إسرائيل بحاجة إلى زعيم أكثر جرأة من أولمرت

تناولت الصحف البريطانية صدور تقرير لجنة فينوجراد في إسرائيل الأربعاء والذي بحث أسباب فشل الحكومة الإسرائيلية في تحقيق أهداف الحرب التي شنتها على لبنان في تموز/يوليو عام 2006 إثر اختطاف حزب الله لجنديين إسرائيليين.

وأشارت صحيفة الجارديان إلى أن التقرير لم يتطرق إلى القتل والدمار الذي أنزلتهما إسرائيل ـ كما تقول الصحيفة ـ بلبنان كرد على اختطاف جندييها واللذين لا يزالان مختطفين حتى ألان.

وقالت الصحيفة إن حزب الله لا يزال يقول إن الدرس الذي يمكن استقاؤه من هذه الحرب هو أنه بالإمكان الصمود أمام أقوى جيش في المنطقة.

واستطردت الصحيفة "صحيح أن قوات حزب الله قد تم إبعادها إلى ما وراء (نهر) الليطاني، إلا أنه كما قال أولمرت فإن الحزب يملك الآن صواريخ أبعد مدى بإمكانها ضرب العمق الإسرائيلي، وإن حزب الله قد أصبح أقوى.

وتقول الصحيفة إن هذا الاستنتاج لا يدفع إلى تفكير جديد داخل إسرائيل بل الحاصل هو العكس، وإن استنتاج أولمرت هو أنه إذا كانت حرب لبنان الثانية قد أضرت بسمعة إسرائيل العسكرية وبقدرة الردع التي تمتعت بها في المنطقة فهذا هو الوقت لاستردادها.

وتنبه الصحيفة إن هذا ليس الاستنتاج الوحيد الذي يمكن التوصل إليه من تقرير فينوجراد، وتقول إن على أي دولة حماية نفسها من انهمار الصواريخ على أراضيها، لكن عليها أيضا أن تبحث عن حلول سياسية حين تطيل الحلول العسكرية أمد دورة الموت والانتقام.

وتقول الصحيفة إن أولمرت يختفي الآن وراء الأسيجة والجدران قانعا بالمشاركة في مباحثات، وهو يعلم أن لا شيء سيتغير حقيقة.

وفي رأي الصحيفة فإن إن إسرائيل بحاجة إلى زعيم أكبر وأكثر جرأة منه، زعيم حقيقي يستطيع بعث السلام من بين رماد الحرب.

"أقل حدة من التقرير الأولي"

صحيفة الديلي تلغراف أشارت إلى أن تقرير لجنة فينوجراد الذي صدر الإربعاء قد اختلف في نتائجه عما نشر في التقرير الأولي الصادر أواخر نيسان/ إبريل الماضي.

وقالت الصحيفة إن التقرير الأولي ألقى بالمسؤولية الرئيسية في"الإخفاقات الخطيرة" في الأيام الأولى من الحرب على رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت ومعه وزير الدفاع حينئذ عمير بيريتز ورئيس أركانه دان حالوتس اللذان استقالا من منصبيهما بعد ذلك.

وأضافت أن التقرير بنتائجه وتوصياته سيخفف من الضغوط التي يتعرض لها أولمرت منذ شهور، والذي شاهد انخفاض شعبيته إلى أقل من 10% في الأسابيع الأولى من الحرب.

كما ستخفف نتائج التقرير ـ في رأي الصحيفة ـ من الضغوط التي يتعرض لها إيهود باراك وزير دفاع أولمرت الجديد والذي يتزعم كتلة حزب العمل الحاسمة جدا لبقاء الإئتلاف الهش الذي يحكم به أولمرت إسرائيل.

وكان باراك يتعرض لضغوط من أجل المطالبة باستقالة أولمرت أو على الأقل الدفع باتجاه إجراء انتخابات جديدة.

أما صحيفة الفاينانشيال تايمز فتستعرض التغير الذي طرأ على سياسات اولمرت من معارضة اتفاقيتي كامب دافيد وأوسلو إلى الدعوة إلى قيام دولتين فلسطينية وإسرائيلية، والتحذير من أن إسرائيل تجازف بأن تصبح دولة عنصرية.

