الصحف البريطانية: معاناة الغزاويين مع ظروف الحصار الاسرائيلي

اطار تغطيتها للاوضاع الصعبة التي يعيشها الفلسطينيون في قطاع غزة، خصصت صحيفة الانديبندنت مساحة كبيرة لاظهار المعاناة التي يمر بها هؤلاء من خلال متابعة ظروف الطفل ماهر العسيلي الذي يعاني من متاعب صحية خطيرة، تتفاقم وتصبح تهديدا لحياته عندما تنقطع الكهرباء في مخيم جباليا في غزة.

ماهر في الثانية عشرة من العمر، وهو مشلول منذ ست سنوات ونصف، ويعتمد اعتمادا شبه كامل على جهاز انعاش لمساعدته على التنفس.. وعندما تنقطع الكهرباء بسبب الحصار الذي تفرضه اسرائيل على القطاع بسبب صواريخ القسام التي يطلقها مسلحون فلسطينيون متشددون على جنوبي اسرائيل، تنتقل العائلة بسرعة إلى حالة الطوارئ لمساعدة ماهر على التنفس والبقاء على قيد الحياة.

شقيق ماهر، تقول الصحيفة، يتحرك بسرعة العارف والمتمكن مما يعرفه، إلى تشغيل آلة تنفس يدوية لانقاذ حياة شقيقه العاجز، وهكذا تنتقل مهمة مراقبة اوضاع ماهر من يد إلى يد اخرى بالتناوب بين افراد العائلة، حتى ابن الاخ يساهم في عملية ادامة حياة ماهر، بعد ان تنقطع الكهرباء بسبب نفاد الوقود الذي يشغل محطة توليد الطاقة الوحيدة في غزة بفعل الحصار الاسرائيلي.

ويقول مراسل الانديبندنت ان اسرائيل تجد نفسها في مواجهة مع جمعيات حقوق الانسان العالمية بسبب هذا الحصار الجماعي ضد سكان القطاع، وان والد ماهر يقول ان مطلقي الصواريخ لا يزيدون على مئة او مئتين، في حين ان سكان غزة يربون على مليون ونصف مليون نسمة.

قطع رقبته "كالخنزير"

الا ان الانشغال المشترك الذي غطته الصحف البريطانية الرئيسية هو الحديث عن المؤامرة التي تواطأ فيها عدد من المسلمين البريطانيين، وعلى رأسهم مخطط العملية وقائدها برفيز خان، الذي اراد قطع رقبة جندي بريطاني مسلم "مثل ذبح الخنزير، لاثارة الهلع والفزع بين صفوف القوات المسلحة البريطانية، وبين عموم الناس".

وخلال جلسات المحكمة التي تنظر في القضية المرفوعة على خان ومجموعته الارهابية السرية، قال الادعاء العام ان الاخير كان ناشطا في ارسال المال والمعدات إلى ارهابيين ينشطون قرب الحدود بين باكستان وافغانستان.

وتضمنت تلك النشاطات ارسال معدات مثل مناظير رؤية ليلية واجهزة بحث ميدانية تعمل بالليزر، وهواتف محمولة، وكاميرات مراقبة تعمل بمجسات الحركة، واجهزة تنصت.

اما عن اختطاف جندي بريطاني مسلم وذبحه بقطع رقبته وتصوير مشهد القتل لنشر الرعب بين الجنود البريطانيين وبين الناس بشكل عام، فهي فكرة نمت في رأس خان، على ان تنفذ من خلال استدراج جندي مسلم من شوارع برمنجهام اثناء تمضيته سهرة في المساء، ونقله بسيارة إلى كراج وقتله هناك وتصوير مشهد القتل.

وقالت الصحف البريطانية، التي نشرت صورا للمتهمين الستة، ان خان كان يرسل المواد إلى باكستان وافغانستان باعتبارها مواد اغاثة من الزلازل، وان التخطيط لاغتيال الجندي البريطاني المسلم كانت فكرة تطورت في عقل خان لانه كان يريد زيادة مساهمته في الجهاد، وانه، حسب قول الادعاء، كان شديد التطرف دينيا.

"ادفع كل ثروتي"

كما انشغلت الصحف البريطانية بقصة ستيفن سميث، الذي فاز بما يقرب من 40 مليون دولار في اليانصيب الوطني، إلا ان القدر كان له بالمرصاد، فالرجل يعاني من مرض نادر قد يقضي على حياته فجأة، وهو ما يضطره إلى البقاء في نطاق 30 كم عن اي مستشفى خشية تعرضه لنوبة من نوبات هذا المرض.

ويقول سميث، الذي تنشر الصحيف صورا له مع زوجته وهما يحتفلان بفوزهما بنحو 19 مليون جنيه استرليني، إنه مستعد للتخلي عن كل ثروته مقابل الحصول على وقت اطول للاستمتاع بالحياة مع زوجته آيدا، إلا ان الرياح بالنسبة لسميث تجري بما لا تشتهي السفن على ما يبدو.

ممنوع من اللعب

وتنفرد صحيفة التايمز بقصة اللاعب العراقي الدولي نشأت اكرم، الذي كان من المفترض ان يلعب لصالح فريق مانشستر سيتي، وهو من فرق الدوري الانكليزي الممتاز، لكن وزارة الداخلية البريطانية رفضت منحه اذن العمل، والسبب هو المنتخب العراقي ليس ضمن المنتخبات السبعين الافضل في العالم.

وقد ابرزت التايمز قصة نشأت اكرم على نحو استثنائي، حيث وضعتها في صفحتها الاولى مشفوعة بصورة له، وتحت عنوان: بطل كروي عراقي يمنع من اللعب في بريطانيا.

وخصصت الصحيفة صفحتها الثالثة لأكرم،حيث قالت انه هو صناع العاب المنتخب العراقي الذي وصل، وعلى نحو غير متوقع، ليتوج بطلا لآسيا، وتوحد العراقيون في مؤازرة فريقهم متجاوزين الانقسامات والاحتراب الطائفي الذي يمزق العراق.

وتنقل الصحيفة عن اكرم (23 عاما) قوله انه اراد ان يمهد الطريق لاخرين، وانه شعر ان القرار خذله وغشه، معتبرا ان قرار وزارة الداخلية البريطانية هو قرار ضد بلده العراق، المصنف رقم 72 في قائمة منتخبات العالم.

ويقول اكرم انه مستاء جدا، وان العراقيين مستائين جدا لهذا القرار، وهو يشعر بمرارة شديدة من صدوره، وهو احباط للعراقيين، الذي كانوا يأملون في ان يكون هو اول لاعب عراقي يلعب في الدوري الانكليزي الممتاز.

وتنقل الصحيفة عن السويدي سفين يوران اريسكون مدرب فريق مانشستر سيتي قوله ان القرار يمثل ضربة واحباطا قويا للفريق، وانه متعاطف جدا مع اكرم، الذي اعتبره لاعبا جيدا جدا وصاحب مهارات متميزة.