نجــــــــــــــــــــــــــــــــــــد


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

نجــــــــــــــــــــــــــــــــــــد
نجــــــــــــــــــــــــــــــــــــد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

معالجة الرسول الكريم للعنف في المجتمعات

اذهب الى الأسفل

معالجة الرسول الكريم للعنف في المجتمعات Empty معالجة الرسول الكريم للعنف في المجتمعات

مُساهمة من طرف dreamnagd الخميس نوفمبر 29, 2007 4:37 am


في هذه الأيام تعددت مظاهر الانفلات والعنف ولعل أخطرها مايجري في دور التربية والتعليم. تدهورت العلاقات بين الأساتذة والتلاميذ. وتطور الأمر إلي الضرب والاعتداء. مدرس أو ناظر مدرسة يعتدي علي تلميذ فيحدث به اصابات. وطالب يعتدي علي مدرس.
ووسائل الإعلام تفيض في تناول تلك الوقائع بصورة تثير الأسي والاستياء. وتدعونا جميعاً إلي تدارك الأمر واتخاذ الوسائل التي تكفل عودة العلاقة بين التلميذ والأستاذ إلي سابق عهدها في ذلك الزمن الجميل بحيث تتواكب العملية التعليمية مع طبيعة مجتمعنا العربي والإسلامي.
ولا شك أن انتشار مظاهر العنف في المدارس والمعاهد التعليمية تتطلب تحركاً سريعاً من جانب الخبراء في مجالات التعليم ومراكز البحوث التربوية وعقد الندوات واللقاءات ودراسة كل الأسباب والملابسات التي أدت إلي تفاقم الصورة واصدار التوصيات التي تتضمن مواجهة علمية وتعرض الحقائق دون تهوين أو تهويل بحيث نصل في النهاية إلي نتائج تؤدي علي الأقل إلي الحد من تلك المظاهر والمساهمة في اختفائها إلي الأبد.
ولا سبيل أمامنا للخروج من هذه المشاكل إلا بالرجوع إلي قيمنا الإسلامية الأصيلة التي تضع الحدود والفواصل لتلك المشاكل التي تؤرق الكثير من أولياء الأمور ومن قبلهم المدرسون والمسئولون عن شئون التعليم في كل المواقع ويعيشون مئات الوقائع بصفة شبه يومية.
في هذا المقام اضع أمام أساتذتنا من الخبراء والعلماء والباحثين بعض النماذج من الآداب الإسلامية والضوابط التي أرسي قواعدها معلم البشرية الأول سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم. وهي نبراس لكل من يريد الإصلاح بالصبر والحكمة اللتين يجب أن يضطلع بهما كل إنسان سواء الآباء أو الأمهات أو المسئولون عن التربية وتهذيب الأبناء في كل المراحل التعليمية بما يتناسب وطبيعة أعمار التلاميذ.
أضع أمام أساتذتنا من الباحثين واقعة محددة من تصرفات سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم وهي تنبئ عن أسلوب تربوي يجب أن نضعه نصب أعيننا ونحن بصدد بحث هذه الظاهرة. ففي عهد الرسول الكريم كان معاوية بن الحكم السلمي أحد أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم يصلي مع رسول الله وفي هذه الأثناء "عطس" أحد المصلين فقال له معاوية: يرحمك الله. فجعل الصحابة يضربون بأيديهم علي أفخاذهم لتنبيه الصحابي لتدارك الأمر ومعرفة أن ذلك لا يليق في الصلاة.
تعالوا ننظر إلي الأسلوب والضوابط التي لجأ إليها رسول الله لمعالجة هذا الموقف الذي أثار لغطاً وجدلاً بين الصحابة. فبعد أن انتهي صلي الله عليه وسلم من الصلاة التفت إلي معاوية قائلاً: إن هذه الصلاة لايصلح فيها شيء من كلام الناس. إنما هي التسبيح والتكبير وقراءة القرآن.. ولنترك معاوية يصف حديث رسول الله صلي الله عليه وسلم معه يقول: والله مارأيت معلماً قبله ولا بعده أحسن تعليماً منه. فوالله مازجرني ولا ضربني ولا شتمني وانما ارشدني إلي مايجب علي المسلم من ضوابط أثناء الصلاة. بكل هدوء ودون ضجر أو تعنيف. بحيث استطاع أن يصل بأسلوبه الحكيم إلي قلب هذا الصحابي بصورة تجعله يقلع عن ذلك باقتناع ورضا.
وتلك هي دائماً سماحة الإسلام في التربية التي تراعي ظروف البشر وتصل إلي أعماق الإنسان بهدوء وحكمة تؤكد أن الصبر والسماحة لا بديل عنهما أمام كل معلم يريد اصلاح أبنائه. خاصة في عصر العولمة والمعلومات وتواري القيم وابتعادها عن معاهدنا التعليمية.
نموذج آخر من هدي سيد الخلق صلي الله عليه وسلم.. فهاهو أنس بن مالك. يقول: خدمت النبي عشر سنوات. فما قال لي يوماً لشيء صنعته لِمَ صنعته؟ تواضع وحكمة وتصرف سليم من جانب المصطفي مما جعل انس يتفاني في خدمة الرسول باذلاً أقصي جهد من أجل الوصول إلي درجة يرضي عنها رسول الله صلي الله عليه وسلم. أسلوب تربوي ليتنا نلتفت إليه في كل شئون حياتنا ونتعلم من الرسول أن الرفق إذا صاحب أي عمل زانه وأن العنف في العمل يفسده ويؤدي إلي سوء العلاقة بين بني البشر.
نماذج متعددة في حياة سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم حدد بها الضوابط والقواعد التي تضفي علي المجتمعات الإسلامية الحكمة والاتزان في كل التصرفات. وهي أولي بالتطبيق في دور التعليم وجديرة بأن تكون ماثلة أمام الخبراء والأساتذة المهتمين باصلاح العملية التعليمية لكي نستطيع مواجهة أي مظاهر للعنف في تربية الأبناء. بما يتناسب وطبيعة مجتمعاتنا الشرقية التي كانت علي مدي أكثر من 14 قرنا من الزمان مثار الإعجاب والتقدير من الخصوم قبل الأصدقاء. وقد اغترف منها المسلمون والمعلمون في كل العصور المتعاقبة فكانوا نماذج وقدوة. اهتدي بهم الغرب وأوروبا.. وبهذا الأسلوب نهضت المجتمعات الإسلامية وبلغت درجات من الحضارة اشاد بها المستشرقون والمنصفون بالشرق والغرب. وبهذا الأسلوب أيضاً رأينا نجوماً من العلماء المسلمين كانت الحكمة والكلم الطيب هي الأساس المتين في علاقتهم مع تلاميذهم.
لكن من يتدبر هذه المبادئ والقيم من المفكرين والحكماء في ظل السماوات المفتوحة وثورة المعلومات والتكنولوجيا والقنوات الفضائية التي تبث الثقافات المتعددة وبعضها لا يتواءم مع قيمنا وتقاليدنا الإسلامية الأصيلة بالإضافة إلي طغيان المادة وتدليل الأبناء بصورة تبعدهم عن أساليب التقدم والحضارة؟.. ليتنا نعي هذه الحقائق. ونضع الضوابط التي تعيد إليها الوجه المشرق. ومكانتنا التي تليق بنا كأمة إسلامية.. ان في ذلك لذكري لمن كان له قلب أو ألقي السمع وهو شهيد.
" العزاوي " نقلا عن جريدة "المساء" المصرية

dreamnagd
dreamnagd
المراقــــــــب العـــــــــــــــــــــام
المراقــــــــب العـــــــــــــــــــــام

ذكر
عدد الرسائل : 19857
العمر : 57
مكان الإقامة : الرياض - نجد - وسط الجزيرة العربية
الوظيفة : أعمال حرة
الاهتمامات : الانترنت
نقاط : 241
تاريخ التسجيل : 19/05/2007

https://nagd.ahladalil.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى