التعامل بالمقادير والبيع بالحبة

من طرف dreamnagd الأربعاء يناير 09, 2008 6:28 pm

ناصر عبد الله الحميضي

نعرف جميعاً أن السابقين يبيعون بالمقادير وبالحبة، ونعرف أيضا أن بعضهم يبيع بالكمية بل يبيعون بالنخلة كاملة ثمرة في عذوقها رطباً يعرفه البائع والمشتري وكذا البطيخ بالكومة منادياً عبارته المشهورة "ما بعنا بالكوم إلا اليوم" مع أنه يبيع بها كل يوم لكن هي عبارة استجلاب الأنظار ودعاية للشطار. وكانت الأمانة قوية والبائع ناصحاً، والمشتري متسامحاً. واليوم اتسعت دائرة التقدير فلو أخذنا بها ضاع المشتري في حيلة بعض الباعة، كذلك البيع بالحبة والبيع بالمقياس الذي يخترعه البائع لما يريد تسويقه.

لندخل إلى المطاعم فقط، ونجلي أمراً نعايشه فالبيع غالباً بالحبة وما يسمى بالنفر سواء كان من اللحم أو الأرز أو السلطات.

ماذا تعني الحبة؟

إنها تعني حبة الدجاج، وهذه الحبة لن تجدها كما تظن من النوع الكبير بل ستجدها بحجم الحمامة إلا أنه يوجد مقاس بحجم العصفور، والسبب أن مسمى حبة ينطبق على ما يقدم للعميل سواء كبيراً أو صغيراً، كما أنها تختبر تلك الدجاجة في طيران ولا على الميزان من قبل العميل ولو فرضنا أن قيمتها 8ريالات أو سبعة ريالات فإن حسابها سيكون الضعف أي 16ريالاً يضاف لذلك بقية ما يكون وجبة وهو ثمانية ريالات ليكتمل المجموع 24ريالاً وهو ما تبيع به بعض المطاعم لحبة دجاج. وما ذلك إلا لأن مسمى الحبة مكتوب في لوحة التسعيرة عائم في حقيقة الأمر يجهله العميل وهذا أخشى أن يدخل في مذور ومحظور آخر هو التغرير بالعميل ومن زيادة تطمين العميل عند بعض المطاعم وضع شهادة معلقة بأن المطعم يستخدم النوع الفلاني من الدواجن،

وهذا أيضا فيه مشكلة أخرى، إذ إن طبيعة هذه الشهادة متغير فهي لا تعني شيئا لا يمكن تغييره أو له صفة الثبات الدائم بل إن المطعم بإمكانه تغيير أي شيء تحتويه تلك الشهادة كأن يستخدم دواجن أخرى، وبالتالي فالشهادة لا تقدم ولا تؤخر. ثم نأتي إلى مشكلة كبيرة لا دليل عليها ولا أحد يستطيع مراقبتها وهي تاريخ انتهاء الصلاحية للدواجن المبردة أو حتى المجمدة.

فالمطاعم تبحث عن الربح وتتبع المناسب لها داخل إطار النظام وما يسمح به، فمثلاً لو كنت صاحب مطعم ووجدت كمية من الدواجن بقيمة أرخص لأن تاريخ الصلاحية لم يبق فيه إلا يوم واحد فإنني سأشتريه وأقدمه للعميل في اليوم نفسه، وعليه لا أحد يستطيع أن يقول إنني خالفت نظاماً، وهذه لا أعتبرها مخالفة وفي الوقت نفسه لا دليل عليها.لكن يمكن وضع أنظمة توضح الوضع القائم بالفعل ويوضح للعميل ما يجري، فالدواجن تم شراؤها في كراتين أو أكياس محدد عليها تاريخ الصلاحية ومن ذلك يمكن بداية نظام ما وأعتقد أن شبكة من التعامل البيني سينشأ بين أصحاب المطاعم والأسواق بحيث تصل المعلومات بينهم من أجل تسويق كل ما قرب على الانتهاء وهذه لها محاذير أخرى وتعني ضمان التسويق وضمان وجود محطة أخيرة غير حاوية القمامة لكنها شبيهة بها والفرق أنها لا تؤدي إلى الخسارة.

وإذا ما أردنا أن ننتقل مع البيع بالمقادير فإننا سنجد الغالبية تبيع بالمقادر التي لا يعرف لها وزن ولا كيل، فالفوال يبيع بمقياس خصص في الأصل لشرب الماء، من الألمنيوم أو البلاستيك، بحيث يملأ بخمسة ريالات وربما رفع السعر هذه الأيام إلى أكثر، وآخر يبيع بالغرفة التي تساوي ثلاثة ريالات، وكذا صاحب تجزئة الفواكه الذي يقوم برفع كمية فوق وعاء بلاستيكي ليبدو عالياً ويخفي فراغاً أسفله يخلو من أي شيء. وبالتالي فهو مقدار. وكذا مقادير الصناديق التي يقدم فيها الطماطم أو غيره ما هي إلا أحجام متباينة مختلفة لكنه يقال للعميل صندوق، وكذا التمر الذي يقدم للعميل في صندوق خشبي ربما لا يحمل من الجوانب ما يسمى أن له جوانب ولا يحمل من الوزن سوى كيلو من الرطب لكنه في عرف الجميع صندوق وهو في الحقيقة لوح خشبي فرق البائع تمره عليه لينافس بائعاً آخر ويحتار العميل في الربط بين السعر والكمية التي يتم التنافس حولها. حتى بعض الفواكه المستوردة تعرض على هيئة صندوق أو كرتون وما هي إلا قصاصات أو قمامة من الورق يعلوها بعض الحبات من العنب أو التفاح مثلاً أو غيرها.

ونختم بالقول إن هناك مشكلة قائمة اسمها البيع بالحبة في وقت يفقد بعض الباعة الأمانة والحياء.