المملكة تنتج مليون طن من الذهب الأحمر "وتستورد الكاتشب
صفحة 1 من اصل 1
المملكة تنتج مليون طن من الذهب الأحمر "وتستورد الكاتشب
دعا خبير في التصنيع الغذائي، المزارعين والشركات الزراعية إلى الدخول في التزامات الإنتاج الزراعي الموجه للصناعات الغذائية التحويلية، موضحاً أن القصور في استغلال تعددية مواسم الحصاد في المملكة كميزة تنافسية لا توجد في دول العالم كافة، وهو ما يعطيها فرصة مواتية للدخول في هذه الصناعات بقوة، لا زال ينتج عنه خسائر تعد بملايين الريالات سنوياً، قال إنها تمثل تالفاً زراعياً نسبته بين 40% إلى 60% من الحصاد الكلي الزراعي بالمملكة، مرجعاً الحجم الكبير لتالف الحصاد الزراعي إلى سوء البنية التسويقية للمنتجات الزراعية، والجهل بجدوى تعاقدات تتجه للصناعة الغذائية التحويلية.
وضرب الدكتور عمر سالم العوبثاني مدير عام مصنع الخليجية لصناعة معجون الطماطم المركز مثالاً على ذلك بقوله: إن الصناعة المحلية لمركّز معجون الطماطم ومشتقاته من صلصة وكاتشب وخلافه، وهو ما تستهلك المملكة منه أكثر من 81ألف طن، تغطي فقط 20% من الطلب الإجمالي المحلي فيما يستورد الباقي من دول تنتج المعجون، وقال إن ذلك يأتي بالرغم من تسارع ارتفاع الطلب العالمي على هذه الصناعة في الآونة الأخيرة من الدول كافة، وبالرغم من الإنتاج الزراعي الغزير للمملكة من زراعة الطماطم والذي يقترب من المليون طن سنوياً وبفائض يصدر للخارج، وقال إن الإنتاج الزراعي المحلي للطماطم مهيأ كذلك للارتفاع لو تم استغلال أكبر لمساحات الأراضي الشاسعة والصالحة لزراعة الطماطم في كل فصول السنة واستغلال الدعم الذي وفرته الدولة للمزارعين.
وقال العوبثاني في حديثه ل (الرياض) إن التحرك الجاد نحو مساعدة المزارعين للدخول في شراكات الاقتصاد الزراعي وما يحمله من جدوى مادية وتنافسية من خلال الاتجاه للصناعات الغذائية التحويلية، فضلاً عن إنقاذه للفاقد الكبير لعدد من المحاصيل الزراعية والذي يضيع خلال موسم الحصاد خلاف اعتباره أمناً غذائياً مطلوباً، يهيئ المملكة لأن تكون الدولة الوحيدة القادرة على منافسة الصين "المنتج الأكبر في السوق خلال الوقت الحالي لمعجون الطماطم المركز، وهو ما يهيئ المملكة في النهاية لاستقطاع جزء جيد من حصة المنتجين لمعجون الطماطم المركز والبالغ حجم استهلاكه عالمياً نحو 3ملايين طن.
وتوقع الدكتور العوبثاني، دخول المملكة مرحلة تصنيع المعجون المركز بجودة عالية جداً خلال ثلاث سنوات قادمة، مؤكداً أن المعجون كان حتى وقت قريب يستورد بالكامل من دول تنتج معجون الطماطم، وقال إن ذلك مرهون بتوجه المزارعين والشركات الزراعية للدخول في تعاقدات مع مصانع تعتمد في صناعتها على الأغذية التصنيعية التحويلية، لافتاً إلى أهمية استغلال تعدد المواسم واستمرارية جمع المحصول في المملكة طوال العام كما في الطماطم، والبالغ إنتاجه ما يقرب من المليون طن سنوياً كميزة قال إنها لا تحظى بها الكثير من دول العالم حتى للدول المنتجة لمركّز الطماطم.
