(من السوق) المزايا الممنوحة للمؤسسات المالية بحاجة لإعادة نظر

ولا بد ان من تابع تفاصيل تلك التعاملات سيلحظ ان هناك كميات ضخمة تم عرضها اثناء التعاملات ووجدت تلبية من المشترين على نحو كبير لثقتهم بإمكانيات هذه الشركة ووضعها الاستثماري على المدى البعيد.

من اين اتت الكميات الضخمة على بترو رابغ؟ هل يملك الأفراد المكتتبون مثل تلك الكميات الكبيرة التي كانت تعرض؟ خاصة ان ماخصص لهم لا يتوازى مع العروض التي ظهرت، وأن اي اكتتاب سابق عادة ما يصاحبه عروض صغيرة من الأفراد ويرافقه تباطؤ في التداول .وليس لمثل هذا الحجم المهول ووتيرة التسارع الكبيرة التي صاحبت التنفيذ على بترو رابغ.

سيناريو التنفيذ على بترو رابغ خالف التوقعات التي سبقت تداولها حينما كانت تشير الى ان السوق ستتعرض لضغط بيعي تقوم من خلاله المحافظ الكبيرة باستجماع هذا السهم بأسعار دنيا حتى تنهي رغبتها بما ارادت الوصول اليه..

من حجم تجميعي لهذه الشركة الواعدة، بل واسهبت التوقعات بأن انزال السوق قسراً وبالهزة العنيفة التي حدثت في بعض ايام الأسبوع المنصرم هو امر كان له علاقة ببترو رابغ.

اذاً هل كان رفع السوق امس الأول متعمداً ليكون بمثابة الفرصة المناسبة للمؤسسات المالية لبيع ما خصص لها من أسهم بسعر مرتفع قياساً على وضع الشركة الحالي. ومن ثم العودة الى شرائه بسعر اقل عطفا على توقعات غير متفائلة بما ستمر به السوق المالية من تقلبات خلال الفترة المقبلة.

من الأفضل ان يتم تقييم تجربة الاستثمار المؤسساتي في السوق المالية السعودية التي تمت خلال الأشهر الماضية، والخروج بنتائج هذا التقييم واعادة النظر في المزايا التي تمنح للمؤسسات المالية تحت غطاء - بناء الأوامر - سواء كانت بنسبة 75بالمائة من الحجم المطروح كما حدث في اكتتابات سابقة او حتى بنسبة 25بالمائة كما حدث مع رابغ طالما انها ستبيعها فور ادراج الشركة المكتتبة بها.