أزمة مالية تهدد الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان بسبب انعدام التبرعات

وقالت عضو الجمعية الدكتورة سهيلة زين العابدين ل"الرياض" إن الجمعية لم تتلق حتى الان أي دعم مالي من أي جهة مما تسبب في صعوبات مالية بعد ارتفاع مصروفاتها نتيجة التوسع في الدراسات والأبحاث والتوظيف وفتح أفرع لها في عدة مدن بالإضافة إلى كثرة الشكاوى اليومية التي تصلها حيث وصلها حتى الان 11ألف قضية تتعلق بحقوق مالية وإدارية وأحوال شخصية وقضائية وعنف أسري وحقوق أفراد لدى جهات تنفيذية وقطاع خاص وتم البت في عدد كبير منها والتوصل إلى حلول لها.

وأضافت زين العابدين أن الجمعية لجأت عبر مستشاريها الاقتصاديين إلى استثمار مبلغ ال 100مليون ريال في سوق الأسهم وبعض العقارات البسيطة ولكن تعرض السوق لخسائر متوالية أدى إلى انسحابها من السوق دون خسائر غير انه قلل كثيرا من دخل الجمعية خاصة أن العوائد العقارية لا تحقق دخلا عاليا وهذا جعل الجمعية بحاجة إلى التبرعات المالية لدعم مشروعاتها وتحقيق أهدافها.

وأكدت زين العابدين أن الجمعية لا تقبل أي دعم خارجي حتى لو أبدت أي جهة استعدادها لذلك مشيرة إلى أن الدخل الحالي من استثمارات الجمعية يغطي فقط المصروفات.

ووصفت زين العابدين احتياجات الجمعية المالية بأنها كبيرة جدا حيث تعمل على انجاز العديد من البحوث والدراسات وهي بطبيعتها مكلفة كما تعمل على تأسيس مركز للمعلومات والإحصاء والتوظيف بتكلفة 3ملايين ريال سنويا كما أن نشرة حقوق التي تصدرها الجمعية بانتظام وتوزع مجانا تكلف مبالغ مالية كبيرة بالإضافة إلى رواتب العاملين التي تكلف الجمعية نحو 100ألف ريال سنويا لكل موظف شاملة التأمينات الاجتماعية والتأمين الصحي كما أن مشاركات الأعضاء في المؤتمرات وسفرهم وسكنهم يتم على حساب الجمعية بالإضافة إلى النقص الكبير في عدد الموظفين حيث تضم الان نحو 50موظفا وتحتاج أقسام وأفرع الجمعية إلى ضعف هذا العدد لان العمل يزداد والمهام تتوسع مما يعني الحاجة إلى رفع طاقم العمل.

ونفت زين العابدين تعرض ميزانية الجمعية للخطر مشيرة إلى أن الأمر ينحصر في ارتفاع المصروفات وانخفاض الدخل مما استدعى الترتيب لاجتماع بين اللجنة المالية والاستثمارية ومجلس الجمعية التنفيذي للبحث عن طرق جديدة ومنافذ استثمارية مضمونة ترفع دخل الجمعية لتتمكن من تغطية مصروفاتها ومنها إنشاء برج مكون من 22طابقا بتكلفة 30مليون ريال ليكون مقرا للجمعية واستثمارا ثابتا لها في الرياض.

وطالبت زين العابدين رجال الأعمال والقطاع الخاص دعم الجمعية من خلال تبني مشروعاتها مثل تأسيس مركز المعلومات وتبني مشروعات لجنة الثقافة والنشر ودعم دراسات وأبحاث الجمعية وكذلك تبني تنظيم ورش العمل التي تقوم بها الجمعية في مختلف المجالات.

وأشارت زين العابدين إلى أن العمل يجري حاليا لطرح العديد من الحلول التمويلية للجمعية حتى لا تصل إلى مرحلة تتوقف عندها إمكانات الجمعية ومن ثم تتعطل مشروعاتها بسبب غياب الدعم المادي مؤكدة أن الجمعية لن تستطيع تحقيق أهدافها إذا استمر الوضع الحالي الذي يغيب معه الدعم المالي.

من جهة أخرى أكدت زين العابدين أن العنف الأسري أصبح يشكل ظاهرة مخيفة في المجتمع حيث ارتفعت نسبة الشكاوى التي تصل للجمعية من العنف الأسري وقضايا الأحوال الشخصية خلال ثلاث سنوات بنسبة 16% .