توسعة الساحات الشمالية للمسجد الحرام ترفع أسعار عقارات مكة إ

وأكدت أوساط عقارية في مكة ل "الرياض" بانه سوف تتجه سيولة كبيرة من المنطقة المركزية المحيطة بالحرم المكي الشريف إلى المناطق العشوائية القريبة من الحرم والمخططات السكنية الجديدة حيث بدأ أصحابها في رفع الأسعار واستغلال الوضع الذي تعيشه عقارات مكة بعد قرار التوسعة، وخاصة أنها سجلت صفقات عقارية ب 600مليون ريال خلال خمسة أيام الماضية.

وتحدث رجال الاعمال والعقاري أسامة فرغلي بان المناطق العشوائية القريبة من الحرم ارتفعت أسعار العقار والأراضي فيها بنسبة 100في المائة بعد صدور قرار خادم الحرمين الشريفين الملك عبدا لله بن عبدا لعزيز- حفظة الله- بتوسعة الساحات الشمالية للمسجد الحرام حيث كان سعر المتر فيها ب 10آلاف ريال وبعد قرار التوسعة وصل إلى 30ألف ريال للمتر الواحد وكذلك زيادة في أسعار العمائر السكنية حيث هناك عمارة معروضة قبل صدور القرار بثلاثة ملايين ريال وأصبحت الآن بأربعة ملايين ونصف.

وأشار بان المناطق التي ارتفعت فيها الأسعار حي جرول وحي المعابدة وحي الحفائر وحي العزيزية حيث زاد سعر المتر فيها اضعافا مضاعفة حيث وصل سعر المتر في الدائري الثاني وصل إلى 300ألف للمتر.

وأضاف الفرغلي بان أسواق العقار بمكة المكرمة مقبلة على قفزة وطفرة كبيرة لان هناك سيولة تصل إلى 6مليارات ريال سوف يستفيد منها أصحاب الأملاك في الاحياء القريبة من الحرم المكي الشريف وفي المخططات السكنية الحديثة التي قام أصحابها باستغلال هذا الوضع وحاجة الناس في امتلاك أراض أو عمائر سكنية.

من جهته قال رئيس اللجنة العقارية بالغرفة التجارية الصناعية بمكة المكرمة منصور ابورياش بان أسعار الأراضي والعمائر السكنية ارتفعت بشكل خيالي تجاوزت نسبتها 100في المائة وذلك لعدة أسباب ومنها توسعة الساحات الشمالية للمسجد الحرام.

وزاد "قرار التوسعة شجع التجار وأصحاب العقار لزيادة دخلهم واستغلال هذا الوضع حيث لا تتوفر هناك مساحة مكانية بعد نزع العقارات التي حول الحرم فقرر أصحاب العقارات المنزوعة الاتجاه إلى المناطق العشوائية القريبة من الحرم المكي الشريف والمخططات الجديدة المترامية في اطراف العاصمة المقدسة.

وأضاف أبو رياش بان الاحياء القريبة من الحرم المكي كل 12ساعة تتغير الأسعار وكل أسبوع يتزايد العقار من 5إلى 10في المائة، مشيراً بان سيولة مثل 6مليارات في ايدى المواطنين تجعل شريحة منهم تتجه إلى المناطق القريبة من الحرم وشريحة أخرى تتجه إلى المخططات السكنية الحديثة وشريحة تتجه لبناء عمائر سكنية للاستفادة منها حيث كانت أملاكهم مجمدة لحوالي 18سنة لم يستطيعوا الاستفادة منها والان يبحثون عن أماكن تتيح لهم الاستثمار والاستفادة من السيولة. وأوضح أبو رياش بان المناطق العشوائية القريبة من الحرم هي مطلب الكثير من أصحاب العقارات المنزوعة وهي حي المعابدة وحي العزيزية وحي الحفاير وحي جرول وكذلك الطريق الدائري الثاني مؤكداً بأنه تم تسجيل صفقات عقارية بقيمة إجمالية وصلت 600مليون ريال.

كما تحدث العقاري عبدالعزيز الغامدي بان نزع ملكية 1000عقار لتوسعة الساحات الشمالية للمسجد الحرام بتكلفة 6مليارات ريال سيولة كبيرة قفزت بأسعار العقار في مكة المكرمة إلى أسعار خيالية حيث ارتفع سعر بيع الأراضي من 300ألف ريال إلى 450ألف ريال، مشيراً بان أصحاب بعض العقارات المعروضة أوقف عرضه والبعض الاخر قام بتغيير سعر العرض إلى اضعاف مضاعفة بحجة ان هناك سيولة سوف تحدث طفرة اقتصادية في العاصمة المقدسة.

وأضاف الغامدي بأنه بدأ اتجاه العديد من أصحاب العقارات المنزوعة التوجه إلى المناطق القريبة من الحرم والمخططات السكنية الجديدة واستثمار تلك السيولة الكبيرة التي قد تحول بعض المخططات إلى مناطق سكنية راقية.

وكان قد صدرت السبت قبل الماضي موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - على تنفيذ مشروع لتوسعة الساحات الشمالية للمسجد الحرام.

أعلن ذلك في حينها صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالعزيز وزير الشؤون البلدية والقروية رئيس هيئة تطوير مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة.

وقال سموه إن هذه التوسعة تشمل إضافة ساحات شمالية للحرم بعمق 380مترا تقريبا وأنفاق للمشاة ومحطة للخدمات، مشيراً إلى أن الموافقة الكريمة قضت بالبدء في نزع ملكيات العقارات الموجودة بالمنطقتين الشمالية والشمالية الغربية للحرم بمساحة ثلاثمائة ألف متر مسطح تقريبا.

وفي وقت سابق، كان قد ذكر تقرير لشركة مزايا أن مدينة مكة المكرمة ومحيطها تشهد في الوقت الحالي نمواً عقارياً كبيراً عبر مشاريع مختلفة تشيد حول المسجد الحرام وفي المنطقة المركزية، وحسب التقديرات الأخيرة فإن حجم الاستثمار في مكة المكرمة ارتفع إلى 750مليار ريال، وهو رقم مرشح للارتفاع بازدياد حجم الأعمال والاستثمارات والتي يعلن عنها بين الحين والآخر والتي تطرح بشكل دوري ولا تتأثر بمواسم العقار، وأشار التقرير أن كثيرا العقاريين في السعودية يؤكدون أن مكة المكرمة من أفضل المدن السعودية في التداول العقاري طوال السنة.

ولاحظ التقرير إقبالاً كبيراً من المسلمين غير السعوديين عامة ومن الدول الغربية بشكل خاص على شراء العقارات في مكة المكرمة، بعد أن سمحت المملكة لأول مرة للأجانب بتملك الشقق لمدة 25عاماً قابلة للتجديد.