ام زوجي شيطان ؟؟

من طرف dreamnagd الخميس يناير 03, 2008 6:22 pm

تقول : لم أكن اعلم انني في يوم من الايام ساكتشف اننا وفي عصر التكنلوجيا المتطورة ما تزال عقول البعض منا تعيش في ذلك الزمن الخرافي ...زمن الف ليلة وليلة ...تجتر الماضي لتبني قصورا فوق الرمال ....نعم احببت ذلك الفتى الانيق المظهر ، اللطيف المعشر، الجذاب في حديثه الساحر والمقنع.

مرت فترة الخطوبة حيث كانت السعادة ترفرف بأجنحتها من حولنا ...وحملتنا أجنحة المحبة والسعادة الى عش الزوجية ، الاستقرار .. الأمان ...الامل بالمستقبل . لم احاول ان اسأل زوجي عن سبب نوم امه في غرفة مستقلة لوحدها.. تلك الام التي كانت نظراتها توحي ولأول وهلة انها "عجنت" الدنيا بصبرها وحنكتها حيث يشع من عينيها ما يشبه النور الذي تنجذب اليه فيخترق كل احاسيسك ويحاصرها وتبقى لبرهة مسلوب الارادة "هكذا !

ولم احاول الدخول الى هذه الغرفة حيث كانت تصدني الرهبة ولكني اقول الصدق انه قد راودتني عدة مرات فكرة استكشاف ما بداخل هذه الغرفة ،لان حماتي كانت تدخل هي وزوجي تلك الغرفة ويغلقان الباب خلفهما ،وأظل انا وزوجها واولادها بانتظار فتح باب الغرفة.

تمر الثواني وكأنها ساعات ...والدقائق وكأنها ايام ....يفتح الباب ويخرج زوجي مكفهر الوجه مسلوب الارادة ويبدأ يصب جام غضبه عليّ ويحقرني امام امه وباقي افراد العائلة ...وتقف امه تطلق ضحكة شيطانية وكأنها تتلذذ بمعاقبتي ...!

- لم افعل شيئا ...فطوال النهار كنت انظف واجلي واطبخ واساعد حماتي في ترتيب البيت ...

- اخرسي ...لا تردي على جوزك يا قليلة التربية...!

انهض واتوجه مسرعة الى غرفتي ،فاصفق الباب من خلفي ويتبعني زوجي ليحطم برواز اول صورة يصادفه ويخرج ونشوة الانتصار يشع بريقها من عينيه ...

اجلس أندب حظي وحيدة ...فلا انيس ولا جليس ولا معين لي على محنتي الا الله ...وتمر الساعات يسرق تفكيري الشعور بالدهشة من هذا التصرف وتطغى عليّ الحيرة من امر زوجي ، فهو شاب متعلم مثقف يعمل موظفا في احد البنوك وذو سمعة طيبة بين زملائه ..يخرج في الصباح الباكر ويودعني بقبلة وعندما يعود يضمني اليه باشتياق نجلس بهدوء حول الطاولة ونتناول طعام الغذاء ..القهوة وننام ...ذلك روتين حياتنا وفي المساء نخرج للتنزه ونعود الى البيت نسهر مع الاهل او بعض الاصدقاء ولكن عندما لا يأتي احد للبيت تقوم القيامة..

لم افطن لدخول زوجي الى الغرفة فقد كانت افكاري شاردة، وبدأ يلاطفني بكلام معسول ويعتذر عما بدر منه وينهض ليلملم ما تبقى من البرواز الذي كسره والزجاج الذي تناثر في ارجاء الغرفة ويقول لي : "انت صابرة ...والله صابرة" ...وينام بين يدي كطفل وديع !

