الدوري الإنجليزي يتألم من كأس الأمم الإفريقية

إذا كانت شكوى بعض الأندية الإنجليزية لغياب عدد كبير من لاعبيها في فترة كأس الأمم الإفريقية التي تنطلق بعد أقل من ثلاثة أسابيع في غانا، فإن نادي مانشستر يونايتد بالأخص سيكون سعيدا في انتظار سقوط منافسيه على القمة أرسنال وتشيلسي خلال منافسات القارة السمراء.

فأرسنال يتصدر الدوري برصيد 50 نقطة وبفارق نقطتين عن مانشستر وست نقاط عن تشيلسي، بعد انتهاء مباريات الجولة الـ21، فيما أن المباريات التي سيغيب فيها اللاعبون المنضمون لمنتخبات بلادهم الإفريقية ستكون تقريبا خمس مباريات تساوي 15 نقطة قد تتسبب في إحداث تغيير كبير في شكل المنافسة.

ويعاني "المدفعجية" في المقام الأول لغياب ثنائي خط دفاعهم الإيفواري إيمانويل إيبوي، وقائد الفريق كولو توري، وهما من العناصر الأساسية التي يعتمد عليها أرسين فينغر المدير الفني للفريق.

اكتفاء فينغر
أديبايور يستمر وتوري يغيب عن أرسنال

والبديهي أن يأتي تفكير أي من متابعي الدوري الإنجليزي وعشاق الأرسنال بأن فرصة الفريق سانحة للتعاقد مع لاعبين جدد لسد فراغ الغائبين، لكن المفاجأة تكمن في تأكيدات فينغر بأنه "لن يتعاقد أرسنال مع أي لاعب في فترة الانتقالات الشتوية وسنحاول سد فراغ الغائبين".

وإذا كان توري وإيبوي قد شاركا في آخر مبارياتهما مع أرسنال أمام وست هام يونايتد في المرحلة العشرين من المسابقة قبل الانضمام لمعسكر "الأفيال"، فإن فينغر كان يعلم أن ثنائي دفاعه سيرحل وهو ما يعني أنه استعد لتجهيز البديل لكن انضمام لاعب آخر أصاب فينغر بالحزن.

هذا اللاعب هو ألكسندر سونغ صاحب الجنسية الكاميرونية، ويكمن استياء فينغر من انضمامه لمنتخب بلاده في أنه لم يتوقع أن يتم استدعاؤه حتى أنه قال "لم أعلم إلا من يوم واحد أن سونغ سينضم للكاميرون وهو ما يعين غيابه أيضا عن مباريات الفريق".

وإذا كانت المجموعة التاسعة الإفريقية قد تأهل منها منتخب مالي كأول المجموعة، ومنتخب بنين كأحد أفضل الثواني، واحتل منتخب توغو المركز الثالث ليفشل في الوصول لغانا بعدما تألق في 2006، ووصل كأس الأمم بمصر وتأهل كذلك لكأس العالم في العام ذاته بألمانيا، فإن السعادة الأكبر لذلك ارتسمت بكل تأكيد على وجه المدرب الفرنسي الذي يقود الفريق اللندني.

ففينغر تنفس الصعداء لخروج توغو من التصفيات؛ لأنه ضمن بقاء نجم هجومه إيمانويل أديبايور مع الفريق خلال أيام البطولة، خاصة وأنه متألق بشدة هذا الموسم ويحتل المركز الثاني في صدارة هدافي الدوري الإنجليزي برصيد عشرة أهداف.

شراء تشيلسي
غياب دروغبا وإيسيين عن تشيلسي

وعلى عكس ما أكده فينغر بأنه لن يدخل سوق الانتقالات الذي بدأت ببداية الشهر الجاري وتستمر حتى نهايته، فإن الإسرائيلي أفرام غرانت مدرب تشيلسي أكد أنه سيدخل موسم الانتقالات لتدعيم صفوف الفريق.

وتأكد حاجة "الزرق" لمهاجم هداف في السريع العاجل، بعدما تسبب غياب ديديه دروغبا عن مباريات الفريق في الفترة الأخيرة، بسبب الإصابة، في ظهور العقم التهديفي الكبير.

ورغم تألق الأوكراني أندريا شيفتشنكو مع تشيلسي إلا أن وجوده لم يكن كافيا لتعويض غياب دروغبا الذي سيغيب مع مواطنه سالمون كالو عن مباريات الفريق للاشتراك في المعترك الإفريقي بغانا.

ولن يكون الثنائي الإيفواري فقط من سيغيب عن مباريات تشيلسي بسبب كأس الأمم، بل إن النيجيري جون أوبي ميكيل هو الآخر سيغيب، وتبدو المشكلة الكبرى بالنسبة لغرانت تتمثل في غياب نجم خط وسطه مايكل إيسيين، الذي يترك فراغا كبيرا عند غيابه، خاصة وأن فرانك لامبارد يعاني من إصابات من وقت لآخر مما يتسبب في عدم مشاركته بشكل مستمر.

