتكرر إدخال الملابس إلى الغسالة عشرات المرات حتى آخر ذرة ممكنة من مسحوق التنظيف وحتى تصبح مياه الغسيل أشبه ما تكون بالحبر الأزرق أو قل الأسود.

ويعد ما نشرته جريدة الرياض في تقرير مصور يوم الأحد الماضي دليلا ناصع البياض على سوء أحوال العديد من مغاسل الملابس يستدعي منا التفكير ملياً في أن يفكر المستثمرون في إنشاء مغاسل الملابس ذات الخدمات الذاتية ( اغسل ملابسك بنفسك) والمنتشرة في العديد من البلدان الشرقية والغربية حتى يضمن طالب الخدمة مستوى نظافة عاليا من النظافة لملابسه، خصوصاً بجوار مساكن العزاب من طلاب وموظفين فهم أكثر الناس حاجة لهذه الخدمة حيث يمكن توفير خدمات الغسيل والتنشيف السريع في (10) دقائق. كما أدعو إلى إلزام أصحاب مغاسل الملابس بوضع حاجز زجاجي يفصل أماكن الاستقبال عن أماكن الغسيل حتى تتاح للزبائن معاينة مستوى النظافة داخل المحل ليقيم بنفسه مستوى المغسلة. كما اقترح منع المغاسل ذات المساحات الصغيرة من تقديم خدمات غسيل السجاد والبطانيات لكونهم غالباً يجرون عمليات الغسيل في أماكن غير مصرح بها بعيداً عن عين الرقيب في المنازل والاستراحات والأحواش حيث لا تعرف مصادر المياه. ولا يسمح بتقديم هذه الخدمة إلا في حالة وجود مساحات كافية مناسبة داخل الموقع. مع ضرورة تخصيص عبارة مغاسل أوتوماتيكية للمحلات التي تستعمل هذا النوع من المغاسل في جميع مراحل الغسيل وإزالتها من لوحات المحلات التي تستعمل آلات الغسيل العادية.

كما أننا في حاجة للإشادة والتكريم للمغاسل المثالية والتي تقدم خدماتها بكل كفاءة مع وضع تقييم لهذه المغاسل يصنف مستوياتها على أسس النظافة والفرز والتعقيم.

@ ماجستير علوم بيئة