"الاحتطاب" الجائر جريمة في حق الطبيعة واستنزاف للغ

أكد البروفيسور إبراهيم محمد عارف أستاذ الغابات في جامعة الملك سعود ان "الاحتطاب" الجائر جريمة في حق الطبيعة واستنزاف للغطاء الشجري، مشيراً إلى ان استغلال الاشجار كحطب وقود في موسم الشتاء اخل بالتوازن البيئي. وقال عارف ل"الرياض" لازالت المشاكل التي تواجه أشجار الغابات في المملكة قائمة ومستمرة بشكل متزايد رغم كل الأنظمة والقوانين والتوعية بأهمية الحفاظ على هذه الأشجار النامية طبيعياً. ولفت عارف إلى انّ استغلال الأشجار والشجيرات المحلية كخشب وقود وتدميرها خلال التوسع في مجال التنمية الحضرية خاصة في المناطق الحساسة والغنية مثل المرتفعات الجبلية الغربية ومناطق الروضات والأودية أدى إلى خسارة البيئة الدقيقة للنباتات والحيوانات المصاحبة لها بالإضافة إلى تآكل التربة مما سبب فقدان أنواع وراثية هامة في التنوع الإحيائي، وكذلك أدى إلى تغيرات في الأنظمة البيئية وخاصة بيئة الغابات. وأضاف تلعب الغابات الطبيعية والزراعات الشجريّة دوراً حيوياً في حفظ التوازن البيئي بدأت تتضح أبعاده مؤخّراً، بالإضافة إلى ما تقدمه من منافع عديدة وعوائد اقتصاديّة مهمّة تشكل قسماً كبيراً من الدخل القومي لبلدان كثيرة. وتمثّل غابات المملكة الطبيعيّة نظاماً بيئيّاً فريداً ضمن المنطقة الجافة التي تضم المملكة وتتميّز بمناخ صحراوي جاف بصفة عامّة.وتعتبر غابات الوديان والروضات من البيئات النادرة وذات الأهمية العالية بما تتميز به من كثافة الغطاء الشجري حيث ساهم ذلك مع توفر الأمطار والمناخ الجيد والتربة المناسبة والمحافظ عليها على وجود أعلى معدلات تنوع أحيائي بري بها. واستطرد أستاذ الغابات: إن الاستمرار في استنزاف الغطاء الشجري في هذه المناطق خلال موسم الشتاء وبهذه الكثافة التي لا يمكن أن يصدقها إنسان. حيث نلاحظ عدد الشاحنات والمركبات الصغيرة على طول الطرق السريعة وهي محملة بالحطب وبكميات كبيرة في الأسواق المحلية في المدن. وطالب عارف بتطبيق القانون وخاصة ما يخص العبث بالموارد الطبيعية المتجددة بشكل حازم، وقال "لن يتم ذلك إذا لم يكن هناك تجاوب كبير بين المواطن والمسؤول. وعليه يجب صياغة أسلوب علمي لإجراء التوعية البيئية اللازمة لقيام المواطن بمساعدة الجهات المختصة في مكافحة الاحتطاب الجائر.