تحولات كثيرة طرأت على علاقتي بزوجي : برودة في اللقاء ..وشرود وشعور بالصدمة ..لاحظت انه يبتعد عني وكأنه يهرب من شيء ما ..تساءلت ؟

هل يحب فتاة اخرى ..؟ وقررت ان اتابعه ليبقى امام عيني لا يغيب عنها لحظة .وفي ليلة مقمرة من ليالي الصيف استيقظت ولم اجد زوجي في فراشه ..نهضت متثاقلة واثر النوم في جفوني ..توجهت الى الحمام لقضاء حاجة ،غسلت وجهي وشربت قليلا من الماء وعدت ابحث عن زوجي ،لأول وهلة حسبته نائما في "البرندة" ولما لم أجده ، نظرت الى غرفة حماتي المضاءة ،تقدمت ببطء واذ بي اسمع اصواتا جمدت الدم في عروقي ، فقد سمعتها وكأنها تكلم الشياطين وتأمرهم باسمائهم وتعزم عليهم وتستنجد بهم ...!!!

استجمعت ما تبقى لدي من شجاعة وفتحت الباب ولشدة دهشتي فقد وجدت زوجي عاريا كما ولدته امه يرقص في الغرفة كالمجنون وحينما رأتني امه رشقت في وجهي ماء كان في وعاء امامها ...تسمرت من هول المفاجأة وهرولت مسرعة عائدة الى غرفتي وتناولت ما خف حمله من ملابس وحاجيات اخرى وهربت الى منزل والدي .

لم يغمض لي جفن في تلك الليلة وكلما كانت تمر صورة ذلك المشهد في ذاكرتي اضرب على وجهي واحاول الصراخ والاستنجاد بأمي ...ولكن لساني كان لا يسعفني وصوتي مخنوق.

ارتجف من هول الصدمة وامي المسكينة ترعاني وتقرأ ما تيسر من آيات القرآن الكريم ...مرت ثلاثة ايام على هذه الحالة لا اكل ولا اشرب ولا انطق ...حضر طبيب العائلة واعطاني عقارا مهدئا ومنوما ..لم اعلم كم قضيت من الوقت وانا على هذا الحال.

انجبت طفلي خلال فترة المرض ولكن اشد ما اتعسني فوق تعاستي ان زوجي لم يحاول الاتصال بي خلال هذه الفترة للإطمئنان عليّ او حتى على ابنه بل علمت ان والدي توجه اليه والى كل افراد اسرته ليشرح حالتي ومعاناتي ..ولكن وبكل قسوة قالوا له :ان ابنتك لا تسمع الكلام ..وانها خرجت بدون اذن زوجها واذا ما رغبت بالعودة فلهم شروطهم التي بدت مذلة لي ولأهلي ...لم أكن لألوم زوجي على مثل هذه التصرفات التي بدرت منه اذ اصبحت مدركة انه عبد لشهوات امه ، سلبته الارادة بطرقها الشيطانية ..

حاولت أمي إستنطاقي ولمرّات عديدة ، ولكن دون فائدة ..لم استطع الكلام ..أخذوني الى الاطباء ..فأكدوا انني سليمة ...جمع ابو زوجي اقاربه واهل البلد وقام بتطليقي ... اخذوا طفلي بحجة انني مجنونة ! ..اخذوا طفلي مني ولم استطع النطق بكلمة واحدة ، وكلما حاولت النطق اشعر ان شيئاً يمسك لساني ويبدأ بخنقي .. مر عام آخر وانا ابكي ابني الذي حرموني من ان اراه او احضنه ..

وفي فجر احد ايام الجمعة الذي لن انساه طوال عمري ..افقت من النوم وشعرت وكأن صخرة ازيلت عن صدري ..ذهبت الى غرفة امي وايقظتها ..وبدأت اروي لها الحكاية دون خوف ..فرحت امي لعودة النطق اليّ ..بقينا نتحدث ..وفي الصباح علمنا ان حريقاً شب في منتصف الليل في غرفة "الشيطان ام زوجي" وفي ساعات الظهيرة تبين انها ماتت ...لم يعلم احد سبب نشوب الحريق في غرفة الشيطانة ..وعاد بعد ذلك ابني الى احضاني..

اكتب قصتي هذه لعلها تكون عبرة لكل شيطانة ..لتعلم ان الله اقوى من الجميع . قصه حقيقيه من واقع الحياة