كما تستعرض الصحيفة الخيارات المطروحة لحكم إسرائيل إذا ما استقال أولمرت، وتشير إلى اتهامات وجهها البعض له بالفساد.

وبعد هذا كله ترى الصحيفة أن أفضل ما يمكن أن يقوم به الإسرائيليون هو الإبقاء على أولمرت ـ الذي فقد الكثير من مصداقيته ـ وهم يضعون أيديهم على أنوفهم كي لا يستنشقوا الرائحة التي تزكمها (أي رغم تحفظاتهم عليه بسبب كل ما سبق).

صحيفة الاندبندت قالت إن التقرير كشف أن أولمرت كان في البداية معارضا للعملية البرية التي قام بها الجيش الإسرائيلي قبل وقف إطلاق النار، فيما كان وزير دفاعه عمير بيريتز يحبذها.

وفي افتتاحية لها بعنوان "حرب كارثية وزعيم أضعفت سلطته" قالت الإندبندت إن أشد ما خلفته الحرب على إسرائيل في الداخل هو ما أحدثته من تأثير سلبي على النفسية الأسرائيلية، بعد عجز أكثر الجيوش في العالم تقدما من الناحية التقنية عن توجيه ضربة قاصمة لمقاتلين مسلحين بصواريخ تقنيتها بسيطة.

الريال القطري والدولار

ونشرت صحيفة الفاينانشيال تايمز تقريرا حول إعلان مسؤولين قطريين قيام الدولة بمراجعة سياستها النقدية واحتمال فك ارتباط عملتها الريال القطري بالدولار واتخاذ إجراءات أخرى كربط الريال بسلة عملات في محاولة لكبح التضخم الشديد الذي يعاني منه اقتصاد البلاد.

وتقول الصحيفة إن من الإجراءات الأخرى التي تنظر فيها قطر إصدار سندات لامتصاص السيولة الفائضة، ولإعطاء البنك المركزي سيطرة أكبر على السياسة النقدية وكذلك تخفيض الإنفاق الحكومي

وتقول الصحيفة إن التضخم في البلاد قد ارتفع إلى نحو 12ـ13% خلال العامين الماضيين. وتضيف أنه يتوقع أن تتضاعف في الأعوام المقبلة عائدات قطر من استثمارات الغاز مع بدء تنفيذ مشاريع جيدة.

وفي رأي الصحيفة فإن قطر التي تستضيف أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في المنطقة معروفة بسياستها الخارجة عن المألوف، ولذا قد تكون أقل رهبة ـ من دول الخليج الأخرى التي تعاني من نفس الأزمة ـ في اتخاذ مثل هذا القرار شديد الحساسية سياسيا بفك الارتباط طويل الأمد بالدولار الأمريكي.

أفغانستان و"الحرية بعد التحرير"

على الصفحة الأولى تنشر صحيفة الاندبندنت قصة سيد برفيز كامبكش طالب الإعلام في أفغانستان والذي حكمت عليه محكمة إسلامية هناك بالإعدام بتهمة التجديف.

وتقول الصحيفة إن كامبكش حوكم بسبب تنزيله وتوزيعه تقريرا من موقع إلكتروني بالفارسية عن حرية المرأة يقول إن الإسلاميين المتشددين الذي يقولون إن القرآن الكريم قد برر قهر النساء أساؤوا تفسير أقوال النبي محمد.

وتقول الصحيفة إن هذا الحكم الذي صادق عليه حكام البلاد قد صدر في أفغانستان، لا أيام طالبان ولكن بعد "التحرير" وفي ظل الحكم الديمقراطي لحامد كرزاي حليف الغرب.

بينما تنشر صحيفة التايمز على صفحتها الأولى تقريرا بعنوان "قوات نصف مدربة لقتال طالبان"، تقول فيه إن نحو ألف من المجندين البريطانيين الجدد يواجهون إمكانية تقليص برنامج تدريبهم إلى النصف حتى يمكن إرسالهم على وجه السرعة إلى أفغانستان.