قرارات الكونغرس غير الملزمة يمكنها أن تثير المشاعر

من طرف dreamnagd الإثنين أكتوبر 22, 2007 7:06 pm

قرارات الكونغرس غير الملزمة يمكنها أن تثير المشاعر
(النواب يستعملون القرارات للتجاوب مع رغبات ناخبيهم)

من إريك غرين ، المحرر في يو أس إنفو
واشنطن، 19 تشرين الأول/أكتوبر 2007 – على الرغم من أن قرارات الكونغرس غير الملزمة ليست لها قوة القانون وغالبا ما تمر دون أن يلاحظها أحد، فإنها يمكن أن تثير المشاعر.

ويقول جاكسون ديل، نائب رئيس تحرير صفحة الرأي في جريدة الواشنطن بوست لموقع يو أس إنفو إن الكونغرس يمكنه أن يستخدم القرارات غير الملزمة كخطوة أولى نحو صياغة تشريعات في المستقبل، أي أنه يستعملها لجس نبض بقية أعضاء الكونغرس بالنسبة إلى المواضيع التي تتطرق إليها.

وقال ديل إن القرارات غير الملزمة لها عدة غايات، فالكونغرس يستطيع أن يستخدمها "لمجرد تسجيل موقف" من قضية، لتهدئة مخاوف الناخبين أو للضغط على البيت الأبيض بشأن قضية معينة.

وتحدث ديل عن قرار غير ملزم في مجلس النواب أحيط بدعاية واسعة يصف القتل الجماعي للأرمن في ظل الإمبراطورية العثمانية من 1915 إلى 1917 بأنه "إبادة جماعية".

ويذكر أن 70,000 مواطن من أصل أرمني يعيشون في دائرة الراعي الرئيسي للقرار، النائب آدم شيف من كاليفورنيا، في لوس أنجلوس. ويقول ديل، إن النائب الديمقراطي "لم يخف حقيقة أنه يحاول تهدئة مخاوفهم."

وقال ديل، إن مؤيدة أخرى للقرار، وهي رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي من كاليفورنيا، لديها كثير من الناخبين الأرمن في دائرتها الانتخابية في سان فرانسيسكو.

وأضاف ديل أن بيلوسي دعمت القرار منذ زمن بعيد لكنها لم تستطيع أن تنقل الإجراء إلى كامل المجلس لكي يصوت عليه جميع الأعضاء الـ 435 لأن الجمهوريين كانوا يحتفظون بالأغلبية في مجلس النواب. وقد أعطى ارتقاء بيلوسي إلى منصب رئيسة المجلس – وهو أعلى منصب في الكونغرس – بعد انتخابات نصف الولاية الأميركية عام 2006، متبني القرار "فرصة جديدة" لعرضه على جميع أعضاء المجلس للتصويت.

وقد كرر الرئيس بوش في 17 تشرين الأول/أكتوبر دعوته للكونغرس بألا يوافق على القرار.

وقال بوش في مؤتمر صحفي عقده في البيت الأبيض، " هناك أمر يتوجب على الكونغرس ألا يفعله هو أن لا يعود إلى السجل التاريخي للإمبراطورية العثمانية."

وقد سأل ديل في مقال نشر في صحيفة الواشنطن بوست في 5 آذار/مارس عما إذا كانت قرارات الكونغرس غير الملزمة هي حقا ذات شأن.

وقال ديل في مقاله، "إن معظم هذه القرارات يجري تجاهلها من قبل الجميع باستثناء المصالح الخاصة التي تكون القرارات عادة موجهة إليها." لكن ديل اختتم بالقول إنه في قضية الأرمن، قرار الإبادة البشرية مهم بسبب مضامينه بالنسبة إلى سياسة الولايات المتحدة الخارجية.

