إيقاف شراء الحديد والنحاس..قرار وجب إصداره!
صفحة 1 من اصل 1
إيقاف شراء الحديد والنحاس..قرار وجب إصداره!
عبدالرحمن بن ناصر الخريف
أرجو أن لا تستغرب عزيزي القارئ عندما تصحو صباحاً وتكتشف أثناء خروجك للعمل بان منزلك أصبح بلا باب! فهذا الأمر سيتكرر نشره بصحفنا خلال الأيام القادمة كحدث طبيعي يقع للعديد منا! فالموضوع ليست به مبالغة لأننا ماذا ننتظر من تلك العمالة الوافدة التي تجوب شوارعنا ليلاً ونهاراً بحثا عن الحديد والألمنيوم، فالتجاهل لسرقاتها للمنازل التي تحت الإنشاء أدى الى تماديها لتتجاوز أملاك المواطنين الى ممتلكات الدولة كثروة ملقاة بالشارع!
هذا ما يحدث هذه الأيام فقد حفرت الشوارع لسرقة عدادات مياه بعض الأحياء (مثل حي السلام قبل أسابيع) وسرقت كيابل لشركة الكهرباء والمخططات الجديدة وبرج الجوال على احد الطرق خارج المدن وسياج حديدي على احد الطرق بطول (500) متر! ولوحات إرشادية بأعمدتها على طرق لم يمض على تركيبها عدة أيام! والعديد من أغطية غرف التفتيش وفتحات تصريف السيول المختومة بأسماء جهات حكومية، وأمام هذه الظاهرة الوليدة نتساءل ما لذي يحدث؟ فصحفنا تخبرنا يوميا بتلك السرقات وما تكشفه الحملات الأمنية منها، إلا أن حجم تلك السرقات ووسائلها أصبح ملفتا للأنظار! فهل من أمن العقوبة أجرم بحق البلد! لأننا نرى بان الأمر قد تجاوز حد إساءة الأدب! كما أن الأمر الغريب في عملية تجميع الحديد والنحاس والألمنيوم هو إنها تتم بعمالة وافدة وبالتأكيد متخلفة، لأنه لاتوجد لدينا تأشيرات باسم عامل تجميع حديد تالف! ومع ذلك تجد تلك الحمولات تجوب شوارعنا يوميا وبها قطع حديد جديدة وكيابل كهربائية معظمها لم يستخدم وبمختلف المقاسات ولا يوجد من يسأل عن تلك الحمولة ومن يحملها؟ بل إن الأغرب من ذلك أن تلك العمالة بعد تقطيع الكيابل الجديدة وأغطية غرف التفتيش وتصريف السيول تشعل النيران لصهرها! والجميع يعلم الغرض من ذلك إلا أن مفتشي البلديات يتجاهلون الأمر الى أن تطور الأمر بحرائق كبيرة تسببت في اضرار جسيمة بمردوم جدة القديم! بل أن تلك العمالة اقتحمت المردوم الجديد المحاط بسور وأسلاك شائكة وسرقت (120) كيلو من الكيابل الأرضية وإتلاف أعمدة الإنارة! فماذا يعني إصرار العمالة على السرقة في ظل الاحتياطات الأمنية؟
إننا نبدع في سن الأنظمة والتشريعات ولكننا في حقيقة الأمر نتجاهل متابعة تطبيقها، فعندما سمح لشركة صناعية بشراء الحديد المستخدم كانت هناك ضوابط بأن يقتصر الشراء على الحديد التالف للاستفادة منه بإعادة التصنيع وأيضا لأغراض بيئية، إلا أن الواقع هو عدم متابعة التقيد بتلك الضوابط، مما أدى الى قيام تلك العمالة بتجميع الحديد المستخدم وبيعه لوسطاء يقومون بتوصيله للشركة، وعندما لم يجدوا ذلك الحديد التالف تمادوا في الاعتداء على أملاك المواطنين لسرقتها وبتجاهل الشكاوي والبلاغات عن تلك السرقات توجهوا لسرقة ممتلكات تعود للدولة او لشركات كبرى تمتلكها الدولة! وعلى الرغم من علم الشركة التي تشتري ذلك الحديد بحجم السرقات التي تتم لسرقة الحديد والشبابيك والكيابل وتسحيب أسلاك الكهرباء من الجدران، وأغطية تصريف السيول التي لاتشترى وتستخدم إلا من الدولة! إلا أنها ترى بأنها ليست معنية بتلك السرقات طالما انها تشتريها من وسطاء حولوا حالتها الى مخلفات وحديد تالف بفعل الصهر والتقطيع وخلط التالف بالجديد، فأصبح شراء الشركة للحديد سبب رئيس لتلك السرقات، ومن هنا اعتقد أن الوضع الحالي يتطلب إيقاف الشركة عن الشراء لحين إعادة تنظيم عملية شراء تلك المخلفات بوضع ضوابط فعالة وليست تنظيرية وبضمان حملات مستمرة من البلديات على الأماكن التي تصهر وتباع فيها تلك المسروقات وبحيث يقتصر الشراء على أصناف تالفة فعلا وان تطبق أقصى العقوبات على من تثبت عليه السرقة للمحافظة على ممتلكات الدولة والمواطن أما إذا أهمل الموضوع - وهو المتوقع - فإننا لا نستبعد ان يتم حفر الشوارع لإخراج مواسير المياه ونزع أعمدة الإنارة لتقطيعها وبيعها! فهل هناك من يراهن على عدم حدوث ذلك؟!
مواضيع مماثلة
» ابن سلمة:يمكن تخفيض أسعار الحديد في حال تفعيل قرار مجلس الوزراء الصادر قبل 10سنوات ومنع التصدير
» المساهمات العقارية وصناديق الاستثمار والتريث في إصداره يهدف
» تحديد خمسة آلاف موقع تحتوي على رواسب الذهب والفضة والزنك والنحاس وعناصر نادرة ومشعة
» المقاولون يردون على انفلات أسعار الحديد بالإحجام عن الشراء
» الأحساء تترقب انعتاقها من اختراق سكة الحديد
» المساهمات العقارية وصناديق الاستثمار والتريث في إصداره يهدف
» تحديد خمسة آلاف موقع تحتوي على رواسب الذهب والفضة والزنك والنحاس وعناصر نادرة ومشعة
» المقاولون يردون على انفلات أسعار الحديد بالإحجام عن الشراء
» الأحساء تترقب انعتاقها من اختراق سكة الحديد
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى