مدينة أنابوليس التاريخية تستضيف مؤتمر سلام الشرق الأوسط

من طرف dreamnagd الثلاثاء أكتوبر 02, 2007 3:14 am

مدينة أنابوليس التاريخية تستضيف مؤتمر سلام الشرق الأوسط
(المندوبون الدوليون سيلتقون في المدينة الساحلية على خليج تشيسابيك في تشرين ثاني/نوفمبر)

واشنطن، 30 أيلول/سبتمبر 2007 – نقلت التقارير الصحفية عن مسؤولين أميركيين رسميين أن المدينة التاريخية الساحلية عاصمة ولاية ماريلاند أنابوليس ذات المناظر الخلابة، ستكون مقر اجتماع ينعقد فيها حول سلام الشرق الأوسط في تشرين الثاني/نوفمبر القادم.

ومن المقرر أن يصدر قريبا إعلان رسمي يتضمن قائمة بالمشاركين وجدول أعمال الاجتماع. وإذا ما تأكد عقد الاجتماع فإن اسم مدينة أنابوليس سيضاف إلى أسماء مواقع أخرى في ولاية ماريلاند بالقرب من واشنطن العاصمة سبق أن استضافت مفاوضات السلام التي رعتها الولايات المتحدة في الماضي. ولعل أفضل ما تعيه الذاكرة هو المنتجع والاستراحة الرئاسية كامب ديفيد في جبال كاتوكتن، ومركز المؤتمرات في واي ريفر بالقرب من خليج تشيسابيك، حيث جرت المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية في العام 1998.

وقد صرحت وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس في حديث لها عن المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية مع مجلس محرري شبكة سي بي إس يوم الجمعة 28 أيلول/سبتمبر بقولها "أعتقد أن تقدم الاستراتيجية هو ما سترونه من زخم نستطيع تحقيقه في إقامة الدولة (الفلسطينية) وما يمكن أن نحققه من زخم في تحسين معيشة الفلسطينيين، وما يمكن أن نحدثه من زخم في بناء المؤسسات الاقتصادية والسياسية."

وتقع مدينة أنابوليس على بعد نحو 50 كيلومترا إلى الشرق من واشنطن ولها تاريخ حافل يعود إلى فترة الاستعمار يعود إلى موعد إعلانها عاصمة لمستعمرة ماريلاند في العام 1694. وتعتبر دار الحكومة في أنابوليس التي أحرقت وأعيد بناؤها أقدم مبنى تشريعي مستمر الشغل في الولايات المتحدة.

وقد اعتبرت أنابوليس لفترة قصيرة أول عاصمة للبلاد في عهد السلم عندما انعقد فيها المؤتمر القاري في دار الحكومة في عامي 1784 و1784 للتصديق على معاهدة باريس التي أنهت حرب الثورة الأميركية.

ونمت مدينة أنابوليس وتطورت كميناء، وهي تنتعش اليوم كمركز حكومي ومقر لمؤسسات التكنولوجيا المتقدمة ومقصد للسياحة. وعلى الرغم من أن المدينة صغيرة نسبيا فهي جزء من محيط للعاصمة وضواحيها يضم 7,6 مليون نسمة.

وتحمل المدينة لقبها غير الرسمي "عاصمة أميركا للإبحار الشراعي." ففي أي وقت من أيام السنة تقريبا ترى المراكب من مختلف الأحجام صغيرها وكبيرها متراوحة بين تلك التي تنشر أشرعتها على سارية أو أكثر وبين البواخر الكبيرة واليخوت الآلية التي تمخر مياه خليج تشيسابيك.

وتحتضن أنابوليس أثنين من مشاهير المعاهد العلمية العليا أحدهما أكاديمية البحرية الأميركية التي تأسست في العام 1845 وتضم 4,400 طالب من طلبة ما قبل التخرج يتدربون كي يصبحوا ضباطا في البحرية الأميركية وفي مشاة البحرية. وربما تصبح الأكاديمية بما لحرمها من مناظر جميلة وما يتمتع به من حماية أمنية، طبقا لما ورد في وكالة أسوشيتد برس وجريدة واشنطن بوست، المكان الفعلي الذي سينعقد فيه اجتماع الشرق الأوسط.

وأنابوليس هي مقر كلية سانت جون أيضا، وهي كلية للآداب والفنون الحرة التي ترتكز مناهجها إلى التعليم من كتب التاريخ والأدب والعلوم والفلسفة والفنون العظيمة. ومع أن كلية سانت جون لا تتمتع بما تتمتع به أكاديمية البحرية من شهرة، فإنها ثالث أقدم معهد علمي عال في الولايات المتحدة.

وأكثر معالم أنابوليس ومحيطها جاذبية هو خليج تشيسابيك نفسه حيث تغطي مياهه وروافده نحو 11,600 كيلومتر مربع، وهو أكبر مجرى مائي في الولايات المتحدة، طبقا لبرنامج عام وخاص مشترك مخصص لحماية وتجديد النظام البيئي الفريد للخليج.

ويعيش في الخليج نحو 3,600 نوع من النباتات والأسماك والحيوانات، و29 نوعا من الطيور المائية المهاجرة. ويقول الخبراء إن الخليج ينتج أكثر من 225 مليون كيلوغرام من الأسماك والمواد الغذائية البحرية سنويا ويضم اثنين من أكبر الموانئ التجارية في الولايات المتحدة هما ميناء بلتيمور في ولاية ماريلاند وميناء هامبتون رودز في ولاية فرجينيا.

وقد صرحت رئيسة بلدية أنابوليس إلين موير لجريدة واشنطن بوست على أثر سماعها بنبأ الاجتماع بالقول "أنا لا أستطيع أن أفكر في مكان أكمل (للاجتماع)، وإنه ليشرفني، ويشرفني قطعا أنه ستكون لنا صلة."