في صحة جيدة رغم الهزات ولكن حذار من أزمة العقارات الأمريكية
صفحة 1 من اصل 1
في صحة جيدة رغم الهزات ولكن حذار من أزمة العقارات الأمريكية
تحتفل بورصة باريس هذه الأيام بمرور عقدين على إطلاق مؤشرها "كاك 40" في أجواء يخيم عليها ارتياح كبير لما أنجزه المؤشر طوال السنوات العشرين الماضية رغم أعاصير عديدة عصفت به ومخاوف من أن تتحول أزمة العقارات الأمريكية ذات المخاطر العالية إلى تسونامي يعصف به هذا العام والعام المقبل.
فقد أطلق هذا المؤشر بشكل رسمي في الواحد والثلاثين من شهر ديسمبر عام ألف وتسع مائة وسبعة وثمانين بعد الأزمة الحادة التي طالت البورصات العالمية.و أصبح مؤشرا عمليا انطلاقا من الخامس عشر يونيو عام ألف وتسع مائة وثمانية وثمانين. وتم تشكيله من خلال قيم أربعين سهما من أسهم مائة شركة تعكس حيوية الاقتصاد الفرنسي وتعدديته. والواقع أن السنوات الأولى التي تلت إطلاق مؤشر "كاك أربعين" كانت صعبة بالنسبة إليه نظرا لعدة عوامل لديها صلة أساسا بثلاثة أحداث هي انحسار سوق العقارات في اليابان وانحسار الاقتصاد الألماني بعد توحيد الألمانيتين والحرب العراقية الأولى أي تلك التي شنت على العراق بعد اجتياح الكويت من قبل القوات العراقية في صيف عام تسعين من القرن الماضي. أما تأثر بورصة باريس وكثير من البورصات العالمية الأخرى سلبا بأزمة سوق العقارات الياباني آنذاك ،فكان يعزى أساسا إلى أن هذه السوق كانت تعد قبل تسعينات القرن الماضي من أفضل الأسواق العقارية في العالم وأن ازدهارها كان يعد لوحده عنصر اطمئنان بالنسبة إلى المستثمرين أنى يكونوا. وأما انحسار الاقتصاد الألماني لبعض الوقت في تسعينات القرن الماضي فإنه ناجم آنذاك عن النفقات الكبرى التي اضطرت ألمانيا إلى صرفها لإقامة بنى ت اقتصادية حتية جديدة في ما كان يسمى "ألمانيا الشرقية" بعد عملية توحيد الألمانيتين. وصحيح أن الاقتصاد الألماني كان ولا يزال قاطرة الاقتصاديات الأوروبية لمتانته وحيويته وجديته. و من ثم فإن الانتكاسة الظرفية التي شهدها في تسعينات القرن الماضي كان لديها أثرها في البورصات الأوروبية ومنها بورصة باريس. وكذا الشأن بالنسبة إلى الحرب على العراق في تلك الفترة على غرار ما هو عليه الأمر بالنسبة إلى كل الحروب التي تظل منطقتا الشرق الأوسط والخليج مسرحا لها لعدة اعتبارات من أهمها أن المنطقتين تشكلان عصب عمليات تزويد البلدان الصناعية الكبرى بحاجاتها من مواد الطاقة.
سن الرشد
ومهما يكن الأمر فإن مؤشر "كاك 40" قد بلغ سن الرشد تقريبا بعد ثلاث عشرة سنة على إطلاقه.بل إنه سجل رقما قياسيا يوم الرابع من شهر سبتمبر عام ألفين ببلوغه 6922نقطة لاسيما بعد اشتداد عود المضاربات على سوق تكنولوجيا الاتصال الحديثة. وككل المؤشرات الأساسية في بورصات العالم الأخرى اضطر مؤشر بورصة باريس إلى الانحسار بعد أحداث الحادي عشر سبتمبر عام ألفين وواحد. بل إنه انخفض يوم الثاني عشر مارس عام ألفين وثلاثة إلى ألفين وأربع مائة نقطة نتيجة هذه الأحداث وبسبب الاضطراب الذي شهدته سوق تكنولوجيا الاتصال الحديثة. وكان من الطبيعي أن يحصل هذا الاضطراب بعد أن تجاوزت كثير من بورصات العالم الحدود المعقولة في التعامل مع قيم الشركات التي استثمرت في هذا المجال. وكان الرأي السائد عند إطلاق سوق الاتصال الحديثة أن قوتها تكمن في البعد الافتراضي الذي تكتسيه هذه السوق فاتضح شيئا فشيئا أن لهذا البعد حدودا وأن الافتراضية لا يمكنها بأي حال من الأحوال أن تجاهل حقيقة مفادها أن الاقتصاد يظل مجالا يقوم على المعطيات الملموسة حتى وإن كانت البورصات فيه تتعامل في كثير من الأحيان مع الاقتصاد بواسطة الحدس.
وبرغم كل الهزات التي حصلت في بورصة باريس خلال العقدين الماضيين، فقد تسنى لمؤشر "كاك أربعين" تنزيل نفسه منزلة تحسدها عليها مؤشرات بورصات عالمية كثيرة من بينها مؤشر "دو دجونس" الأمريكي الذي ارتفعت قيمته خلال العقدين الماضيين بنسبة 482بالمائة بينما بلغت نسبة ارتفاع مؤشر بورصة باريس خلال الفترة عينها 534بالمائة.
وصحيح أن البورصة الأمريكية قد تضررت كثيرا خلال عام ألفين وسبعة بسبب أزمة الرهن العقاري الأمريكي العالي الخطورة. ومع ذلك فإن خبراء البورصة يقولون اليوم إن مؤشر "دو دجونس" قد تمرس شيئا فشيئا بهذه الأزمة التي لم تنته بعد على عكس مؤشر "كاك أربعين" الباريسي الذي يخشى أن تطاله الأزمة عامي ألفين وثمانية وألفين وتسعة. ومن حق المؤشر الباريسي أن يخاف ذلك لأسباب عديدة من أهممها أن عددا من المصارف الفرنسية تورط في سوق العقارات الأمريكية العالية الخطورة ولا يزال يتكتم على الأمر. زد على ذلك أن هذه المصارف تحتل مكانة مميزة في الشركات الفرنسية الكبرى التي تمخضت قبل عشرين سنة فولدت مؤشر "كاك أربعين".
فقد أطلق هذا المؤشر بشكل رسمي في الواحد والثلاثين من شهر ديسمبر عام ألف وتسع مائة وسبعة وثمانين بعد الأزمة الحادة التي طالت البورصات العالمية.و أصبح مؤشرا عمليا انطلاقا من الخامس عشر يونيو عام ألف وتسع مائة وثمانية وثمانين. وتم تشكيله من خلال قيم أربعين سهما من أسهم مائة شركة تعكس حيوية الاقتصاد الفرنسي وتعدديته. والواقع أن السنوات الأولى التي تلت إطلاق مؤشر "كاك أربعين" كانت صعبة بالنسبة إليه نظرا لعدة عوامل لديها صلة أساسا بثلاثة أحداث هي انحسار سوق العقارات في اليابان وانحسار الاقتصاد الألماني بعد توحيد الألمانيتين والحرب العراقية الأولى أي تلك التي شنت على العراق بعد اجتياح الكويت من قبل القوات العراقية في صيف عام تسعين من القرن الماضي. أما تأثر بورصة باريس وكثير من البورصات العالمية الأخرى سلبا بأزمة سوق العقارات الياباني آنذاك ،فكان يعزى أساسا إلى أن هذه السوق كانت تعد قبل تسعينات القرن الماضي من أفضل الأسواق العقارية في العالم وأن ازدهارها كان يعد لوحده عنصر اطمئنان بالنسبة إلى المستثمرين أنى يكونوا. وأما انحسار الاقتصاد الألماني لبعض الوقت في تسعينات القرن الماضي فإنه ناجم آنذاك عن النفقات الكبرى التي اضطرت ألمانيا إلى صرفها لإقامة بنى ت اقتصادية حتية جديدة في ما كان يسمى "ألمانيا الشرقية" بعد عملية توحيد الألمانيتين. وصحيح أن الاقتصاد الألماني كان ولا يزال قاطرة الاقتصاديات الأوروبية لمتانته وحيويته وجديته. و من ثم فإن الانتكاسة الظرفية التي شهدها في تسعينات القرن الماضي كان لديها أثرها في البورصات الأوروبية ومنها بورصة باريس. وكذا الشأن بالنسبة إلى الحرب على العراق في تلك الفترة على غرار ما هو عليه الأمر بالنسبة إلى كل الحروب التي تظل منطقتا الشرق الأوسط والخليج مسرحا لها لعدة اعتبارات من أهمها أن المنطقتين تشكلان عصب عمليات تزويد البلدان الصناعية الكبرى بحاجاتها من مواد الطاقة.
سن الرشد
ومهما يكن الأمر فإن مؤشر "كاك 40" قد بلغ سن الرشد تقريبا بعد ثلاث عشرة سنة على إطلاقه.بل إنه سجل رقما قياسيا يوم الرابع من شهر سبتمبر عام ألفين ببلوغه 6922نقطة لاسيما بعد اشتداد عود المضاربات على سوق تكنولوجيا الاتصال الحديثة. وككل المؤشرات الأساسية في بورصات العالم الأخرى اضطر مؤشر بورصة باريس إلى الانحسار بعد أحداث الحادي عشر سبتمبر عام ألفين وواحد. بل إنه انخفض يوم الثاني عشر مارس عام ألفين وثلاثة إلى ألفين وأربع مائة نقطة نتيجة هذه الأحداث وبسبب الاضطراب الذي شهدته سوق تكنولوجيا الاتصال الحديثة. وكان من الطبيعي أن يحصل هذا الاضطراب بعد أن تجاوزت كثير من بورصات العالم الحدود المعقولة في التعامل مع قيم الشركات التي استثمرت في هذا المجال. وكان الرأي السائد عند إطلاق سوق الاتصال الحديثة أن قوتها تكمن في البعد الافتراضي الذي تكتسيه هذه السوق فاتضح شيئا فشيئا أن لهذا البعد حدودا وأن الافتراضية لا يمكنها بأي حال من الأحوال أن تجاهل حقيقة مفادها أن الاقتصاد يظل مجالا يقوم على المعطيات الملموسة حتى وإن كانت البورصات فيه تتعامل في كثير من الأحيان مع الاقتصاد بواسطة الحدس.
وبرغم كل الهزات التي حصلت في بورصة باريس خلال العقدين الماضيين، فقد تسنى لمؤشر "كاك أربعين" تنزيل نفسه منزلة تحسدها عليها مؤشرات بورصات عالمية كثيرة من بينها مؤشر "دو دجونس" الأمريكي الذي ارتفعت قيمته خلال العقدين الماضيين بنسبة 482بالمائة بينما بلغت نسبة ارتفاع مؤشر بورصة باريس خلال الفترة عينها 534بالمائة.
وصحيح أن البورصة الأمريكية قد تضررت كثيرا خلال عام ألفين وسبعة بسبب أزمة الرهن العقاري الأمريكي العالي الخطورة. ومع ذلك فإن خبراء البورصة يقولون اليوم إن مؤشر "دو دجونس" قد تمرس شيئا فشيئا بهذه الأزمة التي لم تنته بعد على عكس مؤشر "كاك أربعين" الباريسي الذي يخشى أن تطاله الأزمة عامي ألفين وثمانية وألفين وتسعة. ومن حق المؤشر الباريسي أن يخاف ذلك لأسباب عديدة من أهممها أن عددا من المصارف الفرنسية تورط في سوق العقارات الأمريكية العالية الخطورة ولا يزال يتكتم على الأمر. زد على ذلك أن هذه المصارف تحتل مكانة مميزة في الشركات الفرنسية الكبرى التي تمخضت قبل عشرين سنة فولدت مؤشر "كاك أربعين".
مواضيع مماثلة
» سابك.. أزمة الرهن العقاري الأمريكية أضرت بأرباح الربع الأخير من 2006م
» اخبار جيدة عن مصابي اليوفي
» سقوط بلاكبرن ونتائج جيدة للإسبان
» اخبار جيدة عن مصابي ريال مدريد
» فييرا خضنا مباراة جيدة أمام إيطاليا
» اخبار جيدة عن مصابي اليوفي
» سقوط بلاكبرن ونتائج جيدة للإسبان
» اخبار جيدة عن مصابي ريال مدريد
» فييرا خضنا مباراة جيدة أمام إيطاليا
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى