الحصين: قريباً تأسيس الشركة الوطنية للمياه برأس مال 20مليار

قال معالي وزير المياه والكهرباء المهندس عبدالله بن عبد الرحمن الحصين انه من المتوقع خلال العام الحالي 2008م أن تصدر موافقة مجلس الوزارة بإنشاء الشركة الوطنية للمياه برأس مال يقدر ب 20مليار ريال مشيرا إلى ان الشركة سوف تبدأ أولى مشاريع التخصيص بمدينة الرياض كمرحلة ومدينة جدة كمرحلة ثانية ثم تليها المدينة المنورة ثم الدمام ثم بقية مدن المملكة، موضحا ان الشركة التي سيتم تأسيسها بالتعاون مع إحدى الشركات العالمية الرائدة في هذا المجال ستتولى توزيع المياه والصرف الصحي الإشراف الكلي على هذه المدن، نافيا في الوقت نفسه ما تردد مؤخرا عن تأجيل قرار خصخصة المؤسسة العامة لتحليه المياه المالحة إلى عام 2011م.

وأكد الحصين خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد أمس بعد تدشينه ندوة الخبرات المكتسبة الخامسة والمعرض الفني المصاحب الذي تنظمه المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة أمس السبت في فندق الهوليدي إن بالخبر بحضور معالي محافظ المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة الأستاذ فهيد بن فهد الشريف وعدد من كبار مسئولي الدولة والمؤسسة والضيوف من خارج المملكة وبمشاركة أكثر من 33خبيرا محليا وعالميا في قطاع المياه والكهرباء بأن الشركة السعودية للكهرباء تجاوزت أزمتها المالية مشيراً الى ان حجم المشاريع التي تقوم بها حاليا كبيرة، مضيفاً ان الشركة لم تواجه أي مصاعب في صيف العام الهجري الحالي سوى مع شركة واحدة وتم الإتفاق معها.

وعن أزمة المياه في مدينة جدة أجاب معاليه بأن الوزارة اتخذت العديد من الحلول المؤقتة لحل أزمة المياه بمدينة جده وذلك بإنشاء بارجة طاقتها 50ألف متر مكعب وستبدأ خلال ثلاثة أشهر من الآن وستساعد على حل الأزمة حتى يتم الانتهاء من محطة الشعيبه في مرحلتها الثالثة والتي ستغذي مكة وجده والطائف والباحة وسيكون إنتاجها ما يزيد عن مليون متر مكعب، مبيننا أن مدة إيجار البارجة عامين ونصف حتى يتم الانتهاء من مشروع الشعيبة وفي حال الانتهاء من المشروع سيتم الاستفادة من البارجة في تغطية احتياج منطقة الشقيق.

أوضح أنه خلال العامين المقبلين سيتم تغطية المنطقة الشرقية بالمياه المحلاة وذلك بعد الانتهاء من مشروع شركة مرافق بمدينة الجبيل بطاقة إنتاجية تبلغ 800ألف متر مكعب من المياه المحلاة و 2500ميجا واط من الطاقة الكهربائية وسيتم تغذية مدينة الجبيل الصناعية بحوالي 300ألف متر مكعب على أن يتم تحويل الكمية المتبقية والمقدرة بحوالي 500ألف متر مكعب إلى المؤسسة العامة لتحليه المياه لمدينة الخبر لتغطية المنطقة الشرقية، مشيرا إلى انه ستضاعف كمية المياه الموزعه إلى أكثر من مره وستبلغ الكمية الإجمالية بين المحطة الجديدة وبين محطتي الخبر الثانية والثالثة قرابة المليون متر مكعب إضافة إلى مياه الخلط الجوفية والتي من المتوقع أن توفر المياه للمستفيدين من ناحية الكم والكيف إلى عام 1440ه .

وقال الحصين أن المملكة لا زالت هي الأولى في كمية الاستهلاك على مستوى دول الخليج ومع الجهود المبذولة من قبل الوزارة للحد من الإهدار في المياه الموزعة للمنازل والتي تقدر بحوالي المليون متر مكعب يومياً قبل وصولها للمستهلك بسبب التسربات في داخل الشبكة إضافة إلى التسربات داخل المنازل.

وعن مشروع الربط الكهربائي والمائي بين دول مجلس الخليج قال الحصين أن مشروع الربط المائي لا يزال قيد الدراسة ولم يتخذ به أي قرار حتى الآن، موضحا ان مشروع الربط الكهربائي فالعمل عليه على قدم وساق وسوف تستكمل المرحلة الأولى العام الحالي لربط المملكة العربية السعودية والكويت وقطر والبحرين، والمرحلة ربط دولة الأمارات وعمان ويستكمل المشروع بشكل نهائي عام

2009.وقال الحصين في كلمته اثناء افتتاح الندوة ان تجربة الأعمار وإعادة تأهيل المحطات من التجارب الناجحة للمؤسسة التي انبثقت عن توصيات هذه الندوة في أعوام سابقة حيث أدت الى خفض كبير في التكاليف. ونوه الى ان المملكة تصنف ضمن الدول العشر الأكثر شحاً في المياه في العالم،لذلك اتجهت ومنذ أكثر من ثلاثين سنة الى البحث عن الماء من المصادر البديلة،فكان أهم هذه المصادر على الإطلاق هو تحليه المياه ولا سيما مياه البحر إذ أثبتت تجربة المملكة لأكثر من ثلاثة عقود في هذا المجال الجدوى الاقتصادية لهذه الطريقة في توفير المياه،فأصبح إنتاجها من مياه البحر المحلاة يتجاوز حاليا ثلاثة ملايين متر مكعب في اليوم،وسيتضاعف هذا الرقم في غضون ثلاثة أعوام مما جعلها في صدارة البلدان المنتجة للمياه المحلاة