ويستخدم الكونغرس عادة عدة أنواع من القرارات وفقا للظروف. فالقرار المتزامن مثلا يستطيع أن يشكل لجانا مشتركة، ويفوض بطبع وثائق تابعة للكونغرس أو يحدد تاريخا للكونغرس كي ينفض. ويمكن للقرارات المتزامنة أيضا أن تعبر عن شعور الكونغرس بالنسبة إلى مسائل عديدة تتصل بالسياستين الخارجية والداخلية.

وعلى نقيض ذلك، فإن قرارا مشتركا، يتخذه مجلسا الكونغرس، إذا وقعه الرئيس، تصبح له قوة القانون. فالقرار المشترك حول خليج تونكين مثلا، أدى إلى ما يقول المؤرخون إنه توسيع لنطاق حرب فيتنام.

ويقول ألان ليتشمان، أستاذ التاريخ في الجامعة الأميركية بواشنطن، إن قرارا غير ملزم، كذاك المتصل بالعنف ضد الأرمن قبل مئة عام، لا يغير سياسة الولايات المتحدة، "لأنه ليست له قوة القانون."

وقال ليتشمان لإذاعة صوت أميركا إن القرارات غير الملزمة شائعة، خصوصا في تلك المسائل حيث لا يريد الكونغرس أن يغير السياسة أو يفتقر إلى الأصوات اللازمة لعمل ذلك.

تعليق خبير في شؤون الكونغرس

قال نورمان أورنستين، الباحث الكبير في معهد أميركان انتبرايز في واشنطن، إن القرارات غير الملزمة تدور كلها حول السياسات.

وقال لموقع يو أس إنفو إن أعضاء الكونغرس يستعملون القرارات غير الملزمة على أمل أن يكون لها تأثير على "الرأي العام بما يكفي لجعلها تؤثر على السياسة."

وقال أورنستين، الذي يظهر مرات عديدة على التلفزيون الأميركي بصفته معلقا خبيرا في السياسات، والكونغرس والانتخابات، إن القرارات غير الملزمة لا تحوّل إلى الرئيس في أعقاب الموافقة عليها من قبل الكونغرس، بل إن القرارات تستعمل، خلافا لذلك، ك "رمز" لرأي أو شعور للكونغرس بالنسبة إلى قضية ما.

وأضاف أورنستين قائلا، إن الرمزية، على أي حال، ليست "بلا معنى، وكان القرار المتعلق بالأرمن، "طريقة رخيصة وسهلة" لكي "يعبر أعضاء الكونغرس بها عن تضامنهم مع الشعب الأرمني، خصوصا مع الأرمن الأميركيين."

وقال أورنستين إن القرار "كان مطروحا منذ مدة طويلة" بسبب "العدد الكبير للسكان" الأرمن الأميركيين في الولايات المتحدة.

وقال إن الأرمن الأميركيين، هم "سكان أثرياء جدا ويحسنون شرح قضاياهم" كما أن "لديهم "مشاعر قوية" تجاه مقتل مواطنيهم في عهد الإمبراطورية العثمانية.

وقال أورنستين إن الأرمن، كانوا يضغطون في الولايات المتحدة وعلى صعيد العالم من أجل الاعتراف بالقتل الجماعي الذي لحق بهم.

وقال، إن عددا كبيرا من أعضاء الكونغرس يعتقد بأن ما حدث للأرمن عام 1915 كان "فظائع خطيرة" وإذ أقر أعضاء الكونغرس بأن قرارا غير ملزم هو رمزي فقط، قالوا "لم لا يجري إقرار الإجراء؟"

لكن أورنستين قال إن الرمزية "تحولت إلى شيء بالغ الخطورة" بمضاعفات هائلة في السياسة الخارجية جعلت القرار يفقد الدعم له في الكونغرس.

وقال أورنستين، إن من الواضح أن أعضاء الكونغرس "بدأوا يعون الرسالة" وهي أنه نظرا إلى قابلية القضية للاشتعال فإن القرار المتعلق بالأرمن هو "لعب بالنار."
****