وقال غرانت في تصريحات أبرزها موقع تشيلسي الرسمي "نريد إتمام صفقات جديدة في موسم الانتقالات، لكننا لن نسعى لضم لاعب لكي نستفيد منه لمدة شهرين فقط".

وأضاف المدرب الإسرائيلي الذي قام بتمديد تعاقده مع النادي حتى 2011 أنه سيضم لاعبين ليفيدوا الفريق بشكل مستمر، وليس فقط بشكل مؤقت، وتوقع غرانت أن تربط وسائل الإعلام بين ناديه وبين 2000 لاعب بدعوى أنهم في طريقهم للفريق.

وبدأت التقارير تربط بين رغبة تشيلسي في ضم البلغاري ديميتار برباتوف هداف فريق توتنهام هوتسبر، لتدعيم الخط الأمامي للفريق، وليكون خير مساعد للفيل الإيفواري دروغبا عند العودة من البطولة الإفريقية.

ترقب "الشياطين"
برباتوف قد يلعب مع فرديناند في فريق واحد

بالطبع ستكون فرصة ذهبية لمانشستر يونايتد الذي لا يغيب عنه أي لاعب من التشكيل الأساس للانضمام لمنتخب بلاده في كأس الأمم لكي يتقدم للأمام، وسيطمح الفريق لتحقيق أفضل نتائج ممكنة ثم ينتظر التأثير السلبي لنقص الصفوف على أرسنال، الذي يتقدم عليه بنقطتين ثم على تشيلسي الذي يحتل المركز الثالث.

ولا يبدو هناك أي تشابه بين مانشستر وتشيلسي سوى في تأكيد التقارير الإعلامية رغبة الناديين في التعاقد مع برباتوف هداف "السبرز"، وقد زادت أسهم الهداف البلغاري بشدة في الآونة الأخيرة، بعدما سجل أربعة أهداف "سوبر هاتريك" أمام ريدينغ في الدوري.

وبدت هناك تصريحات متباينة سواء من وكيل أعمال برباتوف الذي أكد أن اللاعب سيرحل عن فريقه الحالي، وينضم لأحد الفرق الكبيرة في حال تلقيه العرض المناسب لإمكاناته، أو من الأسباني خواندي راموس المدير الفني للفريق اللندني الذي قال "تعاقد برباتوف مستمر مع توتنهام وأتعهد ببقاء اللاعب في الفريق".

وتدور لعبة الانتقالات بشكل أصبح محفوظا بين الأندية الإنجليزية، فتصريحات راموس قد يكون هدفها فتح مزاد على لاعبه بين الكبيرين تشيلسي ومانشستر، لتحقيق أكبر استفادة ممكنة من برباتوف لكي يتمكن من التعاقد مع مهاجم بديل ينجح في سد الفراغ الذي سيتركه.

"البومبي" و"البورو"
جدل كبير حول انضمام ميدو لمنتخب مصر

إذا كانت الأندية التي تحتل المراكز الأولى تعاني من غياب لاعبيها الأفارقة بشدة، فما بالكم بفريق يحتل المركز الثامن، وسيغيب عنه أكثر من لاعب سيكون أهمهم الثنائي سولي مونتاري وجون أوتاكا.

ففريق بورتسموث الشهير بلقب "البومبي" سيغيب عنه بشكل مؤكد الثنائي السابق، كما أنه من المرجح أيضا أن ينضم نوانكو كانو لمنتخب "النسور الخضراء"، وهو لقب منتخب نيجيريا، ليفقد هاري ريدناب أوراقا مهمة للغاية في إطار رغبة الفريق لحجز مقعد متقدم للتأهل لكأس الاتحاد الأوروبي في الموسم المقبل.

وفي الوقت ذاته فإن ريدناب سيكون محظوظا لعدم تأهل زيمبابوي إلى كأس الأمم الإفريقية، لأن ذلك سيعني استمرار هدافه الأول بنايمين موارومواري مع الفريق بدلا من الغياب لفترات طويلة، وهو نفس حال لومانا لوا-لوا من الكونغو الديمقراطية التي لم تتأهل أيضا.

أما بالنسبة لميدلسبره، وهو الشهير بلقب "البورو"، فإنه قد يعاني من غياب مهاجمه المصري أحمد حسام "ميدو" إذا تعافى من الإصابة، ففي الوقت الذي لم يضم حسن شحاتة المدير الفني لـ"الفراعنة" ميدو بدعوى عدم اكتمال الشفاء أشارت تقارير إلى أن ميدو سيكون جاهزا للعودة مع موعد انطلاق المسابقة الإفريقية.

وسيتحدد الموقف النهائي خلال أيام، لكن يبقى أنه من المرجح أن يغيب ميدو عن فريقه خلال كأس الأمم سواء للذهاب مع زميله في الفريق محمد شوقي إلى منتخب بلادهم مصر، أو أنه سيبقى في إنجلترا للعلاج ووقتها سيكون من الصعب أن يلعب اللاعب بشكل منتظم في الدوري الإنجليزي، وإلا سيتعرض لوابل من الاتهامات بالهروب من تمثيل بلاده، وقد يتعرض أيضا لعقوبات تصل إلى إيقافه على المستوى الدولي.