وقال إن المملكة تملك مقومات يتيح لها الإنتاج الزراعي التصنيعي بكفاءة وبقدرة مواتية على المنافسة مع دول عديدة، وقال إن دولاً عديدة لا تملك سوى موسم أو موسمين لزراعة الطماطم بينما في المملكة يوجد بها أربعة مواسم صالحة للزراعة، بسبب المساحات الشاسعة وبسبب مرور أجواء مختلفة وصالحة للزراعة في كل فصول السنة، مبيناً أنه في موسم الشتاء يزرع الطماطم في الخرج ويمتد حتى وادي الدواسر ونجران وذلك من شهر 11وحتى شهر 4من السنة الميلادية، ومن شهر 5حتى شهر 10تبدأ مواسم القصيم وساجر والجوف وتبوك، مشيراً إلى أن المملكة تحظى بتعددية المواسم المناطقية.
ووجه العوبثاني رسالته للمزارعين والشركات الزراعية للدخول بقوة في مجال الإنتاج المضمون تسويقه بالتعاقد مع مصانع التصنيع الغذائي التحويلي، وقال "يكفي أن نتحدث عن المصنوعات الغذائية التي يوفرها الطماطم والذي يسمى في بعض الدول ب "الذهب الأحمر" لأهميته، فضلاً عن الطلب الذي ارتفع عليه بشكل كبير خلال الآونة الأخيرة، وقال إن السلوك الغذائي الآني ونوعية المطاعم التي تقدم الوجبات حول العالم بات يدخل فيها معجون الطماطم كعنصر هام في تحضيرها، مضيفاً أنه خلافاً لتحضير الوجبات والأطعمة بات الكاتشب المطلب الأكيد والملازم لأكثر الوجبات حول العالم.
وكشف العوبثاني عن مشروع قال إنه يهدف إلى مساعدة المزارعين والشركات الزراعية للدخول في تعاقدات طويلة الأمد مع المصانع، قال إنه سيسهم في الاستفادة القصوى من الإنتاج الزراعي بما في ذلك الاستفادة من الفائض والتالف منه، مشيراً إلى أن المشروع يهدف كذلك إلى مساعدة المزارعين لزراعة نوعيات معينة من البذور التصنيعية التي تضمن التسويق على المدى البعيد، وقال إن المشروع يهدف كذلك إلى إنشاء بنية تسويقية عالية الكفاءة للكثير من الخضار والمنتجات الزراعية عبر تعبئتها مجزأة وإتاحة الفرصة للمستهلك ليشترى قدر كميته كما هو النهج العالمي وتحويل التالف إلى أعلاف حيوانية. ويؤكد العوبثاني أن بعضاً من المصانع العاملة في تعبئة مكررات معجون الطماطم أصبحت تخلط براميل من المعجون المركز لمصانع محلية مع عدة براميل لمعجون مستورد من الخارج، وذلك لإنتاج عبوات الصلصة والكاتشب، وقال إن هذا النهج يؤكد قدرة المصانع الوطنية على التصنيع عالي الكفاءة ومنافسة المستورد، غير أنه أوضح أن تأكيد المنافسة تأتي عبر التصنيع الكامل والاكتفاء الذاتي من العديد من المستوردات الصناعية الغذائية.
هذا ويوجد في المملكة 14مصنعاً لصناعة وإنتاج وتعبئة الكاتشب والصلصة ومشتقاته تأتي عبر استيراد معجون الطماطم المركز ليتم بعد ذلك تكريره وتعبئته سواء لاستخدام الصلصة أو الكاتشب.
مواضيع مماثلة
» "رجال ألمع" تتصدر محافظات عسير المنتجة للعسل.. و"الحبيل" أشهر أسواقه جنوب المملكة
» أرباح "البحر الأحمر" ترتفع إلى 117.3مليون ريال
» الدباغ ل "الرياض": احتياطيات منجم مهد الذهب تقترب من مليوني طن
» المملكة تلاقي عمان اليوم في انطلاق "خليجي1" الأولم
» "ساب" يستبعد تأثير زيادة الرواتب على مستويات التضخم في المملكة
» أرباح "البحر الأحمر" ترتفع إلى 117.3مليون ريال
» الدباغ ل "الرياض": احتياطيات منجم مهد الذهب تقترب من مليوني طن
» المملكة تلاقي عمان اليوم في انطلاق "خليجي1" الأولم
» "ساب" يستبعد تأثير زيادة الرواتب على مستويات التضخم في المملكة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى