المبعوث الأميركي لدى منظمة المؤتمر الإسلامي: محو شلل الأطفال في متناول اليد

من ميرل ديفيد كلرهالس، المحرر في موقع أميركا دوت غوف
واشنطن—أعلن المبعوث الأميركي لدى منظمة المؤتمر الإسلامي، رشاد حسين، أن محو داء شلل الأطفال على نطاق العالم أصبح قابلا للإنجاز، لكن الخطوة النهائية في ذلك الاتجاه ستقتضي التزاما دوليا متجددا وتعاونا ومشاركة المجتمعات في ذلك المجهود.

وأضاف حسين (راجعنص ( http://www.america.gov/st/texttrans-english/2010/September/20100928122201su0.134895.html ) كلمته كما تضمنها بيان للبعثة الأميركية لدى الأمم المتحدة بتاريخ 27 الجاري) خلال مؤتمر خاص حول استئصال شلل الأطفال عقد في نيويورك: "علينا تشجيع العمل الدؤوب وإعادة إيلاء انتباه سياسي وتقني في وجه ذلك المرض الآخذ في الانحسار، وأولويات أخرى منافسة، والإستعجال في توسيع عدد المانحين الماليين والمتعاطين بحيث يتجاوز عددهم عدد الذين أمنوا الموارد تقليديا، وبعضهم ربما يجاهد للحفاظ على مستويات دعمهم السابقة."

يذكر أن الولايات المتحدة ومنظمة المؤتمر الإسلامي شاركتا في رعاية حلقة نقاش عنوانها "من دوشانبي إلى داكار: شراكات خلاقة لاستئصال شلل الأطفال في بلدان منظمة المؤتمر الإسلامي". وفد نظمت الندوة في المقر العام لصندوق الطفولة العالمي (يونيسيف) في نيويورك.

وقال حسين إن شراكة الولايات المتحدة مع منظمة المؤتمر الإسلامي توفر دفعا متجددا للمجهود العالمي لمحو شلل الأطفال كما أن من فوائده تعزيز تعاون الولايات المتحدة مع المجتمعات الإسلامية في مسائل ذات اهتمام مشترك.

وحينما ألقى الرئيس أوباما خطابه التاريخي الموجه إلى العالم الإسلامي في القاهرة يوم 4 حزيران/يونيو 2009، أعلن أن الولايات المتحدة ستعمل مع المجتمعات الإسلامية لدفع عجلة أهداف مشتركة في النضال للقضاء نهائيا على داء شلل الأطفال.

وجاء في كلمة حسين: "لقد بدأنا المضي في ذلك المسار من خلال تضافر جهود مجموعة عازمة ومركزة لإطلاق المبادرة المشتركة للولايات المتحدة ومنظمة المؤتمر الإسلامية حول شلل الأطفال في كانون الأول/ديسمبر 2009. إضافة إلى ذلك، زادت الولايات المتحدة والمنظمة من نشاط استئصال شلل الأطفال على صعد ثنائية ومتعددة الأطراف لمواصلة تسليط الضوء على أهمية محو" هذه الآقة.

واستطرد قائلا: كما ذكر الرئيس أوباما في خطابه ( http://www.america.gov/st/texttrans-arabic/2010/September/20100924143047x0.5126632.html ) بتاريخ 22 الشهر الحالي حول تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية بحلول العام 2015 (راجع نصه بالعربية)، فإن المجهود الرامي إلى محو شلل الأطفال بات هدفا هاما من أهداف السياسة الخارجية الأميركية التي تتصل بإقامة شراكات عالمية.

وطبقا للمبادرة العالمية لمحو شلل الأطفال ( http://www.polioeradication.org/ ) (راجع موقعها)، تم التبليغ عن وقوع 663 حالة شلل أطفال في العالم أجمع في العام الحالي، مقابل 1020 حالة حتى نفس التاريخ من العام 2009. وأفادت تقارير من المبادرة أن شلل الأطفال مرض معد جدا يسببه فيروس يقتحم الجهاز العصبي ويمكن أن يسبب شللا كاملا في غضون ساعات. وفي حين يمكن للمرض أن يصيب الأفراد في أي سن فهو يبتلي الأطفال ما دون سن الثالثة بشكل أساسي والذين تشكل حالاتهم حوالي نصف مجموع حالات المرض.

وأفاد حسين كذلك أنه على مدى آلاف السنين ظل شلل الأطفال مرضا متوطنا، لكن في العام 1955 طور جوناس سوك أول لقاح ضد ذلك المرض وبعدئذ صار بمقدور العالم أن يباشر مجابهة الداء. وبعد خمس سنوات طور الدكتور ألبرت سابين لقاح شلل الأطفال الذي يتناول بالفم مما قدم للعالم سلاحا ثانيا ضد المرض وفتح المجال أمام استئصاله.

وأشار حسين إلى أن آخر حالة شلل أطفال سجلت في الولايات المتحدة في نهاية سبعينيات القرن الماضي كان سببها فيروسا شاردا.

وقد قدمت الولايات المتحدة مبلغا يربو على 1.8 بليون دولار للمبادرة العالمية لمحو شلل الأطفال منذ 1988 علاوة على دعم تقني موسع من مؤسسة مراكز ضبط الأمراض والوقاية منها التابعة للحكومة الأميركية.

كما أعلن الرئيس أوباما عن اقتراحه المتصل بمبادرته للصحة العالمية بتقديم 63 بليون دولار لمجهود يرمي إلى تحسين وزيادة وصول فقراء العالم لخدمات الرعاية الصحية، وهو ما يبرز التزام الولايات المتحدة بإستراتيجية صحية شاملة وعالمية من ضمنها محو شلل الأطفال.

لكن حسين أردف قائلا إن "حملات التلقيح والعمليات الطارئة في مجابهة تفشي المرض في مناطق من العالم لا تزال تواجه فجوات في التمويل. فالمبادرة العالمية لمحو شلل الأطفال تواجه حاليا عجزا قدره 810 ملايين دولار سيشكل عائقا في وجه تنفيذ خطة عمل المبادرة لفترة 2010-2012.