زئير الأسد.. إيتو

يزأر الأسد فيخشاه منافسوه، ويتألق الكاميروني صامويل إيتو فيخشاه المدافعون. والعلاقة بين اللاعب وملك الغابة ليست ببعيدة، فمهاجم برشلونة الإسباني يعد أبرز نجوم منتخب بلاده -الملقب بالأسود غير المروضة- صاحب الصولات والجولات في منافسات القارة الإفريقية وفي المسابقات العالمية.

حب جماهير برشلونة لإيتو وحزنهم على رحيله المؤقت دفعهم بشكل جماعي إلى الهتاف باسمه قبل الذهاب للمشاركة مع بلاده في نهائيات الأمم الإفريقية في غانا التي تنطلق قبل أقل من أسبوع، ودوى صوت التصفيق له داخل مدرجات ملعب "كامب نو" بعد نهاية لقاء برشلونة مع ريال مورسيا والتي سجل فيها الكاميروني هدفين ليفوز فريقه برباعية نظيفة ضمن منافسات الجولة الـ19 من الدوري.

وكانت أهمية إيتو قد اتضحت سواء على ملعب الـ"كامب نو" أو بقميص منتخب بلاده بعد صراع كل من الاتحاد الكاميروني وبرشلونة للحصول على خدماته خلال الفترة المقبلة.

إلا أن رئيس برشلونة الإسباني خوان لابورتا قام بإجراء اتصالات هاتفية مكثفة مع مسؤولي الكرة في الكاميرون من أجل إقناعهم بالموافقة على تأخير عودة اللاعب لصفوف منتخب بلاده لأقصى فترة ممكنة لأن الفريق في حاجة إليه.

وبالعودة إلى لقاء مورسيا الأخير في "الليغا" كانت شاشة الاستاد تشير إلى تقدم النادي الكتالوني بهدفين دون رد حتى الدقيقة الـ75، وتوقع كل من في الملعب أن يقوم الهولندي فرانك ريكارد المدير الفني لبرشلونة بإخراج إيتو من المباراة حتى يعطيه فرصة للراحة قبل سفره السريع للانضمام إلى معسكر الكاميرون.

لكن اللاعب فاجأ منافسيه بهدف بعدها بدقيقتين عندما انطلق زميله الفرنسي تيري هنري في الجبهة اليسرى متجها نحو مرمى مورسيا ومرر الكرة عرضيا نحو إيتو الذي استقبل الكرة وسددها بقوة في الشباك لترتفع النتيجة إلى ثلاثة أهداف نظيفة.

ولم يكتف إيتو بهدف واحد، وأحرز الثاني قبل نهاية اللقاء بثلاث دقائق لتنتهي المباراة بعدها والجماهير تتسابق على تحيته قبل الفراق الإجباري، خصوصا وأنه لعب بشكل رائع ليساعد على تحقيق الفوز الكبير في ختام منافسات الدور الأول من مسابقة الدوري، ولا شك أنها ستتابع نجمها صاحب البشرة السمراء خلال مباريات بطولة إفريقيا لمساندته.

ما وصل إليه إيتو من مكانة في قلوب جماهير برشلونة لم يكن بالأمر السهل، وخصوصا عندما انضم لصفوف النادي الكتالوني مع بداية موسم 2004 قادما من ريال مايوركا بعدما جذب انتباه مسؤولي النادي الكتالوني الساعين لتدعيم الفريق أملا في العودة لمنصات التتويج بعد غياب دام أربع سنوات.

وقبل ذلك كان الكاميروني بمثابة اللاعب المنبوذ في صفوف ريال مدريد الذي لعب فيه منذ عام 1996 واستمر معه أربعة مواسم، لكنه لم يحظ خلالها بفرصة حقيقية للمشاركة، مما سبب له خيبة أمل دفعته للرحيل إلى ريال مايوركا.

بعد تألق إيتو مع مايوركا سارع الفريق الملكي في تقديم عرض لشرائه لكن فشلت المفاوضات بعد تصريح الكاميروني برفضه الانضمام لريال مدريد وخاصة تحت قيادة الرئيس السابق لورينزو ساينز.

وأضاف النجم الكاميروني في تصريحات لوسائل الإعلام الإسبانية حينها "لم أحب ريال مدريد إطلاقا منذ قدومي، لهذا السبب انتقلت إلى مايوركا، فعندما كنت ألعب ضد فريقي السابق كنت أشعر بالكراهية".

وكانت تلك التصريحات بمثابة الفيصل الذي دفع إيتو في اتجاه برشلونة الذي حقق معه لقب دوري الأبطال الأوروبي عام 2006، والدوري الإسباني عامي 2005، 2006 وكأسي السوبر المحلية في نفس العامين.

قوة الأسود تكتمل

عودة إيتو إلى معسكر منتخب بلاده في بوركينافاسو يعني أن قوة الأسود اكتملت لدخول منافسات غانا 2008 بقيادة الألماني أتوفيستر، فهناك إصرار على تخطي كافة العقبات في البطولة بدءا بمباريات المجموعة الثالثة التي تضم أيضا مصر والسودان وزامبيا.

وتشير الاستعدادات المبكرة لمنتخب الأسود إلى رغبة لاعبي الكاميرون في تعويض الإخفاق في بطولة إفريقيا عام 2006 بعد الخروج من دور الثمانية على يد كوت ديفوار بركلات الترجيح بعدما انتهى الوقت الأصلي بجانب الشوطين الإضافيين بنتيجة هدف لكل فريق.

ولا شك أن إيتو سيكون عليه العبء الأكبر في قيادة هجوم الكاميرون، خصوصا وأنه اللاعب الأبرز في الجبهة الأمامية التي تضم برتين تومو "إكسلسيور موسكرون البلجيكي"، ومحمدو إدريسو "دويسبورغ الألماني"، وجوزيف ديزيري جوب "نيس الفرنسي".

هذا بجانب الرغبة الشخصية لإيتو في محو الذكرى السيئة له مع بطولة الأمم الإفريقية السابقة عندما تسبب في ضياع فرصة بلاده في المنافسة على لقب المسابقة التي أقيمت في مصر بعدما أضاع ركلة الترجيح لتأهل الأفيال الإيفوارية إلى دور نصف النهائي مما تسبب في إحباط مهاجم برشلونة، خصوصا وأن جماهير بلاده كانت معتمدة عليه في الحصول على اللقب الإفريقي الخامس.