واقع مهنة الهندسة في سوق العمل السعودي

من طرف dreamnagd الخميس يناير 10, 2008 6:08 pm

د. عادل بن محمد الشايع

أثناء انعقاد المؤتمر الهندسي السابع في جامعة الملك سعود، طالعتنا بعض الأوراق العلمية باحصائيات عن واقع مهنة الهندسة في سوق العمل السعودي، والتي مفادها ان القطاعين العام والخاص في المملكة العربية السعودية بحاجة ماسة لعدد كبير من المهندسين السعوديين في كافة المجالات الهندسية، كما ان هذه الاحصائيات اظهرت ان عدد غير السعوديين الممارسين لهذه المهنة في المملكة كبير جدا، وان عدداً كبيرا منهم يحمل مؤهلا وخبرة مشابهة لزملائهم السعوديين، بالاضافة لذلك اظهرت هذه الأوراق العلمية ان الاستفادة من ممارسي مهنة الهندسة من غير السعوديين محدودة وذلك لقصر اقامتهم في المملكة.

ولكن المتطلع لواقع مهنة الهندسة في سوق العمل السعودي، يجد ان الهيئات المسؤولة عن التوظيف في القطاعين العام والخاص لم تشعر بهذه الحاجة بل ان البعض منها يرى ان تأهيل المهندس السعودي ضعيف اذا ما قورن بغير السعودي ولا يرقى لمتطلبات العمل وهذه الرؤيا ادت الى تأخير بل واعاقة الاستفادة من خريجي هذه المهنة من السعوديين.

الغريب في الأمر هو هذا التناقض بين ما بينته الاحصائيات من حاجة ماسة لممارسي هذه المهنة من السعوديين في سوق العمل السعودي، وبين الواقع المحسوس لهذه المهنة في هذا السوق المتمثلة في ردة فعل الهيئات المسؤولة عن التوظيف، والاغرب من هذا هو ان هذه الهيئات ترى أن تأهيل خريجي هذه المهنة من السعوديين ضعيف بشكل عام بالرغم انها لا تعلم ماذا يقدم لهؤلاء اثناء تحصيلهم الجامعي من تأهيل في جميع جوانب هذه المهنة، بل ان بعض هذه الهيئات لا يعلم ماهية التخصصات الهندسية، والبعض الآخر يجهل الفرق بين الفني والمهندس، وكمثال على هذا فقد طالب مسؤول كبير في إحدى الشركات الكبرى أثناء المؤتمر بتأهيل خريجي الهندسة في مجال اقتصاديات التصنيع على الرغم من ان هذا الجانب يغطي حاليا في برامج بعض التخصصات الهندسية، وآخر يرى ان الخريجين الحاصلين على شهادات في تخصصات الهندسة الكهربائية والميكانيكية اكثر ندرة من الخريجين الحاصلين على شهادات في تخصصات الهندسة الصناعية والكيميائية، كما ان اخر يرى بأن اعمال تخصص معين من التخصصات الهندسية كأعمال الصيانة (احد مجالات الهندسة الصناعية) يمكن ان يمارسها متخصص في تخصص هندسي آخر كالهندسة الميكانيكية أو الكهربائية.

ولتصحيح هذا الواقع، فإن هناك عدة امور مقترحة يفضل ان تتبناها الجهات المسؤولة عن التوظيف في القطاعين العام والخاص، وكذلك كليات الهندسة في الجامعات، وتتلخص هذه الامور في التالي:

1- بذل المسؤولين عن التوظيف ومديري الادارات الفنية في القطاعين العام والخاص جهدا كبيرا للتعرف على ماهية التخصصات الهندسية والفوارق ما بين هذه التخصصات وذلك من خلال الزيارات الميدانية للكليات والاجتماع بمسؤوليها.

2- اطلاع المسؤولين عن التوظيف في القطاعين العام والخاص على الخطط الدراسية المؤهلة للخرجين واهدافها من خلال التعاون المشترك مع كليات الهندسة في الجامعات.

3- اطلاع المسؤولين عن التوظيف في القطاعين العام والخاص على المهارات والمعارف والمعلومات التي يحصل عليها الخريج بعد تخرجه ومقارنتها مع ما هو مطلوب من مهارات وقدرات للوظائف المراد شغلها في هذين القطاعين وذلك من أجل وضع الخريج في الوظيفة التي تتناسب مع قدراته ومهاراته.

4- تعريف الكليات الهندسية في الجامعات بحاجة هذين القطاعين من مهارات وقدرات هندسية وطلب المساعدة من هذه الكليات في تحديد التخصصات الهندسية التي تفي بهذه الحاجة.

5- مشاركة الجهات في القطاعين العام والخاص في اعداد الخطط الدراسية للتخصصات الهندسية ووضع اهدافها.

@ عضو هيئة التدريس

قسم الهندسة الصناعية

جامعة الملك سعود