تنفيذ سكة حديد الشمال- الجنوب سيحدث نهضة في الصناعات التعدين

من طرف dreamnagd الأربعاء يناير 09, 2008 6:37 pm

يتوقع اقتصاديون سعوديون أن تحدث خلال الثلاث سنوات القادمة نهضة تعدينية كبيرة مع الانتهاء من تنفيذ عدد من المشاريع التعدينية العملاقة التي سيغذيها قيام سكة حديد الشمال - الجنوب الذي تم توقيع البدء في تشييدها في ابريل الماضي بتكلفة تصل إلى 7.1مليارات ريال ويستغرق تنفيذها حوالي 42شهرا، وتبلغ مسافتها 1765كم من القريات إلى رأس الزور على ضفاف الخليج العربي، حيث المدينة التعدينية التي تشيدها شركة التعدين العربية السعودية "معادن".

وبحسب معلومات صندوق الاستثمارات العامة التابع لوزارة المالية فان التصميم الأساسي لمشروع سكة حديد الشمال - الجنوب يعتمد على خدمة منطقتي الخامات المعدنية الواقعة في شمال والشمال الشرقي للمملكة. وقد شكل هذان الموقعان نواة لحركة مرور جوهرية لشبكة نقل جديدة تمتد إلى الشمال من مدينة الرياض. كما أن هذا الخط سيدعم النمو الصناعي المرتقب في المملكة شمال مدينة الرياض وخصوصا المناطق ذات الكثافة السكانية في كل من سدير والقصيم وحائل والجوف.

و تشير معلومات مشروع سكة حديد الشمال الجنوب "نسر" انه سوف تتجه حركة مرور نقل الخامات من منطقتي المناجم إلى المجمع الصناعي الذي سيتم إنشاؤه في منطقة رأس الزور على الخليج العربي على بعد 200كلم شمال مدينة الدمام . وهذا الموقع على الخليج العربي سيضم مجمعات لمعالجة خامات الفوسفات والبوكسيت.

وبالإضافة الى حركة نقل الخامات المعدنية فإن مشروع سكة حديد الشمال - الجنوب سيخدم حركة نقل البضائع والركاب من الرياض إلى القريات مرورا بعدد من المدن الأخرى

وتقع ترسبات صخر الفوسفات في حزم الجلاميد شمال شرق المملكة بالقرب من مدينتي طريف وعرعر. وقد أوضحت الدراسات وجود كميات إحتياطية من الفوسفات تقدر بنحو 313مليون طن إضافة إلى وجود ترسبات بوكسايت في الزبيرة يقدر احتياطها من البوكسايت بنحو 250مليون طن. وسوف يتم نقل الخامات من هذين المنجمين بواسطة القطارات الى منطقة رأس الزور على الساحل الشرقي للمملكة، حيث تخضع إلى المعالجة والتكرير في المعامل المذكورة أعلاه.إذ ستقوم شركة معادن بإقامة مجمعات تعدينية صناعية في المنطقة الشرقية بحيث يتم نقل مواد الفوسفات والبوكسايت الخام إلى هذه المعامل لتكريرها ومعالجتها. بالإضافة إلى إقامة منشآت أخرى في المجمع مثل مصانع تكرير خامات الألمنيوم ومعامل صهر الألمنيوم ومحطة عملاقة لتوليد الطاقة الكهربائية وتحلية المياه.

وتبذل وكالة الثروة المعدنية جهود كبيرة من أجل استغلال هذه الخامات التي تعتبر ثروة ترفد الاقتصاد الوطني، ومن تلك الإجراءات تحديث نظام الاستثمار التعديني لجعله متمشياً مع التجارب الحديثة في مجال التعدين ومنافساً للنظم العالمية في نفس المجال ومشجعاً للمستثمرين. وتشير الوكالة إلى أن وزارة البترول والثروة المعدنية قامت بالتعاقد مع أحد بيوت الخبرة الدولية لوضع إستراتيجية شاملة لقطاع التعدين في المملكة لفترة 15سنة قادمة ، وتهدف هذه الإستراتيجية إلى تشجيع القطاع الخاص وجذبه للاستثمار في الكشف عن المعادن المحتملة في المملكة واستغلالها بالطرق المثلى لتحقيق المنفعة العامة للمستثمر والدولة. وتذكر الوكالة في موقعها على الانترنت أن قطاع الاستثمارات التعدينية في المملكة شهد مؤخراً نمواً بارزاً، خلال خطط التنمية الخماسية السابقة والحالية ارتفاعاً كبيراً في عدد الرخص التعدينية من 627رخصة في عام 1995م إلى 1018رخصة بنهاية عام 2005م أي بنسبة زيادة قدرها 62%، وتضاعفت الإيرادات المالية للرسوم المحصلة من حاملي الرخص التعدينية من 7.2ملايين ريال إلى 65.5مليون ريال أي ما يزيد على ثمانية أضعاف. وتضاعفت مساحة مناطق الرخص التعدينية من حوالي 29ألف كيلومتر مربع إلى أكثر من 122ألف كيلومتر مربع. وارتفع إنتاج المملكة من الخامات المعدنية المستخرجة من 120مليون طن/سنة إلى 180مليون طن/سنة. كما ارتفعت أرباح الشركات الحاصلة على رخص تعدينية من 2.1بليون ريال سعودي إلى 2.9بليون ريال سعودي، وزيادة عدد العاملين في قطاع الثروة المعدنية من 28ألف عامل إلى أكثر من 41ألف عامل.

ويتوقع أن تسهم هذه الاستثمارات التعدينية الضخمة في الحد من الهجرة من القرية إلى المدينة والتخفيف من الزحام الذي تعاني منه المدن الرئيسة بالمملكة، كما أن هذه المشاريع ستعمل على قيام تجمعات صناعية وبروز مدن في الصحراء تساهم في التوسع العمراني وفتح آفاقا جديدة من الوظائف والعمل على نقل التقنية.