بورصات المنطقة هل بداية الطفرة؟!

راشد محمد الفوزان

نحب هذه الكلمة "طفرة" ونرددها كثيرا في نقاشنا الاقتصادي أو ما سبق أن مررنا به من "طفرة" اقتصادية، رغم أنني لا أفضل استخدام هذه العبارة أو المصطلح أن صح التعبير لأنها تعني ارتفاعا حادا في الطلب على السلع والخدمات والأسعار، ثم تراجع الطلب وليس الأسعار، الآن يتحدث الكثير عن "طفرة" في الأسواق الخليجية الذين يحبون ويفضلون دائما "التميز" سواء كان بمعنى أو بدون معنى، الحديث الآن عن طفرة البورصات الخليجية، لأسباب اقتصادية بحته، فبعد طفرة في السوق الأمريكي والأوربي والآسيوي، الآن نتحدث عن طفرة في الأسواق الخليجية الغنية "بالكاش" وهو ما يفتقده السوق العالمي "الكاش" فبعد أزمة الرهن العقاري وتوقعات كساد كبير في الولايات المتحدة، وأزمة أسيا وأوربا تبعتها، أصبحت النظرة مصوبة لدول "النفط" الخليج، الذي يسبح فوق بحر من الذهب الأسود وطاقة العالم وهو النفط، وأسعار النفط تسابق الأسعار لدينا وتلامس مائة دولار رغم ضعف الدولار، الأزمة الدولية الآن أزمة "كاش" مفقود، وأزمة أسواق وبورصات عالمية ستعاني الكثير من الضعف نظرا لضعف قوة النقد وأيضا ضعف النمو، وهنا توجه "رادارات" الشركات العالمية للخدمات المالية والمستثمرين لأسواق ناشئة جديدة، تحقق نمواً وتوفر نقداً عاليا جدا، وهي بطور النمو ولم تصل لمستويات التشبع في الإنتاج أو الخدمات، في ظل ضعف عالمي شامل، وهذا ما يضع الخيارات واسعة لدول المنطقة، وأن تضع شروطها وقوانينها في تقنين اندفاع هذه الأموال حتى لا تأتي بكارثة مستقبلا أي بعد سنوات، فرؤوس الأموال متحركة كالطيور المهاجرة تبحث عن الدفء والأمان دائما، وهذا ما سيضع دول الخليج وخصوصا المملكة على قائمة خيارات هذه الدول ومستثمريها، بأن تكون قبلة لهم في استثماراتهم، وهم يدركون أن الصناعة القائمة هنا هي "البتروكيماويات" خصوصا أو غالبها لأنها تستند على احتياطيات ضخمة نفطية بتكلفة زهيدة بلا ضرائب أو مشاكل، وبنفس الوقت دول الخليج تعاني من بطالة "اصطنعت" بسوء تخطيط وتوظيف، فستفتح للمستثمر الأجنبي الاستثمار لكي يوظف أكبر عدد ممكن وهذا جيد، المستثمرون لن يتجهوا للزراعة أو السياحة أو قطاعات لا ترتكز على مواد أولية طبيعية متوفرة بتكلفة غير متغيرة.

تقديري الشخصي أن كل ذلك منطقي جدا "طفرة أسواق الخليج" ولا يعني أننا هنا نعني ارتفاعات سعريهة تسابق الريح بقدر استمرار نمو يرتكز على معطيات مالية حقيقية، وهذا مهم مع قرارات وتشريعات تسمح بالمستثمر الأجنبي وتسهل علية كثيرا، فخيار الاستثمار هو الأكثر جدوى لأبناء هذا الوطن ودول المنطقة، وطبعا للشركات التي تملك دول المنطقة بها الميزة النسبية العالية وهي "النفط" والبتروكيماويات، فهل ندرك الدروس واقتناص الفرص للمستقبل؟!