واضاف الحصين لقد قامت وزارة المياه والكهرباء باجراء دراسات ميداينة على مستويات الاستهلاك الحالية للمياه،وخلصت الى ان معدلات الاستهلاك للمواطن السعودي من أعلى المعدلات على مستوى العالم،حيث تبلغ أكثر من 250لتر لكل مواطن في اليوم مشيرا إلى انه لابد من خفض المستويات الحاليه للاستهلاك لاتخاذ كافة الاجراءات اللازمة لتحقيق هذا الهدف الهام في المقام الاول في صالح المواطن لزيادة الوفر في المياه فاطلقت الوزارة الحمله الوطنية لترشيد استهلاك المياه وقامة الجهات المسئوله عن هذه الحمله لتوفير 23مليون حقيبة لترشيد الاستهلاك وزعة في كافة المدن والمناطق وقد ادت هذه السياسة الى خفض ملحوظ في نسب الاستهلاك اليومي فقد انخفضت نسبة الاستهلاك الى قرابة 30بالمائة عن مستواها السابق وبذلك تكون هذه الحملة قد حققت النتائج المتوقعه من تبنيها. وتحدث معالي محافظ المؤسسة العامه لتحلية المياه المالحه الاستاذ فهيد بن فهد الشريف عن عنوان الندوة "على مفترق الطرق" والذي يعكس المرحلة المفصلية التي تعيشها المؤسسة حالياً وما يتبعها من تغييرات ومتغيرات جذرية وذلك مواكبة لما تعيشه المملكة العربية السعودية من إصلاحات وتنميه وتطور وإعادة هيكله في كل القطاعات ترعاها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله.

وقال إن فكرة ندوة الخبرات المكتسبة في بداياتها ركزت على دور محطات التحلية في حل المشكلات الفنية وتبادل الخبرات فيما بينها لمعالجة القضايا المتشابهة عن طريق الالتقاء كل سنتين لطرح الافكار والتجارب والخبرات وتبادل المعلومات فيما يتعلق بالتشغيل والصيانة وكانت لقاءات داخليه بين منسوبي المؤسسة في مختلف القطاعات وكان لمعالي المهندس عبدالله بن عبدالرحمن الحصين اليد الطولى والإسهام الحقيقي في إيجاد هذه الندوة وتحقيقها على ارض الواقع واستمر يدعمها حتى الآن وقد حققت الندوات الأربع السابقة النجاحات المطلوبة.

وقال الشريف ان المؤسسة العامه لتحلية المياه بدأت فعلا بالتحول التدريجي المنظم والمنضبط للعمل بالأسلوب التجاري للشركات تمهيداً لمرحلة التحول النهائي.

واشاد الشريف خلال كلمته امس بالدور البناء لمعهد المؤسسة لأبحاث التحلية في مجال الأبحاث والتطوير ومعالجة المشكلات الفنية مشيرا إلى انه تم توقيع إتفاقية التعاون البحثى مع مركز إعادة إستخدام المياه الياباني للتعاون في مجال أبحاث مرشحات النانو وإستخداماتها في عمليات التحلية الحرارية والتي تعمل بنظام التبخير المتعدد التأثير وسوف يتيح إستخدام هذا النظام على تخفيض ملحوظ في تكلفة إنتاج المياه المحلاة كما قام المعهد أيضا بتوقيع إتفاقية بحثية مع شركة ارامكو السعودية للتعاون البحثي لتطوير صناعة التحلية وتبادل المعلومات الفنية كما جرى توقيع إتفاقية بحثية مع هيئة المرافق السنغافورية لإقامة مشاريع بحثية مشتركة تخدم تقنيات التحلية، كما انه جاري الآن إعداد مذكرة تفاهم مع احدى اهم شركات صناعة الأغشية في العالم بغرض تطوير وتحسين إداء أغشية النانو، إلى جانب القيام حالياً بمباحثات لإبرام إتفاقيات ومذكرات تفاهم مع مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية وجامعة الفيصل وغيرها.

وبدأت الجلسات العلمية للندوة والتي اشتملت على محاور عدة في مجال تحلية المياه المالحة كخيار استراتيجي لمياه الشرب في المملكة وتجارب دول مجلس التعاون في مجال تخصيص قطاع المياه والكهرباء إضافة إلى بعض الموضوعات الفنية التي تخص قطاع المياه والكهرباء وتجارب وخبرات الخبراء والمسئولين، هذا وقد حاضر في فعاليات اليوم الأول مختصين من دول مجلس التعاون الخليجي

واستعرض الخبراء آخر الخبرات والتقنيات الحديثة في قطاع المياه والكهرباء وصناعة التحلية وبمشاركة جهات دولية متخصصة وعلمية بالوزارة في قطاع المياه والكهرباء، وذلك في خطوة تستهدف تبادل الخبرات المكتسبة في هذا المجال بغرض تطوير هذه الصناعة لأهميتها في ظل المكانة والسمعة الدولية التي تتمتع بها المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة والتي باتت قبلة ومزاراً للوفود العالمية الباحثة عن اكتساب الخبرة ونقل التقنية وطرق مواجهة التحديات والظروف. ويأتي هذا الملتقى تقديرا للحاجة الملحة لتبادل الخبرات ومواجهة المعوقات بطرق منهجية علمية وتقنية حديثة ومتطورة في مجال قطاع المياه والكهرباء ونقل المياه لتسهم في الرقي. وتكمن أهمية الملتقى في تبادل الخبرات التي يتمتع بها المختصين في قطاع المياه والكهرباء ونقل تجربة المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة لذوي الاختصاص في كافة القطاعات الأخرى